عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الحكم و المواعظ

أن الله لم يخلق العالم عبثا فتركه سدى بل جعل لهم عقولا دلهم بها على معرفته و أبان لهم بها شواهد قدرته و دلائل وحدانيته و أعطاهم قوى مكنهم بها من طاعته و الانتهاء عن معصيته لئلا تجب لهم الحجة فأرسل إليهم أنبياء و ختمهم بسيد المر
الحكم و المواعظ

أن الله لم يخلق العالم عبثا فتركه سدى بل جعل لهم عقولا دلهم بها على معرفته و أبان لهم بها شواهد قدرته و دلائل وحدانيته و أعطاهم قوى مكنهم بها من طاعته و الانتهاء عن معصيته لئلا تجب لهم الحجة فأرسل إليهم أنبياء و ختمهم بسيد المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين صلوات الله و سلامه عليه و آله و عليهم أجمعين .
و أنزل عليهم كتبه بالوعد و الوعيد و الترهيب و أنذر و زجر فأعذر فقال جل من قائل رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ و قال سبحانه وَ لَوْ أَنّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذاب مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى و قال سبحانه وَ ما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولًا و قال يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ و قال سبحانه وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ و قال سبحانه وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ و قال وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ و قال تعالى :
وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفْس ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْس شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ و قال سبحانه يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جاز عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ و قال سبحانه يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ و قال سبحانه يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس واحِدَة وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَ نِساءً و قال عز و جل يا عِبادِ فَاتَّقُونِ و قال سبحانه فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ و قال جل من قائل اقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَث إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ و قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ و قال جل و عز من قائل:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ و قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ و قال وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ و قال يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ و قال أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ و قال أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ و قال أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيّ يُمْنى و قال أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ و قال فَأَمّا مَنْ طَغى وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى و قال أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ و قال وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ و قال تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً و قال أَ فَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ثم خوفهم الله سبحانه و تعالى أحوال القيامة و زلزالها و عظيم أخطارها و سما لهم بعظيم الأسماء و كبير البلاء و طول العناء ليحذروها و يعتدوا لها بعظيم الزاد و حسن الإزدياد سماها الواقعة و الراجفة و الطامة و الصاخة و الحاقة و الساعة و يوم النشور و يوم الحسرة و يوم الندامة و يوم المسألة و يوم الندم و يوم الفصل و يوم الحق و يوم الحساب و يوم المحاسبة و يوم التلاق و يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و قال :
وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلّا مَنْ شاءَ اللّهُ وَ كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ و قال كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلّا ساعَةً مِنْ نَهار بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ و قال وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكان قَرِيب يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ و قال يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَ تَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً فَوَيْلٌ يَوْمَئِذ لِلْمُكَذِّبِينَ و قال يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساق وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ و قال يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ وَ لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذ بِبَنِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ و قال يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا و قال فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا و قال إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذ الْمَساقُ و قال إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ و قال هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ و قال هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَ الْأَوَّلِينَ فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ و قال إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً لِلطّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً إِنّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً و قال يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذ واجِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ و قال يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى و قال: يَوْمَ يَكُونُ النّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَة راضِيَة وَ أَمّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ و قال يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيد و قال وَ وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحْصاها و كرر سبحانه و تعالى ذكرها في مواضع كثيرة و لم تخل سورة من القرآن إلا و ذكرها فيها ليكون ذلك أبلغ في تخويف الناس و أوكد في وجوب الحجة عليهم و تبصرة لهم و شفقة عليهم و إنذارا و إعذارا إليهم و موعظة لهم فتدبروها و فرغوا قلوبكم لها و لا تكونوا من الغافلين فإن الله تعالى يقول أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوب أَقْفالُها فانتبه بالتدبر و التفكر و التبصر و الاعتبار فإن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم قالوا يا رسول الله فبم النجاة قال عليكم بالقرآن فإنه من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه قاده إلى النار و هو أوضح دليل إلى خير سبيل من قال به صدق و من حكم به عدل و من أخذ به أجر و من عمل به وفق و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)مادحا للمؤمن العامل به قد ألزم الكتاب زمامه أمامه فهو قائده و دليله يحل حيث حل ثقله و ينزل حيث كان منزله و لا يدع للخير غاية إلا أمها و لا منزلة إلا قصدها و قال (عليه السلام):
القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه و لا تكشف الظلمات إلا به فتفكروا و انزجروا بقوله تعالى وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْ آزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيم وَ لا شَفِيع يُطاعُ و قال سبحانه وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِي غَفْلَة وَ هُمْ لا يُؤْمِنُونَ و قال أَزِفَتِ الْ آزِفَةُ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللّهِ كاشِفَةٌ و قال وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَل قَرِيب نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ فأجابهم أَ وَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوال وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ و قال تعالى أَ لا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْم عَظِيم يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ و قال يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْل حَمْلَها وَ تَرَى النّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِيدٌ و قال يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا فاحذروا عباد الله يوم تشيب فيه رءوس الصغار و تسكر الكبار و تضع الجبال و قال سبحانه يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ و قال يَوْمَئِذ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّة خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّة شَرًّا يَرَهُ و قال يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ و قال يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ و قال يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْس تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُوَفّى كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ و قال يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً و قال يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ قال وَ جِيءَ يَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي فَيَوْمَئِذ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ .
