عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

فوائد الصلاة الطبیة

أظهرت البحوث العلمیة الحدیثة أن مواقیت صلاة المسلمین تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسیولوجی للجسم، مما یجعلها وکأنها هی القائد الذی یضبط إیقاع عمل الجسم کله. وقد جاء فی کتاب " الاستشفاء بالصلاة للدکتور " زهیر رابح: " إن الکورتیزون الذی هو هرمون النشاط فی جسم الإنسان یب
فوائد الصلاة الطبیة


أظهرت البحوث العلمیة الحدیثة أن مواقیت صلاة المسلمین تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسیولوجی للجسم، مما یجعلها وکأنها هی القائد الذی یضبط إیقاع عمل الجسم کله.
وقد جاء فی کتاب " الاستشفاء بالصلاة للدکتور " زهیر رابح: " إن الکورتیزون الذی هو هرمون النشاط فی جسم الإنسان یبدأ فی الازدیاد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ویتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا یشعر الإنسان بنشاط کبیر بعد صلاة الفجر بین السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد والتشمیر للعمل وکسب الرزق، کذلک تکون فی هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون فی الجو، ولهذا الغاز تأثیر منشط للجهاز العصبی وللأعمال الذهنیة والعضلیة، ونجد العکس من ذلک عند وقت الضحى، فیقل إفراز الکورتیزون ویصل لحده الأدنى، فیشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ویکون فی حاجة إلى راحة، ویکون هذا بالتقریب بعد سبع ساعات من الاستیقاظ المبکر، وهنا یدخل وقت صلاة الظهر فتؤدی دورها کأحسن ما یکون من بث الهدوء والسکینة فی القلب والجسد المتعبین.
بعدها یسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تریحه وتجدد نشاطه، وذلک بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وهو ما نسمیه "القیلولة" وقد ثبت علمیا أن جسم الإنسان یمر بشکل عام فی هذه الفترة بصعوبة بالغة، حیث یرتفع معدل مادة کیمیائیة مخدرة یفرزها الجسم فتحرضه على النـوم وإذا ما استغنى الإنسان عن نوم هذه الفترة فإن التوافق العضلی العصبی یتناقص کثیرا طوال هذا الیوم،
ثم تأتی صلاة العصر لیعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ویرتفع معدل "الأدرینالین" فی الدم، فیحدث نشاط ملموس فی وظائف الجسم خاصة النشاط القلبی، ویکون هنا لصلاة العصر دور خطیر فی تهیئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذی کثیرا ما یتسبب فی متاعب خطیرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول إلى الحرکة النشطة.
وهنا یتجلى لنا السر البدیع فی توصیة مؤکدة فی القرآن الکریم بالمحافظة على صلاة العصر حین یقول تعالى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِینَ) (1)، وقد ذهب جمهور المفسرین إلى أن الصلاة الوسطى هنا هی صلاة العصر، ومع الکشف الذی ذکرناه من ازدیاد إفراز هرمون " الأدرینالین" فی هذا الـوقت یتضح لنا السر فی التأکید على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما یؤدی معها من سنن ینشط القلب تدریجیا، ویجعله یعمل بکفاءة أعلى بعد حالة من الخمول الشدید ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقی أجهزة الجسم وحواسه إلى الاستغراق فی الصلاة، فیسهل على القلب مع الهرمون تأمین إیقاعهما الطبیعی الذی یصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
ثم تأتی صلاة المغرب فیقل إفراز "الکورتیزون" ویبدأ نشاط الجسم فی التناقص، وذلک مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عکس ما یحدث فی صلاة الصبح تماما، فیزداد إفراز مادة "المیلاتونین" المشجعة على الاسترخاء والنوم، فیحدث تکاسل للجسم وتکون الصلاة بمثابة محطة انتقالیة.
