روى البلاذري قال : ثمّ قُتل الحسين (عليه السّلام) ، فحمل رأسه إلى يزيد ، و حملنا ، فأقعدني يزيد في حجره ، و أقعد ابناً له في حجره ، ثمّ قال لي : أتصارعه ؟
فقلت : أعطني سكيناً وأعطيه سكيناً ، و دعني و إيّاه .
فقال : ما تدعون عداوتنا صغاراً و كباراً(1) .
وفي الأخبار الطوال ، قال الدينوري : فقال (يزيد) ذات يوم لعمر بن الحسين : هل تصارع ابني هذا ؟ يعني خالداً ، وكان من أقرانه .
فقال عمر : بل أعطني سيفاً و أعطه سيفاً حتّى اُقاتله ، فتنظر أينا أصبر . فضمّه يزيد إليه ، وقال :
شنشنةٌ أعرفُها من أخزم هل تلد الحيّة إلاّ حيّة(2)
وفي مقتل الخوارزمي قال : و دعا عمر بن الحسن بن علي ، و هو غلام صغير ، فقال لعمر بن الحسن : أتقاتل هذا الفتى ؟ يعني خالداً ابنه .
قال : لا ، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ، ثمّ اُقاتله . فقام له يزيد ، و أخذه فضمَّه إليه ، ثمّ قال :
شنشنةٌ أعرفها من أخزم هل تلد الحيّة إلاّ حيّة(3)
وفي مقتل الخوارزمي أيضاً قال : ثمّ إنّ يزيد أنزلهم بداره الخاصة ، فما كان يتغدّى و يتعشّى حتّى يحضر معه علي بن الحسين (عليه السّلام) , و دعا يوماً خالداً ابنه و دعا عليّاً(4) , و هما صبيّان , فقال لعلي : أتقاتل هذا ؟
قال : نعم ، أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ، ثمّ نتقاتل . فأخذه و ضمّه ، وقال :
شـنشنةٌ أعرفها من أخزمِ هل يلدُ الأرقم إلاّ الأرقم(5)
___________________________
(1) أنساب الأشراف ـ البلاذري 3 / 401 .
(2) الأخبار الطوال ـ الدينوري / 261 .
(3) مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 82 ، تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 69 / 177 .
(4) الظاهر إذا كانت حادثة ثانية أنّه صبي من أبناء الحسن أو الحسين (عليهما السّلام) غير الإمام زين العابدين (عليه السّلام) كما هو ظاهر .
(5) مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2/ 82 .
source : sibtayn