عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

الكرامة في القرآن الكريم

 الكرامة في القرآن الكريم

معنى الكرامة

كثير من اللغويين ذكروا أن الكرامة في مقابل أللآمة والكرم في مقابل اللۆم ومن هنا نعرف أن الكرامة تعني العلو والشرف.

يذكر ابن قتيبة في كتابه الأشباه والنظائر في القرآن الكريم ( أن جميع ألفاظ الكرامة ومشتقاتها ترجع إلى معنى واحد وهو الشرف ).

وقال فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين ج 6 ص 152 ( الكريم لكل ما يرضى ويحمد ).

وقال في الصفحة ( والكرم لا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة ).
الكرامة في القرآن : -

وردت لفظة كرم بمشتقاتها في القرآن الكريم تسعة وأربعين ( 49 ) مرة ومن الآيات التي وردت قوله تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) الإسراء 70

وهذه الآية الشريفة تشكل القاعدة الأساسية لمعرفة نظرية الإسلام في كرامة الإنسان والتي نلخصها في التالي : -

أولا : - ذاتية الكرامة للإنسان

بمعنى أن التكريم للإنسان هو وصف ذاتي ونفسي لا تتدخل فيه الاعتبارات الخارجية من العرق والمعتقد والجغرافيا واللغة أو غير ذلك وقد ذكر العلامة الطباطبائي هذا المعنى عند تفسير لهذه الآية الشريفة وقال : - ( المراد بالتكريم تخصيص الشيء بالعناية وتشريفه بما يختص به ولا يوجد في غيره وبذلك يفترق عن التفضيل فان التكريم معنى نفسي وهو جعله شريفا ذا كرامة في نفسه) الميزان ج 13 ص 156.

وأكد على ذاتية الكرامة للإنسان من خلال هذه الآية الشريفة الشيخ جوادي آملي في كتابه الكرامة في القرآن ص 18

ثانيا : - مظاهر التكريم

في الآية الشريفة إشارة إلى مجموعة من مظاهر التكريم للإنسان والتي تعطينا صور تميز ه عن سائر المخلوقات الأخرى وبالأخص إذا ضممنا إلى هذه الآية سائر الآيات الشريفة الواردة في القرآن الكريم والروايات عن أهل البيت ( ع ) ومن مظاهر التكريم:

1 : - العقل

والذي هو اشرف ما يتميز به الإنسان على سائر المخلوقات بل هو المحور الأساس لكل مظاهر التكريم الأخرى وأول ما يذكره المفسرون للآية الشريفة ( ولقد كرمنا ) يقول العلامة الطباطبائي ( وبالجملة بنو آدم مكرمون بما خصهم الله به من بين سائر المخلوقات وهو الذي يمتازون به من غيرهم وهو العقل الذي يعرفون به الحق من الباطل والخير من الشر والنافع والضار ) الميزان ج 13 ص 156.

وقال الشوكاني في فتح القدير ج 3 ص 244 ( وأعظم خصال التكريم العقل فان به تسلطوا على سائر الحيوانات وميزوا بين الحسن والقبيح وتوسعوا في المطاعم والمشارب وكسبوا الأموال ...... ).

وعن رسول الله ( ص) أنه قال : - ( أول ما خلق الله العقل فقال له اقبل فاقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ما خلقت أعظم منك بك أثيب وبك أعاقب )

2 : - التركيبة الجسدية

وهذا تكريم آخر للإنسان وبما يتناسب مع تميزه عن المخلوقات الأخرى قال تعالى( في أي صورة ما شاء ركبك ) الانفطار8.

وقال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) التين4.

3 : - سجود الملائكة للإنسان

حيث أن اشرف ما نتصوره من المخلوقات غير الإنسان هم الملائكة ومع ذلك فالله يۆمرهم بالسجود للإنسان المتمثل في نبي الله آدم ( ع ) قال تعالى : - ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) الحجر 29.

4 : - الخلافة في الأرض

وهذه الوظيفة تدل على ما يملكه الإنسان من استعدادات هائلة غير موجودة حتى في الملائكة تۆهله لتحمل هذه الأمانة العظمى, قال تعالى : - ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )البقرة 33.

وقال تعالى : - ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفق منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب 72.

5 : - تسخير ما في الكون للإنسان : -

والذي يظهر من الآيات القرآنية أن الله خلق المخلوقات للإنسان وسخرها له و هذا من ابرز ميزة الإنسان على كل سائر المخلوقات وأنه أعظم منها كرامة حيث يقول الله تعالى : - ( الم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) لقمان 20.

وقال تعالى : -( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) البقرة 31.

6 : - قدسية كرامة الإنسان

كرامة الإنسان في الإسلام تحمل روح القداسة لأن مصدرها هو الله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) وهذا يعطي الكرامة أكثر حصانة عن هتكها آو التقصير في أداء حقوقها أما الكرامة في المدارس الوضعية فمهما كانت سعة دائرتها وعمق افقها لا تحمل نفس الأهمية التي لها في الإسلام لإفتقادها عنصر القداسة الإلهية هذه وبالتالي هي معرضة لخطر التحديد والتضييق والتفسير الظالم على حسب أهواء النفوس المريضة وأصحاب المطامع الخاصة كمقولة ( شعب الله المختار ) عند اليهود وتفوق العنصر الآري عند النازيين وغياب المصداقية عند بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث تستغل شعار حقوق الإنسان من أجل مصالحها وتغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الإنسان الفلسطيني.

 


source : www.tebyan.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفرق بين علوم القرآن والتفسير
وتسلّط‌ ارباب‌ السوء
اليقين والقناعة والصبر والشکر
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السلام)
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
أوصاف جهنم في القرآن الكريم
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام

 
user comment