عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

موقع المبلغ

يختلف موقع المبلِّغ الدينيّ في الثقافة الإسلاميّة عن موقع المبلِّغ في الثقافة الكنسيّة أو الثقافة المدرسيّة. فالمبلِّغ في الثقافة الكنسيّة هو مجرّد واعظ، وهو في الثقافة المدرسيّة محترِف لعمليّة التعليم، أمّا المبلِّغ في الثقافة الإسلاميّة فهو يُمارس عمليّة الموعظة والتعليم من موقع المسؤول عن المجتمع البشريّ في كلّ جوانبه الثقافيّة، والسياسية، الفردية والاجتماعية، فهو في موقع الإمامة والقيادة كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾(1).
موقع المبلغ
يختلف موقع المبلِّغ الدينيّ في الثقافة الإسلاميّة عن موقع المبلِّغ في الثقافة الكنسيّة أو الثقافة المدرسيّة. فالمبلِّغ في الثقافة الكنسيّة هو مجرّد واعظ، وهو في الثقافة المدرسيّة محترِف لعمليّة التعليم، أمّا المبلِّغ في الثقافة الإسلاميّة فهو يُمارس عمليّة الموعظة والتعليم من موقع المسؤول عن المجتمع البشريّ في كلّ جوانبه الثقافيّة، والسياسية، الفردية والاجتماعية، فهو في موقع الإمامة والقيادة كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾(1).
وهكذا نجد أنّ الشريعة الإسلاميّة تنتظر من المبلِّغ الدينيّ أن يُمارس التكاليف الّتي يفرضها موقع الإمامة والقيادة، ومن هنا كان القرآن الكريم يُشدِّد النكير على علماء أهل الكتاب حين قال تعالى: ﴿لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ﴾(2).
وانطلاقاً من هذا الفهم أيضاً أكَّد القرآن الكريم على ضرورة اتّباع العلماء والطاعة لهم.
قال تعالى: ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ﴾(3).
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾(4).
وإذا كان مقام النبوّة في الثقافة الإسلاميّة هو مقام الإمامة والقيادة، على العكس تماماً من منطق الكنيسة القائل "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"، فالمبلِّغ الدِّينيّ في الثقافة الإسلاميّة يجب أن يُمارس ذات المهامّ الّتي يُمارسها الأنبياء عليهم السلام باعتبار أنّه وريثهم وخليفتهم.
فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "رحم الله خلفائي"، فقيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: "الذين يُحيون سنّتي ويُعلّمونها عباد الله"(5).
وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "ألا أُحدِّثكم عن أقوامٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور؟ فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الّذين يُحبِّبون عباد الله إلى الله، ويُحبِّبون عباد الله إليّ، قال: يأمرونهم بما يُحبّ الله وينهونهم عمّا يكره الله فإذا أطاعوهم أحبّهم الله"(6).
فأنتَ تجد في نهاية هذا الحديث أنّ محبّة الله للعباد مشروطة بإطاعتهم للعلماء "فإذا أطاعوهم أحبّهم الله"، وهذا يؤكّد الدور القياديّ للعلماء.

