عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

استدلال أعلام الشیعة فی الرجعه

اولا : استدل جملة علماء الشیعة ومفسریهم على صحة عودة الاَموات إلى الحیاة قبل یوم القیامة ، قال الشیخ المفید قدس سره : إنَّ الله تعالى یحیی قوماً من أُمة محمد صلى الله علیه وآله وسلم بعد موتهم قبل یوم القیامة ، وهذا مذهب یختص به آل محمد صلى الله علیه وآله وسلم ، وقد أخبر الله عزَّ وجل فی ذکر الحشر الاَکبر یوم القیامة ( وَحَشَرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحداً ) (1)، وقال سبحانه فی حشر الرجعة قبل یوم القیامة : ( ویومَ نحشرُ مِن کُلِّ أُمّةٍ فوجاً مِمن یُکذِّبُ بآیاتِنَا ) فأخبر أنَّ الحشر حشران عام و
استدلال أعلام الشیعة فی الرجعه


اولا : استدل جملة علماء الشیعة ومفسریهم على صحة عودة الاَموات إلى الحیاة قبل یوم القیامة ، قال الشیخ المفید قدس سره : إنَّ الله تعالى یحیی قوماً من أُمة محمد صلى الله علیه وآله وسلم بعد موتهم قبل یوم القیامة ، وهذا مذهب یختص به آل محمد صلى الله علیه وآله وسلم ، وقد أخبر الله عزَّ وجل فی ذکر الحشر الاَکبر یوم القیامة ( وَحَشَرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحداً ) (1)، وقال سبحانه فی حشر الرجعة قبل یوم القیامة : ( ویومَ نحشرُ مِن کُلِّ أُمّةٍ فوجاً مِمن یُکذِّبُ بآیاتِنَا ) فأخبر أنَّ الحشر حشران عام وخاص (2).
وقال الشیخ الطبرسی قدس سره : استدل بهذه الآیة على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلک من الاِمامیة ، بأن قال : أنّ دخول (من) فی الکلام یوجب التبعیض ، فدلّ ذلک على أنَّ الیوم المشار إلیه فی الآیة یحشر فیه قوم دون قوم ، ولیس ذلک صفة یوم القیامة الذی یقول فیه سبحانه : ( وَحَشَرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحداً ) .
وقد تظاهرت الاَخبار عن أئمة الهدى من آل محمد علیهم السلام فی أنّ الله تعالى سیعید عند قیام القائم علیه السلام قوماً ممن تقدم موتهم من أولیائه وشیعته لیفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ویبتهجوا بظهور دولته ، ویعید أیضاً قوماً من أعدائه لینتقم منهم وینالوا بعض ما یستحقونه من العقاب فی الدنیا من القتل على أیدی شیعته والذلّ والخزی بما یشاهدون من علوّ کلمته ، ولایشکّ عاقل أنَّ هذا مقدور لله تعالى غیر مستحیل فی نفسه ، وقد فعل الله ذلک فی الاُمم الخالیة ونطق القرآن بذلک فی عدة مواضع مثل قصة عزیر وغیره ، وقد صحّ عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم أنّه قال : « سیکون فی أُمتی کل ما کان فی بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أنَّ أحدهم دخل جُحر ضبٍّ لدخلتموه » (3).

أقوال المفسرین :
أغلب المفسرین من غیر الاِمامیة یمرون فی تفاسیرهم بهذه الآیة مروراً سریعاً ، ویوجزون القول بکلمات معدودة ، ویمکن إجمال حصیلة آرائهم فی نقطتین :

الاَولى :
إنّها إخبار عن یوم القیامة (4)، وبیان إجمالی لحال المکذبین عند قیام الساعة بعد بیان بعض مبادیها (5).

الثانیة :
إنّها من الاُمور الواقعة بعد قیام القیامة (6)، وإنّ المراد بهذا الحشر هو الحشر للعذاب بعد الحشر الکلی الشامل لجمیع الخلق (7)، أی هو حشر بعد حشر .
وهذا الکلام لا یستند إلى أساس علمی ، وترتیب الآیات وارتباطها ببعضها ینفیه کما أسلفنا ، ولاَنَّ تفسیر الحشر الاَول بیوم القیامة سیوقع التناقض فی حقّ الله تعالى ، فکیف یقول تعالى سنحشر من کلِّ أُمّة فوجاً یوم القیامة ، وسنحشر الناس جمیعاً یوم القیامة ؟ قال ابن شهر آشوب : لاخلاف أنَّ الله یحیی الجملة یوم القیامة ، فالفوج إنّما یکون فی غیر القیامة(8) .
