عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ورسله إليها

كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ورسله إليها لمّا وصل أمير المؤمنين إلى الربذة وحطّ رحاله فيها كتب إلى الأمصار الموالية له يستمدّها العون للقضاء على الفتنة الّتي أشعلت نيرانها عائشة وأذكى ضرامها طلحة والزبير وأعوانهم من الطلقاء، فكتب (عليه السلام) كتاباً إلى أهل الكوفة يستنفرهم وسرّح الكتاب مع محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، وجاء في الكتاب : «إنّي اخترتكم على الأمصار، وفزعت إليكم لما ح
كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ورسله إليها

كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ورسله إليها

لمّا وصل أمير المؤمنين إلى الربذة وحطّ رحاله فيها كتب إلى الأمصار الموالية له يستمدّها العون للقضاء على الفتنة الّتي أشعلت نيرانها عائشة وأذكى ضرامها طلحة والزبير وأعوانهم من الطلقاء، فكتب (عليه السلام) كتاباً إلى أهل الكوفة يستنفرهم وسرّح الكتاب مع محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، وجاء في الكتاب : «إنّي اخترتكم على الأمصار، وفزعت إليكم لما حدث فكونوا لدين الله أعواناً وأنصاراً...».

وأرسل أيضاً هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال إلى الكوفة لينفر إليه الناس وكتب معه كتاباً أيضاً. وفي بعض الروايات أنّه (عليه السلام) أرسل عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر إلى أبي موسى الأشعري عامله على الكوفة يأمره بإشخاص الناس إليه لمواجهة الناكثين فما كان جواب أهل الكوفة؟ إنّهم لمّا جاءهم أوّل كتاب يحمله محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر الطيار استشاروا أميرهم أبا موسى الأشعري في الخروج إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لهم:

«أمّا سبيل الآخرة فإن تقعدوا ، وأمّا سبيل الدنيا فإن تخرجوا» وسمعا بذلك محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر فدخلا عليه وأغلظا له فأغلظ لهما، وبعدها رجعا إلى عليّ (عليه السلام) فلقياه وهو في ذي قار فأخبراه الخبر، فقال علي (عليه السلام) لعبد الله بن عباس: إذهب أنت إلى الكوفة فادع أبا موسى إلى الطاعة وحذّره من العصيان والخلاف واستنفر الناس ، فذهب ابن عبّاس حتى دخل الكوفة فلقي أبا موسى وعرف انحرافه عن عليّ (عليه السلام) فرجع ابن عبّاس إلى عليّ (عليه السلام) وأخبره خبر أبي موسى من تثبيط الناس عن الخروج إليه.

وعندئذ دعا الإمام (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام) وعمّار بن ياسر وأرسلهما إلى الكوفة ودفع لهما كتاباً كتبه إلى أهل الكوفة، فدخلا الكوفة وبعد محاورات كثيرة وخطابات متعددة ومناقشات مع أبي موسى الأشعري ، ولكن جميعها لم تصل إلى نتيجة.

وعند ذلك أرسل علي (عليه السلام) إلى الكوفة مالك الاشتر شفيع الأشعري ووسيطه  ليوقفه عند حدّه، فأقبل مالك الاشتر حتّى دخل الكوفة وقد اجتمع الناس في المسجد الأعظم وأبو موسى يخطب الناس ويثبطهم، ويقول : أيّها الناس ، انّ هذه فتنة عمياء صمّاء، تطأ خطامها ، النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من النائم... الخ، وبينما هو يخطب إذ دخل عليه غلمان ونادوه: يا أبا موسى ، هذا الاشتر قد دخل القصر، فنزل أبو موسى، فدخل الأشتر القصر، فصاح به الاشتر: اخرج من قصرنا لا اُمّ لك! أخرج الله نفسك فوالله أنّك لمن المنافقين قديماً. فقال الاشعري: أجّلني هذه العشية. فقال الاشتر: هي لك. فأخرج الأشعري يجرّ أذيال الخيبة والذلّ والانكسار ، وكانت عاقبة أمره خسراً [1].

وبعدها اجتمع الناس في الكوفة وقام كبار القوم والرؤساء يتداولون الرأي واستنفروهم لنصرة أمير المؤمنين عليّ على ناكثي البيعة ومفرّقي الجماعة. فتكلم حجر بن عدي وخطب الإمام الحسن (عليه السلام) ودعيا الناس للخروج لنصرة أمير المؤمنين (عليه السلام) فنفر من الناس قرابة تسعة آلاف . وقيل: إنّ عدد مَن سار من الكوفة إثنا عشر ألف رجل.

وفي الخبر عن ابن عباس قال: لما نزلنا مع علي (عليه السلام) ذي قار، قلت: يا أمير المؤمنين ما أقل من يأتيك من أهل الكوفة فيما أظن؟

فقال (عليه السلام): «والله ليأتيني منهم ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلاً لا يزيدون ولا ينقصون» قال ابن عباس : فدخلني والله من ذلك شكّ شديد في قوله، وقلت في نفسي: والله إن قدموا لأعدّنهم. هذا وقد أقام علي (عليه السلام) بذي قار خمسة عشر يوماً حتى سمع صهيل الخيل وشجيج البغال حوله. قال: فعرضتهم فوالله ما وجدتهم يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً. فقلت: الله أكبر صدق الله ورسوله! ثم سرنا [2].


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات


 
user comment