حكم التبليغ

يستند الكلام في حكم التبليغ إلى مجموعة من الأدلّة المستفادة من الكتاب والسنّة، والسيرة، بل ادّعي التسالم والإجماع على وجوب التبليغ، على أساس أنّ التبليغ في الأصل من وظائف الأنبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام، وعلى هذا تواترت كلمة علماء المسلمين, يقول بعضهم:
" ثمّ إنّه لا إشكال ولا خلاف عندنا يعني معاشر الإمامية، بل عند المسلمين عامّة، في وجوب تبليغ الدِّين الحنيف، أعني دين الإسلام، وجوباً عينيّاً أو كفائيّاً على كلّ مكلّف عالم به قادر على إبلاغه متمكّن من إعلامه وإيصاله إلى الناس، أي إلى كلّ مكلّف جاهل بأصوله أو فروعه، قاصر أو مقصّر، منتحل بدين غير الإسلام كأهل الكتاب، أو غير منتحل بدين كالزنادقة المنكرين للمبدأ والمعاد ومن أشبههم"(7).
فمن المفروغ منه شرعاً أنّ التبليغ الإسلاميّ واجب وجوباً مؤكّداً، ولا اختلاف في أنّه يجب كفاية على من توفّر فيه شرطا الواجب الكفائيّ، وهما: الكفاءة والكفاية. وتختلف الكفاية الّتي تعني تغطية حاجة المسلمين له باختلاف الظروف، فقد يُكتفى في ظرف ما بالعدد القليل، وقد لا يُكتفى إلّا بالعدد الكثير. وكذلك لا خلاف في وجوبه عيناً على من انحصر أمر التبليغ به.
ولا خلاف في أنّه واجب عيناً على من أُنيطت مسؤوليته به كالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, قال الله تعالى:﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾(8)، و﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾(9)، وكالأئمّة عليهم السلام من بعده، فعن الإمام الرضا عليه السلام: "الإمام أمين الله في خلقه، وحجّته على عباده، وخليفته في بلاده، الداعي إلى الله، والذابّ عن حرم الله، الإمام يُحلّل حلال الله، ويُحرِّم حرام الله، ويُقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجّة البالغة..."(10).
والواجب، هنا، شيء بديهيّ، ذلك أنّ الإسلام مبدأ إلهيّ شرّعه الله تعالى ليُحقّق السعادة للإنسان المسلم، وهكذا مبدأ يُحتّم على أصحابه القيام بتبليغه، والعمل به، من أجل تطبيقه، وهي سنّة الحياة وطبيعتها في عالم المبادئ والدعوة إليها(11).

الاستدلال على وجوب التبليغ

هناك مجموعة من الأدلّة يمكن الاستدلال بها على وجوب التبليغ، نذكر أهمّها:
أ - آية النفر: قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾(12).
حيث دلّت على وجوب تعلّم الأحكام لغاية الإنذار والإرشاد بالنسبة إلى القوم الذين لا يعلمون، فيجب إرشاد الجاهل على العالِم بحكم الآية الكريمة. ومن المعلوم أنّ الآية تكون في مقام بيان غائيّة العمل، أي الإنذار غايةً للتفقّه فتفيد وجوب الإرشاد قطعاً كما قال السيّد الخوئيّ رحمه الله:
"أمّا الأحكام الكليّة الإلهيّة فلا ريب في وجوب إعلام الجاهل بها؛ لوجوب تبليغ الأحكام الشرعية على الناس جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة، وقد دلّت عليه آية النفر، والروايات الواردة في بذل العلم وتعليمه وتعلّمه" (13).
ومعنى الآية أنّه لا يجب على المؤمنين أن يخرجوا إلى الجهاد جميعاً، فهلاّ نَفَرَ وخَرَجَ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم طائفة من كلّ فرقة من فرق المؤمنين ليتحقّقوا الفقه والفهم في الدِّين فيعملوا به لأنفسهم، ولينذروا قومهم إذا رجعت هذه الطائفة إليهم لعلّهم يحذرون ويتّقون.
والمراد بالتفقُّه في الآية تفهّم جميع المعارف الدِّينيّة من أصول وفروع، لا خصوص الأحكام العمليّة، وهو الفقه المصطلح عليه عند المتشرّعة، والدليل عليه قوله ﴿وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ...﴾ فإنّ ذلك أمر إنّما يتمّ بالتفقّه في جميع الدِّين وهو ظاهر(14). فالآية دليل واضح على وجوب تعلّم وتعليم المعارف والأحكام الإسلاميّة وجوباً كفائيّاً على الدوام، فهي أوجبت التعليم والتعلّم معاً، وهذا لا يختلف عن عمليّة التبليغ الّتي تتقوّم بالتعليم والتوجيه والإرشاد، الّذي يستند إلى التعلّم بشكل رئيس.
وبالنتيجة يُمكن القول إنّ مقتضى قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ...﴾ وجوب التبليغ.
ب - قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ (15).
ويدخل في هذا الاتّجاه الآيات الداعية إلى الإنذار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوب بيان الأحكام الشرعية وحرمة كتمانها، وآيات الدعوة إلى المجادلة، وغيرها، كما جاءت في هذا المضمون أحاديث شريفة كثيرة، نذكر منها:
روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال:" ما أخذ الله ميثاقاً من أهل الجهل بطلب تبيان العلم حتّى أخذ ميثاقاً من أهل العلم ببيان العلم للجهّال، لأنَّ العلم قبل الجهل"(16).
وورد عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:
جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله: ما هو حقّ العلم؟ قال: الإنصات له.
قال: ثمّ مه؟ قال: الاستماع له، قال: ثمّ مه؟ قال: الحفظ له، قال: ثمّ مه؟ قال: ثمّ العمل به، قال: ثمّ مه؟ قال: ثمّ نشره(17).