یقول السید الطباطبائی : لو کان المراد الحشر إلى العذاب ، لزم ذکر هذه الغایة دفعاً للابهام ، کما فی قوله تعالى : ( ویومَ نَحشرُ أعداءَ اللهِ إلى النَّارِ فهُم یُوزعُونَ حتى إذا ما جَاؤُها ) (9)، مع أنّه لم یذکر فیما بعد هذه الآیة إلاّ العتاب والحکم الفصل دون العذاب ، والآیة کما ترى مطلقة لم یشر فیها إلى شیءٍ یلوح إلى هذا الحشر الخاص المذکور ، ویزیدها إطلاقاً قوله
بعدها : ( حتى إذا جاءُوها ) فلم یقل : حتى إذا جاءوا العذاب أو النار أو غیرها .
ویؤید ذلک أیضاً وقوع الآیة والآیتین بعدها بعد نبأ دابة الاَرض ، وهی من أشراط الساعة ، وقبل قوله : ( ونُفِخَ فی الصُّورِ ) إلى آخر الآیات الواصفة لوقائع یوم القیامة ، ولا معنى لتقدیم ذکر واقعة من وقائع یوم القیامة على ذکر شروعه ووقوع عامة ما یقع فیه ، فإنَّ الترتیب الوقوعی یقتضی ذکر حشر فوج من کلّ أُمّة لو کان من وقائع یوم القیامة بعد ذکر نفخ الصور وإتیانهم إلیه داخرین .
وقد تنبّه لهذا الاِشکال بعض من حمل الآیة على الحشر یوم القیامة ، فقال : لعل تقدیم ذکر هذه الواقعة على نفخ الصور ووقوع الواقعة للایذان بأنّ کلاً ممّا تضمّنه هذا وذاک من الاَحوال طامّة کبرى وداهیة دهیاء ، حقیقة بالتذکیر على حیالها ، ولو روعی الترتیب الوقوعی لربّما توهّم أن الکل داهیة واحدة .
قال : وأنت خبیر بأنّه وجه مختلق غیر مقنع ، ولو کان کما ذکر لکان دفع توهّم کون الحشر المذکور فی الآیة فی غیر یوم القیامة بوضع الآیة بعد آیة نفخ الصور مع ذکر ما یرتفع به الاِبهام المذکور أولى بالرعایة من دفع هذا التوهّم الذی توهّمه .
فقد بان أنَّ الآیة ظاهرة فی کون هذا الحشر المذکور فیها قبل یوم القیامة (10) .
أمّا القائلون بالحشر الخاص بعد حشر یوم القیامة فهو رأی غریب لایستند إلى شیء من القرآن الکریم أو السُنّة المطهّرة الناطِقَینِ بوحدة یوم المعاد .
ثانیاً : قوله تعالى : ( وعدَ اللهُ الَّذینَ آمنُوا منکُم وعملُوا الصَّالِحاتِ لیستَخلِفَنَّهُم فی الاَرضِ کما استخلفَ الذینَ من قبلِهِم ولُیمکِنَنَّ لهُم دینَهُم الذی ارتضى لهمُ ولیُبَدِلَّنهُم مِن بعدِ خَوفِهِم أمناً یعبُدونَنی لا یُشرِکُونَ بی شَیئاً ) (11).
روى الشیخ الکلینی قدس سره بالاسناد عن عبدالله بن سنان ، قال : سألت أبا عبدالله علیه السلام عن قول الله جل جلاله ( وعدَ اللهُ الَّذینَ آمنُوا ) الآیة ، فقال علیه السلام : « هم الاَئمة علیهم السلام » (12).
وقال الطبرسی : المراد بالذین آمنوا وعملوا الصالحات النبی وأهل بیته علیهم السلام ، وتضمّنت الآیة البشارة لهم بالاستخلاف والتمکین فی البلاد وارتفاع الخوف عنهم عند قیام المهدی علیه السلام منهم ، ویکون المراد بقوله تعالى : ( کما استخلفَ الذینَ من قبلِهِم ) هو أن جعل الصالح للخلافة خلیفة مثل آدم وداود وسلیمان علیهم السلام ، ویدلّ على ذلک قوله تعالى : ( إنّی جَاعِلٌ فی الاَرضِ خلیفةً ) (13) وقوله ( یا داود إنّا جعلناکَ خلیفةً فی الاَرضِ)(14) وقوله : (فقد آتینا آلَ إبراهیمَ الکتابَ والحکمةَ وآتیناهُ مُلکاً عظیماً)(15) .
قال : وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة ، وإجماعهم حجة لقوله صلى الله علیه وآله وسلم : «إنّی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی لن یفترقا حتى یردا علیَّ الحوض » وأیضاً فإنّ التمکین فی الاَرض على الاطلاق لم یتّفق فیما مضى فهو منتظر ، لاَنّ الله عزَّ اسمه لا یخلف وعده (16).
قال الحر العاملی قدس سره : وهذا أوضح تصریح فی نقل الاجماع على رجعة النبی والاَئمة علیهم السلام ، ویظهر ذلک جلیاً من ضمائر الجمع فی الآیة (17)، ومن الافعال المستقبلة الکثیرة ، ولفظ الاستخلاف والتمکین والخوف والاَمن والعبادة وغیر ذلک من التصریحات والتلویحات التی لا تستقیم إلاّ فی الرجعة (18) .
