عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

قصة بناء مسجد جمکران

قصّة بناء هذا المسجد و ما رافقها من أحداث فهي كما في الحكاية الثامنة من كتاب جنّة المأوى ، قال في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمّي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحقّ و اليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية : سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (عليه السلام) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصّالح حسن بن مثلة الجمكراني.
قصة بناء مسجد جمکران

قصّة بناء هذا المسجد و ما رافقها من أحداث فهي كما في الحكاية الثامنة من كتاب جنّة المأوى ، قال في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمّي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحقّ و اليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية :

سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (عليه السلام) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصّالح حسن بن مثلة الجمكراني.

قال: كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة نائماً في بيتي ، فلمّا مضى نصف من الليل ، فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي ، فأيقظوني  وقالوا ، قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان ، فإنّه يدعوك.

قال : فقمت و تعبّأت و تهيّأت ، فقلت : دعوني حتى ألبس قميصي ، فإذا بنداء من جانب الباب: هو ما كان قميصك ، فتركته و أخذت سراويلي فنودي : ليس ذلك منك فخذ سراويلك ، فألقيته و أخذت سراويلي و لبسته ، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي : الباب مفتوح .

فلمّا جئت إلى الباب ، رأيت قوماً من الأكابر ، فسلّمت عليهم فردّوا و رحّبوا بي ، و ذهبوا بي إلى موضع المسجد الآن ، فلمّا أمعنت النّظر ، رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان ، و عليها وسائد حسان ، و رأيت فتى في زيّ ابن ثلاثين متكئاً عليها ، و بين يديه شيخ و بيده كتاب يقرؤه عليه ، و حوله أكثر من ستين رجلاً يصلّون في تلك البقعة ، و على بعضهم ثياب بيض و على بعضهم ثياب خضر.

و كان ذلك الشيخ هو الخضر (عليه السلام) ، فأجلسني ذلك الشيخ (عليه السلام) و دعاني الإمام (عليه السلام) باسمين ، و قال : اذهب إلى حسن بن مسلم ، و قل له إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين ، و تزرعها و نحن نخرّبها ، زرعت خمس سنين و العام أيضاً أنت على حالك من الزّراعة و العمارة ، و لارخصة لك في العود إليها ، و عليك ردّ ما انتفعت به من غلاّت هذه الأرض ليبنى فيها مسجد ، و قل لحسن بن مسلم ، إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي و شرّفها ، و أنت قد أضفتها إلى أرضك ، و قد جزاك الله بموت ولدين لك شابّين فلم تنتبه من غفلتك ، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لاتشعر.

قال حسن بن مثلة : قلت ، يا سيدي لابدّ لي في ذلك من علامة ، فإنّ القوم لايقبلون ما لاعلامة و لاحجّة عليه ، و لايصدّقون قولي ، قال : إنا سنعلم هناك ، فاذهب و بلّغ رسالتنا ، و اذهب إلى السيد أبي الحسن و قل له : يجيء و يحضره و يطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ، و يعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ، و يتمّ ما نقص من غلّة رهق ملكنا بناحية اردهال ، و يتم المسجد ، و قد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلّته كلّ عام ، و يصرف إلى عمارته .

و قل للناس ، ليرغبوا إلى هذا الموضع ، و يعزّروه ، و يصلّوا هنا أربع ركعات للتحيّة في كلّ ركعة يقرأ سورة الحمد مرّة و سورة الإخلاص سبع مرّات ، و يسّبح في الركوع و السجود سبع مرّات ، و ركعتان للإمام صاحب الزمان (عليه السلام) هكذا : يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) كرّره مائة مرّة ، ثم يقرؤها إلى آخره ا، و هكذا يصنع في الركعة الثانية ، و يسبّح في الركوع و السجود سبع مرات ، فإذا أتمّ الصلاة يهلّل و يسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ، و يصلّي على النبي و آله مائة مرة ، ثم قال (عليه السلام) ما هذه حكاية لفظه : ( فمن صلاّها فكأنّما صلّى في البيت العتيق ).

قال حسن بن مثلة ، قلت في نفسي ، كأنّ هذا موضع أنت تزعم أنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد ، فأشار ذلك الفتى إليّ أن اذهب.