أهداف التبليغ

إنّ كلّ تبليغٍ يتضمّن أهدافاً مشخَّصة ومحدّدة يسعى المبلِّغ إلى تحقيق تلك الأهداف من الناحية العملية. وكلَّما كانت هذه الأهداف قيّمة وهامّة فإنّ منزلة التبليغ بها وتبعاً لها سوف تكون راقية وهامّة أيضاً.
وحيث إنّ أهداف الدِّين الإسلاميّ ذات عمقٍ هامٍّ وذات رسالة عالميّة شاملة احتلّت قضية التبليغ في منظومته مكانة عالية وامتاز بقيمة كبيرة.
وفي هذا المجال يقول سماحة السید الخامنئيّ دام ظله:
"إذا صحّ القول بأنّ شرف كلّ فردٍ يرتبط بشرف أهدافه وغاياته فلا بدّ حينئذٍ من القول بأنّ أشرفها وأكملها هو تبليغ الدِّين لأنّ الهدف من تبليغه هو تزكية الناس ورقيّ أفكارهم . وهذا في حدّ ذاته من أهمّ الأهداف" (18).
والأهداف الهامّة للتبليغ في الإسلام عبارة عن:

أ - الدعوة إلى التوحيد، وعبادة الله واجتناب الطاغوت:

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾(19).

ب - التذكير بالمعاد:

قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾(20).

ج - إحياء القلوب والأراوح:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾(21).

د - التبشير والإنذار:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾(22).
ومن جملة الأهداف الهامة لتبليغ الدِّين أيضاً: التعليم والتزكية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إيقاظ وإثارة الفطرة والعقل، تذكير الإنسان بمقامه ومنزلته في عالم الوجود وترغيبه في الاستفادة من هذه المنازل للوصول إلى الغاية من خلقه. قال الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...﴾(23)، و ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكرَ...﴾(24).

وفي هذا المجال يقول الإمام القائد دام ظله:

"الوظيفة الأساس هي هداية الناس نحو الأهداف الّتي رسمها القرآن الكريم وكلّ الأنبياء في طول تاريخ النبوّة. لقد وضعنا على عاتقنا مسؤوليّة حفظ الميراث العظيم الّذي حمله علماء الدِّين منذ أكثر من ألف سنة، والاستمرار في هداية الناس، ولذا يجب بذل الهمّة في تقليب القلوب وتنوير الأذهان وتصحيح المسار عند الناس وإرشادهم إلى خالص الأعمال وإيجاد التحوُّل فيهم لإيجاد مؤمنٍ واقعيّ يتحلّى بالأخلاق الإسلاميّة الأصيلة"(25).

خلاصة

التبليغ مسؤولية عامّة ولكن هذا لا يعني عدم التخصُّص في العمل التبليغيّ.

المجتمع الإنسانيّ كلّه موضوع في دائرة التبليغ.

إن موقع المبلِّغ في زماننا خطير فهو موقع قياديّ يصل إلى حدود الخلافة للأنبياء عليهم السلام.

التبليغ واجب عينيّ أو كفائيّ حسب الحاجة.

هناك مجموعة من الأدلّة على وجوب التبليغ، منها: آية النفر، وآية ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾(26) ، بالإضافة إلى روايات شريفة.
من أهداف التبليغ: الدعوة إلى التوحيد، التذكير بالمعاد، إحياء القلوب والأرواح، التبشير والإنذار.

