عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

أصدقاء السوء

أصدقاء السوء

تعرّض فِی هذا المقال الی عدد من أصدقاء السوء الّذین ینبغی الابتعاد عنهم وعدم إقامة علاقات بهم لأنّهم لا یدفعون نحو الخیر والصلاح بل یجرّون إلى الشرّ والفساد، وهذا الصنف أشیر إلیه فی الکتاب الکریم بقوله تعالى:
﴿یَا وَیْلَتَى لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِیلًا لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ﴾(1).
وهم بحسب ما استفدناه من الروایات الشریفة کالتالی:

1ـ الأحمق الکذّاب:
فقد جاء فی الحدیث عن الإمام الصادق علیه السلام:
(إیّاکَ وصحبةَ الأحمقِ الکذّابِ، فإنَّهُ یریدُ نفعَکَ فیضرُّکَ، ویقرِّبُ منکَ البعیدَ، ویبعِّدُ منکَ القریبَ، إنِ ائْتَمَنْتَهُ خانَکَ، وإنِ ائْتَمَنَکَ أهانَکَ، وإن حدّثَک کذبکَ، وإن حدَّثْتَه کذّبَک وأنتَ منهُ بمنزلةِ السرابِ الّذی یحسبُه الظمآنُ ماءً حتّى إذا جاءَه لم یجدْه شیئًا)(2).
إنّ هذه الأخطار الأخلاقیّة والعواقب السیّئة الّتی عدّدها الحدیث من قبیل الإضرار والخیانة والإهانة والتکذیب هی کافیة للردع عن معاشرته، ومعرفة أنّ مصیر العلاقة معه هو الفشل لأنّها تکون هدّامة لا بنّاءة ومؤدّیة إلى الانحطاط لا الارتقاء, من خلال الآثار الملموسة لهذا النوع الفتّاک بل القاتل من الناحیة المعنویّة إضافة إلى المادّیّة.

2ـ صاحب الغایة الدنیویّة:
والمراد به الّذی یصحبک لیستفید منک مالًا أو جاهًا أو غیر ذلک من الأطماع, الّتی لا تجعل تلک الصحبة قائمة على أساس التقوى ولیس فیها الصدق والإخلاص، وهو الّذی سرعان ما یتخلّى عن تلک العلاقة حینما یصل إلى هدفه منک.
فقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام:
(إحذْر أن تواخی من أرادَک لطمعٍ أو خوفٍ أو میلٍ أو للأکلِ والشربِ، واطلبْ مواخاةَ الأتقیاءِ، ولو فی ظلماتِ الأرضِ، وإن أفنیْتَ عمرَکَ فی طلبِهِم)(3).
وقد صوّر أحد الشعراء ذلک حینما قال:
إذا قَلَّ مالی فما خِلٌّ یصادِقنی - وفی الزیادةْ کلُّ الناسِ خلّانی
کم من عدوٍّ لأجل المال صادقنی- وکم صدیقٍ لفقد المالِ عادانی
وقال آخر:
المرءُ فی زمنِ الإقبالِ کالشَّجَره - والناسُ من حولِها ما دامَتِ الثَّمَره
حتّى إذا راحَ عنها حمْلُها انصرَفوا - وخلَّفوها تُعانی الحرَّ والغَبَره

3ـ الضَّال المُضِلّ:
لقوله تعالى:
﴿یَا وَیْلَتَى لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِیلًا لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِی وَکَانَ الشَّیْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾(4).
وقد تقدّم ذکر الآیة فی البدایة.

4ـ الفاجر:
فقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام:
(لا تصحبِ الفاجرَ فیعلّمکَ من فجورهِ).
ثمَّ قال علیه السلام:
(أمرَنی والدی بثلاثٍ ونهانی عن ثلاثٍ، فکانَ فیما قالَ لی: یا بنیَّ من یصحب صاحبَ السوء لا یسلمُ، من یدخلُ مداخلَ السوءِ یُتَّهَمُ، ومن لا یملکُ لسانه یندمُ)(5).