ثالثاً : قوله تعالى : ( قَالُوا رَبنَا أمَّتنَا اثنَتینِ وأحییتَنَا اثنتینِ فاعتَرفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُروجٍ مِنْ سَبِیلٍ ) (19).
قال الشیخ المفید قدس سره : قال سبحانه مخبراً عمّن یحشر من الظالمین أنّه یقول یوم الحشر الاَکبر : ( رَبنَا أمَّتنَا اثنَتینِ ) الآیة ، وللعامة فی هذه الآیة تأویل مردود ، وهو أن قالوا : إنَّ المعنی بقوله تعالى : ( رَبنَا أمَّتنَا اثنَتینِ ) أنّه خلقهم أمواتاً بعد الحیاة ، وهذا باطل لا یجری على لسان العرب ، لاَنَّ الفعل لا یدخل إلاّ على ما کان بغیر الصفة التی انطوى اللفظ على معناها ، ومن خلقه الله مواتاً لا یقال إنّه أماته ، وإنّما یدخل ذلک فیمن طرأ علیه الموت بعد الحیاة ، کذلک لا یقال أحیا الله میتاً ، إلاّ أن یکون قبل إحیائه میتاً ، وهذا بیّن لمن تأمله .
وقد زعم بعضهم أنَّ المراد بقوله : ( رَبنَا أمَّتنَا اثنَتینِ ) الموتة التی تکون بعد حیاتهم فی القبور للمُساءلة ، فتکون الاُولى قبل الاِقبار والثانیة بعده ، وهذا أیضاً باطل من وجه آخر ، وهو أنَّ الحیاة للمساءلة لیست للتکلیف فیندم الاِنسان على ما فاته فی حیاته ، وندم القوم على ما فاتهم فی حیاتهم المرتین یدلُّ على أنّه لم یرد حیاة المساءلة ، لکنه أراد حیاة الرجعة التی تکون لتکلیفهم والندم على تفریطهم فلا یفعلون ذلک فیندمون یوم العرض على ما فاتهم من ذلک (20).
إذن فالمراد بالموتتین موتة عند انتهاء آجالهم ، والموتة الثانیة بعد عودتهم إلى الحیاة ، وتفسیر منکری الرجعة بأنَّ الموتة الثانیة قبل خلقهم حین کانوا عدماً لا یستقیم ، لاَنّ الموت لا یکون إلاّ للحی ، ویلزم هذا وجودهم أحیاء وهم فی العدم ، فلا یبقى إلاّ ما بیّناه للخروج من هذا التناقض .
رابعاً : قوله تعالى : ( وأقسَمُوا باللهِ جَهدَ أیمانِهِم لا یبعثُ اللهُ من یَموتُ ) إلى قوله تعالى : ( لیُبیّنَ لهُم الذی یَختلِفُونَ فِیه ولیعلمَ الذینَ کفروا أنَّهم کانُوا کاذِبین) (21) .
روى الشیخ الصدوق والکلینی وعلی بن إبراهیم والعیاشی وغیرهم أنّها نزلت فی الرجعة (22)، ولا یخفى أنّها لا تستقیم فی إنکار البعث ، لاَنّهم ما کانوا یقسمون بالله بل کانوا یقسمون باللات والعزى ، ولاَنّ التبیین إنّما یکون فی الدنیا لا فی الآخرة (23).
خامساً : قوله تعالى : ( کیفَ تکفُرونَ باللهِ وکُنتُم أمواتاً فأحیاکُم ثُمَّ یُمیتُکُم ثُمَّ یُحییکُم ثم إلیه تُرجَعُونَ ) (24).
قال ابن شهرآشوب : (هذه الآیة تدلُّ على أنَّ بین رجعة الآخرة والموت حیاة أُخرى ، ولا ینکر ذلک لاَنّه قد جرى مثله فی الزمن الاَول ، قوله فی قصة بنی إسرائیل : ( ألم ترَ إلى الذینَ خرجُوا من دیارِهم ) ، وقوله فی قصة عزیر أو أرمیا : ( أو کالذِی مرَّ على قریةٍ ) ، وقوله فی قصة إبراهیم: ( ربِّ أرِنی کیف تُحیی الموتى ) (25).
وقال الشیخ الحر العاملی : وجه الاستدلال بهذه الآیة أنّه أثبت الاِحیاء مرتین ، ثم قال بعدها ( ثُمَّ إلیهِ تُرجعُونَ ) والمراد به القیامة قطعاً ، والعطف ـ خصوصاً بثمّ ـ ظاهر فی المغایرة ، فالاِحیاء الثانی إما فی الرجعة أو نظیر لها، وبالجملة ففیها دلالة على وقوع الاِحیاء قبل القیامة (26)
سادساً : قوله تعالى : ( ونُریدُ أن نَمُنَّ على الَّذینَ استُضعفُوا فی الاَرض ونَجعَلَهُم أئمةً ونجعلهُم الوارِثینَ ) إلى قوله تعالى : ( ما کانُوا یَحذَرُون ) (27).
