عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

مسائل النصراني و الإمام الباقر ع

مسائل النصراني و الإمام الباقر ع

حدثني أبي عن إسماعيل بن أبان عن عمر [عمير] بن عبد الله الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين ع من المدينة إلى الشام، و كان ينزله معه فكان يقعد مع الناس في مجالسهم فبينما هو قاعد و عنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال ما لهؤلاء القوم أ لهم عيد اليوم قالوا لا يا ابن رسول الله و لكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في مثل هذا اليوم فيخرجونه و يسألونه عما يريدون و عما يكون في عامهم قال أبو جعفر ع و له علم فقالوا هو من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى (ع)، قال لهم نذهب إليه، فقالوا ذاك إليك يا ابن رسول الله، قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه و مضى هو و أصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، قال فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو و أصحابه، فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى، ثم قصد أبا جعفر (ع) فقال أ منا أنت أم من الأمة المرحومة فقال أبو جعفر (ع) من الأمة المرحومة، قال فمن علمائهم أنت أم من جهالهم قال لست من جهالهم، قال النصراني أسألك أو تسألني فقال أبو جعفر (ع) سلني، فقال يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول اسألني إن هذا لعالم بالمسائل ثم قال يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل و لا هي من النهار أي ساعة هي قال أبو جعفر (ع) ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني فإذا لم يكن من ساعات الليل و لا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي فقال أبو جعفر (ع) من ساعات الجنة و فيها

 

                         تفسيرالقمي ج : 1 ص : 99

تفيق مرضى، فقال النصراني أصبت فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر (ع) سلني، قال يا معشر النصارى إن هذا لملي‌ء بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون و لا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا، قال أبو جعفر (ع) هذا هو الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه و لا يتغوط، قال النصراني أصبت أ لم تقل ما أنا من علمائهم قال أبو جعفر (ع) إنما قلت لك ما أنا من جهالهم، قال النصراني فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر (ع) سلني قال يا معشر النصارى لأسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل قال أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه بابنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة و وضعتهما في ساعة واحدة و ماتا في ساعة واحدة و دفنا في ساعة واحدة في قبر واحد عاش أحدهما خمسين و مائة سنة و عاش الآخر خمسين سنة من هما قال أبو جعفر (ع) هما عزير و عزرة كانت حملت أمهما على ما وصفت، و وضعتهما على ما وصفت، و عاش عزرة و عزير ثلاثين سنة ثم أمات الله عزيرا مائة سنة و بقي عزرة يحيي ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة و ماتا جميعا في ساعة واحدة فدفنا في قبر واحد، قال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف و هذا بالشام ردوني إلى كهفي فردوه إلى كهفه و رجع النصارى مع أبي جعفر (ع)

و قوله شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ قال قائما بالقسط معطوف على قوله شَهِدَ اللَّهُ و القسط العدل إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ قال التسليم لله و لأوليائه و هو التصديق، و قد سمى الله الإيمان تصديقا

حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أي جعفر (ع) قال إن الله فضل الإيمان على الإسلام بدرجة كما فضل الكعبة على المسجد الحرام بدرجة

قال و حدثني محمد بن يحيى البغدادي رفع الحديث إلى أمير المؤمنين ع أنه قال لأنسبن‌

 

                         تفسيرالقمي ج : 1 ص : 100

الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي و لا ينسبها أحد بعدي الإسلام هو التسليم، و التسليم هو اليقين، و اليقين هو التصديق، فالتصديق هو الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل و المؤمن من أخذ دينه عن ربه إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله و إن الكافر يعرف كفره بإنكاره، يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، و إن السيئة فيه تغفر، و إن الحسنة في غيره لا تقبل

و قوله لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً فإن هذه الآية رخصة ظاهرها خلاف باطنها يدان بظاهرها و لا يدان بباطنها إلا عند التقية، إن التقية رخصة للمؤمن أن يراه [أن يدين بدين‌] الكافر فيصلي بصلاته و يصوم بصيامه إذا اتقاه في الظاهر و في الباطن يدين الله بخلاف ذلك، و قوله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ الآية) فحب الله للعباد رحمة منه لهم و حب العباد لله طاعتهم له. و قوله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‌ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) فلفظ الآية عام و معناه خاص و إنما فضلهم على عالمي زمانهم

و قال العالم ع نزل «و آل عمران و آل محمد على العالمين» فأسقطوا آل محمد من الكتاب

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عصر ظهور المذاهب الاسلامية
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
أمير المؤمنين شهيد المحراب
كربلاء ؛ حديث الحق والباطل
الشيعة وإحياؤهم ليوم عاشوراء
في تقدم الشيعة في علم الصرف ، وفيه صحائف -2
تأملات وعبر من حياة أيوب (ع)
تاريخ الثورة -6
من مناظرات الامام الصادق(عليه السلام)
من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ...

 
user comment