عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

عهد السيطرة الفارسية:

احتل كورش ملك فارس بلاد بابل وقضى على دولتها سنة 539 ق. م، ومضى في حملته ففتح بلاد الشام وفلسطين، وسمح لمن أراد من أسرى نبوخذ نصر واليهود الموجودين في بابل بالرجوع إلى القدس، وأعاد إليهم كنوز الهيكل، وسمح لهم بإعادة بنائه، وعين زر بابل حاكماً عليهم). (سفر عزرا إصحاح 6: 3 - 7 وإصحاح 1: 7 - 11).

وبدأ الحاكم اليهودي التابع لكورش ببناء الهيكل، ولكن الأقوام المجاورة توجست من ذلك واشتكت إلى قمبيز خليفة كورش، فأمر بايقاف البناء، ثم سمح لهم دارا الأول فأتموا بناءه سنة 515 ق. م.)  (سفر عزرا، إصحاح6:1 - 15).

واستمرت السيطرة الفارسية على اليهود من سنة 539 ق. م - 331 ق. م حكم فيها كورش، وقمبيز، وداريوش الأول (دارا)، وأحشوريوش، وأرتحشستا المعاصر لعزير عليه السلام ، وحكم بعده عدة ملوك منهم داريوس الثاني وأرتحشست الثاني، والثالث، وكان آخر ملوكهم داريوس الثالث الذي قضى عليه الإسكندر اليوناني. وأكثر هؤلاء الملوك ورد ذكرهم في التوراة الموجودة.

عهد السيطرة اليونانية:

زحف الإسكندر المقدوني على مصر وبلاد الشام وفلسطين ففتحها، وهزم الحاميات الفارسية والقوى المحلية التي وقفت في وجهه، ودخل القدس وأخضعها فيما أخضع، ثم اتجه الى ايران فقضى على داريوس الثالث وجيشه في معركة أربيل الحاسمة بشمال العراق، وتابع زحفه فاحتل إيران وغيرها.

وبذلك دخل اليهود تحت السيطرة اليونانية سنة 331 ق. م.

وقد تنازع قادة جيش الإسكندر بعد وفاته على امبراطوريته الكبيرة، وبعد صراع دام عشرين سنة سيطر البطالسة في مصر (نسبة إلى بطليموس)  على أكثر أجزاء الدولة، والسلوقيون في سوريا (نسبة إلى سلقس) على أجزاء أخرى، ودخلت القدس تحت سيطرة البطالسة في سنة 312 ق.م. حتى انتزعها منهم انطيوخوس الثالث السلوقي سنة 198ق.م. ثم غلب عليها البطالسة مرة أخرى حتى الفتح الروماني سنة 64 ق. م.

وذكرت التوراة الموجودة ستة من البطالسة باسم بطليموس الأول والثاني. الخ. وأن الأول دخل أورشليم يوم السبت، وسبى عدداً من اليهود إلى مصر (سفر دانيال، إصحاح 11: 5). كما ذكرت خمسة من السلوقيين باسم انطيوخوس الأول والثاني. الخ. وأن الرابع منهم(175ق. م.163 ق. م.)  زحف على القدس ونهب جميع النفائس من المعبد، وبعد سنتين ضربها ضربة عظيمة ونهبها وهدم بيوتها وأسوارها، وسبى نساءها وأطفالها، ونصب تمثالاً لإلهه زفس في الهيكل وأمر اليهود بعبادته فاستجاب له كثير منهم. بينما لجأ بعضهم إلى المخابئ والمغاور، فكان ذلك سبب ثورة اليهود المكابيين سنة 168ق.م (سفر المكابيين ص1:41- 53).

وهذه الثورة التي يفتخر بها اليهود كثيراً أشبه بحرب عصابات قام بها متدينو اليهود ضد اليونانيين الوثنيين، وقد حققت انتصارات محدودة في فترات مختلفة، واستمرت حتى جاءت السيطرة الرومانية.

عهد السيطرة الرومانية:

في سنة64ق.م. احتل القائد الروماني بومبي سورية وضمها إلى إمبراطورية روما، وفي السنة الثانية احتل القدس وجعلها تابعة لحاكم سوريا الروماني. وفي سنة 39 ق.م. عين القيصر أغسطس هيرودس الأدومي ملكا على اليهود، وبدأ ببناء الهيكل بناء جديداً واسعاً مزيناً، وتوفي سنة4 ق.م. وقد ذكره إنجيل متى ص2.

كما ذكرت الأناجيل ابنه هيرودس الثاني الذي حكم من سنة 4 ق.م. إلى سنة 39 م. والذي ولد في زمانه المسيح عليه السلام، والذي قتل يحيى بن زكريا عليه السلام   وأهدى رأسه على طبق من ذهب إلى سالومة إحدى بغايا بني إسرائيل! (إنجيل مرقس 6: 16 - 28).

