الانحراف الفكري تجاه المرأة
لقد تعرضت الامم و الشعوب للانحراف الفكري على صعيد الامور الكونية و الانسانية نتيجة ابتعادها عن التعاليم الالهية التي كانت تُبلّغ عن طريق الكتب السماوية على لسان الانبياء، و ذلك اثر ابتلائها بحالة الكبر و العصبية، و غالباً ما سلكت طريقاً مظلماً عند تقييمها للكون و ما فيه من كائنات، و طرحت مسائل بعيدة عن الحقيقة و قضايا مخالفة للواقع، فعاشت حياةً قائمة على أساس ذلك الفهم الخاطىء و التقييم الظالم، وبذلك فقد مارسوا ظلماً كبيراً بحق انفسهم و بحق الآخرين و خطّوا تاريخ الحياة على صفحات سوداء.
و كان تقييمهم للمرأة أحد تلك التقييمات البعيدة عن الحقيقة، فقد كان أمراً يتعارض مع الاخلاق و الانسانية و مسيره تتناقض مع الحق و الحقيقة.
و من خلال مطالعتي للكتب التي صُنفت في هذا المجال سواء منها التي كتبت في الغرب أو الشرق استنتجت ان الاقوام و الشعوب التي ابتعدت عن الحق و انفصلت عن الوحي و انغمست في الاهواء النفسية و الافكار الخاطئة في الشرق او الغرب كانت تحكم على المرأة بعشرة احكام ظالمة و مجانبة لمنطق العقل و لغة الانسانية، و هذه الاحكام هي:
1- ان المرأة كائن ضعيف و عاجز بتمام معنى الكلمة و على هذا الاساس يجب أن تكون تابعة و مطيعة للرجل في كافة النواحي دون اعتراض، و لا يحق لها التدخل في أي شىء حتى في اطار بيتها الشخصي.
الأسرة و نظامها فی الأسلام، ص: 62
2- انّها كائن ذو روح شيطانية؛ و هي على ضوء هذا المعيار إما ان تخرج عن حدود الانسانية أو تُقيَّم بمستوىً يشترك بين الانسان والحيوان، و عليه فلا قيمة لها و لا تستحق الاحترام و لا يمكن تصور اي لون من الوان الاعتبار لها.
3- لا يحق لها التملك والتصرف بما يتسنى لها تملكه، و بوسعها التملك في حالة رأى الرجل المصلحة في ذلك، و هذا لا يعني تملكها ما تشاء.
4- لا تحصل على ما يتركه الموروتون من ارث، بل هي من الارث أيضاً حيث تورث بعد وفاة الأب أو الزوج.
5- لا نصيب لها من التعبد و ولوج الجوانب المعنوية لافتقاد عباداتها لاية قيمة، و لا نصيب لها من الأجر لانها تعد كائناً في غاية الضعف من الناحية العقلية.
6- لا يحق لها الانتساب إلى الاب أو الابن من الناحية القانونية و الحقوقية و لا يربطها معهما الا الدم، أي انّها تستطيع الانتساب إلى ابيها أو ابنها من خلال اشتراكها معهما في الدم فقط، لا لكونها بنتاً للاب و اماً للابن!!
7- إذا ما تزوجت فإنّ أولادها لا يعدون احفاداً لابيها، فالغربة هي التي تحكم العلاقة بين والد المرأة و أبنائها، و النسبة تنحصر في أبناء الذكور فقط.
8- ثمة تباين تام بينها و بين الرجل في قضية الموت، فالرجل يخلد بعد الموت و المرأة تفنى بعد انتهاء عمرها.
9- حكمها حكم الاشياء في التصرف، و على هذا كما يحق للرجل التصرف بأمواله و ثروته يحق له التصرف بالمرأة، فهو يستطيع اعارتها أو اجارتها و وهبها و بيعها و طردها و التالي قتلها.
10- انّها بمثابة سلعة للتلذذ، فهي مخلوقة لقضاء حاجة الرجل فقط، و الرجل لا يعرف قانوناً يحدد تمتعه بها و الاستفادة منها، و في الفقرة العاشرة افرطت اوربا و امريكا بحق المرأة، بما يفوق التصور، فالمرأة في أغلب بلاد
الأسرة و نظامها فی الاسلام، ص: 63
الغرب تمثل سلعةً توظف في دور السينما و التلفاز و الفيديو و الاقمار الصناعية و المجلات على اختلاف انواعها لغرض استقطاب المزيد من الزبائن و الحصول على المزيد من العوائد المالية!!