فرجعت فلمّا سرت بعض الطريق دعاني ثانية ، و قال : إنّ في قطيع جعفر الكاشاني الرّاعي معزّاً يجب أن تشتريه ، فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه ، و إلا فتعطي من مالك ، و تجيء به إلى هذا الموضع و تذبحه الليلة الآتية ، ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم المعز على المرضى و من به علّة شديدة ، فإنّ الله يشفي جميعهم ، و ذلك المعز أبلق كثير الشّعر و عليه سبع علامات سود و بيض ثلاث على جانب و أربع على جانب سود و بيض كالدّراهم.

فذهبت فأرجعوني ثالثة و قال : تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً ، فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر ، و هو الثالث و العشرون ، و إن حملت على السبعين انطبق على الخامس و العشرين من ذي القعدة و كلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة : فعدت حتى وصلت إلى داري و لم أزل اللّيل متفكّراً حتى أسفر الصبح فأدّيت الفريضة و جئت إلى علي بن المنذر ، فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال ، و الله إنّ العلامة التي قال لي الإمام واحد منها أنّ هذه السلاسل و الأوتاد ها هنا .

فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا ، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خدّامه و غلمانه يقولون إنّ السيد أبا الحسن الرّضا ينتظرك من سحر ، أنت من جمكران ؟ ، قلت : نعم فدخلت عليه الساعة و سلّمت عليه ، و خضعت فأحسن في الجواب و أكرمني ، و مكّن لي في مجلسه ، و سبقني قبل أن أحدّثه ، و قال : يا حسن بن مثلة إنّي كنت نائماً فرأيت شخصاً يقول لي ، إنّ رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدوّ و لتصدّقن ما يقول ، و اعتمد على قوله ، فإنّ قوله قولنا ، فلا تردّن عليه قوله ، فانتبهت من رقدتي وك نت أنتظرك الآن .

فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً ، فأمر بالخيول لتسرج ، و تخرّجوا فركبوا ، فلمّا قربوا من القرية رأوا جعفر الرّاعي و له قطيع على جانب الطريق ، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع و كان ذلك المعز خلف القطيع ، فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة ، فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الرّاعي و يأتي به فأقسم جعفر الرّاعي أنى ما رأيت هذا المعز قطّ ، ولم يكن في قطيعي إلا أنّي رأيته ، و كلّما أريد أن آخذه لايمكنني ، و الآن جاء إليكم . فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع و ذبحوه .

و جاء السيد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه إلى ذلك الموضع و أحضروا الحسن بن مسلم و استردّوا منه الغلاّت ، و جاءوا بغلاّت رهق و سقفوا المسجد بالجذوع و ذهب السيد أبو الحسن الرضا رضي الله عنه بالسّلاسل و الأوتاد و أودعها في بيته ، فكان يأتي المرضى و المعلولون و يمسّون أبدانهم بالسّلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً و يصحّون.

قال أبو الحسن محمد بن حيدر ، سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرّضا في المحلّة المدعوة بموسويّان من بلدة قم فمرض ـ بعد وفاته ـ ولد له فدخل بيته و فتح الصّندوق الذي فيه السّلاسل و الأوتاد فلم يجدها.

ثم قال المحدّث النوري : وقد نقلنا الخبر السابق من خطّ السيد المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري عن مجموعة نقله منه ، ولكنّه كان بالفارسية فنقلناه ثانياً إلى العربية ليلائم نظم هذا المجموع.

و لايخفى أنّ كلمة التسعين الواقعة في صدر الخبر بالمثنّاة فوق ثم السين المهملة كانت في الأصل سبعين مقدّم المهملة على الموحّدة و اشتبه على الناسخ لأنّ وفاة الشيخ الصدوق كانت قبل التسعين ، ولذا نرى جمعاً من العلماء يكتبون في لفظ السبع أو السّبعين بتقديم السين أو التاء حذراً عن التصحيف و التحريف ، و الله تعالى هو العالم ،(1) .

----------------------------------------------------------------------------------

الهوامش:

1 - جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة أو معجزته في الغيبة الكبرى المطبوع ضمن الجزء الثالث والخمسين من بحار الأنوار، ص230-234.


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
مقدمات في طريق إثبات ولادة الإمام المهدي (عج)
رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
مدح الإمام المهدي عليه السلام
علامات ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام )
خطبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، عند ظهوره بعد ...
الإنتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين
مسجد جمكران
متی آخر الزمان

 
user comment