وتأتی صلاة العشاء لتکون هی المحطة الأخیرة فی مسار الیوم، والتی ینتقل فیها الجسم من حالة النشاط والحرکة إلى حالة الرغبة التامة فی النوم مع شیوع الظلام وزیادة إفراز "المیلاتونین"، لذا یستحب للمسلمین أن یؤخروا صلاة العشاء إلى قبیل النوم للانتهاء من کل ما یشغلهم، ویکون النوم بعدها مباشرة، وقد جاء فی مسند الإمام أحمـد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله علیه وسلم عن صلاة العشاء فی أحد الأیام وظن الناس أنه صلى ولن یخرج" فقال رسول الله صلى الله علیه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة ـ أی أخروها إلى العتمة ـ فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلکم"
ولا ننسى أن لإفراز المیلاتونین بانتظام صلة وثیقة بالنضوج العقلی والجنسی للإنسان، ویکون هذا الانتظام باتباع الجسم لبرنامج ونظام حیاة ثابت، و لذا نجد أن الالتزام بأداء الصلوات فی أوقاتها هو أدق أسلوب یضمن للإنسان توافقا کاملا مع أنشطته الیومیة، مما یؤدی إلى أعلى کفاءة لوظائف أجهزة الجسم البشری.
یحکی محمد منصور من بیروت قصته مع الصلاة:
" کنت أعمل فی مطعم سیاحی یرتقی ربوة خضراء تطل على البحر مباشرة، وذلک قبل الحرب التی أطاحت بخیرات بلادی، کانت ظروف عملی تحتم علی أن أنام طـوال النهار لأظل مستیقظا فی اللیل، وکان صاحب المطعم یحبنی کثیرا ویثق فی، ومع الوقت ترک لی الإدارة تماما وتفرغ هو لأشغاله الأخرى، وکان هذا على حساب صحتی، فلم أکن أترک فنجان القهوة والسیجارة کی أظل متیقظا طوال اللیل"
" وفی إحدى اللیالی لم یکن لدینا رواد کثیرون وانتهى العمل قبل الفجر، وکان هذا حدثا فریدا فی تلک الأیام، أنهینا العمل وأغلقت المطعم، ورکبت سیارتی عائدا إلى البیت، وفی طریق عودتی توقفت قلیلا لأتأمل منظر البحر البدیع تحت ضوء القمـر، وطال تأملی رغم شدة البرد، ملأت عینی بمنظر النجوم المتلألأة، ورأیت شهابا یثقب السماء فتذکرت حکایات أبی لنا عن تلک الشهب التی یعاقب الله بها الشیاطین التی تسترق السمع إلى أخبار السماء، دق قلبی بعنف وأنا أتذکر أبی ذلک الرجل الطیب ذو الأحلام البسیطة، تذکرته وهو یصلی فی تواضع وخشوع، وسالت دمعة من عینی وأنا أتذکـر یوم مات کیف أوصانی بالصلاة وقال لی أنها کانت آخر وصایا رسول الله صلى الله علیه وسلم لأصحابه قبل موته "
" رحت أبحث عن مسجد وأنا لا أدری هل صلى الناس الفجر أم لم یصلوا بعد، وأخیرا وجدت مسجدا صغیرا، فدخلت بسرعة فرأیت رجلا واحدا یصلی بمفرده، کان یقرأ القرآن بصوت جمیل ،وأسرعت لأدخل معه فی الصلاة، وتذکرت فجأة أنی لست متوضئا، بل لابد أن أغتسل فذنوبی کثیرة وأنا الآن فی حکم من یدخل الإسلام من جدید، الماء بارد جدا ولکنی تحملت، وشعرت بعد خروجی وکأنی مولود من جدید، لحقت بالشیخ وأتممت صلاتی بعده، وتحادثنا طویلا بعد الصلاة، وعاهدته ألا أنقطع عن الصلاة معه بالمسجد بإذن الله"
" غبت عن عملی لفترة، کنت فیها أنام مبکرا وأصحو لصلاة الفجر مع الشیخ، ونجلس لنقرأ القرآن حتى شروق الشمس، وجاءنی صاحب المطعم وأخبرته أنی لن أستطیع العمل معه مرة أخرى فی مکان یقدم الخمر وترتکب فیه کل أنواع المعاصی، خرج الرجل یضرب کفا بکف وهو یظن أن شیئا قد أصاب عقلی "
" أفاض الله علی من فضله وعمنی الهدوء والطمأنینة واستعدت صحتی، وبدأت فی البحث عن عمل یتوافق مع حیاتی الجدیدة، ووفقنی الله فی أعمال تجارة المواد الغذائیة، ورزقنی الله بزوجة کریمة ارتدت الحجاب بقناعة تامة، وجعلت من بیتنا مرفأ ینعم بالهدوء والسکینة والرحمة، لکم أتمنى لو یعلم جمیع المسلمین قیمة تنظیم حیاتهم وضبطها على النحو الذی أراده الله تعالى وکما تحدده مواقیت الصلاة، لقد أعادتنی الصلاة إلى الحیاة بعد أن کنت شبحا هلامیا یتوهم أنه یحیا "

