عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

د. احمد حسین یعقوب

ولد فی الأردن، مدینة "جرش" عام 1939م فی أسرة شافعیة المذهب، حصل على الثانویة العامة من مصر، أکمل دراسة الحقوق فی جامعة دمشق وسجل للدراسات العالیة / دبلوم القانون العام فی الجامعة اللبنانیة، محامی وخطیب جمعة ورئیس بلدیة. انتقل الى رحمة الله فی 12 رمضان 1428 هـ.
د. احمد حسین یعقوب

ولد فی الأردن، مدینة "جرش" عام 1939م فی أسرة شافعیة المذهب، حصل على الثانویة العامة من مصر، أکمل دراسة الحقوق فی جامعة دمشق وسجل للدراسات العالیة / دبلوم القانون العام فی الجامعة اللبنانیة، محامی وخطیب جمعة ورئیس بلدیة.
انتقل الى رحمة الله فی 12 رمضان 1428 هـ.
إنهیار تصوری القدیم عن التاریخ الإسلامی:
یقول الأستاذ أحمد: "سافرت إلى بیروت لمناقشة بحث قدمته للجامعة اللبنانیة عن رئاسة دولة الخلافة فی الشریعة والتاریخ وهو تقلیدی، من جمیع الوجوه، ویحمل وجهة نظر العامة ومعتقداتها فی هذا المجال.
وأثناء وجودی فی بیروت قرأت بالصدفة کتاب (أبناء الرسول فی کربلاء) لخالد محمد خالد، ومع أنّ المؤلف یتعاطف مع القتلة ویلتمس لهم الأعذار إلاّ أننی فجعت إلى أقصى الحدود بما أصاب الإمام الحسین (علیه السلام) وأهل بیت النبوة وأصحابهم.
وکان جرحی النازف بمقتل الحسین هو نقطة التحول فی حیاتی کلّها، وأثناء وجودی فی بیروت قرأت کتاب (الشیعة بین الحقائق والأوهام) لمحسن الأمین، وکتاب (المراجعات) للإمام العاملی، وتابعت بشغف بالغ المطالعة فی فکر أهل بیت النبوة وأولیائهم، فتغیرت فکرتی عن التاریخ کله، وانهارت تباعاً کل القناعات الخاطئة التی کانت مستقرة فی ذهنی".
هکذا عرفت أهل البیت (علیهم السلام)
یضیف الأستاذ أحمد "لقد تبیّن لی: أنّ أهل بیت النبوة ومن والاهم موالاة حقیقیة هم المؤمنون حقاً وهم الفئة الناجیة، وهم شهود الحق طوال التاریخ، وأنّ الإسلام النقی لا یُفهم إلاّ من خلالهم، فهم أحد الثقلین، وهم سفینة نوح، وهم باب حطة، وهم نجوم الهدى، ولولا هم لضاع الاسلام الحقیقی ولما بقی للحق من شهود، لقد رفعوا لواء المعارضة طوال التاریخ، وتحملوا فی سبیل الله فوق ما یتحمله البشر حتى أوصلوا لنا هذا الدین الحنیف بصورته النقیة الکاملة المبارکة.
وباختصار شدید لقد اهتدیت وعرفت أن لأهل بیت النبوة قضیة عالمیة عادلة، وعاهدت ربی أن ادافع عن هذه القضیة ما حییت، فکانت کل مؤلفاتی مرافعات ومدافعات عن عدالة هذه القضیة، واستنهاضات للعقل المسلم خاصة وللعقل البشری عامة لینتقل من التقلید الأعمى إلى الایمان المستنیر المبدع"(1)
د. احمد حسین یعقوب

مؤلفاته:
1- النظام السیاسی فی الإسلام" (رأی الشیعة، رأی السنة، حکم الشرع)
صدر فی طبعته الثانیة عام 1412 هـ عن مؤسسة أنصاریان / قم.
قال المؤلف فی المقدمة: "الکتابة عن النظام السیاسی الإسلامی بالاسلوب المنهجی المعاصر لدراسة الفکر السیاسی، لیست نزهة فکریة کما یبدو وللوهلة الأولى، إنّما هو عملیة شاقة ومضنیة، تتطلب:
1 ـ معرفة ممیزة بقواعد الشرع الحنیف...
2 ـ إطلاع واسع على التاریخ الاسلامی...
3 ـ الاطلاع الموضوعی على رأی المعارضة...
کل ذلک من خلال استرداد الحوادث التاریخیة وتحلیلها وفقاً لمناهج الاستقراء والاستدلال والمقارنة".
ویتضمن هذا الکتاب أربعة أبواب وهی:
الباب الأول: الإمام وکیفیة تولیته. قد جاء فیه:
أ ـ تبیین رأی أهل السنة من مصادرهم مع مراعاه الموضوعیة والتجرد العلمی.
ب ـ تبیین رأی أهل الشیعة من مصادرهم مع مراعاة الموضوعیة والتجرد العلمی.
ح ـ ذکر الرأی الشرعی الحنیف.
د ـ مرافقة الإمام مع لحاظه مواطن فی الدولة الإسلامیة، ثم ولیاً للعهد، ثم إماماً، ثم ذکر کیفیة ممارسته لدوره.
هـ ـ الاجابة على جمیع الأسئلة والشبهات المحتملة فی هذا المجال.
و ـ الاستناد إلى مئات المراجع.
الباب الثانی: کیفیة قیام دولة الرسول مع ذکر مقتطفات من تاریخ حیاته منذ کان فرداً محاصراً فی جزیرة الشرک حتى تکوینه لمقومات الدولة رکناً فرکناً وحتى ممارسته للسلطة کرئیس للدولة.
الباب الثالث: مفهوم الدولة وطبیعتها فی الإسلام.
الباب الرابع: الأحزاب السیاسیة فی الإسلام.
2- نظریة عدالة الصحابة والمرجعیة السیاسیة فی الإسلام" (رأی الشیعة، رأی السنة. حکم الشرع)
ترجمه الى الفارسیة محمد قاضی زاده، الناشر: امید، عام 1374هـ ش.
قال المؤلف فی تعریفة الکتاب: "بهذا البحث المتواضع حاولت جهدی إثبات أن ما أنزله الله شیء، وأن فهمنا له شیء آخر، وأن الانهیارات التی بدأت بعد وفاة النبی(صلى الله علیه وآله) وتوالت حتى اقتلعت النظام السیاسی الإسلامی من واقع الحیاة، لم تکن بسبب علّة فی الدین ولا لنقص أو خطأ فی منظومته الحقوقیة الخالدة، إنما بسبب المسلمین الذین بدلوا نعمة الله، بما تهوى الانفس بدلاً من حکم الله، وهنا یکمن جذر البلاء.
ویحتوی هذا الکتاب على أربعة أبواب:
الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة.
الباب الثانی: الجذور التاریخیة لنظریة عدالة کل الصحابة.
الباب الثالث: المرجعیة فی الإسلام.
الباب الرابع: القیادة السیاسیة فی الإسلام.
وفی کل موضوع من هذه المواضیع ساق المؤلف رأی أهل السنة وذلک على حدّ قوله باعتباره رأیاً إسلامیاً قاد أصحابه الأمة الاسلامیة طوال التاریخ، ثم ساق رأی أهل الشیعة، باعتباره رأیاً إسلامیاً تولى مهمة المعارضة طوال التاریخ، وبعد ذلک یصف المؤلف منهجه فی البحث أنه وضع تحت تصرف عشاق الحقیقة الشرعیة المجردة حکم الشرع فی کل موضوع من تلک المواضیع.
