عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الواصلية

الواصلية

هي فرقة كلامية من أهل السنة ظهرت في بدايات القرن الثاني الهجري، أسسها واصل بن عطاء، ارتكزت عقائدها على العقل، وانفردت بالقول بالمنزلة بين المنزلتين، وسميت بالواصلية نسبة إلى مؤسسها واصل بن عطاء مؤسس فرقة المعتزلة.

عوامل الظهور :
ـ اختلاف المسلمين في صاحب الكبيرة، فجماعة تقول : ان صاحب الكبيرة، مؤمن وان فسق بارتكاب الكبيرة وبعضهم قال : ان مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ومن هنا برزت الواصلية تقول ان مرتكب الكبيرة من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر بل منزلة بين منزلتين فأدى هذا الرأي إلى بلورة فكرة جديدة التف حولها الكثير من الناس.
ـ سعي الحكومة الأموية الى تركيز مفاهيم الجبرية التي كانت تصب في مصالحها وذلك من خلال أن اعمال الإنسان قيد القدر، وهذا ينعكس على فهم الناس للسلطة ومصالحها بانها خارج ارادة الحاكم، فبرزت الواصلية بأفكار تخالف توجهات الحكومة الأموية وتدعو إلى حرية العبد في أفعاله فاستطاعت ان تجذب الكثيرين والمناؤين للهيمنة الأموية.

النشأة والتطور :
ـ نشأت الواصلية في مدينة البصرة بعد الخلاف الذي كان بين واصل بن عطاء وشيخه البصري، وكان الخلاف على مرتكب الكبيرة، فأن واصل بن عطاء طرح رأيه القائل بالمنزلة بين المنزلتين، وعلى أثر هذا الرأي كون لنفسه فرقة سميت باسمه، وقد استطاع واصل ان ينفذ اصحابه إلى الآفاق، فقد بعث عبد الله بن الحارث إلى المغرب فأجابه خلق كثير، وبعث إلى خراسان حفص بن سالم، وبعث ذكوان إلى الكوفة، فاستطاع من خلال طرح أفكاره في الكثير من البلاد ان ينشر فرقته وأن يكون لها الكثير من التابعين.

الأفكار والمعتقدات :
نفوا القدر فقالوا : ان الباري تعالى حكيم عادل لا يجوز ان يضاف إليه شر ولا ظلم، ولا يجوز ان يريد من العباد خلاف ما يأمر ويحتم عليهم شيئاً ثم يجازيهم عليه، فالعبد هو الفاعل للخير والشر والإيمان والكفر والطاعة والمعصية، وهو المجازى على فعاله، والرب تعالى اقدره على ذلك كله، وافعال العباد محصورة في الحركات والسكنات والاعتمادات والنظر والعلم.
ـ الإيمان عندهم خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا وهو اسم مدح، والفاسق لم يستجمع خصال الخير، ولا استحق اسم المدح، فلا يسمى مؤمنا وليس هو بكافر مطلقا أيضا، لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه، ولا وجه لإنكارها، لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار، خالد فيها، لكن عقابه يكون أخف من عقاب الكافر إذ ليس في الاخرة إلا فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير.
ـ قالوا : إِن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على سائر المؤمنين على حسب استطاعتهم.
ـ رأيهم في الفريقين من أصحاب الجمل وأصحاب صفين ان احدهما مخطئ لا بعينه، وكذلك قولهم في عثمان وقاتليه ان احدهم فاسق لا بعينه. ـ قالوا : إن الإيمان هو اقرار باللسان ومعرفة وعمل بالجوارح، وان كل من عمل فرضاً أو نفلاً فهو إيمان، وكلما ازداد الإنسان خيراً ازداد إيماناً، وكلما، عصى نقص إيمانه.
ـ قالوا : بعصمة الانبياء جميعا وانهم لايجوز ان تقع منهم معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة.
ـ قالوا : بان الله واحد لا شريك له، وذهبوا إلى نفي الصفات عنه، وقالوا انها عين ذاته.
ـ قالوا : ان أصول المعرفة، وشكر النعمة واجبة قبل ورود السمع والحسن والقبح اللذين يجب معرفتهما بالعقل، واعتناق الحسن، واجتناب القبح كذلك.
ـ قالوا : ان لمقدورات الله تعالى ولأفعاله ومعلوماته غاية ونهاية وان الجنة والنار تفنيان ويفنى أهلها حتى يكون الله سبحانه آخر لاشيء معه كما كان أول لا شيء معه.
ـ قالوا : الواجب على الله أتباع الأصلح، وبأن أوامر الله ونواهيه تابعة للمصالح والمفاسد، وبأن أفعال العباد ليست مخلوقة لله.
ـ قالوا : ان ورود التكاليف الطاف للباري تعالى أرسلها إلى العباد بتوسط الأنبياء عليهم السلام امتحاناً واختباراً.
ـ قالوا : ان كلام الله مخلوق حادث وليس بقديم.
ـ قالوا : باستحالة رؤية الله سبحانه وتعالى بالأبصار.
ـ قالوا : أن مثل علي ـ ع ـ ومن خالفه مثل، المتلاعنين لا يُدرى من الصادق منهما ومن الكاذب، واجمعوا على ان يتولَّوا القوم بالجملة، وان احد الفريقين ضال لا شك من أهل النار.