و قال يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ و قال يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَ تَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً وَ عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّة بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَ ما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ و قال يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ و قال يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً و قال وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ و قال يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل فَتَكُنْ فِي صَخْرَة أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّهُ إِنَّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ و أكده بالقسم بنفسه فقال فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ و قال فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْم وَ ما كُنّا غائِبِينَ و قال وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْء أَحْصَيْناهُ فِي إِمام مُبِين و قال يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ وَ اللّهُ عَلى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ و قال يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ثم إن الله سبحانه لم يؤيس من أساء إلى نفسه و ظلمها من رحمته و وعده قبول التوبة و المحبة عليها إذا تاب و أناب فقال سبحانه وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِيماً و قال كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَة ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و قال وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً و دعاهم سبحانه بألطف الكلام و أرجاه و أقربه إلى قلوبهم تلطفا منه و رحمة و ترغيبا فقال سبحانه قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و قال إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ و قال وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَة مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّة و قال ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فوعدهم بالإجابة و مدحهم سبحانه في كتابه العاملين بالطاعات المسارعين إلى الخيرات ليرغب العباد في عملها كما رهب في فعل السيئات ليتناهى الناس عنها فقال سبحانه وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْراً و قال وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً و قال وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يُكَفِّرْ عَنْه سَيِّئاتِهِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً و قال الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْ آخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ و قال قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ و قال يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِ آياتِنا وَ كانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ و قال وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّاب حَفِيظ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْب مُنِيب فلم يقنط أحدا من فضله و رحمته و بسط العفو و الرحمة و وعد و توعد ليكون العبد مترجحا بين الخوف و الرجاء كما روي أنه لو وزن خوف العبد و رجاؤه لم يرجح أحدهما على الآخر و إذا أعظم الخوف كان أدعى إلى السلام فإنه روي أن الله تعالى أنزل في بعض كتبه و عزتي و جلالي لا أجمع لعبدي المؤمن بين خوفين و أمنين إذا خافني في الدنيا أمنته في الآخرة و إذا أمنني أخفته يوم القيامة و الدليل على ذلك من القرآن المجيد كثير منه قوله تعالى لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ و قوله وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى و قوله تعالى وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قوله تعالى إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و قوله تعالى وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْض يَتَساءَلُونَ يعني خائفين فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ و قوله تعالى قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ يعني مدحهم بذلك و قال سبحانه وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً و قال سبحانه عن هابيل يروي قوله إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ و قال وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ. و الآيات في ذلك كثيرة يعتبر بها و يتفكر فيها من أسعده الله تعالى بالتذكرة و أيقظه بالتبصرة و لم يخلد إلى الأماني بالكلام به فإن قوما غرتهم أماني المغفرة و العفو خرجوا من الدنيا بغير زاد مبلغ و لا عمل نافع فخسرت تجارتهم و بارت صفقتهم و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فنسأل من الله توفقا و تسديدا يوفقنا من الغفلة و يرشدنا إلى طريق الهدى و الرشاد.
يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه و رضوانه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم إنما بدأت بالموعظة من كتاب الله تعالى لأنه أحسن الذكر و أبلغ الموعظة و تابعته إن شاء الله بكلام عن سيدنا و مولانا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)المؤيد بالوحي المسدد بالعصمة الجامع من الإيجاز و البلاغة ما لم يبلغه أحد من العالمين فقد قال (صلی الله عليه وآله وسلم)أوتيت جوامع الكلم و لقد صدق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)فإنه إذا فكر العبد في قوله أكثروا من ذكر هادم اللذات علم أنه قد أتي بهذه اللفظة على جوامع العظة و بلاغة التذكرة دل على ذلك قول الله تعالى في امتنانه على إبراهيم و ذريته (عليه السلام)إِنّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَة ذِكْرَى الدّارِ و في قوله (عليه السلام)و إياك و ما تعتذر فقد دخل في هذه اللفظة جميع آداب الدنيا و في قوله (صلی الله عليه وآله وسلم)دع ما يريبك إلى ما لا يريبك زجر نفسه عن كل الشبهات و قوله الأمور ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعوه و أمر استبان غيه فاجتنبوه و أمر اشتبه عليكم فردوه إلى الله و في قوله إياك و ما يسوء الأدب فقد استوفى بذلك كل مكروه و مذموم و في أحاديثه من المواعظ و الزواجر ما هو أبلغ من كل كلام مخلوق و أنا أذكر من ذلك إن شاء الله ما تيسر إيراده بحذف الأسانيد لشهرتها في كتب أسانيدها و أتبع بكلام أهل بيته (عليه السلام)و من تابعهم من الصالحين.
قال أنس بن مالك جاء رجل إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)فقال يا رسول الله أشكو إليك قسوة قلبي فقال اطلع على القبور و اعتبر بيوم النشور .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)عودوا المرضى و اتبعوا الجنائز يذكركم الآخرة .
و قد حث الله تعالى في الموعظة و ندب إليها رسول الله بها فقال ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و قال تعالى وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً و قال وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ و قال وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ يعني يوم القيامة و يوم الموت و يوم مسائلة القبر و يوم النشور و مسائله و سلامة هذه الأيام سأل الله تعالى عيسى (عليه السلام)بقوله وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا و إن كان قوله يوم ولدت فيه فقد سئل أنواع الشكر على سلامته منه يدل على شدة المشقة قال مصنف هذا الكتاب ره و رتبت هذا الكتاب على خمسة و خمسين بابا.
المصدر :
ارشاد القلوب ص 5 -13


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
السيد أبو الحسن جلوة الزواري
الاسرة والغزو الثقافي
هل يمكن أن نكون سعداء في حياتنا؟
الإمام الصادق عليه السلام والتفسير العرفاني
تكوين الأسرة المسلمة
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
الغناء والرقص زمن الدولة الاموية
قصة مريم في القرآن

 
user comment