عربي
Tuesday 19th of March 2024
0
نفر 0

جابر بن عبد الله الانصاری

لقد أقبل جابر على الجهاد من أول فرصة للجهاد، لقد منعه أبوه عبد الله من الخروج إلى بدر وأُحد، واستأثر بذلک الخروج لنفسه، وترک جابرًا الشاب لأخواته الست، ولما استشهد أبوه فی غزوة أُحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد لا تفوته غزوة مع رسول الله .
جابر بن عبد الله الانصاری

لقد أقبل جابر على الجهاد من أول فرصة للجهاد، لقد منعه أبوه عبد الله من الخروج إلى بدر وأُحد، واستأثر بذلک الخروج لنفسه، وترک جابرًا الشاب لأخواته الست، ولما استشهد أبوه فی غزوة أُحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد لا تفوته غزوة مع رسول الله .
هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن کعب بن غنم بن کعب بن سلمة، صحابی جلیل من الأنصار، یکنى أبا عبد اللَّه، وقیل: أَبُو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانیة مع أبیه وهو صبی، وقد کان أصغر من شهد العقبة الثانیة، وقال بعضهم: شهد بدرًا، وقیل: لم یشهدها، وکذلک غزوة أحد. وکان من المکثرین فی الحدیث، الحافظین للسنن، روى عنه محمد بن علی بن الحسین، وعمرو بن دینار، وأبو الزبیر المکی، وعطاء، ومجاهد، وغیرهم.(1)
کما روى جابر بن عبد الله علماً کثیراً عن النبی صلى اللَّهُ علیه وسلم وعن عمر وعلی وأبی بکر وأبی عبیدة ومعاذ بن جبل والزبیر وطائفة، وکان مفتی المدینة فی زمانه، شهد لیلة العقبة مع والده، وکان والده من النقباء البدرِیین، استشهد یوم أحد، وکان جابر قد أطاع أباه یوم أحد، وقعد لأجل أخواته.(2)

حیاته وجهاده ووفاته
قاتل جابر بن عبد الله مع الرسول فی سبع عشرة غزوة، قال جابر: غزوت مع رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ علیه وسلم سبع عشرة غزوة، لم أشهد بدراً ولا أحداً، منعنی أبی، فلما قتل یوم أحد، لم أتخلف عن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ علیه وسلم فی غزوة قط. وقال الکلبی: شهد جابر أحداً، وقیل: شهد مع النبی صلى اللَّهُ علیه وسلم ثمانی عشرة غزوة، وشهد صفین مع علی بن أبی طالب (علیه السلام) ، وعمی فی آخر عمره، وکان یحفی شاربه، وکان یخضب بالصفرة، وتوفی فی سنة 78هـ وهو ابن أربع وتسعین سنة، وکان قد ذهب بصره، وصلى علیه أبان بن عثمان وهو والی المدینة یومئذ،(3).‌ وهو آخر من مات بالمدینة ممن شهد العقبة.(4)
وقد استغفر له رسول الله، قال جابر: استغفر لی رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ علیه وسلم لیلة البعیر خمسًا وعشرِین مرة، یعنی بقوله لیلة البعیر: أنه باع من رسول اللَّه صلى اللَّهُ علیه وسلم بعیرًا، واشترط ظهره إِلى المدینة، وکان فی غزوة لهم، وتوفی جابر سنة أربع وسبعین، وقیل: سنة سبع وسبعین، وصلى علیه أبان بن عثمان، وکان أمیر المدینة، وکان عمر جابر أربعًا وتسعین سنة.(5)

من أقواله
عن أبی سفیان قال: جاورت مع جابر بن عبد اللَّهِ بمکة ستة أشهر، فسأله رجل: هل کنتم تسمون أحدا من أهل القبلة کافرًا؟ فقال: معاذ اللَّه! قال: فهل تسمونه مشرکاً؟ قال: لا.(6)