روى الشیخ الکلینی والصدوق بالاسناد عن الباقر والصادق علیهما السلام : «أنّ المراد بالذین استضعفوا هم الاَئمة من أهل البیت علیهم السلام وأنَّ هذه الآیة جاریة فیهم علیهم السلام إلى یوم القیامة » (28).
وروى السید الرضی قدس سره بالاسناد عن الصادق علیه السلام ، قال : « قال أمیر المؤمنین علیه السلام : لتعطفنَّ علینا الدنیا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، ثم تلا قوله تعالى : ( ونُریدُ أن نَمُنَّ على الَّذینَ استُضعفُوا ) » (29)، وفی روایات عدیدة أنَّ ذلک یکون إذا رجعوا إلى الدنیا وقتلوا أعداءهم وملکوا الاَرض (30) .
قال الحر العاملی : وهذه الآیة تدلُّ على أنَّ المنّ على الجماعة المذکورین وجعلهم أئمة وارثین والتمکین لهم فی الاَرض وحذر أعدائهم منهم ، کلّه بعدما استضعفوا فی الاَرض ، وهل یتصور لذلک مصداق إلاّ الرجعة ، وهل یجوز التصدی لتأویلها وصرفها عن ظاهرها ودلیلها بغیر قرینة ، وضمائر الجمع وألفاظه فی المواضع الثمانیة یتعین حملها على الحقیقة ، ولا یجوز صرفها إلى تأویل بعید ولا قریب ، إلاّ أن یخرج الناظر فیها عن الانصاف ویکذّب الاَحادیث الکثیرة المتواترة فی تفسیر الآیة بالرجعة (31)
سابعاً : قوله تعالى : ( وحرامٌ على قریةٍ أهلَکنَاها أنَهُم لا یرجِعُونَ ) (32).
روى علی بن إبراهیم والطبرسی وغیرهما بالاسناد عن الاِمام الصادق علیه السلام قال : « کلُّ قریة أهلک الله أهلها بالعذاب لا یرجعون فی الرجعة، وأمّا فی القیامة فیرجعون ، ومن محض الاِیمان محضاً وغیرهم ممن لم یهلکوا بالعذاب ، ومحضوا الکفر محضاً یرجعون » (33)وهذه الآیة أوضح دلالة على الرجعة ، لاَنّ أحداً من أهل الاِسلام لا ینکر أنّ الناس کلهم یرجعون إلى القیامة ، من هلک ومن لم یهلک ، فقوله: (لا یَرجِعُونَ) یعنی فی الرجعة ، فأما إلى القیامة فیرجعون حتى یدخلوا النار (34).
ثامناً : قوله تعالى : ( إنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا والَّذِینَ آمنُوا فی الحیاةِ الدُنیا ویومَ یقُومُ الاَشهادُ ) (35).
روی عن الاِمام الباقر والصادق علیهما السلام من عدّة طرق « أنّ هذا النصر یکون فی الرجعة ، ذلک لاَنَّ کثیراً من الاَنبیاء والاَوصیاء قُتِلوا وظُلمِوا ولم ینصروا ، وأنّ الله لا یخلف المیعاد » (36).
وسئل الشیخ المفید قدس سره فی المسائل الحاجبیة عن هذه الآیة ، حیثُ قیل له : فی هذه الآیة تأکید ، فقد أوجب تعالى بأنّه ینصرهم فی الحالین جمیعاً فی الدنیا والآخرة ، وهذا الحسین بن علی علیهما السلام حجة الله قتل مظلوماً فلم ینصره أحد ؟
فأجاب الشیخ المفید قدس سره بوجوه ، إلى أن قال : وقد قالت الاِمامیة أنَّ الله تعالى ینجز الوعد بالنصر للاَولیاء قبل الآخرة عند قیام القائم علیه السلام والکرة التی وعد بها المؤمنین ، وهذا لا یمنع من تمام الظلم علیهم حیناً مع النصر لهم فی العاقبة (37).

الحدیث :
مما لاریب فیه أنّ صحة الاَحکام والعقائد تتوقف على ورود أحادیث شریفة ثابتة عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته المعصومین علیهم السلام سیما ما یتعلق بالاعتقاد بالاُمور الغیبیة وحوادث المستقبل ، روى الشیخ الکلینی قدس سره فی باب الضلال، بالاسناد عن هاشم صاحب البرید، قال : قال أبو عبدالله علیه السلام : « أما والله إنّه شر علیکم أن تقولوا لشیء ما لم تسمعوه منّا » (38)، والاَحادیث فی ذلک أکثر من أن تحصى وأوفر من أن تستقصى .
