عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

عاشوراء ( ودّ ) و ( قُدوة )

دّ يقذفه الله في قلوب المؤمنين وقدوة في حياتهم : إنّني ألمَس في تفاعل الجماهير مع ( عاشوراء ) أمرين ، لا أشكّ فيهما مهما شككت في شيء : ألمَس يد الله عزّ وجلّ في هذا التلاحم العجيب بين الجماهير و عاشوراء ، فلا يكاد يتمّ هذا التلاحم والتعاطف والتفاعل بصورة عفويّة ، و صدفة ، و يدوم و يستمرّ بهذه الدرجة من القوّة ، لو لم تتدخّل الإرادة الإلهيّة في تحريك جماهير المؤمنين باتّجاه عاشوراء ، و ربط عواطف جمهور المؤمنين و مشاعرهم بهذا اليوم .
عاشوراء ( ودّ ) و ( قُدوة )

دّ يقذفه الله في قلوب المؤمنين وقدوة في حياتهم :
إنّني ألمَس في تفاعل الجماهير مع ( عاشوراء ) أمرين ، لا أشكّ فيهما مهما شككت في شيء :
ألمَس يد الله عزّ وجلّ في هذا التلاحم العجيب بين الجماهير و عاشوراء ، فلا يكاد يتمّ هذا التلاحم والتعاطف والتفاعل بصورة عفويّة ، و صدفة ، و يدوم و يستمرّ بهذه الدرجة من القوّة ، لو لم تتدخّل الإرادة الإلهيّة في تحريك جماهير المؤمنين باتّجاه عاشوراء ، و ربط عواطف جمهور المؤمنين و مشاعرهم بهذا اليوم .
الوُدّ الذي يجعله الرحمان للذين آمنوا :
إنّ حُبّ الصالحين و مودّتهم ، أمْر يقذفه الله تعالى في قلوب عباده ، ولا يمكن أن يصنعه الناس ، أو ينتزعه الناس
و الأساليب الإعلاميّة المُتطوّرة قد تُحرِّك عواطف الناس باتّجاه مُعيَّن ، و تخلق موجة من العواطف و الأحاسيس تجاه شخص ، وترفع شخصاً من حالة الخمول إلى قمَّة المَجد أيّاماً أو سنين ، وتُحيطه بهالَة من العواطف والمشاعر والأحاسيس .
و من الممكن أن تخدع وسائل الإعلام عواطف الناس و أحاسيسهم ، ولكنّ ذلك شيء يختلف اختلافاً كيفيّاً وكميّاً عن حالة التعاطف والتفاعل الوجداني العميق ، المُستقرَّة و الثابتة في قلوب المؤمنين ، كما كانت تختلف عصا موسى ( عليه السلام ) عمّا كان يصنعه سحَرة فرعون ، عندما حاولوا أن يعارضوا معجزة موسى ( عليه السلام ) بسِحرِهم .
و هذا هو الودّ والحُبّ الذي يجعله الله للصالحين في قلوب عباده :
( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمنُ وُدّاً ) (1).
و هذا الودّ المُتميّز هو ممّا يجعله الله تعالى في قلوب عباده ، وليس للإنسان دور في ذلك ، إلاّ أن يُعدّ نفسه لذلك إعـداداً ، و يجعل نفسه في موضع نزول الرحمة الإلهيّة .
وقد كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يُعلِّم عليّاً ( عليه السلام ) أن يقول في دُعائه ( اللّهمّ أجعل لي عندك عهـداً ، و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّاً ) (2).
فإنّ الله تعالى يتصرّف في قلوب عباده كما يشاء ، وقد ورد في الرواية : أنّ قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمان (3).
ولا شكّ أنّ للقلوب جَذْب ودَفْع ، فقلوب الصالحين تنجذب للصالحين وتُحبّ الصالحين ، و تنفر من الفاسدين و تبرأ منهـم ، والقلوب الفاسدة تنجذب لأمثالها ، و تنفر من الصالحين . و هذا الجذب و الدفع من خلقِ الله تعالى وصنعه
و نحن نعلم ، علم اليقين ، أنّ الله تعالى يتصرّف في قلوب عباده كما يُحبّ و يشاء ، و يبعث فيها ما يشاء من حُبٍّ و نفور ، و إقبال و إدبار ، و استجابة و إعراض ، كما يصنع الله تعالى في سائر مُلكه وسُلطانه .
