عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) في ليلة المعراج ؟ وهل رأى الله ؟ وإنّني سمعت أنّه كلّمه بصوت الإمام علي (عليه السلام) ، فما هي الأدلّة على ذلك من كتب أهل السنّة ؟ وشكراً .

السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) في ليلة المعراج ؟ وهل رأى الله ؟ وإنّني سمعت أنّه كلّمه بصوت الإمام علي (عليه السلام) ، فما هي الأدلّة على ذلك من كتب أهل السنّة ؟ وشكراً .

الجواب : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية قائمة على عدم إمكانية رؤية الله تعالى رؤية حسّية ومادّية وكذا الكلام في نوعية كلامه سبحانه وتعالى مع ما سواه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } (2) ، { وَما كانَ لِبشر أن يُكَلِمَهُ الله إلا وَحياً أو مِن وَراءِ حِجاب } (3) ، فكلّ ما روي أو نقل أو قيل خلاف ذلك فهو إمّا مؤوّل ، أو مطروح من رأسه ، فإنّ القول بالتجسيم باطل مستحيل ، كما قرّر ذلك في مباحث علم الكلام .

____________

1- مجمع البيان 6 / 215 .

2- الأنعام : 103 .

3- الشورى : 51 .


الصفحة 272


وأمّا مخاطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بلسان الإمام علي (عليه السلام) في المعراج ، فهي من مناقب وفضائل الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وقد جاء هذا الموضوع مضافاً إلى المصادر الشيعة في كتب أهل السنّة أيضاً ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المناقب للخوارزمي (1)، ينابيع المودّة (2)، المناقب المرتضوية للكشفي (3)، أرجح المطالب (4) ، وغيرها .

( محمود البحراني . البحرين . 17 سنة . طالب ثانوية )

ما رآه (صلى الله عليه وآله) لأهل الجنّة والنار كان تمثيلاً لهم :

السؤال: في الروايات التي جاءت عن الإسراء والمعراج أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) رأى أشكال التعذيب والجنّة والنار ، وسؤالي : كيف رأى النبيّ هؤلاء المعذّبين والمعذّبات في النار ؟ أليس عذاب النار في الآخرة ؟ أم أنّه رآهم في البرزخ ؟ ولكم الشكر الجزيل .

الجواب : إنّ رؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله) لذلك كرؤيته للأنبياء (عليهم السلام) في السماء ، فالروايات دلّت على أنّ الله تعالى مثّل له أرواحهم في أجساد تشبه أجسادهم التي كانت لهم في الدنيا ، ولهذا استطاع أن ينعتهم لقريش .

وهذا النوع من التمثيلات ليس بممتنع عقلاً ، وكذلك ما ورد من التمثيلات التي رآها (صلى الله عليه وآله) لأقوام يتنعّمون في الجنّة ، وآخرون يعذّبون في النار ، فهي نوع من التشبيه الحقيقي لمقامات الصالحين في معارج القرب ، وكذلك في بواطن صور المعاصي ونتائج الأعمال ، فيحمل ما ورد في ذلك على أنّه (صلى الله عليه وآله) رأى صفتهم وأسماءهم ، ولا مانع من أنّها نوع من التمثيلات البرزخية التي تصوّر الأعمال بنتائجها .

____________

1- المناقب : 37 .

2- ينابيع المودّة : 83 .

3- المناقب المرتضوية : 104 .

4- أرجح المطالب : 507 .


الصفحة 273


 


الصفحة 274


الإسماعيلية :

عقائدها :

السؤال: ما هي صحّة المذهب الإسماعيلي ؟ وهل لكم أن توضّحوه من كلّ جوانبه ؟ جزاكم الله خير جزاء ، وأعانكم على كلّ الأعداء ، إنّه سميع مجيب الدعاء .

الجواب : إنّ المذهب الإسماعيلي منتسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) .

وتاريخ وفاة إسماعيل فيه اختلاف ، والصحيح أنّه توفّي سنة 145 هـ ، يعني ثلاث سنوات قبل استشهاد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) ، لأنّه (عليه السلام) استشهد سنة 148 هـ .

والإمام الصادق (عليه السلام) فعل بجنازة إسماعيل ما لم يفعل بأحد أبداً ، فقبل أن يحمل نعشه ، جاء وفتح عن وجهه ، واشهد الحاضرين كلّهم على أنّ هذا المسجّى الميت ابنه إسماعيل ، الذي مات حتف أنفه ، ثمّ حينما حملت الجنازة من المدينة إلى البقيع ، كان (عليه السلام) بين فترة وفترة ، يأمر أن يضعوا الجنازة ، فيفتح عن وجهه ، ويشهد الناس على أن هذا الميت هو ابنه إسماعيل ، مات حتف أنفه .