وممّا یؤید الرجعة الروایات الکثیرة المتواترة التی نقلها الثقات عن أئمة الهدى علیهم السلام ، حتى إنّها وردت فی الاَدعیة والزیارات المأثورة عنهم علیهم السلام ، وحیث لا یسع بحثنا نقلها والتحقیق فیها ، فیکفی أن نذکر أنَّ السید محمد مؤمن الحسینی الاسترآبادی الشهید بمکة سنة 1088 هـ قد
جمع فی رسالته المختصرة فی الرجعة نحو 111 حدیثاً من الکتب المعتمدة وجمیعها تنصُّ على الرجعة .
وأخرج الحر العاملی (ت 1104 هـ) فی کتابه (الایقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) ما یزید على 620 بین آیة وحدیث صریح فی الرجعة نقلها عن سبعین کتاباً قد صنفها عظماء علماء الاِمامیة (39)، وقال : إنَّ أحادیث الرجعة ثابتة عن أهل العصمة علیهم السلام لوجودها فی الکتب الاَربعة وغیرها من الکتب المعتمدة ، وکثرة القرائن القطعیة الدالة على صحتها وثبوت روایتها ، على أنّها لا تحتاج إلى شیءٍ من القرائن لکونها قد بلغت حدّ التواتر ، بل تجاوزت ذلک الحدّ ، وکل حدیث منها یفید العلم مع القرائن المشار إلیها ، فکیف یبقى شک مع اجتماع الجمیع ؟ (40).
وجمع العلاّمة المجلسی المتوفى سنة 1111 هـ نحو 200 حدیث فی باب الرجعة من کتاب (بحار الاَنوار) وقال : کیف یشکّ مؤمن بحقیة الاَئمة الاَطهار علیهم السلام فیما تواتر عنهم فی قریب من مائتی حدیث صریح ، رواها نیف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الاَعلام فی أزید من خمسین من مؤلفاتهم ، کثقة الاِسلام الکلینی ، والصدوق محمد بن بابویه ، والشیخ أبی جعفر الطوسی ، والسید المرتضى ، والنجاشی ، والکشی ، والعیاشی، وعلی بن إبراهیم ، وسلیم الهلالی ، والشیخ المفید ، والکراجکی ، والنعمانی ، والصفار ، وسعد بن عبدلله ، وابن قولویه ، والسید علی بن طاووس ، وفرات بن إبراهیم ، وأبی الفضل الطبرسی ،
وإبراهیم بن محمد الثقفی ، ومحمد بن العباس بن مروان ، والبرقی ، وابن شهر آشوب ، والحسن بن سلیمان ، والقطب الراوندی ، والعلامة الحلی وغیرهم .
إلى أن قال : وإذا لم یکن مثل هذا متواتراً ، ففی أیّ شیءٍ یمکن دعوى التواتر مع ماروته کافة الشیعة خلفاً عن سلف (41).

المصنفون فیها :
ولم یقتصر علماء الاِمامیة ومصنفوهم على إیراد أحادیث الرجعة ضمن باب الغیبة من مصنفاتهم وحسب ، بل أفردوها فی تألیف خاصّ بها، وقد عددنا نحو أربعین کتاباً خاصاً بهذا الموضوع ، نذکر منها على سبیل المثال :
1 ـ کتاب الرجعة للحسن بن علی بن أبی حمزة البطائنی ، ذکره النجاشی فی الرجال (42).
2 ـ کتاب إثبات الرجعة (43)، وکتاب الرجعة وأحادیثها (44)، وکتاب مختصر إثبات الرجعة (45)، جمیعها للشیخ أبی محمد الفضل بن شاذان الاَزدی النیشابوری ، المتوفى سنة 260 هـ ، روى عن الاِمام الجواد والهادی والعسکری علیهم السلام ، وقیل : روى عن الاِمام الرضا علیه السلام ، وکان ثقةً
جلیلاً فقیهاً متکلماً (46).
3 ـ کتاب الرجعة ، لاَحمد بن داود بن سعید الفزاری ، أبو یحیى الجرجانی ، ذکره النجاشی والشیخ الطوسی فی الفهرست (47).
4 ـ کتاب الرجعة ، للشیخ الصدوق محمد بن علی بن الحسین بن موسى بن بابویه القمی ، المتوفى سنة 381 هـ .
5 ـ کتاب الرجعة ، للشیخ أبی النضر محمد بن مسعود العیاشی صاحب التفسیر ، ذکره النجاشی والشیخ الطوسی فی الفهرست (48).
6 ـ کتاب إثبات الرجعة ، للعلاّمة الحلی المتوفی سنة 726 هـ (49).
7 ـ کتابة الرجعة للشیخ الحسن بن سلیمان الحلی ، تلمیذ الشهید الاَول ، وهو صاحب مختصر بصائر الدرجات (50).
