عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

ابو جعفر مندل

ابو جعفر مندل

ولد عام 1368هـ (1949م) فی مدینة "بغلورا" فی بنغلادش، نشأ فی أسرة أملت علیه المذهب الحنفی، فشبَّ حنفی المذهب تبعاً لأسلافه.
طرق سمع "مندل" مصطلح مذهب الشیعة بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، فأحبّ التعرّف على هذا المذهب.
زار "مندل" ذات یوم الملحق الثقافی العلمی فی مدینة "دکا" واستفسر منهم حول مذهب الشیعة.
یقول "مندل" وجّهت بعض الأسئلة لهم حول الشیعة والتشیّع، فبیّنوا لی أهم عقائد الشیعة، والملفت للنظر أنّهم کانوا یستشهدون لإثبات عقائدهم من کتب صحاحنا ومسانیدنا، فکنت أراجع هذه الکتب فی ما یقولون، فکنت اتفاجأ عندما أرى صحّة ما یقولون.

مع کتاب نهج البلاغة:
یقول "مندل": بعد البحث والتفحّص وجدت ضالتی فی کتاب "نهج البلاغة" حیث دلّنی هذا الکتاب على حقائق، وکشف لی وقائع لم أحط بها علماً من قبل، وقد جاء فی هذا الکتاب:
عندما رأى أمیر المؤمنین(علیه السلام) إعراض القوم عن الإسلام المحمّدی الأصیل، ورأى قلّة وجود الناصر للتصدّی قبال الانحراف الذی تفشّی فی الأُمّة الإسلامیة، أخذ یحذّر الناس بین الحین والآخر من فداحة الضلال الذی وقعوا فیه، فقام(علیه السلام)ذات یوم فی خلافته خطیباً بین الناس للتنبیه على ضلالة القوم واتمام الحجّة على الناس، فخطب خطبته المعروفة بالشقشقیّة.

أهمیة الخطبة الشقشقیّة:
تعتبر الخطبة الشقشقیّة من الخطب الملفتة للنظر والتی ترکت الأثر البالغ على عامة المسلمین قدیماً وحدیثاً.
ومن أهم مقاطع هذه الخطبة: "أما والله لقد تقمّصها فلان [ابن أبی قحافة]، وأنّه لیعلم أن محلّی منها محلّ القطب من الرحى، ینحدر عن السیل ولا یرقى إلیّ الطیر، فسدلت دونها ثوبا وطویت عنها کشحا".
فبدأ الإمام علی(علیه السلام) کلامه ببیان الأمر المهم الذی عقب وفاة رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم)، وهو غصب الخلافة التی جعلها النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) بأمر من الله تعالى له(علیه السلام)، لکن مع الأسف الشدید انقلب أکثر الناس على أعقابهم، واجتهدوا برأیهم مقابل النصّ، فکشف الإمام علی(علیه السلام) فی هذه الخطبة عن الکثیر من الحقائق لتوعیة الحاضرین وتوعیة أجیال المستقبل.

اعتراف القوم بغصبهم للخلافة:
من الوقائع التاریخیة المهمة التی تکشف أحقیة الإمام علی(علیه السلام) بالخلافة بعد الرسول، ما رواه نصر بن مزاحم فی کتاب صفّین أنّه: کتب معاویة لمحمّد بن أبی بکر: "فقد کنا وأبوک معاً فی حیاة نبیّنا نرى حق علیّ بن أبی طالب لازماً لنا، وفضله مبرزاً علینا، فلمّا اختار الله لنبیّه ماعنده، وأتمّ له ما وعده... فکان أبوک وفاروقه أوّل من ابتزّه وخالفه على ذلک... فإن یکن ما نحن فیه صواباً فأبوک أوّله، وإن یکن جوراً فأبوک أسّسه"

تجلّی الحقائق:
تجلّت الحقائق لـ"مندل" بعد البحث والتحقیق، فوجد لزوم اتباع ما أملت علیه الأدلّة والبراهین، فعزم على نبذ معتقداته الموروثة وتشیید عقائده على أساس من الوعی الکامل والأدلّة المؤدیة إلى بلورة القناعة فی نفسه، فأعلن تشیّعه عام 1404هـ (1984م).
أخذ "مندل" على عاتقه بعد الاستبصار مهمّة التبلیغ، فاستبصر على یدیه مجموعة من أقربائه وأصدقائه، ثمّ أدّى استبصاره إلى مواجهته لبعض المصاعب منها ایذاء الوهابیین له، حیث هجموا على بیته، وأحرقوا مکتبته، ولکن لم یوثّر تصرّفهم هذا قید أنمله فی عقیدته، بل رسّخ هذا الأمر إیمانه وواصل دربه فی تبلیغ مذهب أهل البیت(علیهم السلام).

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات


 
user comment