وفي هذا دلالة قاطعة ، على أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) كان يرى في عمله هذا حفظ التشيّع والإمامة ، فلابدّ من دفع هذا الباطل ، وإن لم يكن ذلك اليوم قائماً فإنّه سيقوم فيما بعد ، كما يشهد التاريخ القطعي أنّ هذا الباطل قام فيما بعد .

ثمّ إنّ الذين كانوا يأخذون من إسماعيل مبدأ حركة لهم ، ومركز نشاط هؤلاء أدّعو دعوتين :


الصفحة 275


الدعوى الأُولى : إنّ الإمامة كانت في إسماعيل زمن أبيه ، والإمامة إذا كانت في أحد فإنّها لا تستبدل بغيره ، بل تنتقل إلى من يرثه بالإمامة .

فصحيح أنّ إسماعيل مات زمن أبيه ، ولكن الإمامة كانت فيه فلا تستبدل ولا تعطى إلى أخيه موسى بن جعفر ، وإنّما تنتقل منه إلى ابنه محمّد بن إسماعيل ، الذي هو الإمام الثاني للإسماعيلية ، وعلى هذا الرأي أكثر الإسماعيلية ، الذين عاصروا الإمام الصادق (عليه السلام)، وعاصروا الإمام الكاظم (عليه السلام) بعد استشهاد أبيه .

الدعوى الثانية : إنّ إسماعيل ثبت موته ، ولكنّه قام من قبره بعد ثلاثة أيّام ، وعاد إلى الحياة ثمّ غاب ، وقد رؤي سنة 153 هـ في سوق البصرة ، وله كرامات ومعجزات .

هذه الدعوى الثانية عليها ألف ملزم وملزم ، لأنّ التاريخ وكثير من الاعتبارات تشهد على بطلانها .

وأساس الكلام في الدعوى الأُولى ، أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) لم ينصّ يوماً ما على أنّ الإمام بعده إسماعيل ، بل هناك روايات كثيرة تدلّ على أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) في حياته ، بل ومنذ أن كان الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) صبيّاً في المهد ، كان ينصّ على أن ابنه موسى هو الإمام بعده .

وهذه الروايات جاءت بعضها في كتاب " الكافي " للشيخ الكليني ، في باب النصّ على إمامة موسى بن جعفر (عليهما السلام) .

نعم الشيعة البعيدين عن الإمام (عليه السلام) ، كان يُخيّل إليهم أنّ الإمامة لا تكون إلاّ في أكبر أولاد الإمام (عليه السلام) ، لهذا كانوا يرون أو يتنبّؤون بأنّ الإمامة سوف تكون في إسماعيل .

ولمّا توفّي إسماعيل بدا لله تعالى ، أي أظهر الله تعالى جهلهم ، بعد أن كان هذا الجهل خافياً ، بأنّ الإمام ليس هو إسماعيل ، وإنّما الإمام الذي يكون حيّاً بعد وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) ، هو الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) .


الصفحة 276


فهذا معنى ما ورد في الحديث : " بدا لله في إسماعيل " (1) ، " بدا " لا أنّه جعله إماماً ثمّ عزله عن الإمامة ، بل يعني أظهر الله تعالى علمه بعد أن كان مخفيّاً ، وأظهر للناس جهلهم بعد أن كان يخيّل أنّهم عالمون بالإمام بعد الإمام الصادق (عليه السلام) ، وأنّه ابنه الأكبر إسماعيل .

فقامت الدعوة الإسماعيلية على أساس ، أنّ الإمام بعد الإمام الصادق (عليه السلام) بحسب الرتبة هو إسماعيل ، وأنّه مات وهو إمام ، ولم تسلب منه الإمامة إلى أخيه ، وإنّما انتقلت بالإرث إلى ابنه محمّد ، هذا أساس الدعوة الإسماعيلية .

نعم ، من يقول بأنّه قام بعد ثلاثة أيّام من موته ، ورجع حيّاً ، وغاب عن أعين الناس ، هذه الدعوى لا يصدّقها عاقل ، وإنّما يقبلها البسطاء جدّاً .

