عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الاسلام 1

العلماء : لم يبايع الإمام علي (عليه السلام) أبا بكر

لم يبايع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ابا بكر طول حياته ولم يتمكن أحد من ارغامه على البيعة لأنّه بنصّ النبي (صلى الله عليه وآله) أولى من غيره والإمامة والخلافة ثابتة له .

قال محمد بن اسحاق صاحب السيرة: لم يحضر علي (عليه السلام) جمعة ولا جماعة([425]) .

ومحمد بن اسحاق شيخ السيرة النبوية ومنه أخذ المؤرخون ثم حرَّف ابن هشام سيرته فسميت بسيرة ابن هشام سيراً منه على المنهج الاموي في تغيير الاحداث والاقوال لصالح الحزب القرشي وكذباً منه على اللّه تعالى .

وقال المفيد : لم يبايع علي (عليه السلام) أبابكر .

إذ قال : قد أجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبابكر قط . واجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام)تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول تأخره ثلاثة أيام، ومنهم من يقول تأخر حتى ماتت فاطمة (عليها السلام) ثم لم بايع بعد موتها . ومنهم من يقول تأخر أربعين يوماً، ومنهم من يقول تأخر ستة أشهر . والمحققون من أهل الإمامة يقولون :

لم يبايع ساعة قط . فقد حصل الاجماع على تأخره عن البيعة، ثم اختلفوا في بيعته بعد ذلك([426]) .

وأضاف المفيد قائلاً : فمما يدل على أنه (عليه السلام) لم يبايع البته أنه ليس يخلو تأخره من أن يكون هدى وتركه ضلالاً، ويكون ضلالاً وتركه هدى وصواباً، أو يكون صواباً وتركه صواباً، أو يكون خطأ وتركه خطأ .

فلو كان التأخر ضلالاً وباطلاً لكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ضل بعد النبي (صلى الله عليه وآله)بتركه الهدى الذي كان يجب المصير إليه .

وقد أجمعت الأمة على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يقع منه ضلال بعد النبي (صلى الله عليه وآله)ولا في طول زمان أبي بكر وأيام عمر وعثمان وصدراً من أيامه حتى خالفت الخوارج عند التحكيم وفارقت الأمة، وبطل أن يكون تأخره عن بيعه أبي بكر ضلالاً .

وان كان تأخره هدى وصواباً وتركه خطأ وضلالاً فليس يجوز أن يعدل عن الصواب إلى الخطأ ولا عن الهدى إلى الضلال لاسيما والاجماع واقع على أنه لم يظهر منه ضلال في أيام الثلاثة الذين تقدموا عليه  . ومحال ان يكون التأخر خطأ وتركه خطأ للاجماع على بطلان ذلك أيضاً ولما يوجبه القياس من فساد هذا المقال .

وليس يصح أن يكون صواباً وتركه صواباً لأن الحق لا يكون في جهتين مختلفتين ولا على وصفين متضادين، ولان القوم المخالفين لنا في هذه المسألة مجمعون على أنه لم يكن اشكال في جواز الاختيار وصحة إمامة أبي بكر .

رواة التاريخ : لم يبابع الإمام علي (عليه السلام) أبا بكر أبداً

أقول لم يبايع أمير المؤمنين على (عليه السلام) طول حياته، ولم يتمكن أحد من ارغامه على البيعة لأنه (عليه السلام) كان بنص النبي (صلى الله عليه وآله) أولى من غيره، ولأن الامامة والخلافة كانت ثابتة فيه، وكيف يبايع وهو على يقين صادق، واعتقاد راسخ من أن الخلافة حقّ إلهي له ومحله من الخلافة محل القطب من الرحى، ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، فسدل دونها ثوبا، وطوى عنها كشحا، وطفق يرتأي بين أن يصول بيد جذاء، أو يصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأى أن الصبر على هاتا أحجى،  : فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى . كيف يبايع أبو الحسن (عليه السلام)وهو يقول بصراحة وشهامة لأبي بكر : أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ([427]).

