عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

اصالة العزاء الحسيني في الوعي الإسلامي

اصالة العزاء الحسيني في الوعي الإسلامي

يحفل الوعي الإسلامي منذ صدر البعثة وحتى عصر الإمام الثاني عشر ، بنصوص تأسيسية مكثفة صادرة عن النبي وأهل بيته ( صلوات الله عليهم اجمعين ) ، وهي جميعا تحث المسلمين لإقامة العزاء على سبط رسول الله ( صلى الله عليه واله ) الإمام الحسين ونلمس في تفاصيل هذه الأحاديث تاكيدا على احياء ذكرى سيد الشهداء ( عليه السلام ) باشكال العزاء المختلفة ، بين بكاء وتباك وإنشاد شيعي وإقامة مجالس المصيبة والزيارة وتشكيل المواكب وما سوى ذلك .

من ذلك قول الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( من تذكر مصابنا ، وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) (1) .

وكذلك تشتهر في هذا السياق قصة أبي هارون المكفوف الذي دخل على الإمام الصادق ( عليه السلام ) فانشد شعرا بحق مصيبة جده الحسين ( عليه السلام ) فبكى الإمام ، ثم قال لأبي هارون : ( أنشدني كما تنشدون ، يعني بالرقة يقول أبو هارون ، فانشدته (2) .

وبصدد الخلفية العقيدية لشعر الرثاء الحسيني ، روي عن
الإمام الصادق انه ( عليه السلام ) قال : ( ما قال فينا قائل بيتا من الشعر حتى يؤيد بروح القدس )

ثمة أحاديث تبلغ المئات وربما الآلاف كما يذهب لذلك بعض الباحثين المعاصرين (4) في الحث على زيارته ( عليه السلام ) في أوقات الامن والخوف ، حتى ورد في حديث ابن بكير انه قال للإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( اني انزل الارجان ، وقلبي ينازعني الى قبر أبيك ، فاذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح ، فقال : يا ابن بكير ، اما تحب ان يراك الله فينا خائفا ، اما تعلم انه من خاف لخوفنا اظله الله في ظل عرشه ، وكان محدثه الحسين ( عليه السلام ) تحت العرش ، وآمنه الله من افزاع يوم القيامة ، يفزع الناس ولا تفزع ، فان فزع قوته الملائكة ، وسكنت قلبه بالبشارة ) (5) .

ليس هدفنا الإمعان في استعراض النصوص التي تشكل الخلفية العقيدية والتشريعية للعزاء الحسيني ، والأشكال المختلفة لمراسم الاحياء ، والا فالإسلام هو الذي أسس لثقافة المأتم والمنبر ولدورهما في حياتنا ، وان ( الإسلام هو الذي أرسى دعائم هذا البناء منذ البداية ) (6) كما يقول الإمام الراحل ، وإنما القصد ان ننتقل من النصوص الى أبعادها السياسية والاجتماعية ، وذلك في الفلسفة التي يتحدث عنها الإمام الخميني للعزاء الحسيني ، ولمراسم الاحياء العامة .

اعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان

المصادر:

1ـ عيون أخبار الرضا ، نقلا عن ( ثورة الحسين في الوجدان الشيعي ) : 243 ، محمد مهدي شمس الدين .

2ـ كامل الزيارات : 104 ، باب الزيارات ، ابن قولوية ، المطبعة المرتضوية في النجف الاشرف ( سنة1356 ) .

3ـ عيون أخبار الرضا 1 : 7 ، نقلا ثورة الح .

4ـ يلاحظ : ثورة الحسين في الوجدان الشيعي : 69، محمد مهدي شمس الدين وهذا الكتاب يتوفر على دراسة الشعائر الحسينية باسلوب جذاب وبطريقة تنسجم مع مناهج الدراسات الحديثة .

5ـ كامل الزيارات ، باب 45: 125 126 .

6ـ قيام عاشوراء در كلام وپيام امام خمينى ( بالفارسية ) : 12 ، مؤسسة تنظيم ونشر آثار امام خمينى ، الطبعة الثانية

 


source : www.tebyan.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

من الغالب الحسين عليه السلام ، أم يزيد ؟
صور التقية في كتب العامة
وصايا الإمام الحسن المجتبى(ع)
مع الثورة الحسينية
وصاياالامام علي بن الحسين زين العابدين عليه ...
استهداف نبي الرحمة (ص) من الراهب بحيرى حتى براءة ...
كرامات السيدة المعصومة (عليها السلام)
من هو نفس الرسول
بناء الأمّة الصالحة
في كربلاء أفكار تنبض بالحياة

 
user comment