أسلوب التبليغ ومسؤولية الداعية

عليكم أن تدعوا الشباب بكل ما في وسعكم إلى المساجد. اعملوا على توعيتهم بحقائق الدِّين الإسلاميّ، وسنتصدّى للبهائيين في هذا البلد بالتدريج، وسنعمل بحول الله - تعالى- وقوته للقضاء على كافة الأعمال المناهضة للقرآن في هذا البلد الشيعيّ الجعفريّ. ينبغي للعلماء في كلّ مدينة الالتفات إلى ضرورة اختيار الأسلوب الأمثل للدعوة كي يكون مؤثّراً. عليكم إطلاع الناس على أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يذهب للدعوة والتبليغ مشياً على القدمين، ويطلع الناس على أحكام الله - تعالى-. علينا أن نبذل كلّ ما في وسعنا لخدمة الدِّين الإسلاميّ المقدّس، فكافة الناس مكلفون بالسعي لخدمة شؤون الدين.
وهل تتغيّر الدعوة والتبليغ؟ مارسوا الدعوة بالصورة ذاتها الّتي كنتم تمارسونها من قبل. يجب إطلاع الناس على الحقائق. وينبغي للداعية أن لا ينتابه الخوف والوهن، وأن لا يخشى الإعلام أيضاً. فهل كان أولئك الذين قتلوا يخشون القتل؟ وهؤلاء الذين تم نفيهم إلى بندر عباس كانوا يبتسمون ويرفعون رؤوسهم نحو الله حين تُعصب عيونُهم. لا بدّ لنا من خوض النضال على هذا النحو.

أفضل سبل الدعوة

إنّ أفضل سبل الدعوة هذا الّذي أشرت إليه، وهو إطلاع الناس على الحقائق. يشهد الله أن الخمينيّ لا يخشى أحداً، ويقول ما يريد قوله، وهم أيضاً يعلمون أنّ الحقّ مع مراجع التقليد، وأنّ جهود علماء الدِّين مستوحاة من قانون القرآن، وأنّ كلامهم منطقيّ. ففي النضال الّذي خضته، وما زال مستمرّاً حتّى الآن، لم أتراجع قيد أنملة، ولكنّي أتألّم من رؤية هذه الأعمال المخالفة للقرآن في هذا البلد الجعفريّ.(27)
المصادر :
1- سورة الأنبياء، الآية: 73
2- سورة المائدة، الآية: 62
3- سورة يونس، الآية: 30
4- سورة التوبة، الآية: 122
5- بحار الأنوار،العلّامة المجلسي، ج2، ص 25
6- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج2، ص 37
7- مصطلحات الفقه، المشكيني، ص 124
8- سورة الأنعام، الآية: 19
9- سورة المائدة، الآية: 67
10- بحار الأنوار، م. س، ج 25، ص 123
11- التبليغ الدِّينيّ على ضوء الكتاب والسنة، الشيخ عبد الهادي الفضلي، ص24
12- سورة التوبة، الآية:122
13- مصباح الفقاهة، السيّد الخوئي، ج 1، ص 122
14- الميزان في تفسير القرآن، السيّد الطباطبائي، ج 9، ص 404، تفسير آية 122 من سورة التوبة
15- سورة السجدة، الآية: 24
16- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج2، ص 67
17- م .ن، ص 28
18- فرهنك وتهاجم هرهنكى الثقافة والغزو الثقافيّ، ص282 مع قليلٍ من التلخيص
19- سورة النحل، الآية: 36
20- سورة المؤمنون، الآية: 115
21- سورة الأنفال، الآية: 24
22- سورة الأحزاب، الآيتان: 45-46
23- سورة الجمعة، الآية: 2
24- سورة آل عمران، الآية: 104
25- فرهنك وتهاجم فرهنكي (الثقافة والغزو الثقافيّ)، ص284، مع قليلٍ من التلخيص
26- سورة السجدة، الآية: 24
27- صحيفة الإمام، ترجمة عربية، ج‌1، ص: 284- 285

source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

وتسلّط‌ ارباب‌ السوء
اليقين والقناعة والصبر والشکر
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السلام)
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
أوصاف جهنم في القرآن الكريم
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام
التميميّون من أصحاب الحسين (عليه السّلام)

 
user comment