عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

كيف رحل رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه الدنيا ؟

قال الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) . (1) :: مدخل :: من الأمور التي دارت حولها النقاشات والبحوث والدراسات عند مختلف المذاهب الإسلامية منذ زمن ، هو وفاة ورحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عن الدنيا . حيث ما يزال يتردد السؤال :
كيف رحل رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه الدنيا ؟

قال الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى
أَعْقَابِكُمْ) . (1)

:: مدخل ::
من الأمور التي دارت حولها النقاشات والبحوث والدراسات عند مختلف المذاهب الإسلامية منذ زمن ، هو وفاة ورحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عن الدنيا .
حيث ما يزال يتردد السؤال :
كيف رحل رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه الدنيا ؟
هل مات محموماً (أي بالمرض) ؟
أم مات مسموماً (أي بأثر السم) ؟
الجواب: أختلف العلماء والكتاب بإختلاف الأخبار والروايات المتعددة في شأن وفاة النبي (ص) إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول: إن النبي (ص) مات بسبب المرض الإعتيادي .
كما نُقل عن صاحب كتاب التتمة في تواريخ الأئمة عليهم السلام . (2)
وقد ضعف جملة من العلماء هذا القول ، سيما بعد الإشارة في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) . (3)
إلى أن إشارة القتل كما في الآية واضحة ، وإن كانت الآية لم تحدد طريقة القتل .
القول الثاني: إنه مات بسبب السم الذي دسته إليه إمرأة يهودية .
حيث ذكرت بعض المصادر السنية والشيعية هذه الحادثة ، وأن أسم المرأة زينب بنت الحارث اليهودية ، والرواية من طريق أبي هريرة ، فقد (روي عن أبي هريرة أنه حين فتحت خيبر ، أهديت له (صلى الله عليه وآله) شاة فيها سم ، فقال (صلى الله عليه وآله): إجمعوا من كان ههنا من اليهود ، فجمعوا ، فقال لهم: إني سائلكم عن شيء .. إلى أن قال: أجعلتم في هذه الشاة سماً ؟
قالوا: نعم .
قال: فما حملكم على ذلك ؟!..
قالوا: أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك ، وإن كنت نبياً لم يضرك) . (4)
ولكن وجدت من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، من يضعف هذه الرواية ويردها ، بسبب أن الذراع المسموم من الشاة قد تكلمت مع الرسول (ص) وأخبرته إني مسمومة .
كما يؤخذ على هذه الرواية أن الرسول (ص) ، بقي ما يقارب من الثلاث سنوات على قيد الحياة ، على القول بأنه أكل من الشاة ومن ثم تكلمت وأخبرته سلام الله عليه بالسم . (5)
القول الثالث: إنه (صلى الله عليه وآله) قد استشهد بالسم على يد بعض زوجاته .
ويستند برجحان هذا القول إلى أمرين:
الأمر الأول: من المروي عنهم عليهم السلام : (ما منا إلا مسموم أو مقتول) . (6)
إلا أن يُرد على هذا القول ، بأن الثابت في الروايات أن الموت بالسم لم يشمل جميع الأئمة عليهم السلام ، سوى البعض منهم ، كالإمام السجاد والإمام الحسن والإمام الرضا وقيل أيضاً الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليهم أجمعين ، نعم إذا قلنا أن جميع الأئمة (ع) كانوا على قائمة الإستهداف بالقتل ، وأن القتل بالسم أحدى الوسائل لدى أعداءهم .
ولكن هناك من يذهب إلى أن الأئمة الأطهار (ع) ماتوا جميعهم بالسم ، كما سيأتي عن كتاب ما منا إلا مقتول أو مسموم .
الأمر الثاني: لصدور الروايات عن الأئمة عليهم السلام ، بأن النبي عليه الصلاة والسلام مات مسموماً .
والروايات الواردة في هذا الشأن جاءت بإتجاهين:
الأول: غير صريحة ، بل بالإشارة ، وفُهم منها أن سبب الوفاة وقعت بالسم .
كالمروي: عن الإمام الصادق عليه السلام: أن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ، قال لأهل بيته: إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) .. ثم ذكر لهم: أن زوجته هي التي تسممه.. (7)
الثاني: روايات صريحة تؤكد أن سبب موته عليه أفضل الصلاة والسلام كان بأثر السم .
كالمروي: عن الإمام الصادق عليه السلام ، في تفسير قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} ، حيث قال عليه السلام: أتدرون ، مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو قتل؟! إنهما سقتاه قبل الموت . (8 ـ 9)
والمروي: عن الإمام الصادق عليه السلام: في حديث الحسين بن علوان الديلمي ، أنه حينما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) إحدى نسائه ، لمن يكون الأمر من بعده ، أفشت ذلك إلى صاحبتها ، فأفشت تلك ذلك إلى أبيها ، فاجتمعوا على أن يسقياه سماً ، فأخبره الله بفعلهما . فهمَّ (صلى الله عليه وآله) بقتلهما ، فحلفا له: أنهما لم يفعلا ، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) . (10ـ 11)