و التعبير القرآني دقيق و رقيق في هذا المجال .
( ... وَاعْلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ... ) (4).
ولكلّ امرئ ما يشتهيه ويكرهه ويُحبُّه ويبغضه ، وهذا قِوام شخصيّة ( الإنسان ) ، و الحُبّ و البغض ، و الرغبة و النفـور ، من فِعل القلب ...
و مع ذلك ، ومع هذا الالتصاق الشديد بين ( المرء وقلبه ) فإنّ الله تعالى ( يحولُ بين المرء وقلبه ) .
ولا أعرف تعبيراً أبلغ من هذا التعبير في نفوذ سلطان الله تعالى على القلوب ، و انقياد القلوب و رضوخها لمشيئة الله تعالى و صُنعه و فعله .
وقد ورد في تفسير هذه الآية الكريمة ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أنّ الإنسان قد يشتهي شيئاً بسمعه و بصره ، فإذا أراد أن يغشى شيئاً منه أنكره قلبه (5).
و مهما أنعم الإنسان النظر ، فلا يكاد يبلغ عُمق هذا التعبير القرآني ، في نفوذ سلطان الله تعالى و مشيئته على القلوب .
فهذه القلوب ـ الّتي يقول عنها الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إزالة الجبال أهوَن من إزالة قلبٍ عـن موضعـه ) (6)ـ تستجيب هكذا ، طائعة و مُنقادَة لمشيئة الله تعالى ، و يَنفذ فيها أمر الله تعالى نفوذاً مُطلقاً ، في الحُبّ و البُغض ، و الإقبال و الإدبار ، و الاستجابة و الإعراض ، و الرغبة و الكراهيّة . و يصنع الله تعالى فيها ما يشاء و ما يُحبّ ، كما يصنع في سائر مُلكه وسلطانه .
وليس من مؤمن صالح ، أو مُتكبِّر طالح ، إلاّ كان قلبه تحت نفوذ سلطان الله تعالى ، و أمره المباشر .
وقد حكى لنا القرآن الكريم كيف جعل الله عزّ وجلّ في قلب فرعون حُبّ موسى ( عليه السلام ) ، منذ أن التقطه من البحر ، وكيف ألقى الله عزّ وجلّ حُبّ موسى ( عليه السلام ) على قلب عدوِّه فرعون  (7).
ولست أشكّ أنّ هذا الالتحام والتفاعل ، الّذي يشدّ جمهور المؤمنين بيوم عاشوراء ، شيء من أمر الله تعالى ، وإرادة الله تعالى ، هيَّأ له أسبابه .
عاشوراء قُدوة للجمهور في حركته إلى الله :
و الأمر الآخر الذي ألمَسه في هذا الانشداد و التفاعل الجمعي العجيب هو : أنّ الجمهور يجد في ( عاشوراء ) شيئاً يتفاعل مع ضميره و عقله و قلبه ، و يجد في هذا اليوم بُغيته التي يطلبها في حركته و مسيرته .
فإنّ الناس يحتاجون في حركتهم الشاقّة إلى الله في الحياة الدنيا إلى ( توجيه ) و إلى ( مثال ) ، يقتدون به ، ولا يكفي التوجيه وحده . و الإنسان يحتاج دائماً إلى مَن يُرشده و يُعلّمه ، و هذه ضرورة لا نقاش فيها . ولكنّه يحتاج أيضاً إلى مَن يتقدَّمه ليمشي خلفه باطمئنان وثقة .
و هذا الاطمئنان والثقة في الحركة ، لا يصنعه التوجيه و الإرشاد وحده ، و إنّما يصنعه الّذي يتقدّم المسيرة بنفسه ، و يكون قدوة و مقياساً و معياراً عينيّاً مُتجسّداً ، في حركة واقعيّة على طريق العاملين .