ولو فرضنا بيعته لأبي بكر فمعناها انه (عليه السلام) صادق ووافق على إمامة أبي بكر، فما معنى هذه الخطب والمناشدات والاحتجاجات التي صدرت منه (عليه السلام)خلال حكومة أبي بكر، وعمر، وعثمان .([428])

وقال محمد بن جرير الطبري، انه لم يبايع الامام علي(عليه السلام) أصلاً ولو أنه بايعه كما بايع غيره لما وقع الخلاف في هذه الأمة في أمره سلام الله عليه خاصة من بين الصحابة وما هموا بقتله وجمعوا الحطب على بابه، وهموا باحراق بيته وفيه ولداه سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة(عليها السلام)([429]).

والناس من الشيعة يقولون  :

إنَّ إمامة أبي بكر كانت فاسدة فلا يصح القول بها أبداً، وقائل من الناصبة يقول إنها كانت صحيحة ولم يكن على أحد ريب في صوابها، إذ جهة استحقاق الإمامة هو ظاهر العدالة والنسب والعلم والقدرة على القيام بالامور، ولم تكن هذه الامور تلتبس على أحد في أبي بكر عندهم .

وعلى ما يذهبون إليه فلا يصح مع ذلك أن يكون المتأخر عن بيعته مصيباً أبداً لانه لا يكون متأخراً لفقد الدليل بل لا يكون متأخراً لشبهة وإنما يتأخر إذا ثبت أنه تأخر للعناد .

فثبت بما بيناه أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبابكر على شيء من الوجوه كما ذكرناه وقدمناه، وقد كانت الناصبة غافلة عن هذا الاستخراج في موافقتها على أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) تأخر عن البيعة وقت ما، ولو فطنت له لسبقت بالخلاف فيه عن الاجماع وما أبعد انهم سيرتكبون ذلك إذا وقفوا على هذا الكلام .

غير أن الاجماع السابق لمرتكب ذلك يحجه ويسقط قوله فيهون قصته ولا يحتاج معه إلى الاكثار([430]) .

القبائل التي لم تبايع أبابكر

رفضت الكثير من القبائل المسلمة مبايعة أبي بكر طاعة منها لبيعتها الإمام علي(عليه السلام)في الغدير ([431]).

فتلك القبائل آمنت بالله ورسوله والتزمت بعهودها وبيعتها واستنكرت بيعة أبي بكر في السقيفة المخالفة لبيعة الغدير .

ومن تلك القبائل قبيلة هوازن التي حاربت المسلمين في معركة حنين ثم آمنت بالدين الحنيف .ولم تنس قبيلة هوازن لطف النبي (صلى الله عليه وآله) معها بعد المعركة من العفو عن الرجال الاسرى واعادة النساء والاطفال والغنائم إليهم .

فأصبحت هذه القبيلة وفية للإسلام وعهوده ووعوده ورفضت اغتصاب أبي بكر للسلطة معلنة الحرب دفاعاً عن نصوص الغدير الالهية .

فقالت قبيلة هوازن : لا نبايع ذا الخلال([432]) .

وكفّرت الدولة المعارضين لها من القبائل مفسرة معارضتهم بالارتداد وهو كذب مفضوح !

والقبيلة الثانية الملتزمة ببيعة الغدير الالهية والمخالفة لبيعة أبي بكر القسرية هي قبيلة مالك بن نويرة اليربوعي .

التي رفضت اعطاء الحقوق المالية لأبي بكر رفضاً منها لبيعته اللاشرعية فقتلهم خالد بن الوليد وزنا بزوجة مالك بن نويرة ومثَّل برأسه ورؤوس قومه بوضعهم تحت قدور طعامه .

ثم أكل خالد وأفراد جيشه ذلك الطعام تقليداً منه لأعراب الجاهلية المتعودين على ذلك.

بينما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المثلة بالميت حرام([433]) .

وخالفت قبائل أخرى بيعة أبي بكر فحاربها أبو بكر تحت عنوان الارتداد .

الصحابة المخالفون لبيعة أبي بكر

وعارض رؤوس الصحابة من المهاجرين والانصار بيعة أبي بكر المعارضة للنص الالهي فأسامة بن زيد لم يبايع أبا بكر إلى أن مات([434])  .

وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري لم يبايع الشيوخ الثلاثة وتولى علياً(عليه السلام) . وكان ينكر على الثلاثة، قولاً وفعلاً وسراً وجهاراً([435]) .

