عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

الشباب وتربية النبي الاكرم صلى الله عليه وأله وسلم المتوازنة

إن النبي (ص) ، رَبىَّ الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل ، الروح والجسد ، العلم والعمل . وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية، بَيْدَ أن طغيان جانب على حساب الجانب الآخر، سيؤدي إلى خللٍ في بناء الذات ، وانحراف عن منهج الإسلام .
الشباب وتربية النبي الاكرم صلى الله عليه وأله وسلم المتوازنة

إن النبي (ص) ، رَبىَّ الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل ، الروح والجسد ، العلم والعمل . وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية، بَيْدَ أن طغيان جانب على حساب الجانب الآخر، سيؤدي إلى خللٍ في بناء الذات ، وانحراف عن منهج الإسلام .

وقد كان النبي (ص) ، يقف ضد كل توجه غير صحيح ، أو تفكير خاطئ، أو ممارسة سلبية ؛ من ذلك ما روي أن النبي (ص) ، جلس للناس ووصف يوم القيامة، ولم يزدهم على التخويف ، فرق الناس وبكوا ، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون ، واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ، ولا يقربوا النساء ولا الطيب ، ويلبسوا المسوح (1) ، و يرفضوا الدنيا ، ويسيحوا في الأرض ، ويترهبوا ويخصوا المذاكير، فبلغ ذلك النبي (ص) ، فأتى منزل عثمان فلم يجده ، فقال لامرأته : " أ حق ما بلغني ؟ " فكرهت أن يكذب رسول الله ، ، وأن تبتدئ على زوجها فقالت : يا رسول الله ، إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله ، وأتى عثمان منزله فأخبرته زوجته بذلك، فأتى هو وأصحابه إلى النبي (ص) ، فقال : " ألم أنبأ أنكم اتفقتم ؟ " فقالوا : ما أ ردنا إلا الخير . فقال ، : " إني لم أؤمر بذلك ، ثم قال : إن لانفسكم عليكم حقا ، فصوموا وافطروا، وقوموا وناموا ، فإني أصوم وأفطر ، و أقوم وأنام ، وآكل اللحم والدسم ، وآتي النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " ثم جمع الناس وخطبهم ، وقال : " ما بال قوم حرموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا ! وأما أنا فلست آمركم أن تكونوا قسسة ورهبانا ، إنه ليس في ديني ترك النساء واللحم ، واتخاذ الصوامع ، إن سياحة أمتي في الصوم ، ورهبانيتها الجهاد ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا شهر رمضان ، واستقيموا يستقم لكم ، فإنما هلك من قبلكم بالتشديد ، شددوا على أ نفسهم فشدد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الديارات(2) والصوامع" (3)

من خلال هذه الرواية نستنتج أن النبي(ص) ، ، قد رفض بقوة التوجه الخاطئ نحو الرهبانية ، وترك الطيبات ، وأوضح بكل جلاء أنه ليس في الإسلام رهبانية ، بمعنى الانعزال عن الدنيا ، وترك الزواج ، وعدم استخدام الطيب ..... إلخ. وإنما الإسلام يدعو إلى التوازن بين متطلبات الجسم ولوازم الروح ، والإنسان كما يحتاج لإشباع غرائزه وشهواته المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومنكح ، يحتاج كذلك لإشباع ميوله ورغباته المعنوية ؛ وأي طغيان لجانب على حساب الآخر سيؤدي إلى خلل في الشخصية ، وانحراف عن منهج الإسلام.

وهكذا ربَّى النبي (ص) ، أصحابه على التوازن بين متطلبات الجسم ، ومستلزمات الروح .

وفي هذا العصر حيث طغت المادية فيه على كل شئ، وأصبح شعار الفلسفة المادية الحديثة هو التركيز على كل ما هو مادي ، وتجاهل كل ما هو معنوي وروحي .... يحتاج كل شاب أن ينتبه إلى ذاته وأن يسعى لتحصيل الكمالات الروحية ، وهذا يتطلب مجاهدة النفس ، والتدرب على ممارسة الرياضة الروحية ، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والخير والصلاح .

وليكن شعارنا قول الله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (4) .

 

المصادر:

1ـ المسح بكسر الميم وسكون السين : الثوب من الشعر . والجمع : مسوح .

2ـ الديارات : جمع دير ، وهو خان النصارى .

3ـ مستدرك الوسائل ، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي ، دار الهداية ، بيروت ـ لبنان ـ الطبعة الخامسة 1412هـ ـ1991 م، ج16 ، ص54 ، رقم 19126

4ـ سورة البقرة : الآية 201


source : alhassanain
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مبادئ المعرفة ومعرفة الوجود والإنسان لدى الإمام ...
أعمال الليلة الاولى من شهر رمضان المبارك
خصائص الأسرة المسلمة
مؤتمر مبلغي المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في ...
الحُضور في مواضع التهم
إصدار كتاب "ضوابط الاصول" في 6 مجلدات
الجزع على الميت
ابن حجر و التوسّل
من هم المخلدون في النار؟
فضائح القساوسة الجنسية ...الزواج الطريق الاسلم

 
user comment