و الناس في مسيرة الحياة ، كما ( يطلبون المُعلِّم ) والمُوجِّه ، يطلبون ( القُدوة ) والمثال أيضاً ، فإنّ الحركة إلى الله تعالى شاقّة و عسيرة و كادحة ، و عندما تكون الحركة شاقّة و كادحة ، لا يكفي التوجيه وحده ، و إنّما يحتاج الإنسان إلى قُدوة أمامه ، يضع خُطاه في موضعِ خُطاه ، و يسير من خلفه .
إنّ الحركة الكادحة إلى الله ، تختلف عمّا يتلقّاه الطلبة في المعاهد والمدارس من العلم ؛ فإنّ العلم لا يحتاج إلى أكثر من ( المُعلِّم ) ، و أمّا السير والحركة إلى الله ، و اجتياز عقبات ( الهوى ) و ( الطاغوت ) ، و اقتحام أهوال الطريق ، فلا يُؤدِّي فيه ( المُعلِّم ) إلاّ دوراً ناقصاً ، و لابُدّ من قُدوة و مثال على الطريق ؛ ليبعث الثقة و الطمأنينة   و الشجاعة في نفوس العاملين .
إنّ الحركة إلى الله تتطلّب الكثير من الإخلاص و الوعي واليقين ، و التضحية و العطاء و القِيَم ، و لابُدّ من أن يتجسّد كلّ ذلك في ( القُدوة ) بصورة عينيّة و حقيقيّة ، و ماثِلة أمام أعيُن العاملين .
و لابُدّ أن يُبرّأ ( القُدوة ) من الشكّ ، و الضعف و الزلَل و الانكسار ، و الهزيمة النفسيّة أمام العقبات و أهوال الطريق . و لابُدّ أن يتجسّد في القُدوة كلّما تَتَطلَّبه هذه الحركة من قُدرة روحيّة و ثقة عالية بالله ، تُمكِّن الإنسان من مواجهة و تحدّي العقبات و متاعب الطريق .
إنّ ( القُدوة ) في هذه الحالة ، تكون له قيمة توجيهيّة و حركيّة عالية في تحريك الأُمّة ، و يُعتبَر عاملاً أساسيّاً لا يمكن الاستغناء عنه في حركة المجتمع .
إنّ في نفوس الناس خيراً و شرّاً ، و قوّة و ضعفاً ، و إيماناً وشكّاً ، وثقة وقَلَقاً ، و شجاعة و جُبناً ، و إقداماً و تراجعاً ، و تختلط هذه المعاني في نفوس الناس بدرجات مختلفة ، و نقاط الضعف هي العقبات الداخليّة في نفوس العاملين ؛ ولكي يتغلَّبوا على نقاط الضعف هذه في نفوسهم ، لابُدّ لهم من صور مُشرقة متكاملة ، تخلص من نقاط الضعف هذه .
و عندما لا يجد الإنسان هذه الأمثلة على ساحة الحركة ، يلجأ إلى التجريد و التخيّل ؛ لتكتمل الصورة ، تماماً كما يعمل الإنسان لتكميل النقص الواقع في قوس الدائرة في خياله ، فيلجأ إلى التجريد الخيالي لإبراز هذه الصورة الّتي يحتاجها في حركته .
و هذا هو الدور الّذي يقوم به الشِعر والفَنّ ، في رسم الصورة التجريديّة للقُدوة  الّتي يحتاجها الإنسان في حركته و عمله .
و هذه الحاجة ، ما دامت حاجة حقيقيّة في حركة الإنسان المسلم إلى الله ، فلابُدّ أن يكون له موضع مُشخّص و واضح في المنهاج الإلهي لهداية الإنسان و حركته .
ولا يمكن أن تُهمِل العناية الربَّانيّة حاجة أساسيّة للإنسان في الحركة مثل هذه الحاجة ، و هو سبحانه يقول : ( الّذِي أَعْطَى‌ كُلّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدَى ) (8).
فلا يُمكن أن يخلو منهج الخلقِ و الهداية من عنصر أساسي و ضروري في حركة الإنسان .
عِصمة الإمام :
و هذا هو أحد المُنطلَقات العقليّة للقول بعصمة الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) .