فأبوذر تعلم ذلك من استاذه علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

وفي صلاة الجمعة في الشام كان الوعاظ يذكرون مناقب الثلاثة فيقول أبوذر : لو رأيتموا ما أحدثوا بعده شيّدوا البناء ولبسوا الناعم وركبوا الخيل وأكلوا الطيبات([436]) .

وركز بريدة بن الحصيب الأسلمي رايته في وسط قبيلة أسلم قائلاً : لا أبايع حتى يبايع علي([437]) .

ولم يبايع أبابكر سلمان الفارسي والمقداد بن عمرو وعمار بن ياسر . ومن الانصار المخالفين لبيعة أبي بكر : أبوالهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبي بن كعب وأبو أيوب الانصاري([438]) .

ولم يبايع سعد بن عبادة زعيم الأنصار أبا بكر حتى مقتله في مدينة حوران في الشام بيد رجال الدولة .

ولفظ الشيعة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لقب أربعة من الصحابة وهم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر([439]) .

وقد اشتدت العداوة بين أبي ذر وبين عثمان وأفراد حكومته بعد مطالبة أبي ذر بالاصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية .

وعرف الناس بخطب أبي ذر ومطالباته العادلة فنصروه في ذلك . فغضب عثمان ورد عليه بحبس عطائه([440]).

وقال عثمان لأبي ذر : أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر !

قال : ما قلت ...

قال : فكيف إذاً قلت ؟

قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : إنّ أحبَّكُم إليَّ وأقربكم منِّي الذي يلحق بي على العهد الذي عاهدته عليه، وكلكم قد أصاب من الدنيا، وأنا على ما عاهدتُه عليه، وعلى الله تمام النعمة([441]) .

وهذا يعني اتهام أبي ذر لأبي بكر وعمر اصابتهما من الدنيا خلافاً للأحكام الشرعية باغتصابهما السلطة واعطائهما الأموال دون حق وغير ذلك  .

اتفاقات المشاركة في السلطة وتناوبها

لقد كثرت الإتفاقات والعهود حول تناوب السلطة واقتسامها، بين رجال السقيفة، وهذه عادة تتَّصف بها الانقلابات الرئاسية، وهي غير موجودة في الحركات الاصلاحية والوصايا النبوية .

وقد وصلت إلينا أخبار المساومة السياسية بين مجموعة أبي بكر وعمر وابن الجراح والمغيرة مع العباس ورفض الأخير ذلك([442]) .

إذ عرضوا عليه المشاركة في السلطة مقابل تخليه عن نصرة الإمام علي(عليه السلام)فرفض ذلك .

اتّفاق تناوب السلطة بين أبي بكر وعمر

رأى المسلمون بأم أعينهم في السقيفة تناوب السلطة بين أبي بكر وعمر .

وقد قال أمير المؤمنين على (عليه السلام) عن بيعة أبي بكر : ولولا خاصّة بينه وبين عمر، وامر كانا رضياه بينهما، لظننت أنه لا يعدله عنِّي([443]) .

وقال الإمام علي (عليه السلام) لعمر : احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً([444]) .

وكشف معاوية عن ستار الاتفاق بين أبي بكر وعمر قائلا: على ذلك اتفقا واتسقا([445]) .

أي اتفقا على إيصال  عمر لأبي بكر إلى السلطة ثمّ اعادتها إلى عمر، فاعتقد عمر بوجوب تنازل أبي بكر عن السلطة إليه بعد مرور سنتين على حكمه فرفض أبو بكر فاضطر عمر إلى قتله . وتولى عمر السلطة في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 13هـ ([446]) .

وكان أبو بكر قد تولى السلطة في يوم الاثنين 28 / صفر سنة 11هـ  يوم شهادة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فحكم سنتين وأربعة أشهر . وفي هذه الأربعة أشهر اشتد الصراع بينهما على السلطة .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

احتجاج الإمام علي(ع) بحديث الغدير
الاسرة والحقوق الزوجية
الملهوف على قَتلى الطفوف
نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
بعث الإسلام مجدداً وتعميم نوره على العالم:
خروج الحسين: سؤال الحرية؟
اليهود ودورهم في عصر الظهور:
الإخباريون وتدوين التراث التأريخي
كيفيّة‌ نزول‌ التوراة‌ علی النبيّ موسى‌، و ...
ثورة الحسين (عليه السلام) ... أهدافها ودوافعها

 
user comment