ثمّ إنّ هناك كلام لهم موجود في مصادر الإسماعيلية ، ويعترف به الكثير منهم ، وهو بأنّ الإمام الصادق (عليه السلام) حينما توفّي نصّ على ابنه الإمام الكاظم (عليه السلام) ، ومن هنا قسّموا الإمامة إلى قسمين : إمامة مستقرّة ، وإمامة مستودعة .

والإمامة المستودعة يستودعها الله تعالى في آخر تستّراً وتحفّظاً على الإمام الذي استقرّت به الإمامة الإلهية .

فيدّعون أنّ إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) إمامة مستودعة ، تستّراً على الإمامة المستقرّة الإلهية ، التي كانت عند إسماعيل ، ثمّ استقرّت في ابنه محمّد ، هذا المعتقد يردّه ما بيّنّاه بصورة مجملة .

وأمّا الحديث عن أُصول العقائد الإسماعيلية ؟ فإنّهم يدّعون أنّ للشريعة باطناً وهو أهمّ جانب في الشريعة وظاهراً .

وأنّ الاهتمام لابدّ وأن يكون بباطن الشريعة ، وأمّا ظاهر الشريعة فلا يتقيّدون به أبداً .

والأدلّة على ذلك كثيرة ، منها : إنّ الإمام بعد محمّد بن إسماعيل ، يسمّونه

____________

1- الإمامة والتبصرة : 15 .


الصفحة 277


بقائم القيامة ، ويقولون بأنّه عند انتقال الإمامة إليه قامت القيامة ، ومعنى قيام القيامة : أنّ التكاليف كلّها سقطت عن جميع المكلّفين ، لأنّ هذه التكاليف موضوعها هذه الحياة الدنيا ، وإذا قامت القيامة سقطت التكاليف !!

فيدّعون أنّه بقيام قائم القيامة ، وهو الإمام الثالث بعد إسماعيل وابنه محمّد سقطت التكاليف ، وبقي باطن الشريعة يؤخذ به ، إلى أن انتقلت دولة الفاطميين من المغرب إلى مصر ، فرأى المعزّ لدين الله أنّ أكبر اتهام وزلّة ومأخذ عليهم ، أنّ جماعة الفاطميين لا يأخذون بظاهر الشريعة ، فلا يحرّمون ما حرّمه الله ، ولا يلتزمون بما أوجبه الله ، فأعلن بأنّ الأحكام الظاهرية لم تسقط ، وأنّه يجب على من يعتقد بإمامة إسماعيل الأخذ بظاهر الشريعة وباطنها معاً إلى زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي .

ثمّ إنّ فرقة الدروز تعتقد : بأنّ الحاكم بأمر الله هو أفضل من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، لأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم بباطن الشريعة وظاهرها ، وفي نفس الوقت كان يعلم أنّ الأساس هو العمل بباطن الشريعة دون ظاهرها ، ولكنّه خدع الناس بالتزامه بالظاهر ، وأمّا الحاكم بأمر الله فهو ألقى ثوب الظاهر وأظهر الباطن .

ثمّ إنّ الإسماعيلية على قسمين : إسماعيلية شرقية ويسمّون الآن بالأقاخانية وإسماعيلية غربية ويسمّون بالمستعلية أو البهرة أو الداودية وإسماعيلية الأقاخانية لا يتقيّدون بأيّ حكم من ضروريات الدين ، فلا يحجّون ولا يصلّون ولا يزكّون ولا ... ، بل ولا يأتون إلى زيارة العتبات المقدّسة .

نعم الإسماعيلية المستعلية يتقيّدون بالأحكام الإلهية ، فيحجّون و ... ويأتون إلى زيارة العتبات المقدّسة ، ولكن لا يأتون إلى زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام) ، ومن بعده من الأئمّة (عليهم السلام) ، لعدم اعتقادهم بهم كأئمّة .


الصفحة 278


( أبو صافية اليامي . السعودية . إسماعيلي . 40 سنة . متخصّص في الفقه والفكر الإسلامي )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : أُريد أن تتفضّلوا عليّ بذكر الأحاديث من ...
السؤال : أُودّ أن أعرف عن كيفية الصلاة التي كان ...
السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة ...
ما كان اسم الخضر عليه السلام عندما ظهر في أيام ...
السؤال : هل بإمكانكم إخباري في أيّ كتاب قالت ...
ورثت ابن عمّك دون عمّك ؟
السؤال : ما هو عالم الذرّ ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم ...
السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...

 
user comment