:: العلماء القائلون بأنه (ص) مات مسموماً ::
مع ملاحظة أن هذه الأراء ، كما فهمت من كتبهم ، تذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وآله ، مات بفعل سم الشاة من اليهودية كما ذكرنا فتأمل .

:: من علماء الشيعة ::
ـ الشيخ الصدوق في كتاب الإعتقادات ، وقيل أنه يذهب للرأي الأخر .
ـ الشيخ المفيد في كتاب المقنعة .
ـ الشيخ الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام .
ـ العلامة الحلي كما عن كتاب التحرير .

:: من علماء السنة ::
ـ ابن سعد في كتاب طبقات بن سعد .
ـ الشبلنجي الشافعي في كتاب نور الأبصار . (12)
ـ ونُقل عن الذهبي ، لكني لم أعثر على المصدر .

:: الخلاصة ::
وكيف كان وبعد هذا الإستعراض للأقوال والروايات التي قد صرحت أن النبي قد مات مسموماً ، نجد أيضاً أن الأحداث في حياة الرسول الأعظم (ص) ، تؤكد أنه صلوات الله عليه ، قد تعرض للإغتيال أكثر من مرة ، وجاءت من ثلاث فئات وهي:
الفئة الأولى: من المشركين .
الفئة الثانية: من اليهود .
الفئة الثالثة: من المتظاهرين بالإسلام .
السلام عليك يا رسول الله
وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين

المصادر
-------
(1) سورة آل عمران ـ آية 144 .
(2) جواهر الكلام ج20 ـ حسين النجفي .
(3) سورة آل عمران ـ آية 144 .
(4) البداية والنهاية ج3 .
(5) الصحيح من سيرة الرسول ـ السيد جعفر مرتض العاملي .
(6) كفاية الأثر ـ الخزاز القمي .
(7) مناقب آل أبي طالب ج3 .
(8) سورة آل عمران ـ آية 144 .
(9) تفسير العياش ج1 .
(10) موسوعة البحار ج22 ـ المجلسي ـ نقلاً عن الصراط المستقيم .
(11) سورة التحريم ـ آية 7 .
(12) ما منا إلا مقتول أو مسموم ـ جعفر البياتي .

المصدر : ملتقی الصفوة الثقافي


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قصيدة "وجه الصباح علـي ليل مظلم"
علم الاخلاق
الامام موسی الکاظم علیه السلام
عصر الامام الباقر عليه السلام
الثورات في زمن الإمام الهادي عليه السلام
من مواقف الإمام الحسن عليه السلام
قُم عُشُّ آلِ محمّد
الإلهام عند الامام الباقر عليه السلام
المنهج السياسي للامام الصادق علیه السلام
حدث عاشوراء الجلل .. كيف نكتبه ؟

 
user comment