وتذكر الأناجيل والمؤرخون الإضطرابات التي وقعت في القدس وفلسطين على عهد نيرون54 م - 68 م والتي كانت بين اليهود والرومان، وبين اليهود أنفسهم، فقام القيصر فسبسيان بتعيين ابنه تيطس سنة 70 م. ملكاً على المنطقة وقام تيطس بحملة على القدس، فتحصن فيها اليهود حتى نفدت مؤنهم وضعفوا، واخترق تيطس السور واحتل المدينة وقتل الألوف من اليهود، ودمر بيوتهم ودمر الهيكل وأحرقه وأزاله من الوجود تماماً، بحيث لم يعد يهتدي الناس إلى موضعه، وساق الأحياء الباقين إلى روما.

ويذكر المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف ص110 أن عدد القتلى في هذه الحملة بلغ من اليهود والمسيحيين ثلاثة آلاف ألف، أي ثلاثة ملايين! والظاهر أن فيه مبالغة.

وقد اشتدت قبضة الرومان على اليهود بعد هذه الحوادث، ثم بلغت ذروتها عندما تبنى قسطنطين ومن بعده من القياصرة الديانة المسيحية فنكلوا باليهود ولهذا استبشر اليهود بغزو كسرى أبرويز لبلاد الشام وفلسطين وانتصاره على الروم سنة 620 م. في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفرح بذلك إخوانهم يهود الحجاز واستفتحوا على المسلمين، فنزل قوله تعالى:

(ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ.فِي بِضْعِ سِنِينَ للهٍ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). (سورة الروم:1-5)

ويذكر المؤرخون أن اليهود اشتروا من الفرس عند انتصارهم عدداً كبيراً من الأسرى النصارى الروم بلغ تسعين ألفاً، وذبحوهم!

وعندما انتصر هرقل على الفرس بعد بضع سنين نكَّل باليهود وطرد من بقي في القدس منهم، وأصبحت القدس عند النصارى محرمة اليهود، ولذلك اشترطوا على الخليفة عمر بن الخطاب أن لايسكن فيها يهودي فأجابهم إلى طلبهم، وكتب ذلك في عهد الصلح لهم كما ذكر الطبري في تاريخه:3/105 وكان ذلك في سنة 638 م.، أي سنة 17 هجرية حيث أصبحت القدس وفلسطين جزءً من الدولة الإسلامية إلى سنة 1343 هـ. 1925 م. عندما سقطت الخلافة العثمانية بأيدي الغربيين.

هذه الخلاصة لتاريخ اليهود تكشف لنا أموراً عديدة، منها تفسير الآيات الشريفة حولهم في سورة الإسراء. وحاصل تفسيرها: أن المقصود بقوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً)، مرة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ومرة بعدها، فهو التقسيم الوحيد المناسب لإفسادهم الكثير الملئ به تاريخهم.

وأن المقصود بقوله تعالى:(بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هم المسلمون، حيث سلطهم الله تعالى عليهم في صدر الإسلام فجاسوا خلال ديارهم، ثم دخلوا المسجد الأقصى.

ثم رد الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعدوا عن الإسلام، وأمدهم بأموال وبنين، وجعلهم أكثر نفيراً وأنصاراً علينا في العالم.

ثم يسلطنا الله تعالى عليهم في المرة الثانية في حركة التمهيد للمهدي عليه السلام   وحركة ظهوره.

ولا نجد في تاريخ اليهود قوماً سلطهم الله عليهم، ثم رد الكرة لليهود عليهم، غير المسلمين.

أما علو اليهود الموعود على الشعوب والأمم الأخرى، فهو مرة واحدة لا مرتين، وهو مقارن لإفسادهم الثاني، أو ناتج عنه.

ولا نجد شيئاً من هذا العلو في أي فترة من تاريخهم إلا في حالتهم الحاضرة بعد الحرب العالمية الثانية.

فاليهود اليوم بحكم نص القرآن في مرحلة الإفساد الثاني والعلو الكبير.

ونحن في بداية تسليط الله تعالى لنا عليهم، في مرحلة إساءة وجوههم ومقاومتهم.. حتى يفتح الله تعالى وندخل المسجد قبل ظهور الإمام المهدي  عليه السلام  أو معه، كما دخله أسلافنا أول مرة، ونُتَبِّرَ علوهم في العالم تتبيراً، أي نسحقه سحقاً.

أما قوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً)  (سورة الاسراء:8)  فيدل على أن اليهود يبقى منهم عدد كثير في العالم بعد إزالة إسرائيل واخراج من لم يسلم منهم من بلاد العرب على يد المهدي عليه السلام   وأنهم قد يعودون إلى الإفساد وذلك في حركة الدجال الأعور كما تذكر الروايات الشريفة فيقضي عليهم الإمام المهدي عليه السلام  والمسلمون، ويجعل الله تعالى جهنم حصيراً لمن لم يقتل منهم، ويحصر المسلمون من بقي منهم ويمنعونهم من التحرك والإفساد.

العرب ودورهم في عصر الظهور:

وردت أحاديث كثيرة عن العرب وأوضاعهم وحكامهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام، وفي حركة ظهوره.

منها، أحاديث الدولة الممهدة للمهدي في اليمن، التي وردت فيها أحاديث مدح مطلقة. وسنفردها بالذكر إن شاء الله تعالى.