3- مرتکزات الفکر السیاسی (فی الإسلام، فی الرأسمالیة، فی الشیوعیة)
صدر عن شرکة شمس المشرق للخدمات الثقافیة سنة 1413 هـ.
یقول المؤلف فی المقدمة: "عالجت فی هذا البحث المقاطع الأساسیة للفکر السیاسی کفکر، وعلى صعید الجنس البشری کله، ماضیه وحاضره ومستقبله، متجاوزاً الأقالیم والقارات والشعوب والقومیات واختلاف الدیانات".
وقد قسم المؤلف هذا البحث إلى ستة أبواب:
الباب الأول: مقومات التفکیر، معناه، رکیزتیه، مجاله، تاریخ نشوئه، ضبطه، تدوینه، اثرائه، زیادته السمات المشترکة بین الکائنات المفکرة، وبین أرکان عملیة التفکیر ومنهجیة العملیة الفکریة.
الباب الثانی: الشواخص الفکریة أو المرتکزات المائلة على طریق الفکر حتى لا یضل المفکر ولا یزیغ، فیمزج الفکر مع الخیال والوهم مع الحقیقة مع تبیین مرتکزات التوحید والابتلاء والولایة والمرجعیة والثنائیة.
الباب الثالث: العقائد السیاسیة والمذاهب السیاسیة منها الدینیة والوضعیة، مفاهیمها ومرتکزاتها الاساسیة ونظرتها للفرد والجماعة وللدولة وقیمها، نقض المذاهب السیاسیة الوضعیة واثبات فسادها.
الباب الرابع: السلطة والقیادة فی المذاهب الدینیة والوضعیة.
الباب الخامس: معالجة دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على اعتبار أنّه أول محاولة فی العصر الحدیث تقوم بها دولة لوضع نظام الإسلام موضع التطبیق، فقام المؤلف بتأصیله وتوضیحه وتبیین حکم الاسلام فیه، ثم ساق حجج مناوئیه وردّ علیها.
الباب السادس: الأحزاب السیاسیة فی العالم العربی، فتناول الأحزاب الدینیة منها والعلمانیة، على اعتبار أنها ـ کما تقول ـ تحمل فکراً سیاسیاً.
وقد اعتمد فی ذلک کلّه ـ حسب تعبیره ـ على القرآن الکریم بالدرجة الأولى وعلى السنّة المطهرة بفروعها الثلاثة; القول والفعل والتقریر بالدرجة الثانیة، غیر مهمل لعلم ولا مزدر لتجربة.
أما ما یتعلق بالمذهبین الرأسمالی التحرری والمارکسی الشیوعی فقد اعتمد على ما کتبه بناة هذین المذهبین، وعلى الدساتیر المطبقة فی الدول التی تتبناها، فجاء البحث بغیر ادعاء جدیداً بمنهجیته ومضمونه وشکله.
4- الخطط السیاسیة لتوحید الامة الاسلامیة:
صدر عن دار الثقلین / بیروت عام 1415هـ.
ذکر المؤلف فی المقدمة بشأن هذا الکتاب: "على الرغم من أن الوحدة الإسلامیة، أمنیة غالیة، وفریضة ربانیة، وهدف مشترک، وضرورة من ضرورات الحیاة المعاصرة، إلا أن المسلمین محتلفین بوسائل تحقیقها، سلمیاً وبدون عنف، بالحکمة والاقناع لا بالقوة والاکراه، والاحزاب الدینیة الاسلامیة عرضت وجربت عشرات الخطط لاقامة الوحدة الاسلامیة، ففشلت خططها، وهی لا تتوقف عن اختراع خطط جدیدة.
وتسهیلاً لمهمة المنادین بوحدة الأمة الإسلامیة، وضعت هذا الکتاب".
یحتوی هذا الکتاب على ثلاثة أبواب:
الباب الأول: الأرکان الشرعیة لوحدة الأمة الإسلامیة، ومن خلاله عرض المؤلف التقاطیع الأساسیة والتفصیلیة للخطة الالهیة لتوحید الأمة الإسلامیة.
وقد قسم هذا الباب إلى اثنی عشر فصلاً، وقسم کل فصل إلى عشرات البحوث المترابطة، ساق فیها مختلف الافهام للنصوص الشرعیة، وحمل من مختلف الجهات لتوضیح کل خافیة.
الباب الثانی: الاختلاف بعد الوحدة والائتلاف.
بین المؤلف فیه کیفیة انقسام الأمة، وبدایة تآکل الوحدة من الداخل، ثم انهیارها نهائیاً وسقوطها بسقوط آخر سلاطین بنی عثمان، وعلل المؤلف هذا الانهیار یومذاک على أنّه نتیجة لتآمر دول الغرب وذکر: أنّ تآمر الأمم الکافرة على الأمة المسلمة لم یتوقف حتى فی عهد النبوة، لکن السبب الجوهری لانهیار وحدة الأمة الإسلامیة یکمن فی التآکل الداخلی الناتج عن الصراع الصامت بین الشرعیة والواقع، والتفاوت المذهل بین هذین البعدین، وقد قسم هذا الباب إلى أربعة فصول، وقسم کل فصل إلى عشرات البحوث.
الباب الثالث: تخریب المنظومة الحقوقیة الالهیة وابطال مفعولها بعد وفاة النبیّ.
وقد قسّم هذا الباب إلى ثلاثة عشر فصلاً، وقسم کل فصل إلى عشرات البحوث، ذکر أن فیه تشابکت الشرعیة مع الوقائع التاریخیة تشابکاً عجیباً، وقد حاول أن یفک الاشتباک والتداخل بین الشرعیة والوقائع التاریخیة، بین المنظمة الحقوقیة الالهیة وبین أفعال الحکام.
5- طبیعة الأحزاب السیاسیة العربیة" (الأحزاب العلمانیة، الأحزاب الدینیة، معالم فکر أهل بیت النبوة)
صدر عن الدار الإسلامیة / بیروت عام 1417 هـ.
تناول المؤلف فی هذه الدراسة طبیعة الأحزاب السیاسیة العربیة بشقّیها العلمانی والدینی من خلال مقالات مترابطة ومتکاملة نشر أغلبها فی جریدة اللواء الأردنیة، وذکر أن هذه الدراسة تاریخ تکوینی دقیق وفرید لطبیعة الاحزاب السیاسیة العربیة ومواقفها، ومن خلال هذه الدراسة لوح بالبدیل الفرد، وهم أهل بیت النبوة الکرام. ذکر أنه لم یقصد الزرایة أو الاستهانة بالمنظمة الحزبیة السیاسیة العربیة وانّما قصد النصح، وعبر عن الرغبة بالمشارکة باستکشاف طرق خلاص وفلاح هذه الأمة الماجدة.
وقد قسم المؤلف هذا البحث إلى ستة أبواب:
الباب الأول: تعرض فیه إلى حقیقة الأحزاب العلمانیة العربیة فعرّف بها، ووضح تأثرها العمیق بالغرب وأفکاره، وطرح مضامین سفاراتها وطبیعة فکرها العلمانی وفلسفتها ونظرتها للدین والدنیا، کما عرّف بروّاد العلمانیة فی العالم العربی وتعرض لنشاطاتهم وبعض مؤتمراتهم.
