في مدح أميرالمؤمنين عليّ
أمامَ وصفِ عليٍّ يخرسُ الأدبُ++ومِن محيط عليٍّ تنهلُ السُحُبُ
يُفيض في الأرض للأجيالِ منهلُهُ++ فما المهارقُ؟ ماالأوراق؟ ماالكتبُ؟
لهُ عباقرةُ التاريخِ مرجعهمْ++ والتابعونَ إلى التدوينِ قد وثبوا
فلم يلمّوا بشي ءٍ من خصائصِهِ++ ولازموا الصمتَ مذْ أضناهُمُ التعبُ
لم يفهموا غيرَ أنّ المرتضى بطلٌ++ وهُوَ الذي بحلول الضيقِ يُنتدبُ
للدينِ والحكمِ بِالقرآنِ مصدرُهُ++ وكلّ علمٍ لَهُ قد راح ينتسبُ
والحقُّ والصدقُ والأقدامُ شهرتُهُ++ وهُوَ ابنُ آدم لكن للجميعِ أبُ
وحكمُهُ فيهِ للحكّامِ تربيةٌ++ وسيفُهُ فيهِ دوماً تكشفُ الكُربُ
قلْ لي بربّكَ هلْ نقوى لمدحِ فتىً++ على السماء سمتْ مِن قبرِهِ الرُتَبُ
يا فرحةَ الليلةِ الليلاءِ من رَجَبٍ++ في كلّ عامٍ يوافينا بها رَجَبُ
على ضريحكَ مذْ نذري مدامعَنا++ ويضحكُ الدرُّ والياقوتُ والذَهَبُ
أرض الغريّ علتْ هامُ الضراحِ عُلىً++ بل استطالتْ وأمستْ دونَها الشُهُبُ
قبرٌ بِهِ تسألُ الأملاكُ خالقَها++ ماالمالُ،ماالجاهُ، ماالأبناءُ،ماالتربُ؟
تهوي الملوكُ على أبوابِ حضرتِهِ++ ومن تباعَدَ عنها نالَهُ العطبُ
وقد فدى بحسينٍ بيتَ بارئِهِ++ كما بذا راحَ إبراهيم يقتربُ
قد أصبحَ البيتُ مهداً لابنِ فاطمةٍ++ ولم ينلْ شأوهُ آباءُهُ النُجُبُ
أدنى إلى البيتِ مَنْ بِالبيتِ مولِدُهُ++ وإنْ علاهُ بيومِ الفتحِ لا عجبُ
لقد علا متنَ طه شبلُ فاطمةٍ++ لنيل أجرٍ من الرحمن مرتقبُ
يا مَنْ شربتَ بكأسِ الطين مكتفياً++ودّ المُلوكُ بهِ لو أنّهم شربوا
يا قالعَ البابِ يا مردي أشاوِسِهِمْ++ مَن ناوأوكَ أهلْ يدرون مَن غصبوا؟
وأنّ مَن آزَرَ الهادي بدعوتِهِ++ غيرُ الذين لِمَنْ عاداه قد صحبوا
حرّاسُكَ اللَّهُ والأملاكُ كلُّهُمُ++ يا مَن بِهِ تفخرُ الأجيالُ والحقبُ
كمْ حاوَلَ العِلْجُ نيلَ الانتساب لكمْ++ وقد أبى اللَّهُ والتأريخُ والنَسَبُ
يا نعمةً لم يؤدّى شكر منعمها++ وفت بها فارس مذ خانها العربُ
هذا ضريحُكَ يهفو المؤمنون لهُ++ فأينَ آل أبي سفيانَ قد ذهبوا؟
أمثل قبرك نارُ الحقد تقصفُهُ++ وفوقَ بابِكَ جهراً يشعلُ الحطبُ؟
تاللَّهِ ما ازدادَ مَن في الذلِّ أرهقنا++ وإنْ تعاظَمَ ما مِنّا قد ارتكبوا
على الذي أسقطَ الزهراءَ محسنَها++ لمّا على منبر الكرّار قد وثبوا
وكفُّ بغيٍ بها الزهراءُ قد ضربتْ++ بها لقبركَ يا كرّار قد ضربوا
تلوحُ لي فاطمٌ والعبدُ يضربُها++ وإرثُها بيدِ الأعداء منتهَبُ
يا قلبَ فاطمةٍ مذْ بتَّ ملتهِباً++ لَكَ القلوبُ بنارِ الوجدِ تلتهِبُ
وإنّ ناراً على باب الهدى استعرتْ++ أضْحَتْ لها اليومَ كفّ البَعْثِ تحتطِبُ
إنْ نسكب الدمعَ مِن أجفانِنا عَلَقاً++ ولمْ نجدْ مَن لِحَربِ البعثِ ينتدِبُ
ولمْ نفُزْ بقتال البعثِ ثانيةً++ وللشهادة لمْ يسرعْ بِنا القتبُ
فلنرفعنّ إلى المهديِّ صرخَتَنا++ هذا أوانُ تقاضي الثار يا غَضَبُ
[نظمت بقم المقدسة في مناسبة مولده الشريف.]
لشيخ محمّد جواد الجنابي النجفي،
source : sibtayn