عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

حجر بن عدي يصف الامام (عليه السلام)

حجر بن عدي يصف الامام (عليه السلام) عند معاوية

لمّا دخل حجر بن عدي وسلّم، قال له معاوية : يا ابن الأدبرِ القبيح المنظر أنت القاطع منّا الأسباب، والملتمس بحربنا الثواب، والمساعد علينا أباتراب ؟

فقال حُجر : صَه يا معاوية لا تذكر رجلا كان لله خائفاً، ولما يسخطه عائفاً، وبما يرضي الله عارفاً، خميص الضلوع، طويل الركوع ([236])، كثير السجود، ظاهر الخشوع، قليل الهُجوع، قائماً بالحدودِ، طاهرَ السَّريرة، محمود السيرة([237]).

وحجر بن عدي لا يشك أحد في صدقه وورعه ووصفه للامام علي (عليه السلام) وصف حقيقي .

وأيد معاوية حجر بن عدى في نعته للإمام علي (عليه السلام) .

لكن الأكاذيب هي التي سيطرت على جانب كبير من عالم الرواية والتدوين  .

كرامات الإمام علي(عليه السلام)

جاء في رواية صحيحة: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب فضج اهل المدينة من ذلك فخرج عمر ومعه أهل المدينة الى المصلى يدعون الله تعالى لتسكن تلك الرجفة فما زالت تزيد في كل يوم الى ان تعدى ذلك الى حيطان المدينة فقال عمر: انطلقوا بنا الى أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فمضوا إليه ودخلوا عليه فأخبروه الخبر، فقال الإمام علي(عليه السلام): عليَّ بمائة من أصحاب رسول الله فاختار(عليه السلام)من المائة عشرة فجعلهم خلفه وجعل التسعين خلفهم ودعا سلمان وأبا ذر والمقداد وعماراً فجعلهم أمامه وخرج بهم ولم يبق  بالمدينة بنت عاتق إلاّ خرجت الى البقيع حتى إذا توسطه ضرب الأرض برجله.

وقال: مالك ؟ ! مالك ؟ ! مالك ؟ ! ثلاثا، فسكنت الرجفة .

فقال(عليه السلام): صدق حبيبي رسول الله(صلى الله عليه وآله) لقد أنبأني بهذا الخبر وبهذا اليوم وباجتماع الناس له([238]) .

الأطباع الخشنة لأعداء أهل البيت

الأخلاق اللطيفة من صفات الانبياء والاوصياء وأتباعهم والاطباع الخشنة تمثل المنهج الجاهلي وأنصاره وكان أبو سفيان وأبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان متطبعين بالخشونة في الأفعال والأقوال ورثوها من أسلافهم وأصحابهم القرشيين .

فقد جاء رجل إلى النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله أن يعطيه فقال النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ما عندى شيء ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك.

فقال عمر :يا رسول الله هذا اعطيته ما عندك فما كلفك ما لا تقدر عليه .

فكره النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) قول عمر حتى عُرف في وجهه، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذى العرش اقلالا فتبسم رسول الله حتى عُرف البشر في وجهه ثم قال بهذا امرت .

وقال عمر بن الخطاب عن رسول الحضارة والأخلاق محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) إنّه يهجر([239]) .

والمجموعة الخشنة خالفت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في العقائد والفقه والأخلاق ولما أرادت السيطرة على الحكم بانقلاب عسكري لاحظت مخالفة الأنصار لمنهجها وتأثرهم بالاخلاق النبوية فاعتمدوا على الأعراب الساكنين خارج المدينة وعلى رأسهم قبيلة أسلم فأدخلوهم المدينة ورغّبوهم بالأموال فامتلأت سكك المدينة بهم ولما رآهم عمر قال:

ما هو إلاّ ان رأيت أسلم حتى أيقنت بالنصر([240]).

وفي السقيفة رفض زعيم الأنصار ذلك المنهج الخشن في الاستيلاء على الخلافة فهجم عليه الأعراب ووطأوا جسمه بأرجلهم الفظة. ولما احتج الحباب بن المنذر على هذا المنهح الأعرابي المخالف لمنهج الحضارة هجم عليه الأعراب وكسروا أنفه.

وملأوا فمه بالتراب .

ووعده عمر بالقتل .

وفعلاً قتل عمر بن الخطاب سعد بن عبادة والحباب بن المنذر المعارضين للأخلاق الجاهلية في الحكم والسياسة([241]) .

ولما هجم بعصبته على بيت فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وجمع الحطب حول بيتها لاحراقها واولادها وزوجها قالوا له: إنّ في البيت فاطمة(عليها السلام) .

قال عمر: وإن ([242]) .