الباب الثانی: بحث فیه حول الأحزاب الدینیة العربیة، فبیّن دورها وتعددها، ومدى رواجها، وما هو موقف الإسلام منها، وتحدید المرجعیة التی وضعها الإسلام لقیادة الأمة، وحاول فهم النظام السیاسی الإسلامی وموقفه من المفاهیم الجدیدة کالحریة والدیمقراطیة وتوضیح منهجه التغییری کما تعرض إلى دور بنی هاشم وما خصهم الإسلام به من حقوق وواجبات وولایة ومحبة.
الباب الثالث: تعرض فیه الى تصرفات الأحزاب الدینیة التی اضرّت بأصل الإسلام وخاصة الوهابیین.
الباب الرابع: ذکر فیه دور الأحزاب العربیة فی الحرب العراقیة الایرانیة وما قامت به من نشاطات.
الباب الخامس: تناول فیه القضیة الفسلطینیة، متعرضاً لطبیعتها وأسباب نشوئها وما قامت به الأحزاب من دور فیها.
الباب السادس: تعرض فیه إلى بعض المشاکل التی واجهته من قبل وزارة الاوقاف الأردنیة.
6- الوجیز فی الإمامة والولایة":
صدر عن دار الغدیر سنة 1417 هـ.
ذکر المؤلف فی المقدمة: "قمت بدراسة معمقة لموضوع الرئاسة العامة فی العقائد السیاسیة الوضعیة لأن هذا الموضوع یکاد یقابل موضوع الإمامة والولایة فی الإسلام".
وبعد ذلک شرعت بالکتابة فی هذا الموضوع ملتزماً بالخطة المنهجیة للبحث، وتطرق المؤلف إلى هذا الموضوع من أربعة أبواب، جاعلا لکل باب سبلاً متعددة:
الباب الأول: مفهوم الإمامة والولایة فى الشریعة والتاریخ.
الباب الثانی: اختیار الإمام وتولیته وتنصیبه.
الباب الثالث: الإمامة والولایة من بعد النبیّ(صلى الله علیه وآله)
الباب الرابع: الانقلاب الأسود وقیام الإمامة غیر الشرعیة.
7- المواجهة مع رسول الله وآله ـ القصة الکاملة ـ:
صدر عن دار الغدیر فی طبعته الثانیة عام 1417 هـ.
ذکر المؤلف فی المقدمة: "قد عنیت بالمواجهة تلک المجابهة التی حدثت عبر التاریخ بین رسول الله(صلى الله علیه وآله)من جهة وبین أعداء الله الذین کرهوا ما أنزل الله، فتبرعوا نیابة عن الجنس البشری فجابهوا رسول الله وآله، وقاوموهم وکادوا لهم کیداً، ومکروا بهم مکراً، وحاربوهم حرباً مسلحة طوال إحدى وعشرین سنة منها ثلاث عشرة سنة قبل الهجرة وثمانی سنین بعد الهجرة".
الباب الثانی: ذکر فیه أنباء المواجهة من اللحظة التی وصل فیها النبیّ(صلى الله علیه وآله)الى المدینة حتى اللحظة التی تم فیها فتح مکة واستسلام سادات بطون قریش للنبیّ(صلى الله علیه وآله)بدون قید أو شرط، من خلال خمسة فصول.
الباب الثالث: ذکر فیه وقائع المواجهة التی جرت بین الشرعیة الالهیة وبین بطون قریش المتحدة بعد اسلامها من خلال ستة فصول، ابرز فیها کل خفی فی هذه المواجهة، حتى تعرت مواقف البطون على حقیقتها المذهلة.
الباب الرابع: أبرز فیه الأحکام الشرعیة المتعلقة بالإمامة أو القیادة أو المرجعیة من بعد النبیّ(صلى الله علیه وآله)، من خلال ثلاثة عشر فصلا.
الباب الخامس: ذکر فیه بدقة وقائع الانقلاب الأسود على الشرعیة واثاره المدمرة من خلال ثلاثة عشر فصلاً.
وقد حرص المؤلف على توثیق هذه الأبواب الخمسة توثیقاً کاملا، وعلى ربطها مع بعضها برباط محکم وثیق.
8- مساحة للحوار، من أجل ا لوفاق ومعرفة الحقیقة:
صدر عام 1418 هـ عن دار الغدیر / بیروت.
جاء فی مقدمة مرکز الغدیر لهذا الکتاب: "فی مساحة تتسع للأنا وللآخر المتعدِّد، یسعى الباحث إلى الحوار، وان کان محاوره یقول: "وبالرغم من سعة صدری وتسامحی إلا أن مجرد ذکر کلمة "شیعة" کاف لاثارة حنقی ونفوری حتى لکأننی مسکون فی لاشعوری بکراهیة الشیعة والتشیع...".
یتفق الباحث ومحاوره (صدیقه المثقف السنِّی) ان یعقدا عدة جلسات یجریان فیها الحوار الفکری، فیقدم المحاور فی الجلسة الأولى سلسلة متماسکة من الأسئلة حول موضوع معیَّن فیحمل هذه الأسئلة، لیضع فی مدة کافیة اجابات موثقة عنها، ثم یقدم هذه الاجابات إلى محاوره، یقرأها هذان ویعود لیقدم طائفة جدیدة من الأسئلة، وهکذا دوالیک إلى أن یتم الوفاق على أحد أمرین: إمّا أن یبقى الصدیق أسیراً لما سمّاه "السکن اللاشعوری" أو تتغیر نظرته ومشاعره فیجد فی التشیع طریق الهدى.
وهذا ما کان، فتمَّ الحوار...
صاغ الصدیق أسئلة تتعلق بسبع قضایا أساسیة هی:
1 ـ مفهوم الشیعة والتشیُّع ومسار تکونه التاریخی، وانتشاره .
2 ـ الإمامة بعد وفاة النبیّ، وطبیعة الخلاف الذی حدث فی هذا الصدر جعل المسلمین فرقاً، وحجج کل فریق النصیة والاجتهادیة .
3 ـ مصادر التشریع، وما یتصل بها من جمع القرآن الکریم وذات رسول الله (صلى الله علیه وآله)والأئمة (علیهم السلام)
4 ـ نظریة عدالة الصحابة .
5 ـ التقیة والمتعة فی الإسلام، وعند شیعة أهل بیت النبوة .
6 ـ الاختلاف الفقهیة بین أهل بیت النبوّة وشیعة الخلفاء (أهل السنة)
7 ـ الدعوة إلى وحدة المسلمین .
وقد أجاب الباحث عن هذه الاسئلة اجابات موثقة، وجرى حوار معمق بشأنها أدّى إلى وفاق.
9- کربلاء، الثورة والمأساة:
صدر عام 1418 هـ عن دار الغدیر / بیروت.
إن کربلاء تعتبر ملحمة کبرى تمسک فیها الامام الحسین (علیه السلام) باهدافه رغم تحمله المظلومیة العظمى التی لم ولن یکن لها مثیل على وجه التاریخ إلى یوم القیامة، کما أننا نجد وجه الإمام الحسین (علیه السلام) رغم فداحة المأساة التی تتالت علیه کان یتلألأ نوراً أکثر وأکثر کلما کان یدنو الإمام من الهدف المقدس الذی ضحى بنفسه من أجله والذی لم یدرک مغزاه أبناء عصره، بل لم یدرکه الکثیرون فی القرون التالیة ولا زالوا مختلفین فی فهم حقیقته:
وجاء هذا الکتاب لیدلو بدلوه فیغترف أکبر حجم ممکن من الفهم والاستیعاب لحقیقة ثورة الإمام الحسین (علیه السلام) .