ومن أشهر الکتب المطبوعة والمتداولة فی عصرنا الحالی :
1 ـ کتاب (الایقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) للمحدث الشیخ محمد بن الحسن الحر العاملی ، المتوفى سنة 1104 هـ ، وهو أوسع کتاب فی بابه ، فقد ضمّنه نحو 600 حدیث و 64 آیة ، وأدلة وقرائن أُخرى فی البرهان على الرجعة ، وفرغ منه سنة 1075 هـ (51).
2 ـ الشیعة والرجعة ، للشیخ محمدرضا الطبسی النجفی ، مطبوع فی النجف سنة 1975 م .
3 ـ الرجعة ، للسید محمد مؤمن الحسینی الاسترآبادی ، الشهید فی مکة سنة 1088 هـ (52).

الاجماع :
نقل جماعة من علمائنا إجماع الاِمامیة على اعتقاد صحة الرجعة وإطباقهم على نقل أحادیثها وروایتها ، وعلى أنّها من اعتقادات أهل العصمة علیهم السلام ، وکل ما کان من اعتقاداتهم فهو حقّ ، وتأولوا معارضها على شذوذ وندور :
قال الشیخ الجلیل رئیس المحدثین أبو جعفر ابن بابویه رحمه الله فی کتاب (الاعتقادات) باب الاعتقاد بالرجعة : اعتقادنا ـ یعنی الاِمامیة ـ فی الرجعة أنّها حق (53) .
وقال الشیخ المفید رحمه الله : اتفقت الاِمامیة على رجعة کثیر من الاَموات إلى الدنیا قبل یوم القیامة ، وإن کان بینهم فی معنى الرجعة اختلاف (54).
ونقل الاجماع السید المرتضى علم الهدى رحمه الله فی أکثر من موضع من رسائله ، قال فی (الدمشقیات) : قد اجتمعت الاِمامیة على أنَّ الله تعالى
عند ظهور القائم صاحب الزمان علیه السلام یعید قوماً من أولیائه لنصرته والابتهاج بدولته ، وقوماً من أعدائه لیفعل بهم ما یستحق من العذاب ، وإجماع هذه الطائفة قد بیّنا فی غیر موضع من کتبنا أنّه حجة ، لاَنَّ المعصوم فیهم ، فیجب القطع على ثبوت الرجعة مضافاً إلى جوازها فی القدرة (55) .
وقال فی جواب المسائل التی وردت إلیه من الری : الطریق إلى إثبات الرجعة إجماع الاِمامیة على وقوعها ، فإنّهم لا یختلفون فی ذلک ، وإجماعهم قد بیّنا فی مواضع من کتبنا أنّه حجة لدخول قول الاِمام فیه ، وما یشتمل على قول المعصوم من الاَقوال لا بدَّ فیه من کونه صواباً (56) ونقل هذا عنه الشیخ ابن شهر آشوب رحمه الله فی (متشابه القرآن) (57).
وقال الشیخ الطبرسی قدس سره فی تفسیره : إنَّ الرجعة لم تثبت بظواهر الاَخبار المنقولة فیتطرق إلیها التأویل علیها ـ أی على رجوع الدولة دون رجوع أعیان الاَشخاص ـ وإنّما المعوّل فی ذلک على إجماع الشیعة الاِمامیة ، وإن کانت الاَخبار تعضده وتؤیده (58).
وألف الشیخ الحسن بن سلیمان بن خالد القمی رسالة فی الرجعة قال فیها : الرجعة مما أجمع علیه علماؤنا بل جمیع الاِمامیة (59).
ونقل الاِجماع على ذلک من علمائنا المتأخرین الشیخ الحر العاملی ، قال : الذی یدلُّ على صحة الرجعة إجماع جمیع الشیعة الاِمامیة وإطباق الطائفة الاثنى عشریة على اعتقاد صحة الرجعة ، فلا یظهر منهم مخالف یعتدّ به من العلماء السابقین ولا اللاحقین ، وقد علم دخول المعصوم فی هذا الاجماع بورود الاَحادیث المتواترة عن النبی والاَئمة علیهم السلام الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة ، حتى إنّه قد ورد ذلک عن صاحب الزمان محمد ابن الحسن المهدی علیه السلام فی التوقیعات الواردة عنه وغیرها (60)ومما یدلُّ على ثبوت الاجماع اتّفاقهم على روایة أحادیث الرجعة حتى إنّه لا یکاد یخلو منها کتاب من کتب الشیعة (61).
وکذلک العلاّمة المجلسی فی (البحار) ، قال : أجمعت الشیعة على الرجعة فی جمیع الاَعصار ، واشتهرت بینهم کالشمس فی رابعة النهار ، حتى نظموها فی أشعارهم (62)واحتجوا بها على المخالفین فی جمیع أمصارهم ، وشنّع المخالفون علیهم فی ذلک ، وأثبتوه فی کتبهم وأسفارهم ، منهم الرازی والنیسابوری وغیرهما (63).