بعض الأحادیث التی رواها
روى جابر بن عبد الله عن الرسول أحادیث کثیرة، فکان من أشهر رواة الحدیث الشریف، وکان المسلمون یرجعون إلیه للحصول على الحدیث وتدوینه، فعن عبد اللَّهِ بن محمد بن عقیل قال: «کُنْتُ أَذْهَبُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَنَا أَلْوَاحٌ صِغَارٌ نَکْتُبُ فِیهَا الْحَدِیثَ».(7) وعن عطاء، قال: "کنا نکون عند جابر بن عبد اللَّهِ فیحدثنا، فإذا خرجنا من عنده تذاکرنا حدیثه، قال: فکان أبو الزبیر أحفظنا للحدیث".(8)
وعن جابر بن عبد اللَّهِ قال: «ما سُئِلَ النَّبِیُّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ شَیْئًا قَطُّ فَقَالَ لا».
و عنه قال: أشهد على رسول اللَّهِ صلى اللهُ علیه وسلم أنه قال: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى یَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّی دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
وعنه أن النبی صلى اللهُ علیه وسلم کان یأمر بتعلیم هؤلاء الکلمات کما یأمر بتعلیم السورة من القرآن: «اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِیحِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْیَا، وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ».(9)
وعنه أیضا أن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ علیه وسلم بلغه موت النجاشی فقال: "صلوا على أخ لکم مات بغیر بلادکم" قال: فصلى علیه رسول اللَّهِ (صلى اللَّهُ علیه وسلم) وصفنا صفوفًا. قال جابر: فکنت فی الصف الثانی أَوِ الثالث. قال: وکان اسم النجاشی: أصحمة.(10)
وعن جابر بن عبد اللَّهِ، قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللهُ علیه وسلم: «لَا تَطْلُبُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَتَخَیَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ فَالنَّارُ النَّارُ».(11)

حرصه على الجهاد :
لقد أقبل جابر على الجهاد من أول فرصة للجهاد، لقد منعه أبوه عبد الله من الخروج إلى بدر وأُحد، واستأثر بذلک الخروج لنفسه، وترک جابرًا الشاب لأخواته الست، ولما استشهد أبوه فی غزوة أُحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد لا تفوته غزوة مع رسول الله ؛ نصرةً لدین الله وإعلاء لکلمته. قال جابر : "غزا رسول الله إحدى وعشرین غزوة، غزوت معه تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعنی أبی، حتى إذا قُتل أبی یوم أُحد لم أتخلف عن غزوة غزاها".
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الرسول :
عن جابر بن عبد الله قال: لما قتل أبی جعلت أکشف الثوب عن وجهه أبکی وینهونی عنه، والنبی لا ینهانی، فجعلت عمتی فاطمة تبکی، فقال النبی : "تبکین أو لا تبکین، ما زالت الملائکة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".
وروى البخاری بسنده عن جابر قال: جاء رسول الله یعودنی وأنا مریض لا أعقل، فتوضأ وصبَّ علیَّ من وضوئه فعقلت، فقلت: یا رسول الله، لمن المیراث؟ إنما یرثنی کلالة. فنزلت آیة الفرائض.
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الصحابة :

مع أبیه :
فی البخاری بسنده عن جابر قال: لما حضر أُحد دعانی أبی من اللیل، فقال: "ما أرانی إلا مقتولاً فی أول من یقتل من أصحاب النبی ، وإنی لا أترک بعدی أعز علیَّ منک غیر نفس رسول الله ، فإن علیَّ دینًا فاقضِ واستوصِ بأخواتک خیرًا". فأصبحنا فکان أول قتیل، ودفن معه آخر فی قبر، ثم لم تطب نفسی أن أترکه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو کیوم وضعته هُنَیَّةً غیر أُذُنه.

مع أبی بکر الصدیق :
عن جابر بن عبد الله الأنصاری -رضی الله عنهما- أنه قال: دخلت على رسول الله(صلی الله علیع وآله وسلم) فقال لی: "یا جابر، لو قد جاءنا مال لحثیت لک ثم حثیت لک". قال: فقبض رسول الله قبل أن ینجز لی تلک العدة، فأتیت أبا بکر فحدثته فقال أبو بکر: ونحن لو قد جاءنا شیء لحثیت لک ثم حثیت لک ثم حثیت لک. قال: فأتاه مال فحثی لی حثیة ثم حثیة ثم قال: لیس علیک فیها صدقة حتى یحول الحول. قال: فوزنتها فکانت ألفًا وخمسمائة.

مع عبد الله بن أنیس :
عن جابر بن عبد الله قال: بلغنی حدیث عن رجل من أصحاب النبی سمعه من النبی لم أسمعه منه، فسرت شهرًا إلیه حتى قدمت الشام فإذا هو عبد الله بن أنیس ، فأرسلت إلیه أن جابرًا على الباب، فرجع إلیَّ الرسول فقال: أجابر بن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج إلیَّ فاعتنقنی واعتنقته. قال: قلت: حدیث بلغنی أنک سمعته من رسول الله لم أسمعه منه فی المظالم؛ فخشیت أن أموت أو تموت. قال: سمعت النبی یقول: " یحشر الناس -أو العباد- عراة غرلاً بهما، فینادیهم بصوت یسمعه من بعد کما یسمعه من قرب: أنا الملک أنا الدیان لا ینبغی لأحد من أهل الجنة أن یدخل الجنة وأحد من أهل النار یطلبه بمظلمة، ولا ینبغی لأحد من أهل النار یدخل النار وأحد من أهل الجنة یطلبه بمظلمة حتى یقتصه منه حتى اللطمة". قال: وکیف وإنما نأتی عراة غرلاً؟ قال:"بالحسنات والسیئات".