الباب الأول: أضواء على الفئتین المتواجهتین فی کربلاء، مع ذکر عددهما، قادتهما، أرکان قیادتهما، المواقف النهائیة لکل فئة وذلک من خلال أربعة فصول.
الباب الثانی: دور الأمة وموقفها من مذبحة کربلاء، من خلال أربعة فصول، غطت بالکامل کل ما یتعلق بهذا الموضوع.
الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحطاتها الأولى ومعالجة الأسباب التی أدت إلى إنتفاضة الإمام الحسین وثورته وقادت لمذبحة کربلاء، وذاک عبر خمسة فصول.
الباب الرابع: استعدادات الخلیفة وأرکان دولته لمواجهة الإمام والنتائج المؤلمة لهذه المواجهة، من خلال ستة فصول.
فجاء الکتاب جدیداً بشکله ومضمونه ومنهجیته وممیزاً بتفرده بالشکل والمضمون والمنهج، فهو لیس مقتلا من المقاتل المألوفة ولا تاریخاً من التواریخ المخطوطة، ولا وصفاً أدبیاً حزیناً لمأساة من اکثر المآسی البشریة إیلاماً للنفس، وإنّما کان محاکمة موضوعیة وعادلة بلغة العصر لنظام حکم همجی جائر، جاء بالقوة والقهر. وحکم باسم الإسلام ثم انقلب على الإسلام، ورفعه عملیاً من واقع الحیاة.
10- الهاشمیون فی الشریعة والتاریخ:
صدر فی طبعته الثانیة 1999م.
"الهاشمیون هم أولاد عمرو العلی بن عبد مناف، الملقب بهاشم، لأنّه کان یطعم الناس ویشبعهم، وهو أول من سن الرحلتین لقریش، ترحل احداهما فی الشتاء إلى الیمن والحبشة، فیکرمه النجاشی ویحبوه، ورحلة فی الصیف إلى بلاد الشام وغزة، فیدخل على قیصر فیکرمه ویحبوه . وفی السنین العجاف لم یکن لمکة غیر هاشم وفی ذلک یقول الزبعری:
عمرو العلی هشم الثرید لقومه ***** ورجال مکة مسنتون عجاف(2)
ذکر المؤلف عن الکتاب فی المقدمة:
"وضحت فیه مکانة الهاشمیین فی الجاهلیة، وموقفهم قبل الهجرة، وبعد الهجرة، ثم سقت النصوص الشرعیة المتعلقة بهم والواردة فی القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة، وبعد ذلک قدمت عمداء أهل بیت النبوة اللذین اجمعت الأمة ومعها العالم کله على عمادتهم لاهل بیت النبوة وعلى فضلهم وتمیزهم، وبمنتهى الایجاز أشرت للظروف السیاسیة التی عایشها العمداء وتوسعت عند تقدیمی للإمام علیّ وسبطی رسول الله الحسن والحسین. وبعد ذلک سقت نماذج من معاناة أهل بیت النبوة والمرارة التی تجرعوها طوال التاریخ".
11- حقیقة الاعتقاد بالامام المهدی المنتظر:
صدر عام 2000 م عن دار الملاک الاردن.
"شاع الاعتقاد بحتمیة ظهور المنقذ "المهدی" وانتشر فی کافة أرجاء المعمورة، وأخذ اشکالاً مختلفة، ولکنها تتعلق بالمآل بذات الفکرة . وسلمت بفکرة ظهوره کافة التیارات الکبرى فی کافة المجتمعات البشریة القدیمة .
وأجمعت على حتمیة هذا الظهور الطلائع المستنیرة من أتباع الدیانات السماویة الثلاث وعلى الأخص الدیانة الاسلامیة، والطلائع المستنیرة من اتباع الملل الاخرى الشائع بین الناس أنها غیر سماویة.
واحتل الاعتقاد بالمهدی مکانة بارزة فی الإسلام کدین، على صعیدی القرآن والسنة المطهرة وقد قدم الإسلام هذه النظریة کجزأ لا یتجزأ من النظام السیاسی الذی أنزله الله على عبده ومصطفى محمد(صلى الله علیه وآله). فالمهدی المنتظر عند شیعة أهل بیت النبوة هو الإمام الثانی عشر من الأئمة أو القادة الشرعیین"(3)
ویتضمن هذا الکتاب خمسة أبواب:
الباب الأول: نقض عرى الإسلام والتهیئة لظهور المهدی المنتظر، فی أربعة فصول.
الباب الثانی: الاعتقاد بالمهدی المنتظر، وفیه سبعة فصول.
الباب الثالث: البنى الشرعیة الأساسیة لنظریة المهدی المنتظر فی الإسلام.
وفیه تسعة فصول:
الباب الرابع: هویة الامام المهدی الذی بشر به الرسول وعلامات ظهوره. وفیه سبعة فصول.
الباب الخامس: أنصار المهدی وأعوانه ونمط حکومته، وفیه ثمانیة فصول.
12- أین سنة الرسول، وماذا فعلوا بها:
یقول المؤلف فی المقدمة:
لقد أجبت على هذین السؤالین فی کتابی هذا الذی اتخذ من هذین السؤالین عنواناً له، وقدمت الجواب من خلال ثمانیة أبواب. فتحت فی کل باب نوافذ متعددة، تظافرت جمیعاً. فصبّت فى خانة الاجابة.
الباب الأول: مکانة السنة فی دین الإسلام.
الباب الثانی: من یؤدى عن النبی، من یبین القرآن، ومن یبلغ السنة بعد موت النبی؟
الباب الثالث: فقد کشف المخططات التی رمت إلى نسف الإسلام وتدمیر سنّة الرسول بعد موته.
الباب الرابع: کشفت حالة سنة الرسول بعد موت النبی مباشرة، وکیف نقضت أول عروة من عرى الإسلام وهی نظام الحکم، ومن الذین نقضوها ولماذا؟
الباب الخامس: منع کتابة سنة الرسول قبل وبعد استیلائهم على الخلافة.
الباب السادس: معالجة کارثة استبدال سنة الرسول بسنة الخلفاء.
الباب السابع: تبیین ما أصاب سنة الرسول بعد مائة عام ونیف على منع کتابتها وروایتها.
الباب الثامن: أهل بیت النبوة فی سنة الرسول، دور أهل بیت النبوة فی حفظ سنة الرسول.
13- الاجتهاد بین الحقائق الشرعیة والمهازل التاریخیة".
14- المرجعیة السیاسیة فی الاسلام".
15- مختصر المواجهة".

المقالات:
1- مفهوم الإمامة والولایة فی الشریعة والتاریخ":
نشرت فی مجلة المنهاج العدد الثالث ـ خریف 1417 هـ / 1996 م.
یستعرض الکاتب فی هذا المقال معنى الإمامة فی القرآن الکریم والسنة بذکر الکثیر من الآیات والروایات عن النبیّ(صلى الله علیه وآله) والأئمة المعصومین فی ذلک. کما استعرض معنى الإمامة بالمقابل عند علماء دولة الخلافة. ثم بیّن المصطلحات المرادفة لمصطلح الإمامة کالخلافة والولایة وامارة المؤمنین.
2- الحزب الوحید فی القرآن الکریم":
نشرت فی مجلة المنهاج ـ العدد السادس ـ صیف 1418 هـ 1997م.