وقایة من الدوالی
مرض دوالی الساقین عبارة عن خلل شائع فی أوردة الساقین، یتمثل فی ظهور أوردة غلیظة ومتعرجة وممتلئة بالدماء المتغیرة اللون على طول الطرفین السفلیین، وهو مرض یصیب نسبة لیست بضئیلة من البشر، بین عشرة إلى عشرین بالمائة من مجموع سکان العالم، وفی بحث علمی حدیث تم إثبات علاقة وطیدة بین أداء الصلاة وبین الوقایة من مرض دوالی الساقین.
یقول الدکتور " توفیق علوان" الأستاذ بکلیة طب الإسکندریة: بالملاحظة الدقیقة لحرکات الصلاة، وجد أنها تتمیز بقدر عجیب من الانسیابیة والانسجام والتعاون بین قیام ورکوع وسجود وجلوس بین السجدتین، وبالقیاس العلمی الدقیق للضغط الواقع على جدران الورید الصافن عند مفصل الکعب کان الانخفاض الهائل الذی یحدث لهذا الضغط أثناء الرکوع یصل للنصف تقریبا.
أما حال السجود فقد وجد أن متوسط الضغط قد أصبح ضئیلا جدا، وبالطبع فإن هذا الانخفاض لیس إلا راحة تامة للورید الصارخ من قسوة الضغط علیه طوال فترات الوقوف. إن وضع السجود یجعل الدورة الدمویة بأکملها تعمل فی ذات الاتجاه الذی تعمل به الجاذبیة الأرضیة، فإذا بالدماء التی طالما قاست فی التسلق المریر من أخمص القدمین إلى عضلة القلب نجدها قد تدفقت منسکبة فی سلاسة ویسر من أعلى إلى أسفل، وهذه العملیة تخفف کثیرا من الضغط الوریدی على ظاهر القدم من حوالی (100 - 120 سم/ماء) حال الوقوف إلى
(1.33 سم/ ماء) عند السجود، وبالتالی تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض الدوالی الذی یندر فعلا أن یصیب من یلتزم بأداء فرائض الصلاة ونوافلها بشکل منتظم وصحیح.

الصلاة وتقویة العظام
تمر العظام فی جسم الإنسان بمرحلتین متعاقبتین باستمرار، مرحلة البناء تلیها مرحلة الهدم ثم البناء وهکذا باستمرار، فإذا ما کان الإنسان فی طور النمو والشباب یکون البناء أکثر فتزداد العظام طولا وقوة، وبعد مرحلة النضوج ومع تقدم العمر یتفوق الهدم وتأخذ کمیة العظام فی التناقص، وتصبح أکثر قابلیة للکسر، کما یتقوس العمود الفقری بسبب انهیارات الفقرات ونقص طولها ومتانتها.
ویرجع نشاط العظام وقوتها بشکل عام إلى قوى الضغط والجذب التی تمارسها العضلات وأوتارها أثناء انقباضها وانبسا طها، حیث إن هذه العضلات والأوتار ملتصقة وملتحمة بالعظام.
وقد ثبت مؤخرا أنه یوجد داخل العظم تیار کهربی ذو قطبین مختلفین یؤثر فی توزیع وظائف خلایا العظم حسب اختصاصها، خلایا بناء أو خلایا هدم، کما یحدد بشکـل کبیر أوجه نشاط هذه الخلایا، وأثبتت التجارب أن فی حالة الخمول والراحة یقل هذا التیار الکهربی مما یفقد العظام موادها المکونة لها فتصبح رقیقة ضعیفة، وحتى فی السفر إلى الفضاء أثبتت التجارب أنه فی الغیاب التام للجاذبیة تضعف العضلات وترق العظام نتیجة عدم مقاومتها لعبء الجاذبیة الأرضیة.
من هذا نستنتج أن الراحة التامة تصیب العظام بضمور عام، ذلک أن فقدان الحرکة یؤدی إلى نشاط الخلایا الهدامة وضعف فی خلایا البناء، مما یؤدی إلى نقص المادة العظمیة.
وهنا یأتی سؤال: هل یمکن أن تمر بالمسلم أیام فیها راحة متصلة وخمول طویل لجسمه ؟ وهل یمکن أن یتوقف ذلک التیار الکهربی المجدد لنشاط العظام فی جسده ؟
إن أداء سبع عشرة رکعة یومیا هی فرائض الصلاة، وعدد أکثر من هذا هی النوافل لا یمکن إلا أن یجعل الإنسان ملتزما بأداء حرکی جسمی لا یقل زمنه عن ساعتین یومیا، وهکذا وطیلة حیاة المسلم لأنه لا یترک الصلاة أبدا فإنها تکون سببا فی تقویـة عظامه وجعلها متینة سلیمة، وهذا یفسر ما نلاحظه فی المجتمعات المحافظة على الصلاة - کما فی الریف المصری مثلا - من انعدام التقوس الظهری تقریبا والذی یحدث مع تقدم العمر ، کما یفسر أیضا تمیز أهل الإسلام الملتزمین بتعالیم دینهم صحیـا وبدنیا بشکل عام، وفی الفتوحات الإسلامیة على مدار التاریخ والبطولات النادرة والقوة البدنیة التی امتاز بها فرسان الإسلام ما یغنی عن الحدیث، ولن یعرف غیر المسلم قیمة الصلاة إلا حیـن یصلی ویقف بین یدی الله خاشعا متواضعا یعترف له بالوحدانیة ویعرف له فضله وعظمته، فتسری فی قلبه وأوصاله طاقة نورانیة تدفع العبد دائما للأمام على صراط الله المستقیم [ الحمد لله رب العالمین، الرحمن الرحیم، مالک یوم الدین، إیاک نعبد وإیاک نستعین، اهدنا الصراط المستقیم، صراط الذین أنعمت علیهم غیر المغضوب علیهم ولا الضالین] (2) .