الضرورة :

ممّا یدلّ على ذلک ، الروایات الکثیرة الواردة عن أئمة الهدى علیهم السلام والتی هی نصّ صریح فی ضرورة الاعتقاد بالرجعة ، ومنها : ما رواه الشیخ الصدوق فی کتاب صفات الشیعة بالاسناد عن الاِمام الصادق علیه السلام ، قال : «من أقرّ بسبعة أشیاء فهو مؤمن ـ وذکر منها ـ الاِیمان بالرجعة » (64).
روى عن الاِمام الرضا علیه السلام أنّه قال : « من أقرّ بتوحید الله ـ وساق الکلام إلى أن قال ـ وأقرّ بالرجعة والمتعتین، وآمن بالمعراج، والمُساءلة فی القبر، والحوض ، والشفاعة ، وخلق الجنة والنار ، والصراط والمیزان ، والبعث والنشور ، والجزاء والحساب ، فهو مؤمن حقاً ، وهو من شیعتنا أهل البیت علیهم السلام » (65).
ومما یدلُّ على أنّ الاعتقاد بالرجعة من ضروریات مذهب الاِمامیة ، ورودها فی الاَدعیة والزیارات المرویة عن الاَئمة الهداة من عترة المصطفى علیهم السلام ، والتی علّموها لشیعتهم منها زیارة الاِمام الحسین علیه السلام المرویة فی المصباح عن الاِمام الصادق علیه السلام وفیها : « وأُشهد الله وملائکته وأنبیاءه ورسله أنی بکم مؤمن ، وبإیابکم موقن » (66)، والمراد بالاِیاب : الرجعة .
وفی الاقبال والمصباح فی الدعاء فی الیوم الذی ولد فیه الاِمام الحسین علیه السلام المروی عن الهمدانی وکیل الاِمام أبی محمد العسکری علیه السلام وفیه : « المُعوَّض من قتله أنّ الاَئمة من نسله ، والشفاء فی تربته ، والفوز معه فی أوبته ـ إلى قوله ـ فنحن عائذون بقبره نشهد تربته وننتظر أوبته»(67)، والاَوبة : الرجعة . وفی زیارات الاِمام القائم علیه السلام التی ذکرها السید ابن طاووس فقرات کثیرة تدلّ على ذلک ، ففی بعضها : « فاجعلنی یا ربِّ فیمن یکرّ فی رجعته، ویملک فی دولته ، ویتمکّن فی أیامه » (67).
وروى السید ابن طاووس بالاسناد عن الاِمام الصادق علیه السلام فی زیارة النبی والاَئمة علیهم السلام ومنها : « إنّی من القائلین بفضلکم ، مقرٌّ برجعتکم ، لا أنکر لله قدرة » (68).
قال الحر العاملی : والذی یدلّ على صحة الرجعة الضرورة ، فإنّ ثبوت الرجعة من ضروریات مذهب الاِمامیة عند جمیع العلماء المعروفین والمصنفین المشهورین ، بل یعلم العامّة أنّ ذلک من مذهب الشیعة ، فلاترى أحداً یعرف اسمه ویعلم له تصنیف من الاِمامیة یصرّح بإنکار الرجعة ولا تأویلها.. والذی یُعلم بالتتبّع أنَّ صحّة الرجعة أمر محقق معلوم مفروغ منه مقطوع به ضروری عند أکثر علماء الاِمامیة أو الجمیع ، حتى لقد صنفت الاِمامیة کتباً کثیرة فی إثبات الرجعة ، کما صنفوا فی إثبات المتعة وإثبات الاِمامة وغیر ذلک (69).
وممّا یدل على أنَّ صحة الرجعة أمرٌ قد صار ضروریاً ما نقل عن (کتاب سلیم بن قیس الهلالی) الذی صنفه فی زمان أمیر المؤمنین علیه السلام وقوله : حتى صرت ما أنا بیوم القیامة أشد یقیناً منی بالرجعة (70).
 

المصادر :
1- سورة الکهف 18 : 47 .
2- المسائل السرویة ، تحقیق الاُستاذ صائب عبدالحمید : 33 نشر مؤتمر الشیخ المفید قدس سره .
3- مجمع البیان ، للطبرسی 7 : 366 .
4- تفسیر ابن کثیر 3 : 388 . وتفسیر البیضاوی 2 : 183 .
5- روح المعانی 20 : 26 .
6- تفسیر الرازی 24 : 218 .
7- روح البیان ، للبروسوی 6 : 373 .
8- متشابه القرآن 2 : 97 .
9- سورة فصلت 41 : 19 .
10- المیزان ، للطباطبائی 15 : 397 .
11- سورة النور 24 : 55 .
12- الکافی 1 : 150 | 3 .
13- سورة البقرة 2 : 30 .
14- سورة ص 38 : 26 .
15- سورة النساء 4 : 54 .