مع جابر بن عمیر :
عن عطاء أنه رأى جابر بن عبد الله وجابر بن عمیر الأنصاریین -رضی الله عنهما- یرتمیان، فملَّ أحدهما فجلس، فقال له صاحبه: کسلت؟ قال: نعم. فقال أحدهما للآخر: أما سمعت رسول الله یقول: "کل شیء لیس من ذکر الله فهو لعب، إلا أن یکون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأدیب الرجل فرسه، ومشی الرجل بین الغرضین، وتعلم الرجل السباحة".
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع التابعین :

مع سعید بن الحارث :
قال سعید بن الحارث: دخلنا على جابر بن عبد الله وهو یصلی فی ثوب واحد ملتحفًا به، ورداؤه قریب لو تناوله بلغه، فلما سلم سألناه عن ذلک، فقال: "إنما أفعل هذا لیرانی الحمقى أمثالکم، فیفشوا على جابر رخصة رخصها رسول الله ". ثم قال جابر: "خرجت مع رسول الله فی بعض أسفاره، فجئته لیلة وهو یصلی فی ثوب واحد وعلیَّ ثوب واحد فاشتملت به، ثم قمت إلى جنبه، قال: "یا جابر، ما هذا الاشتمال؟ إذا صلیت وعلیک ثوب واحد فإن کان واسعًا فالتحف به، وإن کان ضیقًا فأتزر به".

بعض الأحادیث التی رواها جابر بن عبد الله عن النبی :
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "أعطیت خمسًا لم یعطهن أحد قبلی: کان کل نبی یبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى کل أحمر وأسود، وأحلت لی الغنائم ولم تحل لأحد قبلی، وجعلت لی الأرض طیبة طهورًا ومسجدًا، فأیما رجل أدرکته الصلاة صلى حیث کان، ونصرت بالرعب بین یدی مسیرة شهر، وأعطیت الشفاعة".
وعن أبی الزبیر، عن جابر بن عبد الله الأنصاری قال: سمعت رسول الله قبل موته بثلاثة أیام یقول: "لا یموتن أحدکم إلا وهو یحسن الظن بالله".

أثر جابر بن عبد الله فی الآخرین :
روى عنه أحادیث النبی أکثر من مائة وعشرین من الصحابة والتابعین؛ فممن روى عنه من الصحابة: أنس بن مالک، وعبد الله بن ثعلبة، ومحمود بن لبید، وماعز التمیمی، ومحمود بن عبد الرحمن التمیمی وغیرهم. وممن روى عنه من التابعین: واسع بن حبان بن قرمز، ومعاذ بن رفاعة بن رافع، ویزید بن صهیب، والحارث بن رافع، وغیرهم الکثیر.
وکان یعلِّم غیره وینشر ما تعلمه من رسول الله ، وکان أحد المفتین بعد رسول الله ، وکانت له حلقة فی المسجد النبوی، یعلِّم فیها الناس ویفقههم.

من کلمات جابر بن عبد الله :
قال جابر بن عبد الله : "ما منا أحد إلا مالت به الدنیا ومال بها، ما خلا عمر وابنه عبد الله". وقال عندما سمع بموت ابن عباس وصفق بإحدى یدیه على الأخرى: "مات أعلم الناس، وأحلم الناس، ولقد أصیبت به هذه الأمة مصیبة لا ترتق".

وفاة جابر بن عبد الله :
تُوُفِّی جابر بن عبد الله سنة أربع وسبعین، وهو ابن أربع وتسعین سنة، وصلى علیه أبان بن عثمان.
المصادر :
1- أسد الغابة فی معرفة الصحابة.
2- سیر أعلام النبلاء.
3- أبو الفرج بن الجوزی کتاب: المنتظم فی تاریخ الملوک والأمم
4- أسد الغابة فی معرفة الصحابة.
5- أسد الغابة فی معرفة الصحابة.
6- کتاب الإیمان للقاسم بن سلام.
7- المحدث الفاصل بین الراوی والواعی للرامهرمزی.
8- الجامع لأخلاق الراوی وآداب السامع للخطیب البغدادی.
9- المحدث الفاصل بین الراوی والواعی للرامهرمزی.
10- الأسماء المبهمة فی الأسماء المحکمة.
11- الجامع لأخلاق الراوی وآداب السامع للخطیب البغدادی


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القرآن الكريم ورأيه حول المرأة
إلى السيدة رقية عليها السلام
يا ليتَنا كنّا مَعكم
5شعبان ولادة الامام زين العابدين(ع)
الإمام المهدي (عج) في روايات أهل السنّة
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها
في شكر الله تعالى
تفضيل الصحابة كثيرة
أهمية التربية في الإسلام
تعدد المذاهب والفرق سمة وحالة لازمة ثابتة في ...

 
user comment