الاسلام بنظرة واحدة
ما هي الشريعة؟
*. «الشريعة» و«الشرعة» يقال للطريق الموصل إلى الماء. والقرآن الكريم بعدما
يؤكد وحدة الدين يشير إلى تعدّد الشرائع ووجود الشرعات والمناهج، والمراد
بها: التعاليم العملية والأخلاقية التي تنظم علاقات الإنسان الفردية
والاجتماعية وتحدد مسؤوليته أمام اللّه والناس. والسبب في اختلاف الشرائع
هو الاختلاف في الاستعدادات والقدرات والظروف المختلفة الحاكمة فيهم، لهذا
نجد الشيء حراماً في هذه الشريعة وحلالاً في الشريعة الأُخرى. وعلى هذا
الأساس تنسخ الشرائع،
ــــــــــــــــــــــــــــ
1-النحل:36.
2-النور:11.
الدين الحقّ هو دين التوحيد
فسّرت بعض الآيات الدين الحقّ بالتوحيد، وذكرت انّ هدف إرسال النبي الخاتم ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ هو تغليب دين التوحيد على الشرك، وأكدت الآيات انّ هذا الأمر جزمي وإن كره المشركون.(2)
وربما
نزل هذا النوع من الآيات لبيان معنى الدين، ولتأكيد انّ الدين نمط من
التعاليم العقيدية يقع التوحيد في مقدّمتها. وبما انّ النصوص العقائدية
والمعرفية تعكس واقعيتها، فلا يمكن أن تكون مختلفة، وإنّما هي ثابتة
وواحدة.
الدِّين دين الإسلام فقط
حصرت بعض الآيات الدين بالإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الإِسْلام). (3) والآية ليست ناظرة إلى عصر الرسول الخاتم ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ
فقط، بل هي حقيقة مستمرة في جميع العصور، وإذا كان الدين واحداً والشرائع
والمذاهب السماوية، متعددة فسيكون معنى الدين ـ إذاً ـ هو العقائد
التوحيدية أو المعارف الإلهية التي دعي جميع الأنبياء، إلى تبليغها،
وسيكون محورها التسليم للّه تعالى، وعدم عبادة أو إطاعة غيره.
وجاء في آية أُخرى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (4)، وهذا الحكم لا يقتصر على عصر الرسول ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ وإنّما يسري إلى جميع العصور، لذا أكد القرآن انّ إبراهيم ـ عليه السَّلام ـ كان شخصاً مسلماً ولم يكن يهودياً أو نصرانياً ولا مشركاً.(5)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1-يوسف:40.
2-الروم:30.
3-آل عمران:19.
4-آل عمران:85.
5-آل عمران:67.
source : www.abna.ir