جاء فی هذه المقالة: إن الافتراض الرئیسی، فی هذه الدراسة، هو أن النصوص القرآنیة، تبتنى "نظریة الحزب الواحد" وتتناول النموذج والإطار من خلال بیان "القیادة" من خلال توصیف "حزب الله" عقیدة وسلوکاً، نظریة وتطبیقاً، واستقطاباً قیادةً واتباعاً، وابراز "مواصفات" و "عناصر توصیف" هذا الحزب، وصفات اعضائه على أنهم "الصفوة" أو " النُّخبة".
ورد مصطلح "حزب الله" فی القرآن الکریم ثلاث مرات فی سورتی "المائدة" و"المجادلة" وقد ورد هذا المصطلح فی سیاق عام مرتبط مع "الولایة".
وسوف نستعرض فی هذا المقام، الآیات القرآنیة التی ورد ذکر مصطلح "حزب الله" فی سیاقها لاستخلاص "نظریة الحزب الواحد" فی القرآن، أو نظرة القرآن إلى "حزب الواحد".
وقفة مع کتابه: "کربلاء الثورة والمأساة"
کانت ملحمة کربلاء ولا زالت مناراً ینیر الدرب فی تاریخنا الاسلامی، فلمعرفة کیفیة مواجهة الإسلام المتمثل فی الإمام المعصوم (علیه السلام) للظالمین المتسترین بظاهر خلافة المسلمین وفی الوقت نفسه لا یرتدعون عن ارتکاب أی جریمة انتهاک کل مقدس، یمکن استیحاء دروس هذه الملحمة واستیعابها لتبین للأجیال معنى انتصار الفئة القلیلة التی لا تملک إلاّ انفسها الکریمة الأبیة على الفئة الکثیرة المدججة بانواع السلاح والامکانات، ولتبین کذلک معنى انتصار دم الشهداء على سیوف المجرمین العتاة والجبناء فی الوقت نفسه، ثم لتوضح کیفیة إقامة الحجة من الإمام المعصوم (علیه السلام) الشاهد على عصره على الأمة المتخاذلة التی أحبت الدنیا وکرهت الموت فی سبیل الله.
قائد الفئة المجرمة:
یوضح الکاتب أنّ المسؤول الحقیقی عن مجزرة کربلاء هو الخلیفة الأموی یزید الملعون على لسان رسول الله(صلى الله علیه وآله)(4)، ویرد بذلک على ما قیل فی بعض کتب التاریخ بعدم علم یزید بالمذبحة وسبّه لعبید الله بن زیاد محاولا تبرئة نفسه والصاق المسؤولیة بتابعه الذلیل، فیقول:
"القائد الفعلی لجیش الخلافة الجرار فی کربلاء، هو یزید بن معاویة بن صخر المکنَّى بأبی سفیان، فهو المهندس الفعلی لمجزرة کربلاء، وصانعها، وما کان عبید الله بن زیاد، ولا عمر بن سعد بن أبی وقاص، ولا بقیة أرکان القتل والإجرام فی کربلاء إلا مجرد جلاوزة، أو عبید، یأتمرون بأمر سیدهم یزید بن معاویة وینفذون توجیهاته العسکریة بدقة کاملة، أو مجرد أدوات أو دمى یحرکها حیثما یشاء، وکیفما یشاء، ومتى شاء!! وَلِمَ لا؟! فهو "أمیر المؤمنین وخلیفة رسول الله على المسلمین" بیده مفاتیح خزائن الدولة "الاسلامیة" وتحت إمرته تعمل کافة جیوشها الجرارة، والأکثریة الساحقة من رعایا دولته تصفق له رغبة أو رهبة! متأملة باستمرار وصول "الأرزاق" إلیها من خلیفتها، ووجلها من أن یغضب فیقطع عنها "الأرزاق" فتموت جوعاً!
ثم یضیف موضحاً طبیعة یزید بذکر بعض خصائصه وأفعاله، فیقول: "وأخرج الواقدی عن عبد الله بن حنظلة الغسیل، قال: "والله ما خرجنا على یزید حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنه رجل ینکح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ویشرب الخمر، ویدع الصلاة"، تجد ذلک فی "الصواعق المحرقة" لابن حجر ص137، وقال الذهبی: "ولما فعل یزید ما فعل بأهل المدینة مع شربه الخمر، وإتیانه المنکرات اشتد علیه الناس". وجاء فی مستدرک على الصحیحین للحاکم: "إن یزید رجل یشرب الخمر، ویزنی بالحرم!!!" راجع فضائل الخمسة ج/3 ص 390.
هذه طبیعة یزید الذی قاد جیش الخلافة فی کربلاء، وصنع مجزرتها الرهیبة، فذبح آل محمد وأهل بیته ومن والاهم وأخذ بنات النبی سبایا، بعد أن مَثَّل بضحایاه شرَّ تمثیل!
وقد ولی الحکم ثلاث سنوات، ففی السنة الأولى من حکمه قتل أولاد النبی وأحفاده وبنی عمومته ومَن والاهم بمذبحة کربلاء، وفی السنة الثانیة، استباح المدینة، وفضَّ جیشهُ ألفَ عذراء وقتل عشرة آلاف مسلم بیوم واحد وهو "یوم الحَرّة"، وختم أعناق الصحابة وأخذ البیعة على أنهم خول وعبید "لأمیر المؤمنین" یتصرف بهم تصرُّف السید بعبیده، أما فی السنة الثالثة فقد هدم الکعبة وأحرقها. وهذه أمور قد أجمعت الأمة على صحة وقوعها وتوثیقها .
موقف الإمام الحسین (علیه السلام)
فی المقابل یوضح الکاتب موقف الإمام الحسین (علیه السلام) من خلافة یزید وأساس هذا الموقف، فیقول:
"منذ اللحظة التی تأکد فیها الإمام الحسین من هلاک معاویة ومن استخلافه رسمیاً لابنه یزید من بعده قرّر الإمام وصمم تصمیماً نهائیاً على عدم مبایعة یزید ابن معاویة مهما کانت النتائج
أساس الموقف: عهد رسول الله للإمام الحسین بالإمامة والقیادة الشرعیة للأمة، کما عهد بها من قبل لأبیه علی ولأخیه الحسن، فهو موقن أنه:
1 ـ إمام زمانه بعهد من الله ورسوله، وباستخلاف معاویة لابنه وتجاهله للإمام الحسین یکون معاویة قد غصب حق الإمام الشرعی بقیادة الأمة، تماماً کما فعل هو والذین من قبله بأبیه وأخیه، وهذا من جهة، ومن جهة ثانیة فإن الأمة هی أمة محمد رسول الله، فمحمد هو الذی کوّن الأمة وأسّس دولتها والإمام الحسین کأبیه وأخیه أولى المسلمین بمحمد رسول الله، ومن جهة ثالثة فإن آل محمد وذوی قرباه هم الّذین احتضنوا النبی ودینه، وضحوا بأرواحهم لتکون الأمة وتکون الدولة، بالوقت الذی حاربه فیه الأمویون وناصبوه العداء. فهل من العدل أن یتقدم أعداء الله ورسوله على أولیاء الله ورسوله، المؤهلین لقیادة الأمة قیادة شرعیة!!!
2 ـ لما تمکن معاویة من هزیمة الأمة، والاستیلاء على أمرها بالقوة والقهر والتغلب، قطع على نفسه عهد الله أن یجعل الأمر من بعده شورى بین المسلمین لیختاروا بمحض إرادتهم من یریدون، واستخلاف معاویة لیزید بهذه الحالة هو نقض لعهد الله .