الصلاة کعلاج نفسی
تساعد الصلاة الخاشعة على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب کثیرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالی ضآلة کل مشکلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الکون الفسیح، فیخرج المسلم من صلاته وقد ألقى کل ما فی جعبته من مشکلات وهموم، وترک علاجها وتصریفها إلى الرب الرحیم، وکذلک تؤدی الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملیة تغییر الحرکة المستمر فیها، ومن المعلوم أن هذا التغییر الحرکی یحدث استرخاء فسیولوجیا هاما فی الجسم، وقد أمر به الرسول صلى الله علیه وسلم أی مسلم تنتابه حالة من الغضب، کما ثبت علمیا أن للصلاة تأثیرا مباشرا على الجهاز العصبی، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، کما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبی.
ویقول الدکتور " توماس هایسلوب " : "إ ن من أهم مقومات النوم التی عرفتها فی خلال سنین طویلة من الخبرة والبحث الصلاة، وأنا ألقی هذا القول بوصفی طبیبا، فإن الصلاة هی أهم وسیلة عرفها الإنسان تبث الطمأنینة فی نفسه والهدوء فی أعصابه."
أما الدکتور " إلیکسیس کارلیل" الحائز على جائزة نوبل فی الطب فیقول عن الصلاة: " إنها تحدث نشاطا عجیبا فی أجهزة الجسم وأعضائه ، بل هی أعظم مولد للنشاط عرف إلى یومنا هذا، وقد رأیت کثیرا من المرضى الذین أخفقت العقاقیر فی علاجهم کیف تدخلت الصلاة فأبرأتهم تماما من عللهم، إن الصلاة کمعدن الرادیوم مصدر للإشعاع ومولد ذاتی للنشاط، ولقد شاهدت تأثیر الصلاة فی مداواة أمراض مختلفة مثل التدرن البریتونی والتهاب العظام والجروح المتقیحة والسرطان وغیره "
أیضا یعمل ترتیل القرآن الکریم فی الصلاة حسب قواعد التجوید على تنظیم التنفس خلال تعاقب الشهیق والزفیر، وهذا یؤدی بدوره إلى تخفیف التوتر بدرجة کبیرة، کما أن حرکة عضلات الفم المصاحبة للترتیل تقلل من الشعور بالإرهاق وتکسب العقل نشاطا وحیویة کما ثبت فی بعض الأبحاث الطبیة الحدیثة.
وللسجود دور عمیق فی إزالة القلق من نفس المسلم، حیث یشعر فیه بفیض من السکینة یغمره وطوفان من نور الیقین والتوحید. وکثیر من الناس فی الیابان یخرون ساجدین بمجرد شعورهم بالإرهاق أو الضیق والاکتئاب دون أن یعرفوا أن هذا الفعل رکـن من أرکان صلاة المسلمین.
تحکی لنا السیدة الفلبینیة "جمیلة لاما" قصتها مع الصلاة:
" لـم أکن أعرف لحیاتی معنى ولا هدفا، سؤال ظل یطاردنی ویصیبنی بالرعب کل حیـن: لماذا أحیا ؟ وما آخر هذه الروایة الهزلیة ؟ کان کل شیء من حولی یوحی بالسخف واللا معقول، فقد نشأت فی أسرة کاثولیکیة تعهدتنی بتعلیمی هذا المذهب بصرامة بالغة، وکانوا یحلمون أن أکون إحدى العاملات فی مجال التبشیر بهذا المذهب على مستوى العالم، وکنت فی داخلی على یقین أن هذا أبدا لن یحدث.
" کنت أستیقظ کل یوم عند الفجر، شئ ما یحدثنی أن أصلی کی أخرج من الضیق الشدید والاکتئاب الذی کان یلازمنی فی هذا الوقت ، وکان ذلک یحدث أیضا عند الغروب، وفعلا أخذت أصلی على الطریقة النصرانیة، فهی الطریقة الوحیدة التی أعرفها، إلا أن إحساسی بالفراغ الروحی ظل یطاردنی ویسیطر علی رغم صلواتی المتتابعة "
" کنت متعطشة لشیء آخر لم تکن لدی أی صورة واضحة عنه، کانت الدموع تنهمر من عینی کثیرا، وکنت أدعو الله أن یمنحنی النور والبصیرة والصبر، وازددت هما وقلقا، وراح الفراغ یطاردنی والحیرة تتملک حیاتی بما فاض تماما عن قدرتی على الاستیعاب "
وتکمل جمیلة: " وفی أحد الأیام ومع ازدیاد حالة التوتر أحسست برغبة قویة تدفعنی للبحث عن مکان للصلاة لا صور فیه، وبحثت عن ذلک المکان طویلا حتى وجدته أخیرا، مسجد صغیر جمیل فی أطراف بلدتنا بین المروج الخضراء فی وسط حقول الأرز، لأول وهلة عندما وضعت قدمی على أعتابه دق قلبی بعنف وانشرح صدری وأیقنت أنه المکان الذی حدثتنی نفسی طویلا للبحث عنه "
وتکمل جمیلة قصتها: " وعلمتنی إحدى المسلمات کیف أتوضأ وکیف أصلی لله الواحد القهار، وشارکت المسلمین الصلاة لأول مرة فی حیاتی، وعندما بدأت الصلاة غمرتنی السکینة ولفتنی الطمأنینة کما لم یحدث لی من قبل، وعندما سجدت لله مع جموع المصلین فاضت روحی بسعادة لا حدود لها، لقد شعرت أنی سأطیر فرحا بعثوری على هذه الصلاة"