5ـ البخیل:
فإنّه قد جاء عنهم علیهم السلام التحذیر من صحبته وربما کان لأجل أنّ المرء یأخذ من أخلاق أصحابه ویتأثّر بهم کما عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم:
(المرءُ على دینِ خلیلِه، فلینظْر أحدُکم مَن یُخالِلُ)(6).
وعن الإمام الصادق علیه السلام:
(وإیّاکَ ومصاحبةَ البخیلِ, فإنَّه یخذلُک فی مالهِ أحوجُ ما تکونُ إلیهِ)(7).

6ـ الفاسق:
فقد ورد عن الإمام زین العابدین علیه السلام أنّه قال لولده الباقر علیه السلام:
(یا بنیّ انظرْ خمسةً فلا تصاحِبْهُم ولا تحادِثْهُم ولا ترافِقْهُم فی طریقٍ...".
إلى أن قال علیه السلام:
"وإیّاک ومصاحبةَ الفاسقِ فإنَّه بایعَک بأکلةٍ أو أقلِّ من ذلِک)(8).

7ـ القاطع لرحمه:
وذلک لما روی عنهم علیهم السلام:
(وإیّاکَ ومصاحبةَ القاطعِ لرحمِه فإنّی وجدتُه ملعونًا فی کتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ فی ثلاثةِ مواضع: قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَکُمْ...﴾.
وقال عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار﴾(9) وقال عزَّ وجلَّ فی سورة البقرة: ﴿الَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُولَـئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (10)(11)

8ـ الکافر:
عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم:
(من کانَ یؤمِنُ باللهِ والیومِ الآخرِ فلا یُؤاخینَّ کافرًا)(12).

9ـ الشرّیر:
قال الإمام الجواد علیه السلام:
(إیّاکَ ومصاحبةَ الشرّیرِ فإنَّه کالسیفِ المسلولِ یحسنُ منظرُه ویقبحُ أثرُه)(13).

10ـ صاحب اللهو:
عن الإمام علیّ علیه السلام:
(إیّاکَ وصحبةَ من ألهاکَ وأغراکَ فإنَّه یخذلُک ویوبِقُک)(14).

11- الجبان:
عن الإمام الباقر علیه السلام:
(لا تصادِقْ ولا تواخِ أربعةً: الأحمقَ والبخیلَ والجبانَ والکذّابَ...".
إلى أن یقول علیه السلام:
"وأمّا الجبانُ فإنَّه یهربُ عنکَ وعن والدَیْهِ...)(15).

12ـ ناشر المثالب (16):
فی الحدیث عن الإمام علیّ علیه السلام:
(لا تؤاخِ من یسترُ مناقبَک وینشرُ مثالِبک)(17).
أی من یخفی حسناتک ویذیع سیّئاتک.

13ـ رهین المداراة:
وهو الّذی لا یُمکن استمرار الصداقة معه على قواعدها السلیمة دون الخضوع إلى کثیر من التکلّف والتجمّل، وذلک ما یکون مع الأشخاص الّذین هم سریعو الغضب والانفعال وإذا ما غضبوا هم لا یغفرون.
قال الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام:
(لیسَ لکَ بأخٍ من احتجْت إلى مداراتِه)(18).

14ـ مجهول الموارد والمصادر:
یقول الإمام الحسن علیه السلام:
(لا تؤاخِ أحدًا حتّى تعرفَ مواردَه ومصادرَه، فإذا استنبطتَ الخبرةَ ورضیتَ العشرةَ فآخِه على إقالةِ العثرةِ والمواساةِ فی العُسرةِ)(19).

15ـ الزاهد بأخیه:
ورد عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم:
(لا ترغبّنَّ فیمنَ زهدَ فیکَ ولا تزهدَنَّ فیمَن رغبَ فیکَ)(20).

16ـ صاحب البدعة:
جاء عن الإمام الصادق علیه السلام:
(لا تصحَبوا أهلَ البدعِ ولا تجالِسوهم، فتصیروا عندَ الناسِ کواحدٍ منهُم. قالَ رسولُ اللهِ صلى الله علیه وآله وسلم: المرءُ على دینِ خلیلِه وقرینِه)(21).

17ـ النمّام / 18ـ الخائن /19ـ الظلوم:-
قال الإمام الصادق علیه السلام:
(إحذرْ من الناسِ ثلاثةً: الخائنَ والظلومَ والنمّامَ لأنّ من خانَ لک خانَک، ومن ظلمَ لکَ سیظلمُکَ ومن نمَّ إلیکَ سینمُّ علیکَ)(22).