3 ـ الأمة کلها تعلم حال یزید، فهو مستهتر، تارک للصلاة، شارب للخمر، وزان، ثم إنه یجاهر بفجوره ویجاهر حتى بکفره.(5) ومن غیر الجائز شرعاً أن یتولى أمر المسلمین من کانت هذه حاله!! وفیهم ابن النبی المعهود إلیه بالإمامة من الله ورسوله.. ولا میزة لیزید بن معاویة سوى أنه قد ورث ملکاً مغصوباً حصل علیه وأبوه بالقوة والقهر والتغلب.
4 ـ إن الأمة کلها تعرف الإمام الحسین، وتعرف قرابته القریبة من رسول الله، وأنه المعهود إلیه بإمامة الأمة وقیادتها، وتعرف الأمة کلها علمه، ودینه، ومکانته الدینیة الممیزة، فعندما یضع الإمام الحسین یده المبارکة بید یزید القذرة النجسة ویبایعه خلیفة لرسول الله على المسلمین!!! فإن الإمام الحسین یصدر فتوى ضمنیة بصلاحیة یزید للخلافة، وبشرعیة غصبه لأمر المسلمین، ویتنازل ضمنیاً عن حقه الشرعی بقیادة الأمة!!! وفی ذلک مس بالدین والعقیدة.
5 ـ إنَّ من واجب الإمام الحسین أن یرشد الأمة إلى الطریق الشرعی، فإن سلکته الأمة وأخذت به فقد اهتدت وإن تنکبت عنه فلا سلطان للحسین علیها ولا قدرة له، بل ولا ینبغی له إجبارها على الحق وجرها إلیه جرّاً فعاجلاً أو آجلاً ستدفع الأمة ضریبة تنکبها عن الشرعیة وتهاونها بأمر الله
6 ـ وبهذه الحالة فإن أقصى ما یتمناه الإمام الحسین أن لا یجبر على البیعة، وأن یترک وشأنه حتى یستبین الصبح للأمة!!!".
أین کانت الأمة:
یتساءل الکاتب عن دور الأمة الإسلامیة ودور عقلائها بالخصوص، فیقول:
"أین کانت الأمة الإسلامیة عندما وقعت مذبحة کربلاء ! أین کان المسلمون!! وأین کان عقلاء الأمة ووجهاؤها!! هل کانوا بالحج فشغلوا بمناسکه!! أم کانوا غزاة ـ یجاهدون فی سبیل الله!!! أم کانوا نیاماً وقد استغرقوا فی نومهم فلم یسمعوا صرخات الاستغاثة، ولا قرقعة السیوف، ووقع سنابک جیش الخلیفة!!
الأدلة القاطعة تشیر بأنهم لم یکونوا بالحج، ولا کانوا غُزّىً، ولا کانوا مستغرقین بالنوم، بل جرت أمامهم فصول المذبحة فصلاً فصلاً، وبالتصویر الفنی البطیء، وأنهم تابعوا وشاهدوا وقائع المذبحة البشعة فی کربلاء، بنظرات ساکنة، وأعصاب باردة، تماماً کما یشاهدون فلماً من أفلام الرعب على شاشة التلفاز، وکان دور الأکثریة الساحقة من الأمة الإسلامیة، ودور وجهائها وعقلائها مقتصراً على المتابعة والمشاهدة باستثناء بعض التعلیقات أو الإنفعالات الشخصیة المحدودة التی أبداها بعضهم همساً وهو یتابع ویشاهد المذبحة!!
کان بإمکان عقلاء الأمة الإسلامیة ووجهائها، وکان بإمکان أکثریة تلک الأمة على الأقل أن یحجزوا بین الفئتین المتنازعتین قبل وقوع المذبحة!! فالوجهاء والعقلاء الذین لا دین لهم یحجزون بمثل هذه الحالات!!".
موقف الأکثریة الساحقة:
یوضح الکاتب حالة الأمة الإسلامیة وموقف الاکثریة فیها، فیقول:
"لم یقف یزید بن معاویة وحده فی وجه الإمام الحسین وأهل بیت النبوة، إنما وقفت مع یزید بن معاویة واستنکرت موقف الإمام الحسین وأهل بیت النبوة مجموعة من القوى الکبرى التی کانت تکوِّن رعایا دولة الخلافة أو ما عرف باسم "الأمة الإسلامیة" وهذه القوى هی:
1 ـ بطون قریش الـ 23 وأحابیشها وموالوها وهی القوة نفسها التی کذبت النبی وقاومته وتآمرت على قتله، وحاربته 21 عاماً حتى أحاط بها النبی فاستسلمت واضطرَّت مکرهة لإعلان إسلامها وهی تخفی فی صدورها غیر الإسلام، ویزید بن معاویة لیس غریباً على البطون، فجده أبو سفیان هو الذی قاد البطون ووحدَّها للوقوف ضد محمد، لمحاربة محمد. ومعاویة والد یزید هو الذی قاد البطون، ووحَّدها لحرب علی، ثم إن یزید موتور شأنه کل واحد من أبناء البطون، وتشترک بطون قریش الـ 23 بکراهیة آل محمد والحقد علیهم ورفضها المطلق لقیادتهم وإمامتهم وخلافتهم.
2 ـ ووقف المنافقون من أهل المدینة وممن حولها من الأعراب، ومن خَبُثَ من ذریاتهم، ومنافقو مکة ومن حولها جمیعاً مع یزید بن معاویة، لا حباً بیزید، ولا حباً ببطون قریش ولکن کراهیة وحقداً على محمد وآل محمد وطمعاً بهدم أساسیات الدین بید معتنقیه وقد اعتقدوا أن الفرص قد لاحت لإبادة آل محمد إبادة تامة لذلک ایدوا یزید بن معاویة.
3 ـ ووقفت المرتزقة من الأعراب مع یزید أیضاً، وقد وجدت ظاهرة الإرتزاق جنباً إلى جنب مع ظاهرة النفاق، ومات النبی وبقیت الظاهرتان، والمرتزقة قوم لا مبادىء لهم إلا مصالحهم، مهنتهم اقتناص الفرص، وتأیید المواقف، وترجیح الکفات والانقضاض على المغلوب، وهم على استعداد لمناصرة من یدفع لهم أکثر کائناً من کان، ولا فرق عندهم سواء أیدوا رسول الله أم أیدوا الشیطان، فهم یدورون مع النفع العاجل حیث دار، انظر إلى قول سنان بن أنس، قاتل الإمام الحسین لعمر بن سعد بن أبی وقاص عندما جاءه طالباً المکافأة على قتل الحسین:
إملأ رکابی فضة أو ذهبا ***** إنّی قتلت السیّد المحجبا
وخیرهم من یذکرون النسبا ***** قتلت خیر الناس أماً وأبا(6)
فاللعین یعرف الإمام الحسین، ویعرف مکانته العلیة، ولکن ما یعنی هذا التافه هو المال، إعطه المال وکلفه بقتل نبی یقتله مع علمه بأنه نبی، أو کلفه بقتل الشیطان یقتله إن رآه وبأعصاب باردة، لا فرق عنده بین الإثنین!!.
لقد أدرکت المرتزقة بأن الإمام الحسین وأهل بیته سیغلبون وأن یزید سینتصر وسیعطیهم بعض المال لذلک أیدوا یزید بن معاویة.