إنّ العصمة هي الصورة الواقعيّة المُتكاملة للإنسان ( القدوة ) ، والّتي يحتاجها الناس في حركتهم و كدحهم إلى الله في ساحة عملهم ، ولأمرٍ ما ، جعل الله ( عزّ وجلّ ) الأنبياء و الأئمّة معصومين في مسيرة حركة الإنسان ، وفي ساحة حياته و عمله ، و جعل منهم قُدوات للتأسّي و الاقتداء ؛ ليكونوا أمثلة عينيّة و واقعيّة و مُتحرّكة في واقع الحياة .
لن يكون الظالم إماماً للناس :
و بعد أن مَنَّ اللهُ تعالى على عبده و خليله إبراهيم ( عليه السلام ) ، فجعله إماماً للناس ، طلب إبراهيمُ ( عليه السلام ) من الله تعالى أن يجعل الإمامة في ذرّيَّته ، فاستثنى الله تعالى من ذرّيَّته الّذين تلبَّسوا بالظُلم ، فلا يمكن أن ينالهم عهد الله تعالى ، ولا يمكن أن يكونوا أئمّة للمسلمين .
( وَ إِذِ ابْتَلَى‌ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (9).
فالإمام لابُدّ أن يكون قدوة للناس ، يقتدي به الناس في حياتهم ، و مَن يتلبَّس بالظلم على نفسه أو على الآخرين ، لا يستطيع أن يكون مثالاً يتقدّم الآخرين ، و يقتدي به الناس .
الدعوة إلى الاقتداء بالصالحين :
و تكتمل هذه الصورة في المنهاج الإلهي ، في تربية الناس وتوجيههم بالآيات الّتي تدعوا الناس إلى أن يجعلوا من أنبياء الله ورُسله قُدوة لهم ، وأُسوة في العمل و الحركة و القول و الفعل . يقول تعالى لنبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) و للمؤمنين ـ بعد أن يذكر أسماء جملة من الأنبياء و المُرسَلين بتفصيل ـ : ( أُولئِكَ الّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ... ) (10).
و يدعو الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أُسوة حَسنة لهم :
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً ) (11).
ويدعونا الله تعالى أن نجعل من إبراهيم ( عليه السلام ) و مَن معه من المؤمنين الصالحين قُدوة و أُسوة :
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ ... ) (12).
العناصر الثلاثة الضروريَّة في الحركة :
ولكي تكتمل هذه الصورة الّتي رسمناها لموضع القدوة في حركة الناس إلى الله تعالى ، نقول :
إنّ الحركة إلى الله تتطلَّب ثلاثة عناصر أساسيّة ، يتولاّها الله تعالى ، ويُعدّها للناس في أنبيائه و رسله ، ومَن يختارهم الله تعالى ويجتبيهم أئمّةً للمسلمين ، و هي :
أوّلاً : الهداية و التوجيه ، و التزكية والتعليم . و ينهض الأنبياء في هذا الأمر بدَور المُعلِّم و المُربِّي ، لتزكية الأُمّة و تربيتها و تعليمها .
( هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (13).
( لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (14).
ثانياً : القيادة والولاية و الإمامة . و هذه مهمّة أُخرى ، تختلف عن المهمّة الأُولى ، ضروريّة و أساسيّة في توجيه المجتمع و حركته إلى الله ، فلا تتمّ هذه الحركة من دون قيادة و طاعة .
( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (15).
( مَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ... ) (16).
( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم ) (17).
( ... وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ... ) (18).
ثالثاًَ : القُدوة والأُسوة . و هو العنصر الضروري الثالث في هداية الإنسان و حركته ، و الّتي يتولاّها الله تعالى و يُعدّها لعباده في أنبيائه و رُسله ، و مَن يختار و يجتبي لعباده من الأئمّة . ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (19).
و هذه الثلاثة لابُدّ منها جميعاً ، وفي إطار واحد ؛ ليُكمّل بعضها بعضاً ، وليُؤدّي جميعها مهمّة توجيه الإنسان إلى الله .
شهادة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) والأُمّة الشاهِدة :
و إلى هذا المعنى يُشير القرآن الكريم ، حيث يتَّخذ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) شهيداً على هذه الأُمّة ، ويتّخذ هذه الأُمّة شهيدة على الناس أجمعين ، يقول تعالى :
( وَ كَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (20).
وفي الآية الكريمة يتّخذ الله تعالى الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) شاهِداً على هذه الأُمّة ، كما يتّخذ هذه الأُمّة شاهدة على الناس .