أبرز الشخصيات :
1 ـ واصل بن عطاء
2 ـ عمرو بن عبيد
3 ـ حفص بن سالم
4 ـ الحسن بن ذكوان
5 ـ عثمان بن خالد الطويل
6 ـ القاسم بن السعدي
7 ـ عمرو بن حوشب
8 ـ قيس بن عاصم
9 ـ عبد الرحمن بن مرة
10 ـ الربيع بن عبد الرحمن بن مرة

مواقع الانتشار :
ـ انتشرت الفرقة الواصلية في البصرة وخراسان والكوفة واليمن وارمينية وطنجة وفي قبيلة أورية.

احداث :
ـ دخل رجل على الحسن البصري فقال : يا أمام الدين لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر. والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة، وهم وعيدية الخوارج، وجماعة يرجئون اصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضر مع الإيمان، بل العمل على مذهبهم ليس ركناً من الإيمان، ولا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهم مرجئة الأمة، فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً ؟ فتفكر الحسن في ذلك وقبل ان يجيب، قال واصل بن عطاء : انا لا أقول ان صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً، ولا كافر مطلقاً، بل هو منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر. ثم قام واعتزل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد فقال الحسن : اعتزل واصل عنا.
ـ سأل خالد وبن عبد الله القسري واصلاً بلغني انك قلت قولا فما هو ؟ قال : قلت يقضي الله الحق ويحب العدل، قال : فما بال الناس يكذبونك ؟ قال : يحبون ان يحمدوا ويلوموا خالقهم، فقال : لا ولا كرامة الزم شأنك.

من ذاكرة التأريخ :

ـ روي ان بعض السمنية قال لجهم بن صفوان هل يخرج المعروف عن المشاعر الخمس ؟ قال : لا، قالوا : فحدثنا عن معبودك هل عرفته بأيها ؟ قال لا، قالوا فهو إذا مجهول، فسكت وكتب بذلك إلى واصل فأجاب وقال كان يشترط وجهاً سادساً والدليل فتقول لا يخرج عن المشاعر أو الدليل ، فاسألهم هل يفرقون بين الحي والميت والعاقل والمجنون فلابد من نعم وهذا عرف بالدليل، فلما اجابهم جهم بذلك قالوا : ليس هذا كلامك فأخبرهم فخرجوا إلى واصل وكلموه واجابوه إلى الإسلام.
المصدر : تحقیق راسخون2014

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
السيد أبو الحسن جلوة الزواري
الاسرة والغزو الثقافي
هل يمكن أن نكون سعداء في حياتنا؟
الإمام الصادق عليه السلام والتفسير العرفاني
تكوين الأسرة المسلمة
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
الغناء والرقص زمن الدولة الاموية
قصة مريم في القرآن

 
user comment