4 ـ الأکثریة الساحقة من الأنصار، وقفت مع یزید بن معاویة، فقد بایعته أو قبلت به، أو تظاهرت بقبوله، فلیس وارداً على الإطلاق أن تقف مع الإمام الحسین، ولیس وارداً أن تعصی أمر یزید بن معاویة، فلو طلب منها یزید أن تمیل على الإمام الحسین وأهل بیت النبوة فتحرق علیهم بیوتهم وهم أحیاء لأجابته أکثریة الأنصار إلى ذلک، فللأنصار تاریخ بالطاعة، فالسریة التی أرسلها الخلیفة الأول وقادها الخلیفة الثانی لحرق بیت فاطمة بنت محمد على من فیه ـ وفیه علی، والحسن، والحسین، وفاطمة بنت محمد وآل محمد ـ کانت من الأنصار(7)لذلک یمکنک القول وبکل ارتیاح إنَّ أکثریة الأنصار کانت سیوفهم مع یزید وتحت تصرفه، وکانوا عملیاً من حزبه ومن حزب خلفاء البطون أو على الأقل لیسوا من حزب أهل بیت النبوة!!
5 ـ المسلمون الجدد الّذین دخلوا فی الإسلام على ید جیش الخلفاء الفاتح کانوا بأکثریتهم الساحقة مع یزید بن معاویة، لأنهم فهموا الإسلام على طریقة قادة البطون وأبنائها، وتلقوا تعلیمهم فی مدارس البطون وأکثریتهم لا یعرفون أهل بیت محمد، ولا ذوی قرباه ویجهلون تاریخهم الحافل بالأمجاد، لأن الخلفاء وأبناء بطون قریش الـ 23 تعمّدوا تجهیل الناس بذلک، بل وأبعد من ذلک فإن أکثریتهم یعتقدون أن علی بن أبی طالب قاتل ومجرم "حاشاه" وأنه وأهل بیت النبوة ینازعون الأمر أهله، وأنهم أعداء للدین، وإلا فلماذا فرض "الخلیفة معاویة" سَبَّه ولعنه على رعایا الدولة!!! ولماذا أصدر الخلیفة معاویة أمراً بقتل کل من یوالی علیاً وأهل بیته!!(8) لذلک وقفت الأکثریة الساحقة من المسلمین الجدد من یزید بن معاویة.
6 ـ ووقف مع یزید بن معاویة أبناء وبطون وشیع الخمسة الّذین عرفوا "بأهل الشورى" ویکفی أن تعلم بأن مذبحة کربلاء قد نُفذت على ید عمر بن سعد بن أبی وقاص، وکان أبوه أحد الخمسة الذین اختارهم عمر بن الخطاب لمنافسة علی بن أبی طالب صاحب الحق الشرعی بالإمامة من بعد النبی!!.
7 ـ کذلک وقف مع یزید بن معاویة أبناء الخلفاء الّذین استولوا على مقالید الأمور من بعد النبی، ووقفت معهم أیضاً بطون الخلفاء وشیعهم، ویکفی أن تعلم بأن عبد الله بن عمر بن الخطاب کان من أکثر المتحمسین لبیعة یزید بن معاویة، ومن أکثر المشجعین على هذه البیعة!! وهو نفسه الذی امتنع عن مبایعة علی بن أبی طالب!!
الأقلیَّة التی أیّدت ثورة الإمام الحسین:
الأقلیة المؤمنة التی أیدت ثورة الإمام الحسین تنقسم إلى فئتین أیضاً:
الفئة الأولى: وهی الفئة التی خرجت مع الإمام الحسین، فرافقته دربه وشاطرته قناعاته وتحلیلاته، وأیدت موقفه، ونالت شرف الدفاع عنه، وقاتلت بکل قواها حتى قتلت بین یدیه، وهم بتعبیر أدق شهداء مذبحة کربلاء ومن نجا منهم بعذر شرعی.
الفئة الثانیة: وهم فئة مؤمنة، أحبوا الإمام الحسین بالفعل وتفهموا شرعیة وعدالة موقفه، ولکنهم قدروا أن الحسین ومن معه لا طاقة لهم بمواجهة الخلیفة وأرکان دولته والأکثریة التی تؤیده، وقد اکتفت هذه الفئة بالتعاطف القلبی مع الإمام الحسین، وتصعید خالص الدعاء لله لحفظه وسلامته، وتابعت أنباءه بشغف بالغ، ولکنها فضلت حیاتها على الوقوف معه ومناصرته، ولما استشهد الإمام الحسین بکت هذه الفئة علیه بصدق وحرقة، وندمت على موقفها وتمنت لو ماتت دونه، بعد أن تیقنت أن الإمام الشرعی قد قتل، وأن قمر العز والأمل قد اختفى نهائیاً من سماء العالم الإسلامی!!!
معقولیة قرار الامام الحسین (علیه السلام) بالتوجه إلى الکوفة:
اقترح بعض المشفقین على الإمام الحسین (علیه السلام) أن لا یذهب إلى العراق وان یبقى فی مکة أو یعود إلى المدینة أو یذهب إلى الیمن، وقد اصغى الإمام لأصحاب المقترحات وشکرهم دون الافصاح عن رأیه، وهنا یحاول الکاتب أن یبین دواعی اختیار الإمام للکوفة، فیقول:
"لقد سمعت جماعات الأمة الإسلامیة کلها بامتناع الإمام الحسین عن البیعة وبخروجه من المدینة، وباستقراره مؤقتاً فی مکة، وعرفت کذلک أن الإمام الحسین یبحث عن مأوى ومکان آمن، وجماعة تحمیه وتحمی أهل بیت النبوة من الامویین واذنابهم، فأغمضت کل تلک الجماعات عیونها، وأغلقت آذآنها وتجاهلت بالکامل محنة الإمام الحسین وأهل بیت النبوة، وأهل الکوفة هم وحدهم الَّذین کتبوا للإمام الحسین، وأرسلوا له رسلاً ودعوه لا لیحموه فحسب بل دعوه لیکون إماماً وقائداً لهم، ولیس فی ذلک غرابة، فالکوفة کانت عاصمة دولة الخلافة فی زمن الإمام علی، والأکثریة الساحقة من أهل الکوفة عرفوا فضل علی خاصة وأهل بیت النبوة، وقارنوا بین حکم الإمام علی وسیرته وبین حکم الجبابرة وسیرهم، وادرکوا البون الشاسع بین هذین الخطین من الحکم، فلیس عجیباً بعد أن هلک معاویة أن یدرکوا أن الفرصة مؤاتیة لإعادة الحق إلى أهله خاصة بعد أن سمعوا بامتناع الإمام الحسین عن البیعة وخروجه من المدینة وبحثه عن المأوى الآمن له ولأهل بیته. فالمعقول أن یصدَّقهم الناس، والمعقول أیضاً أن یصدِّقهم الإمام الحسین، ثم إنه لیس أمام الحسین أی خیار آخر فإلى أین عساه أن یلجأ، وممن سیطلب الحمایة والمنعة، والأهم أن ثمانیة عشر ألفاً من أهل الکوفة قد بایعوه فإن کانوا صادقین بالفعل، فإن قائداً مثل الإمام الحسین له القدرة على أن یفتح بهم العالم کلّه!!
وفکرة المؤامرة بارسال الرسل والکتب، وفکرة الإختراق الأمویّ لعملیة إرسال الرسل والکتب، لم تکن ببال عاقل!!.
إذاً فإن اختیار الإمام الحسین للکوفة کان اختیاراً معقولاً فی مثل ظروف الحسین، وخیاراته المحدودة.
