عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

التهميد للظهور، رسالة المنتظرين / المحور الثاني: إنتظار الفرج

لمحور الثاني: إنتظار الفرج المقام الأول: أهمية إنتظار الفرج عندما نتمعن في الأحاديث المختلفة الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) نتستنج أن الأعمال كلها مع ما فيها من الأهمية والاعتبار فهي قليلة الشأن في قبال الانتظار فهو: (أفضل الأعمال) فجميع الأعمال العبادية مع ما لها من القدسية والروحانية دون مستوى الانتظار فهو: (أفضل عبادة الأمة) والجدير بالذكر أن هذه العبادة أعني الانتظار قد دخلت في ساحة أهم العبادات وهو
التهميد للظهور، رسالة المنتظرين / المحور الثاني: إنتظار الفرج

لمحور الثاني: إنتظار الفرج

المقام الأول: أهمية إنتظار الفرج

عندما نتمعن في الأحاديث المختلفة الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) نتستنج أن الأعمال كلها مع ما فيها من الأهمية والاعتبار فهي قليلة الشأن في قبال الانتظار فهو: (أفضل الأعمال) فجميع الأعمال العبادية مع ما لها من القدسية والروحانية دون مستوى الانتظار فهو: (أفضل عبادة الأمة) والجدير بالذكر  أن هذه العبادة أعني الانتظار قد دخلت في ساحة أهم العبادات وهو الجهاد في سبيل الله وصار "أفضل جهاد الأمة "كما في الحديث التالي الصادر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال (أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج) ومن زاوية عرفانية فللانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانية حيث صار "أحب الأعمال إلى الله حتى وصل المنتظر إلى مستوى الشهيد في سبيل الله.

(قال أمير المؤمنين عليه السلام: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج...والمنتظر لأمرنا كالمتشحظ بدمه في سبيل الله).

فما هو الأمر المتوقع من المجاهد في سبيل الله حين الجهاد؟ وما قيمة المجاهد لولا النية الصادقة المنطلقة من رضا الله؟ هذا الأمر بنفسه في أعلى مستواه متوفر في المنتظر الحقيقي الذي ينتمي في كل صباح ومساء أن يعيش في ظل ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمه الفداء ولسان حاله: (فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي) وبقربه إلى الله وشهوده مقام ربه صار كالشهيد متشحطا بدمه في سبيل الله، وليس للشهيد خصوصية في الخارج بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجه المحبوب، والمنتظر يؤدي نفس الدور حيث يشاهد وجه ربه وهو في نفس الوقت يعيش مع الناس، والحديث التالي قد بين السر الذي رفع مستوى الانتظار إلى هذه الدرجة:

(عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن على بن الحسين (ع) قال: تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة بعده، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المتنظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً).

وهناك أحاديث تؤكد على أن "انتظار الفرج من الفرج" بل "انتظار الفرج من أعظم الفرج". (...عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال سألته عن شئٍ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج؟ إن الله عز وجل يقول فانتظروا إني معكم من المنتظرين) وهذا المعنى من الانتظار قد اكتسب قسطاً من القدسية والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي والتشيع الصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراً وجهراً وقد ورد في الحديث: (...أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا...).

المقام الثاني:السر في أهمية الانتظار

إن التقييم في المنطق الإلهي يختلف تماماً عن التقييم في المنطق المادي ومن الخطأ جداً محاولة تقييم القضايا المعنوية الراقية والمفاهيم الروحانية السامية بالمعايير المادية، حيث أن هناك بونًا بعيداً بينهما بل هما في طرفي النقيض، وقد وصل التضاد بينهما إلى مستوى بحيث لا يمكن أن ينقطع الإنسان إلى المعنويات إلا بالابتعاد الكامل عن الماديات، ولا أعنى من الإبتعاد عن المادة هو تركها من رأس بل أعني الزهد فيها وعدم انشغال الذهن بها.

فبما أن الله سبحانه هو القدوس فمن المستحيل أن يتحلى أمر ما بالقدسية إلا بارتباطه بالله تقدس وتعالى، وقدسية الشيء تزيد وتنقص حسب ظهور اسم الله فيه، فالنترك إذا المجال المادي ولنبحث عن الأفضلية في الساحة الإلهية المعنوية.

وحينما نتحدث عن انتظار فرج الله فلابد أن نبحث عن الإسم الذي يندرج فيه الفرج؟ إن الفرج في الحقيقة يندرج تحت اسم "الكاشف" ففي الدعاء: (يا صريح المكروبين ويا مجيب المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم) (يا كاشف الغم) (يا كاشف الكرب العظام) فماذا بعد الفرج إلا كشف الكربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع والأمر، حينما تتحقق تلك الدولة العظيمة التي يعز بها الله الإسلام واهله ويذل النفاق وأهله.

فالانتظار إذا له نتيجتان:

1-إنه بالفعل يحقق "كشف الكربة" بنحو مجمل.

2-إنه عامل جذري أساسي للفرج بظهوره سلام الله عليه حيث يسود الحكم الإلهي الأرض كلها.


source : abna
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المرجعية الشيعية
دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
مقدمات في طريق إثبات ولادة الإمام المهدي (عج)
رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...
مدح الإمام المهدي عليه السلام
علامات ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام )
خطبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، عند ظهوره بعد ...
الإنتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين
مسجد جمكران

 
user comment