و الشاهد هنا بمعنى : القدوة (21)، بقرينة السِياق ، فإنّ شهادة الأُمّة على الناس لا تستقيم إلاّ بهذا المعنى الـذي ذكرنـاه ، و شهادة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) على الأُمّة تأتيبنفس السِياق (22).
فهذه الأُمّة ـ بمجموعها ـ قُدوة للناس جميعاً ، حيث جعلها الله تعالى أُمّة وسطاً ، لا تفريط فيها ولا إفراط ، ولا تَجْنَح إلى اليمين ولا إلى اليسار ، ولا تحكم فيها النزعة المادِّيَّة البَحتة ، ولا النزعة الروحيّة الخالصة .
و الخطاب للأُمّة ككلّ ، وليس إلى أفراد الأُمّة ، و الأُمّة بهذه الصِفة وفي هذا الموقع الوسط من حضارة الإنسان ، مُؤهّلة من جانب الله تعالى لأن تكون قُدوة و شاهِدة على الناس جميعاً ، و أن يجد فيها الناسُ مثالاً عينيّاً واقعيّاً ، للاعتدال والاستقامة على منهج الله في الحياة .
كما أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قُدوة لهذه الأُمّة المسلمة ، في علاقته بالله تعالى ، وفي علاقته بالناس ، وفي سلوكه و حركته و عمله و قوله و فعله .
الأُمّة الشاهِدة مِعيار للقِياس :
والتعبير بالشهادة عن القُدوة ، من التعبيرات القرآنيّة المُتميِّزة الخاصّة بالقرآن ، وكأنّ هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط ، تصلح أن تكون معياراً لتشخيص الموقع الحضاري الصحيح في الحياة ، و شاهدة على ألوان الانحرافات الحضاريّة في حياة الإنسان .
فكلّما يتقدّم هذا الموقع الحضاري الوسط ، فهو انحراف ، وكلّما يتأخّر عن هذا الموقع الوسط ، فهو من الانحراف ، والشاهد على هذه الانحرافات هو : الموقع الوسط الّذي أحلّ اللهُ تعالى فيه هذه الأُمّة ، تماماً كما تشهد الوحدة القياسيّة بالزيادة و النقصان في الكمِّيّات الّتي تُقاس بها ، فإنّنا لا نستطيع أن نفهم بالنظرة الأوّليّة الزيادة والنقيصة في الكمّيّات بشكل دقيق ، ولكن عندما نقيس هذه الكمّيّات بالوحدات القياسيّة ، نستطيع أن نُشخِّص الزيادة والنقيصة ( بشهادة ) هذه الوحدات القياسيّة بشكل دقيق .
و كذلك هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط ، تصلح أن تكون شاهدة على انحرافات الناس ، و أداة لتشخيص هذه الانحرافات ، و مقياساً للتصحيح و التعديل ، و التهذيب و الإصلاح .
ولابُدّ في هذا الخِضَمّ الهائج ، من الأفكار والاتّجاهات ، و الأهواء والنزاعات ، من وجود أُمّة في موقع حضاريّ وسط على وجه الأرض ، يقيس الناسُ أنفسهم بها ، و تشهد على الناس في انحرافاتهم و زيغهم و شَطَطِهم .
و أقول : أُمّة ولا أقول أفراداً و جماعات ؛ ففي هذه الأُمّة أيضاً من الانحراف و الزَيغ الشيء الكثير ، ولكن من الصحيح أيضاً أن نقول : إنّ هناك أُمّة مؤمنة في هذا البحر الهائج المُضطرِب ، في الموقع الحضاري الوسط المعتدل ، و أنّ هذه الأُمّة مِعيار و مقياس دقيق للتشخيص والتمييز لسائر الناس ، و قُدوة لسائر البشر ، و حركة عينيّة واقعيّة إلى الله ، بين هذه الحركات المُضطرِبة والقَلِقة في واقع حياة الناس .