16- مجمع البیان ، للطبرسی 7 : 239 .
17- الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 38 .
18- المصدر السابق : 74 .
19- سورة غافر 40 : 11 .
20- المسائل السرویة : 33 .
21- سورة النحل 16 : 38 ـ 39 .
22- الکافی 8 : 50 | 14 . وتفسیر القمی 1 : 385 . وتفسیر العیاشی 2 : 259 | 26 . والاعتقادات ، للصدوق : 62 .
23- الایقاظ من الهجعة ، للعاملی : 76 .
24- سورة البقرة 2 : 28 .
25- متشابه القرآن 2 : 97 . والآیات من سورة البقرة 2 : 243 ، 259 ، 260 على التوالی .
26- الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی 8 : 84 .
27- سورة القصص 28 : 5 ـ 6 .
28- الکافی ، للکلینی 1 : 243 | 1 . ومعانی الاَخبار ، للصدوق : 79 .
29- خصائص الاَئمة ، للسید الرضی : 70 مجمع البحوث الاِسلامیة ـ مشهد .
30- تفسیر القمی 1 : 25 و 106 و 2 : 297 . ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سلیمان : 42 و 46 و 167 . والرجعة ، للاسترآبادی : 129 دار الاعتصام .
31- الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 75 .
32- سورة الانبیاء 21 : 95 .
33- تفسیر القمی 1 : 24 . ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سلیمان : 41 . وبحار الاَنوار ، للمجلسی 53 : 60 | 49 . والایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 89 .
34- بحار الاَنوار 53 : 52 | 29 .
35- (5) سورة غافر 40 : 51 .
36- تفسیر القمی 2 : 258 . ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سلیمان : 45 . وکامل الزیارات ، لابن قولویه : 63 | 3 .
37- المسائل الحاجبیة : 74 .
38- الکافی ، للکلینی 2 : 401 | 1 .
39- الایقاظ من الهجعة : 450 و 430 .
40- المصدر السابق : 26 .
41- بحار الاَنوار ، للمجلسی 53 : 122 .
42- رجال النجاشی : 37 .
43- الفهرست للشیخ الطوسی : 124 | 552 . والذریعة ، للشیخ آقا بزرک 1 : 93 .
44- الذریعة 10 : 162 .
45- مطبوع فی مجلة تراثنا العدد (15) ص 193 السنة الرابعة بتحقیق السید باسم الموسوی .
46- رجال النجاشی : 306 | 840 . والخلاصة ، للعلاّمة الحلی : 132 | 2 .
47- رجال النجاشی : 454 . والفهرست ، للشیخ الطوسی : 33 .
48- المصدر السابق : 351 . و 138 على التوالی .
49- الذریعة ، للشیخ آقا بزرک 1 : 92 دار الاَضواء .
50- بحار الاَنوار 1 : 16 . والذریعة 1 : 91 .
51- مطبوع بتصحیح السید هاشم الرسولی المحلاتی .
52- مطبوع بتحقیق الاستاذ فارس حسون کریم .
53- الاعتقادات ، للصدوق : 60 .
54- أوائل المقالات ، للمفید : 46 . والاختلاف الذی أشار إلیه وقع فی تأویل معنى الرجعة على رجوع الدولة والاَمر والنهی دون رجوع أعیان الاَشخاص وإحیاء الاَموات وسیأتی بیانه فی الفصل اللاحق .
55- رسائل الشریف المرتضى 3 : 136 ـ الدمشقیات ـ دار القرآن الکریم ـ قم .
56- المصدر السابق 1 : 125 .
57- متشابه القرآن ومختلفه ، لابن شهر آشوب 2 : 97 .
58- مجمع البیان ، للطبرسی 7 : 367 .
59- الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 43 .
60- الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 33 .
61- المصدر السابق : 43 .
62- من ذلک ما رواه ابن عیاش فی (المقتضب : 48)
63- بحار الاَنوار ، للمجلسی 53 : 122 .
64- حق الیقین ، للسید عبدالله شبر 2 : 20 .
65- المصدر السابق .
66- المصدر السابق : 15 .
67- المصدر السابق 2 : 15 .
68- (1) حق الیقین ، للسید عبدالله شبر 2 : 15 .
69- (2) المصدر السابق .
70- (3) الایقاظ من الهجعة ، للحر العاملی : 60 .
71- (4) المصدر السابق : 64


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مبادئ المعرفة ومعرفة الوجود والإنسان لدى الإمام ...
أعمال الليلة الاولى من شهر رمضان المبارك
خصائص الأسرة المسلمة
مؤتمر مبلغي المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في ...
الحُضور في مواضع التهم
إصدار كتاب "ضوابط الاصول" في 6 مجلدات
الجزع على الميت
ابن حجر و التوسّل
من هم المخلدون في النار؟
فضائح القساوسة الجنسية ...الزواج الطريق الاسلم

 
user comment