وهذه الحادثة وقعت في السنة الحادية عشرة للهجرة وفى يوم شهادة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمر الذي يبين رفض هؤلاء للمنهج الاخلاقي وتبعيتهم للمنهج الجاهلي .

وتبين هذه الحالة بطلان بيعة أبي بكر القائمة على الاكراه والاجبار فكل بيعة نابعة من القسوة والاكراه لا اساس لها من الصحة .

أهمية الأئمة الاثني عشر في الإسلام

حديث أهل البيت في حصار الطائف (8 هـ )

ذكر النبى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل البيت والقرآن في حجة الوداع مراراً وتكراراً تحت اسم حديث الثقلين فمن أخذ به فاز في الدنيا والاخرة ومن حاد عنه زاغ وهوى .

بعد فتح مكة ذهب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وجيشه إلى حنين ومن هناك إلى الطائف، وبعد انصراف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وجيشه عن الطائف سنة 8 هجرية قال (صلى الله عليه وآله وسلم):

«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأحدهما أكبر من الآخر، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة»([243]).

أي قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الحديث مبكِّراً وأكده في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة. ولأهميته فقد كرّره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرّات عديدة وأماكن مختلفة.

وعلى خطى حديث الثقلين قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حصار الطائف: «علي مع القرآن والقرآن مع على»([244]).

وهذا الحديث مثل حديث الثقلين يفصح فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عصمة على(عليه السلام)وعن خلافة أهل البيت في المسلمين.

قال ابن حجر: لا تنافي في أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال حديث الثقلين في حجة الوداع في عرفة وفي الطائف وفي الغدير وفي المدينة في مرض موته (صلى الله عليه وآله وسلم)([245]).

والسؤال المهم الذي راود أذهان الناس في حجة الوداع ; ماذا سيوصي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في حجته الأخيرة؟

ومن يخلِّف في منصب زعامة المسلمين؟

حديث الثقلين في حجة الوداع (10 هـ )

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث الثقلين أيضاً في مكة المكرمة في يوم 7 ذي الحجة في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة([246])، وقد ذكر ذلك الكثير من العلماء وأهل السير والتأريخ. وسبب تكرار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الحديث أهميته وخطورته في الإسلام.

وكان مجموع المشاركين في حجة الوداع من المسلمين مئة ألف إلى مئة وعشرين ألفاً، وكرر الرسول ذكر الثقلين في مواقف عرفة ومنى وغدير خم والمدينة لمعرفته بأن الكثير من المسلمين الذين حضروا معه في عرفة سوف لا يحضرون معه في غدير خم أو المدينة.

لأ نَّهم من سائر أنحاء جزيرة العرب، الذين سيعودون إلى بلادهم في يوم 12 ذي الحجة و13 ذي الحجة، بينما كان موقفه في غدير خم في يوم 18 ذي الحجة.

وعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن بعض المسلمين الذين حضروا حصار الطائف في سنة 8 هجرية سوف لا يحضرون حجة الوداع في سنة 10 هجرية، فأخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بخلافة الثقلين في ذلك الوقت.

وقد قال الحلبي: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحج (حجة الوداع الخطيرة) خمس خُطب:

الأولى يوم السابع من ذي الحجة بمكة.

والثانية يوم عرفة.

والثالثة يوم النحر بمنى.

والرابعة يوم النحر بمنى أيضاً.

والخامسة يوم النفور الأوّل بمنى أيضاً([247]).

وقال أحمد بن حنبل: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) ([248]).

حديث أهل البيت في عرفة 10 هـ

عن جابر بن عبدالله الأنصاري وأبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في حجته يوم عرفة وهو على ناقته العضباء يخطب فسمعته يقول:

«يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي كتاب الله طرف بيد الله عزوجل وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا، والآخر عترتي، وإنَّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، وسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصِّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم([249])».

وعن جابر بن سمرة قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة حجة الوداع في عرفات :

«يكون اثنا عشر أميراً كلهم من قريش»([250]).

«ولا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة كلهم من قريش»([251]).

والحديث الكامل والصحيح قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

«يكون اثنا عشر أميراً كلهم من أهل بيتي، من قريش» .

فهو يوافق حديثه (صلى الله عليه وآله وسلم)الثاني:

«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .

لذا قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): الأئمة من قريش من هاشم([252]).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عصر ظهور المذاهب الاسلامية
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
أمير المؤمنين شهيد المحراب
كربلاء ؛ حديث الحق والباطل
الشيعة وإحياؤهم ليوم عاشوراء
في تقدم الشيعة في علم الصرف ، وفيه صحائف -2
تأملات وعبر من حياة أيوب (ع)
تاريخ الثورة -6
من مناظرات الامام الصادق(عليه السلام)
من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ...

 
user comment