وكما تتطلَّب رحمة الله تعالى بعباده وجود أُمّة مؤمنة في هذا الموقع الحضاري الوسط على وجه الأرض ؛ لتكون قدوة للناس ، كذلك تتطلَّب الرحمة الربّانيّة أن تكون هناك قُدوة للمؤمنين من أنفسهم ، و لهذه الأُمّة منها ؛ ففي هذه الأُمّة ـ كما ذكرنا ـ الكثير من الزَيغ و الانحراف الّذي يختلط بالكثير من الحقِّ و الصواب ، و من مجموعها تتكوَّن هذه المسيرة الإلهيّـة .

فلابُدّ من وجود قُدوة  لهذه الأُمّة ولهذه المسيرة أيضاً ، كما كان لابُدّ من قدوة للناس أجمعين .
و إذا كانت هذه الأُمّة هي الصفوة من البشريّة ، الّتي اجتباها الله تعالى لتكون قُدوة للناس ، فإنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) هو صفوة الصفوة في هذه الأُمّة ، اتّخذه الله تعالى قُدوة لهذه الأُمّة ؛ ليكون مقياساً و معياراً للاستقامة و الاعتـدال ، و السلوك و الحركة إلى الله ، و ليَقس المؤمنون أنفسهم به ، و يجدوا فيه مثالاً كاملاً للإنسان العامل الكادح إلى الله .
ولنقرأ هذه الآية المباركة من سورة الحجّ :
( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصّلاَةَ وَآتُوا الزّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللّهِ‌ِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى‌ وَنِعْمَ النّصِيرُ ) (23).
يدعو الله تعالى في هذا النداء عباده المؤمنين ـ و الخطاب هنا خاصّ بالمؤمنين ـ : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ... ) ـ ، يدعوهم إلى إقامة الصلاة ، و إلى عبادته ، و يدعوهم إلى فعل الخيرات و الجهاد في الله ، حقّ الجهاد ؛ فإنّ الله تعالى قد اجتباهم و أحلَّهم في هذا الموضع الوسط من حضارة الإنسان ، و اختارهم لهذا الموقع الخطير من الأرض و من حياة النـاس .
( هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) و سمّاهم المسلمين من قبل ، في حياة إبراهيم ( عليه السلام ) ، وفي الكُتب السابقة على القرآن ، ( وفي هذا ) وفي القرآن ، فشرَّفهم الله تعالى بهذه التسمية ( مِن قَبْلُ وفي هذا ) ، و جعلهم امتداداً لإبراهيم ( مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) ، و جعلهم أُسرة واحدة ممتدَّة على وجه الأرض وفي التاريخ .
كلّ ذلك من دون أن يُكلِِّفهم في هذا الاجتباء شِدّة و ضِيقاً لا يطيقونه ( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .
كلّ هذا النداء والدعوة إلى إقامة الصلاة ، و فعل الخير ، و الجهاد ، و كلّ هذا الاجتباء و الاختيار و التشريف لهذه الأُسرة الإبراهيميّة ، و التسمية ... كلّ ذلك ( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .
كلّ ذلك لإيجاد تيَّار مُعتدِل مستقيم نظيف ، في وسط هذه التيّارات المُتضارِبة و المُنحرِفة ؛ ليكون قدوة للناس ، و ليكون مَعلَماً على طريق الناس إلى الله ، مَعلَماً محسوساً عينيّاً في حياة الناس ، و ليس من قبيل الأفكار و النظريّات ، مَعلَماً يراه الناس ، ويَ حسّونه ، و يعيش معهم في السَرّاء و الضَرّاء ( وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .
ثُمّ بعد ذلك ، ليكون في وسط هذا التيّار قُدوة ، هو صفوة الصفوة ، للسائرين في هذا التيّار و من هذه الأُمّة ؛ ليكون شاهداً عليهم وعلى المسيرة و الحركة ، و ليكون مقياساً لتشخيص حالات الضعف و العجز و التخلّف ، و باعثاً على تلافي نقاط الضعف و التخلّف ، و قُدوة في المسيرة و الحركة ، و مَعلَماً على طريق العاملين و السائرين إلى الله ، يضعونه نَصْبَ أعيُنهم ، و يضعون أقدامهم مواضع خُطاه ( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) .
فلا يُمكن أن تستقيم حياة الناس و حركتهم من دون وجود هذا التيّار في وسط الناس ، ولا يمكن أن تستقيم حركة هذا التيّار من دون وجود قدوة صافية نقيّة في قلبِ هذا التيّار .
