عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

أربع أسئلة حول غیبة الامام المهدي

 أربع أسئلة حول غیبة الامام المهدي

 

إن القول بأن الامام المهدي لا یزال حیا یرزق منذ ولادته عام 255 هجریة إلی الان و أنه غائب سوف یظطهر بأمر من الله سبحانه ، أثار أسئلة حول حیاته وإمامته ، نذکر رووسها:

 

1- کیف یکون إمام و هو غائب ، و ما الفائدة المرتقبة منه في غیبته ؟

2- لماذا غاب؟

3- کیف یمکن أن یعیش إنسان هذه المدة الطویلة؟

4- ما هي اشراط و علائم ظورة ؟

 

هذه الاسئلة أثیرت حول الامام المهدي منذ أن غاب ، و کلما طالت غیبته اشتد الترکیز علیها ، و قد قام المحققون من علماء الامامیة بالاجابة علیها في مولفات مستقلة لا مجال لنقل معشار ما جاء فیها ، غیر أن الاحالة لما کانت عن المحذور غیر خالیة ، نبحث عنها علی وجه الاجمال ، و نحیل من أراد التبسط إلی المصادر المولفة في هذا المجال.

 

السوال الاول :

 

کیف یکون إماما و هو غائب ؟ و ما فائدته؟

 

أن القیادة و الهدایة و القیام بوظائف الامامة ، و هو الغایة من تنصیب الامام ، أو اختیاره ، و هو یتوقف علی کونه ظاهرا بین أبناء الامة ، مشاهدا لهم ، فکیف یکون إماما و قائدا ، و هو غائب عنهم؟!

و الجواب : علی وجهین نقضا وحلا.

أما النقض : فأن الترکیز علی هذا السوال یعرب عن عدم التعرف علی أولیاء الله و أنهم بین ظاهر قائم بالامور و مختف قائم بها من دون أن یعرفه الناس.

أن کتاب الله العزیز یعرفنا علی وجود نوعین من الائمة و الاولیاء للامة ، وليّ غائب مستور ، لا یعرفه حتی نبي زمانه ، کما یخبر سبحانه عن مصاحب موسی (ع) بقولة (( فوجدا عبدا من عبادنا آتیناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنّا علما * قال له موسی هل أتّبعک علی أن تعلّمن مما علّمت رشدا)) الکهف /65-82

و وليّ ظاهر باسط الید ، تعرفه الامة و تقتدي به.

فالقرآن إذن یدلّ علی أن الولي ربّما یکون غائبا ، و لکنّه مع ذلک لا یعیش في غفلة عن أمته ، بل یتصرّف في مصالحها و یرعي شوونها ، من دون أن یعرفه أبناء الامة.

فعلی ضوء الکتاب الکریم ، یصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب.

و إلی ذلک یشیر الامام علي بن أبی طالب في کلامه لکمیل بن زیاد النخعي یقول کمیل : أخذ بیدي أمیر المومنین علي بن أبي طالب (ع) فأخرجني إلی الجبّان ، فلمّا أصحر ، تنفّس الصعداأ و کان مما قاله :« اللهم بلی ، لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة ، إمام ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله و بیّناته».

و لیست غیبة الامام المهدي ، بدعا في تاریخ الاولیاء ، فهذا موسی بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعین یوما ، و کان نبیا ولیّا ، یقول سبحانه : (( و واعدنا موسی ثلاثین لیلة و أتممناها بعشر قتم میقات ربه أربعین لیلة * و قال موسی لأخیه هارون اخلفني في قومي و أصلح و لا تتبع سبیل المفسدین ))

و هذاا یونس کان من أنبیاء الله سبحانه ، و مع ذلک فقد غاب في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانک إنّي کنت من الظالمین * فاستجبنا له و نجیناه من الغم و کلذلک ننجي المومنین ))

أو لم یکن موسی و یونس نبیّین من أنبیاء الله سبحانه ؟ و ما فائدة نبي یغیب عن الابصار ، و یعیش بعیدا عن قومه ؟

فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الامام المهدي (ع) و سیوافیک ما یفیدک من الانتفاع بوجود الامام الغائب في زمان غیبته في جواب السوال التالي .

و إلی هذه الاجوبة أشار الامام المهدي (ع) في آخر توقیع له إلی بعض نوّابه ، بقوله : « و أما وجه الانتفاع بالشمس إذا غیّبها عن الابصار ، السحاب».

 

السوال الثاني:

 

لماذا غاب المهدي (ع) ؟

 

إن ظهور الامام بین الناس ، یترتّب علیه من الفائدة ما لا یترتب علیه في زمن الغیبة ، فلماذا غاب عن الناس ، حتی حرموا من الاستفادة من وجوده ، و ما هي المصلحة التي أخفته عن أعین الناس ؟

الجواب :

إن هذا السوال یجاب علیه بالنقض و الحل:

أمّآ النقض : فبما ذکرناه في الاجابة عن السوال الاول ، فإن قصور عقولنا عن إدراک أساب غیبته ، لا یجرّنا إلی إنکار المتضافرات من الروایات ، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولی من ردّ الروایات المتواترة ، بل هو المتعیّن.

