عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

مكانة الشهيد

القرآن الكريم يقول عن الشهيد : " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون " ، (آل عمران 169 ) ، فالشهداء - إذن - " أحياء " و " عند ربهم " يرزقون ... ، و ما أعظمها من منزله !! ، و السنة تكثر من تشبيه المكانة السامية ، التي يمكن أن ينالها إنسان في حياته بمكانة الشهيد ، لأنها ذروة الرقي و التكامل في المسيرة الإنسانية . فالسائرون على طريق طلب العلم ، م
مكانة الشهيد

القرآن الكريم يقول عن الشهيد :

" و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون " ، (آل عمران 169 ) ، فالشهداء - إذن - " أحياء "  و " عند ربهم " يرزقون ...  ، و ما أعظمها من منزله !! ، و السنة تكثر من تشبيه المكانة السامية ، التي يمكن أن ينالها إنسان في حياته بمكانة الشهيد ، لأنها ذروة الرقي و التكامل في المسيرة الإنسانية . فالسائرون على طريق طلب العلم ، من أجل التعرف على الحقيقة ، و طلبا لمرضاة الله تعالى ، لا بهدف الترفع و الاتجار ، هم شهداء في مفهوم الروايات الإسلاميه ، إن توفّاهم الله على هذا الطريق . و هذا التشبيه ، يدل على علو مكانة طالب العلم ، إضافة لما له من دلالة على أن الشهادة ، هي الذروة في مسيرة الإنسان التكاملية . و نظير هذا التشبيه ورد بشأن الساعي على طريق إدارة دفة اقتصاد عائلته ، و بالتالي على طريق إدارة اقتصاد مجتمعه .. ، في الحديث : " الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله " .
       الشهيد كالشمعة التي تحترق ، و تفنى لتضئ الطريق للآخرين .
حق الشهيد

كل أولئك الذين خدموا البشرية بشكل من الأشكال لهم حق على بني الإنسان ، سواء أسدوا خدماتهم عن طريق العلم أم الفكر أم الفلسفة و الاختراع والاكتشاف أم الأخلاق و الحكمة العملية . لكن أحدا من هؤلاء ليس له على البشرية حق كما الشهيد .. ، و من هنا فان ما يكنه أبناء البشر من تعاطف ، و انشداد تجاه الشهداء يفوق ما يكنوه تجاه سائرخدمة البشرية . و لماذا هذا التفوق ؟ ، الدليل واضح .. ، كل المجموعات التي أسدت خدمات إلى البشرية مدينة للشهداء .. ، لكن الشهداء قلما كانوا مدينين لهذه المجموعات . العالم في علمه .. ، و الفيلسوف في فلسفته .. ، و المخترع في اختراعه .. ، و معلم الأخلاق في تعاليمه ، محتاجون إلى أجواء حرة مساعدة كي يقدموا خدماتهم . و الشهيد بتضحياته يوفر هذه الأجواء .
 
           الشهداء شموع البشرية على طريقها اللاحب الطويل .

ولولا هذه الشموع ، لما استطاعت المسيرة البشرية أن تواصل طريقها ، و لما استطاع أبناء البشر في ظلمات الاستعباد و الاستبداد ، أن يمارسوا نشاطاتهم ، و يقدموا خدماتهم الإنسانية . و الله سبحانه يخاطب نبيه الكريم قائلا : "
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا ، و داعيا إلى الله باذنه و سراجا منيرا  " ، ( الأحزاب 44-45 ) ، و ( السراج المنير ) ، مفهوم يدل على الإضاءة ، و ينطوي على معنى الاحتراق و إزالة دياجير الظلام .


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
زيارة أم البنين عليها السلام
ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)
في خصائص صفاته واخلاقه وعباداته يوم عاشوراء
الإمام الصادق (عليه السلام) يشهر سيف العلم!
قرّاء القرآن و كيفية قراءته
منكروا المهدي من أهل السنة وعلة إنكارهم
مفاتيح الجنان(300_400)

 
user comment