ولنَعُد إلى حيث كنّا من حديث ، قلتُ : إنّني ألمس في التحام الناس بعاشوراء ، وتعاطفهم مع قضيّة الحسين ، أنّ الناس يجدون في هذا اليوم ، و فيما جرى فيه من أحداث ، و فيما يَستبطِنه هذا اليوم من القِيَم و المعاني ، شيئاً يتفاعل مع ضمائرهم و قلوبهم و عقولهم .
إنّ الناس يبحثون في حركتهم الشاقّة والعسيرة إلى الله تعالى عن الصور الصافية و النقيّة لهذا الكدح وهذه الحركة ، الصور الّتي تخلِص من كلّ كَدرٍ و غِش ، و تَسلم من كلّ نقص وضعف ، ليضعوا أمامهم هذه الصور الحيّة المُتحرِّكة .
ففي خِضَمّ الحياة ، و خِضَمّ الصراع ومتاعب الحركة ، يلتقي الإنسان ـ في نفسه وفي واقع الحياة ـ الكثير من الضَعف ، و الشكّ والجُبن ، و الحَسَد و الطَمع و الجَشع ، وحُبّ الذات والاستئثار والظلم ... ، فيجد نفسه بحاجة إلى هذه الصورة النَقيَّة الصافية من الإيمان بالله ، و اليقين و الإخلاص لله تعالى ، و الثِقة و التوكّل على الله ، و القوّة و الشجاعة و الإيثار ، و نُكران الذات و الإخلاص ... ، فيجد كلّ هذه العناصر ، الّتي يبحث عنها ، و الّتي تتطلَّبها الحركة ، مُتجسِّدة مُتحرّكة في ساحة الطفّ ، في يوم عاشوراء ، في هالة من النور .
وفي مقابل هذه القمّة السامِقة من القِيَم و الأخلاق الربّانيّة المُتجسّدة في الحسين ( عليه السلام ) و أصحابه ، يجدُ حضيضاً من الدناءة واللُؤم ، و الاستئثار و التعلّق بحُطام الدنيا ، وحبّ الذات و الكبرياء ، و الشكّ و الجُبن ، و الحَسد و الطَمع و الجَشع ، في الجانب الآخر من المعركة .
و كما تتجمَّع القِيَم و تتكامل ، و تُشكّل قمّة سامِقة و هالَة من النور في الجانب الأوّل ، يتجمَّع اللُؤم ، و المَكر ، و الكَيد ، و الظُلم في الجانب الثاني بشكلٍ صارِخ .
و هذا من خصائص الصراع و المواجهة .
فإنّ الصراع يُبرِّز كلّ طرف على حقيقته ، و يكشف حقيقة كلّ طرف ، وكلّ القِيَم و المَساوئ الّتي يَستبطنها الإنسان و يَتستَّر عليها ، أو يشهرها و يُعلِن عنها ؛ فإنّ الصراع بطبيعته كَشّاف .
و أكثر ما ينكشف الإنسان و يظهر على حقيقته ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) (24)، و ساعات المواجهة و الصِراع .
فيجد الجمهور أمامه طرفين مُتصارعين يوم عاشوراء ، يُمثِّل أحدهما قِمّة القِيَم والأخلاق ، و يُمثِّل الآخر حضيض اللُؤم والسقوط ، فيتعلَّق بذا و ينفر من ذاك .
و يجد في يوم عاشوراء كلّما يطلبه و يحتاجه من القِيَم و المُثل و الأخلاق ، و الإخلاص و الشجاعة ، و الثِقة و الإقدام .
و هذا في رأيي ، هو الّذي يشدّ الجمهور إلى عاشوراء ، و يدعوه إلى التفاعل و التعاطف مع هذا اليوم بمثل هذه الدرجة من القوّة و العُمق .
فإنّ أكثر ما يحتاج الإنسان إلى القدوة في حياته في ساحات الصراع و المواجهة ، و من ساحات الصراع و المواجهة ؛ ذلك أنّ الإنسان لا يحتاج إلى أن يستجمع كلّ عزمه و قوَّته و عقله و إيمانه و ثِقته بالله ، كما يحتاجه في ساحات المواجهة و ساحات الصراع ، ولا يهتزّ الإنسان و يتزلزل ، و يتعرَّض للزلازل و الهزَّات ، كما يتعرّض لها في ساحات المواجهة و الصراع .