الإمام یقیم الحجة قبل بدء القتال:
لم یبدأ الإمام (علیه السلام) جیش الخلافة بالقتال قبل اقامة الحجة علیهم کاملة، وقد سنحت عدة فرص لأصحاب الإمام للنیل من أعداء الله لکن الإمام منعهم من ذلک. وقد صور الکاتب کیفیة اقامة الحجة واهمیتها، فقال:
"أحاط "الجیش الإسلامی!" بمعسکر الإمام الحسین إحاطة تامة، وأشرفوا علیه إشرافاً کاملا، فما من حرکة یتحرکها الإمام أو أحد فی معسکره إلاّ ویشاهدها جیش الخلافة کله بوضوح تام، وما من کلمة یتلفظ بها الامام أو أحد من معسکره إلاّ ویسمعها جیش الخلافة . إنها حالة من الاحاطة التامة!!
إنه وإن کان ذلک الوضع من الناحیة العسکریة کارثة محققة على الامام الحسین وأهل بیت النبوة ومن والاهم وأقام فی معسکرهم. إلاّ أنّه من ناحیة ثانیة هو الوضع الأمثل لاقامة الحجة على القوم قبل القتال، فاذا تکلم الامام الحسین بذلک الوضع، فان بامکان جیش الخلافة کلّه ان یسمع کلامه، فالجیش یحیط به من کل جانب، ولا یبعدون عنه إلاّ بضع عشرات من الامتار. فکأن الله سبحانه وتعالى قد جمعهم على هذه الصورة لیمکن الامام الحسین من اقامة الحجة علیهم تمهیداً لا نزال العذاب بهم".
تجاوز حدّ التصور والتصدیق
اعتاد الکثیر من الذین یمسکون بالقلم أن یبرروا للسلطات جرائمها، وان ینتقدوا إضافة إلى ذلک الثوار والأحرار الذین یقاومون الظلم ویجعلوهم السبب فی المآسی التی یرتکبها الطغاة، والکاتب هنا یفعل العکس فینتقد السلطات ویبین جرائمها وعدم امکانیة تبریرها، ویمتدح ابی الأحرار الإمام الحسین (علیه السلام) ویبین خصائصه ومزایاه، وهذا هو الخط الصحیح لکل الکتاب الذین یریدون أن یلتزموا الحیاد والانصاف فی عرض الحقائق.
یقول الکاتب: "عندما تستعرض بذهنک صور کثرة جیش الخلافة، وصور عدته واستعداداته وإمکانیات وطاقات الدولة التی تدعمه، ومکانتها فی العالم السیاسی المعاصر لها کدولة عظمى، وتستعرض صورة الجمع الآخر الذی کان یضم الإمام الحسین وآل محمد وذوی قرباه، والقلة القلیلة التی أیدتهم ووقفت معهم، فإنک لا تستطیع أن تصدّق أن مواجهة عسکریة یمکن أن تحدث بین هذین الجمعین!! وان احتمال حدوث مواجهة عسکریة أمر یفوق حد التصوّر والتصدیق، فجیش الخلافة بغنى عن هذه المواجهة، لأنه لیست له على الإطلاق ضرورة عسکریة ولیست هنالک ضرورة لتعذیب الإمام الحسین وأهل بیت النبی وذوی قرباه وصحبه وأطفالهم ونسائهم وهم أحیاء، والحیلولة بینهم وبین ماء الفرات الجاری، ومنعهم من الماء، حتى یموتوا عطشاً فی صیف الصحراء الملتهب!!! ثم ان جیش الخلافة لو حاصرهم یومین آخرین فقط لماتوا من العطش من دون قتال، ولَمَا کانت هنالک ضرورة لتلک المواجهة العسکریة المخجلة!!! إن أی إنسان یعرف طبیعة الإمام الحسین، وطبیعة آل محمد، وذوی قرباه یخرج بیقین کامل بأنهم أکبر وأعظم من أن یعطوا الدنیة مخافة الموت، لأن الموت بمفاهیمهم العلویة الخالدة أمنیة، وخروج من الشقاء إلى السعادة المطلقة!! ثم لو أن جدَّ الإمام الحسین کان رجل دین لأی ملّة من الملل لوجد الجیش ـ أی جیش ـ حتى جیوش المشرکین حرجاً کبیراً لمجرد التفکیر فی قتله!!! ولکان وضعه الدینی حاجزاً لذلک الجیش عن سفک دمه!! فکیف بابن بنت رسول الله محمد، وبإمام کالإمام الحسین!!! ثم إن قتل الرجل وأولاده وأهل بیته دفعة واحدة یُثیر بالإنسان أی إنسان!! حتى إنسان العصور الحجریة شعوراً بالإشمئزاز والاستیاء، لأنه عمل یعارض الفطرة السلیمة التی فطر الله الناس علیها، فکیف برجل کالإمام وبأهل بیت کأهل بیت النبوة!!! ویظهر لنا أن تصرفات الخلیفة وأعماله، وأعمال أرکان دولته، ما هی فی الحقیقة إلا انعکاس لقلوب مملوءة بالحقد على النبی، وعلى آل محمد، ومسکونة بشبح الوتر والثأر کما بینّا، وسیظهر بهذا التحلیل أن الَّذین وقفوا على أهبة الاستعداد لقتال الإمام الحسین وقتله، وإبادة أهل بیت النبوة لم یکونوا بشراً، إنما کانوا وحوشاً مفترسة ضاریة ولکن على هیئة البشر!!! لم یعرف التاریخ البشری جیشاً بهذا الخلق والإنحطاط، ولا حاکماً بتلک الجلافة، والفساد، والحقد، إنها نفوس مریضة نتنة، وتغطی على مرضها ونتنها بالإدعاء الزائف بالإسلام، والإسلام بریء منهم، فلقد دخلوه مُکرَهین، وخرجوا منه طائعین، ألا بُعداً لهم کما بَعُدَت ثمود".
المصادر :

1- مجلة المنبر العدد العاشر، ذی الحجة/ 1421 هـ: 14 ـ 15.
2- من الکتاب: 22
3- من الکتاب: 69 و75.
4- راجع کنز العمال: 6 / 39، وراجع مجمع الزوائد للهیثمی: 9 / 189.
5- راجع روح المعانی للآلوسی: 26 / 73، وتذکرة الخواص لابن الجوزی: 2 / 148، وفتوح ابن اعثم: 5 / 241. والصواعق المحرقة لابن حجر: 134.
6- مقتل الامام الحسین، السید المقرم، دار الاضواء، بیروت، 1979، ص 304.
7- راجع تاریخ الطبری: 2 / 443 ـ 444 وشرح نهج البلاغة: 1 / 130 ـ 134 لتجد أسماء الأنصار الذین اشترکوا بعملیة التحریق!!!
8- راجع شرح نهج البلاغة لابن ابی الحدید: 3 / 595 تحقیق حسن تمیم.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ابراهیم کولیبالی
السيد السيستاني يستقبل الرئيس بري وتأكيد على ...
روسيا توضح سبب سقوط تدمر في يد داعش التكفيري
كوليبالي إبراهيــم
بنت الهدي شريكة المسيرة والمصير
القوات السعودية تهدم مضيف السيدة "الزهرا" ...
شاب يصدم الداعية المصري عمرو خالد أثناء أداء ...
المستبصر ألفا عمر باه
إضافة أيقونة "اشراقات علوية" إلى شبكة ...
المستبصرة الأخت الأسبانية - مونتسدات روفيرا - ...

 
user comment