وتحدث الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) كثيراً عن حكم الأنبياء وسننهم ولا سيّما السيرة النبوية المباركة وتأريخ العصر النبوي، وقد نقل عنه المختصون بهذه البحوث الشيء الكثير ، وفيما يلي بعضها :
1 ـ من وحي الله لآدم :
عرض الإمام (عليه السلام) لأصحابه ما أوحى الله به لآدم من الحكم ومعالي الأخلاق فقال (عليه السلام) : « أوحى الله تبارك وتعالى لآدم اني اجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، فأما التي لي فتعبدني ، ولا تشرك بي شيئاً ، وأما التي لك فأجازيك بعملك في وقت أحوج ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليَّ الاجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك»[1].
2 ـ حكمة لسليمان :
وحكى (عليه السلام) لأصحابه حكمة رائعة لنبي الله سليمان بن داود فقال (عليه السلام): « قال سليمان بن داود : اُوتينا ما اُوتي الناس ، وما لم يؤتوا ، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا ، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد ، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والتضرع الى الله عزّوجلّ في كل حال»[2].
3 ـ حكمة في التوراة :
ونقل (عليه السلام) لأصحابه حكمة مكتوبة في التوراة فقال (عليه السلام) : « إنّ في التوراة مكتوباً يا موسى إني خلقتك ، واصطفيتك ، وقويتك ، وأمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي فإن أطعتني اعنتك على طاعتي ، وان عصيتني لم أعنك على معصيتي ، يا موسى ولي المنة عليك في طاعتك لي ، ولي الحجة عليك في معصيتك لي»[3].
4 ـ تسمية نوح بالعبد الشكور :
روى محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : « إنّ نوحاً إنما سمي عبداً شكوراً لأنه كان يقول إذا أمسى وأصبح : اللهم إني اُشهدك أنه ما أُمسي وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد والشكر بها عليّ حتى ترضى»[4].
5 ـ دعاء نوح على قومه :
سأل سدير الإمام أبا جعفر (عليه السلام) عن دعاء نوح على قومه فقال له : أرأيت نوحاً حين دعا على قومه فقال : ( رب لا تذر على الارض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلاّ فاجراً كفاراً ) إنه كان عالماً بهم ؟
فأجابه (عليه السلام) : « أوحى الله اليه: انه لا يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن. فعند ذلك دعا عليهم بهذا الدعاء»[5].
6 ـ اسماعيل أول من تكلم بالعربية :
ونقل الإمام أبو جعفر (عليه السلام) لأصحابه أنّ نبيّ الله إسماعيل هو أول من فتق لسانه باللغة العربية ، بقوله (عليه السلام) : « أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل ، وهو ابن عشر سنة»[6].
7 ـ نفي الاُميّة عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) :
روى علي بن اسباط فقال : قلت لأبي جعفر(عليه السلام) : إن الناس يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكتب ، ولم يقرأ! فأنكر (عليه السلام) ذلك وقال :
« أنّى يكون ذلك ؟ ! ! وقد قال الله تعالى : ( هو الذي بعث في الاُميّين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )[7]. كيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب ؟! » .
وانبرى علي بن اسباط فقال للإمام : لمَ سُمّي النبيّ الاُمّي ؟
فأجابه الإمام : « لأنه نسب الى مكة ، وذلك قول الله عزّوجلّ : ( لتنذر اُم القرى ومن حولها ) فاُم القرى مكة ، فقيل اُمي»[8].
_____________
[1] أمالي الصدوق : 544 .
[2] الخصال : 219 .
[3] أمالي الصدوق : 274 .
[4] علل الشرائع : 29 .
[5] علل الشرائع : 31 .
[6] البيان والتبيين : 3 / 290 .
[7] الجمعة (62) : 2 .
[8] علل الشرايع : 125 .
source : www.sibtayn.com