ومنها، أحاديث تحرك المصريين التي يفهم منها مدحهم، خاصة ما ذكر منها أن من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام  ووزرائه النجباء من مصر.

وما دل منها على أن مصر تكون منبراً للمهدي عليه السلام، أي مركزاً فكرياً وإعلامياً عالمياً للإسلام. وأن المهدي يدخل مصر ويخطب على منبرها.

لذا يمكن عد حركة المصريين في عداد الحركات الممهدة لظهور المهدي عليه السلام، والمشاركة في حركة ظهوره.. وسيأتي ذكرها مفردة أيضاً.

ومنها، أحاديث (عصائب أهل العراق)  أي مجموعاتهم (وأبدال أهل الشام)  أي مؤمنوهم الممتازون، الذين سيأتي ذكرهم في أصحاب المهدي عليه السلام.

ومنها، أحاديث المغاربة، التي تتحدث عن أدوار متعددة لقوات عسكرية مغربية في مصر وسوريا والأردن العراق، ورواياتها مختلطة بروايات القوات الغربية وبحركة الفاطميين، ويفهم من الأحاديث ذم هذه القوات.

كما وردت في مصادر الشيعة والسنة أحاديث في ذم حكام العرب بشكل عام، منها الحديث المستفيض: (ويل للعرب من شر قد اقترب، أو ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب)  فعن أمير المؤمنين  عليه السلام  قال:

(والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد. ويلٌ لطغاة العرب من شر قد اقترب)  البحار: 52/ 11

وفي مستدرك الحاكم:4/: 239: (ويلٌ للعرب من شر قد اقترب).

والمقصود بالكتاب الجديد: القرآن الذي يكون مهجوراً فيبعثه المهدي عليه السلام من جديد.

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام  قوله: (إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور. وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول. وسمي بالقائم لقيامه بالحق)  (الإرشاد للمفيد ص 364).

والسبب في أن الإسلام يكون صعباً شديداً على الحكام وكثير من الناس أنهم تعودوا على البعد عنه، فهم يستصعبون العودة إليه ومبايعة المهدي عليه السلام   على العمل به. وقد يكون المقصود بالكتاب الجديد القرآن الجديد بترتيب سوره وآياته، فقد ورد أن نسخته محفوظة للمهدي عليه السلام  مع مواريث النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  والأنبياء عليهم السلام  وأنه لا يختلف عن القرآن الذي في أيدينا حتى في زيادة حرف أو نقصانه، ولكنه يختلف في ترتيب السور والآيات، وأنه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وخط علي عليه السلام. ولا مانع أن تكون جدة القرآن بالمعنيين معاً.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: (ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب. فقلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: شيء يسير. فقلت والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير، فقال: لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير)  (البحار: 52/214).

ومنها، أحاديث الإختلافات بين العرب في عصر الظهور، التي تصل إلى الحرب بين بعضهم، فعن الإمام الباقر عليه السلام  قال:

(لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، ثم سيف قاطع بين العرب، واختلاف بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم. حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً)  ( البحار:52/231)  

ومن هذا القبيل أحاديث خلع العرب أعنتها، أي الإنفلات من العقائد والقيم، وإخراج كل ذي صيصية صيصيته، أي إظهار كل صاحب فكرة فكرته والدعوة إليها.

ومنها، أحاديث الإختلاف بين العرب والعجم أي الإيرانيين، أو بين أمراء العرب والعجم وأنه اختلاف يستمر إلى ظهور المهدي عليه السلام، ما عدا ثورة اليماني الممهدة للمهدي عليه السلام، وما عدا الحركات الإسلامية التي تكون مؤيدة للممهدين وللمهدي عليه السلام.

ومنها، أحاديث قتال المهدي عليه السلام   للعرب، وقد ورد منها أحاديث قتاله لبقايا حكومة الحجاز جزئياً بعد تحرير مكة المكرمة، والمدينة المنورة وربما عند تحريرها. ثم معركته مع السفياني في العراق، ومعركته الكبرى معه في فلسطين.

وجاء في بعضها قتاله عليه السلام  للخوارج عليه في العراق، وإباحته دماء سبعين عشيرة أو عائلة. ولذلك ورد عن الإمام الصادق عليه السلام  (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف)  (البحار:52/355).

ومنها، أحاديث الخسف والزلازل، في جزيرة العرب، وفي الشام، وفي بغداد وبابل والبصرة. وخروج نار في الحجاز أو في شرقي الحجاز، تدوم ثلاثة أيام، أو سبعة أيام. وهي من علامات الظهور.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

احتجاج الإمام علي(ع) بحديث الغدير
الاسرة والحقوق الزوجية
الملهوف على قَتلى الطفوف
نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
بعث الإسلام مجدداً وتعميم نوره على العالم:
خروج الحسين: سؤال الحرية؟
اليهود ودورهم في عصر الظهور:
الإخباريون وتدوين التراث التأريخي
كيفيّة‌ نزول‌ التوراة‌ علی النبيّ موسى‌، و ...
ثورة الحسين (عليه السلام) ... أهدافها ودوافعها

 
user comment