20ـ متتبِّع العیوب:
عن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام:
(إیّاکَ ومعاشرةَ متتّبِعی عیوبِ الناسِ، فإنَّه لم یسلمْ مصاحبُهم منهُم)(23).

21ـ المائق:
وهو الحاقد الّذی لا یرید لک الخیر ویلبس الأمور علیک. عن أمیر المؤمنین علیه السلام:
(لا تصحبِ المائقَ فیزیِّنْ لکَ فعلَه ویودُّ أنَّک مثلَه)(24).

22ـ المرتاب:
فی الحدیث: (شرُ الأترابِ الکثیرُ الارتیابِ)(25).

23ـ سریع الانقلاب:
فی الحدیث: (شرُّ الأصحابِ السریعُ الانقلابِ)(26).

24ـ المثبِّط عن الخیر:
عن الإمام علیّ علیه السلام: (شرُّ إخوانِک من تثبَّطَ عن الخیرِ وثبّطَک معَهُ)(27).

25ـ المُداهن:
یقول الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام: (شرُّ إخوانِکَ الغاشُّ المداهِنُ)(28).

26ـ السبّاب:
فی الحدیث: (من کانَ یؤمنُ باللهِ والیومِ الآخرِ فلا یجلسُ مجلسًا یُنتقصُ فیهِ إمامٌ أو یُعابُ فیه مؤمنٌ)(29).
وعن الإمام الصادق علیه السلام: (من قعدَ عندَ سبّابٍ لأولیاءِ اللهِ فقدْ عصى اللهَ)(30).
وعلیه فإذا کان القعود عنده معصیة فکیف بالمؤاخاة والمصافاة؟!

27ـ مزیّن المعصیة:
سُئل الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام: أیّ صاحب شرّ؟ قال: (المزیّنُ لکَ معصیةَ اللهِ)(31).

28ـ الخاذل:
فی الحدیث: (شرُّ الأخوانِ الخاذلُ)(32).
وقریب منه قوله علیه السلام: (شرُّ الأخوانِ المواصلُ عندَ الرخاءِ والمُفاصِلُ عندَ البلاءِ)(33).
المصادر :
1- سورة الفرقان، الآیة: 82.
2- میزان الحکمة، ح10280.
3- میزان الحکمة، ح230.
4- سورة الفرقان، الآیتان: 28 و 29.
5- الخصال، ج1، ص80.
6- بحار الأنوار، ج71، ص192.
7- میزان الحکمة ج71، ص196.
8- میزان الحکمة ج71، ص196.
9- سورة الرعد، الآیة: 24.
10- سورة البقرة، الآیة: 27.
11- الکافی، ج2، ص377.
12- بحار الأنوار، ج71، ص197.
13- المستدرک، ح43.
14- میزان الحکمة، ح10276.
15- مصادقة الأخوان، ص80، ح3.
16- المثالب: العیوب.
17- میزان الحکمة، ح235.
18- المستدرک، ح231.
19- میزان الحکمة، ح229.
20- میزان الحکمة ، ح227.
21- الکافی، ج2، ص375.
22- میزان الحکمة، ح10262.
23- میزان الحکمة ح 65,ص102
24- بحار الأنوار، ج71، ص199.
25- عیون الحکم والمواعظ للواسطی، ص194.
26- میزان الحکمة ص293.
27- میزان الحکمة ص294.
28- میزان الحکمة.
29- بحار الأنوار، ج71، ص213.
30- الکافی، ج2، ص379.
31- الأمالی للصدوق، ص472.
32- عیون الحکم والمواعظ للواسطی، ص294.
33- میزان الحکمة ، ص295.

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحثّ على الجهاد
الکفارات في الاسلام
التقية في الاسلام
رسـالة الحـقوق
اثر التقوى في الحياة الزوجية
آل البيت عند الشيعة
رزية يوم الخميس ق (1)
ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر ...
من هو النبي المرسل؟ ومن هم الأنبياء؟ وما هي ...
التكاليف الشرعية هي تناسب العدل الإلهي؟

 
user comment