وفی النهایة تقول جمیلة:
" الصلاة، هی تماما ما کنت أتعطش له، لقد أصبحت صدیقتی المحببة، ورفیقتی الدائمة التی أتخلص معها من کل ضیق ومن أیة معاناة، لقد ودعت الاکتئاب إلى الأبد فلم یعد له أی معنى فی حیاتی بعد أن هدانی الله جل وعلا للإسلام وأکرمنی بحب الصلاة، ولا أجد ما أقول تعلیقا على هذا سوى: الحمد لله الذی هدانی لهذا وما کنت لأهتدی لولا أن هدانی الله"
فوائد طبیة أخرى
ومن فوائد الصلاة أنها تقوی عضلات البطن لأنها تمنع تراکم الدهون التی تؤدی إلى البدانة و الترهل، فتمنع تشوهات الجسم وتزید من رشاقته. والصلاة بحرکاتها المتعددة تزید من حرکة الأمعاء فتقلل من حالات الإمساک وتقی منه، وتقوی کذلک من إفراز المرارة.
وضع الرکوع والسجود وما یحدث فیه من ضغط على أطراف أصابع القدمین یؤدی إلى تقلیل الضغط على الدماغ، وذلک کأثر تدلیک أصابع الأقدام تماما، مما یشعر بالاسترخاء والهدوء. والسجود الطویل یؤدی إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبیعیة فی الجسم کله، ویعمل على تدفق الدم إلى کل أجهزة الجسم.
المصادر :
1- البقرة 238
2- سورة الفاتحة


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دخول جيش السفياني الى العراق
فاطمة عليها السلام وليلة القدر
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها
مدة حكم المهدي المنتظر
العمل الصالح
معالم " نهضة العلماء "
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
زيارة السيد عبد العظيم الحسني علیه السلام
التوسل بأُم البنين عليها‌السلام
الحب بعد الأربعين

 
user comment