فمِن السهل أن يُحافِظ الإنسان على اتّزانه و تعقّله ، و دينه وثقته بالله ، في أيّام اليُسر و الرَفاه ، و عندما يعتزل المجتمع و العمل ، أمّا عندما ينزل إلى ساحة العمل و المواجهة ، و يتعرَّض للزلازل و الهزّات و الأعاصير ، من داخل نفسه و من الخارج ، فسوف يجد نفسه بحاجة شديدة وماسّة إلى أن يلتمس لنفسه أمثلة ، و شواهد و قُدوات ،على الطريق و من ساحة الصراع ، تُثبِّته على أرض المعركة ، و تبعث في نفسه الإيمان و اليقين ، و الثبات و الثقة و الصبـر .
و لابُدّ أن تكون هذه الأمثلة و القُدوات في الساحة الساخنة بالصراع ، لتطمئنّ إليها قلوب العاملين .
و هذا بالذات ما يجده المؤمنون في حركتهم ومسيرهم إلى الله ، وفي مواجهتهم الحامية للهوى و الطاغوت في ( رحاب عاشوراء ) ، فإنّ مسيرة التاريخ مسيرة حافلة بالصراع و المواجهة و الفتن و الابتلاء ، و خلال هذه المسيرة يجد المؤمنون في ( عاشوراء ) النموذج والقدوة ، لكلّ القيم الّتي يتطلّبها الصراع ، و يحتاجها المؤمنون في حركتهم و عملهم ، فينشدّون إليها بقوّة ، و يتعاطفون و يتفاعلون معها بهذه الصورة القويّة و المُؤثِّرة .


الشيخ مهدي الاصفي


________________________________________

(1)مريم : 96 .
(2)تفسير الميزان : 14 / 115 ، ط بيروت .
(3)قد سمعت هذه المأثورة كثيراً . ولم أعثر عليها في مظانّها من كُتبِ الحديث .
(4)الأنفال : 24 .
(5)بحار الأنوار : 70 / 58 أوردتُ الرواية بالمضمون ، و نصّ الرواية : ( يشتهي الشيء بسمعه و بصره و لسانه و يده ، أمّا أنّه لا يغشى شيئاً منها ، و إن كان يشتهيه ، فإنّه لا يأتيه إلاّ وقلبه مُنكر ، لا يقبل الذي يأتي ، يعرف أنّ الحقّ ليس فيه ) .
(6)بحار الأنوار : 78 / 197 .
(7)طه : 39 .
(8)طه : 50 .
(9)البقرة : 124 .
(10)الأنعام : 90 .
(11)الأحزاب : 21 .
(12)الممتحنة : 4 .
(13)الجمعة : 2 .
(14)آل عمران : 164 .
(15)المائدة : 55 .
(16)النساء : 80 .
(17)النساء : 69 .
(18)النساء : 59 .
(19)الأحزاب : 21 .
(20)البقرة : 143 .
(21)راجع من التفاسير : تفسير نمونه : 1 / 355 . و المنار : 2 / 5 .
(22)تفسير السيّد الطباطبائي في الميزان : 2 / 320 ـ 323 ، ط بيروت .
الشهادة هنا بمعنى : تلقّي الشهادة و أداءها إلى الله يوم القيامة ، كما يقرب من هذا المَنحى الشيخ البلاغي في ( آلاء الرحمان ) : 133 ، مطبعة العرفان ، صيدا ـ 1933م . و تفسير الكاشف : 1 / 124 و 5 / 353 .
(23)الحجّ : 77 ـ 78 .
(24)الطارق : 9 .


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رد الشمس لعلي عليه السلام
الإمام (عليه السلام) والسلطة العباسيّة
بيع الأصنام
هل صحّ حديث (لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة) من طرق ...
افتتح البخاري صحيحه بالطعن في النبي صلى الله ...
فاطمة بنت أسد عليها السّلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...
المأساة والتأسي
محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ...
الموالي و اعدادهم من قبل الائمة ـ عليهم السلام .

 
user comment