و أما الحل : فإن أسباب غیبته ، واضحة لمن أمعن فیما ورد حولها من الروایات ، فانّ الامام المهدي (ع) هو آخر الائمة الاثنی عشر الذین وعد بهم الرسول ، و أناط عزة الاسلام بهم ، و من المعلوم أن الحکومات الاسلامیة لم تقدّرهم بل کانت لهم بالمرصاد، تلقیهم في السجون ، و تریق دماءهم الطاهرة ، بالسیف أو السمّ، فلو کان ظاهرا ، لإقدموا علی قتله ، إطفاء لنوره ، فلاجل ذلک اقتضت المصلحة أن یکن مستورا عن أعین الناس ، یراهم و یرونه و لکن لا یعرفونه ، إلی أن تقتضي مشیئة الله سبحانه ظهورة ، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله ، و الانضواء تحت لواء طاعته ، حتی یحقق الله تعالی به ما وعد به الامم جمعاء من توریث الارض للمستضعفین .

و قد ورد في بعض الروایات إشارة إلی هذه النکتة ، روی زرارة قال : سمعت أبا جعفر (الباقر(ع)) یقول : إنّ للقائم غیبة قبل أن یقوم ، قال : قلت : و لم ؟قال : یخاف .قال زرارة : یعني القتل.

و في روایة أخری : نخاف علی نفسه الذبح .

 

السوال الثالث :

 

الامام المهدي و طول عمره ؟

 

أن من الاسئلة المطروحة حول الامام المهدي ، طول عمره في فترة غیبته ، فإنه ولد عام 255 ه ، فیکن عمره إلی الاعصار الحاضرة أکثر من ألف و مائة و خمسین عاما ، فهل یمکن في منطق العلم أن یعیش إنسانا هذا العمر الطویل ؟

 

و الجواب:

من وجهین ، نقصا و حلّا

أما النقض : فقد دلّ الذکر الحکیم علی أن شیخ الانبیاء عاش قرابة ألف سنة ، قال تعالی : فلبث فیهم ألف سنة إلا خمسین عاما))

و قد تضمّنت التوراة أسماء جماعة کثیرة من المعمرین ، و ذکرت أحوالهم في سفر التکوین.

و قد قام المسلمون بتألیف کتب حول المعمّرین ، ککتب « المعمرین» لإبي حاتم السجستاني ، کما ذکر الصدوق أسماء عدة منهم في کتاب « کمال الدین » ، والعلامة الکراجکي في رسالته الخاصة ، باسم « البرهان علی صحة طول عمر الامام صاحب الزمان » ، والعلامة المجلسي في البحار و غیرهم.

و أما الحل : فإن السوال عن إمکان طول العمر ، یعرب عن عدم التعرّف علی سعة قدرة الله سبحانه : ((و ماقدروا الله حق قدره)) ، فإنه إذا کانت حیاته و غیبته و سائر شوونه ، برعایة الله سبحانه ، فأي مشکلة في أن یمدّ الله سبحانه في عمره ما شاء ، و یدفع عنه عوادي المرش و یرزقه عیش الهناء.

و بعبارة أخری : إن الحیاة الطویلة إما ممکنة في حد ذاتها أو ممتنعة ، و الثاني لم یقل به أخد ، فتعیّن الاول ، فلا مانع من أن یقوم سبحانة بمدّ عمره ولیّه ، لتحقیق غرض من أغراض التشریع.

أضف إلی ذلک ما ثبت في علم الحیاة ، من إمکان طول عمر الانسان إذا کان مراعیا لقواعد حفظ الصحة ، و أن موت الانسان في فترة متدنیة ، لیس لقصور الاقتضاء ، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحیاة ، ولو أمکن تحصین الانسان منها بالادویة و المعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء.

و هناک کلمات ضافیة من مهره علم الطب في إمکان إطالة العمر، و تمدید حیاة البشر ،نشرت في الکتب و المجلات العلمیة الختلفة.

و بالجملة ، اتفقت کلمة الاطباء علی أنّ رعایة أصول حفظ الصحة ، توجب طول العمر ، فکلما کثرت العنایة برعایة تلک الاصول ّ طال العمر ، و لاجل ذلک نری أنّ الوفیات في هذا الزمان ، في بعض الممالک ، أقل من السابق ، والمعمّرین فیها أکثر من ذي قبل ، و ما هو الا لرعایة أصول الصحة ، و من هنا أسست شرکات تضمن حیاة الانسان إلی أمد معلوم تحت مقررات خاصة و حدود معیّنة ، جاریة علی قوانین حفظ الصحة من کل وجه ، طال عمره إلی ما شاء الله.

و إذا قرأت ما تدوّنه أقلام الاطباء في هذا المجال ، یتضح لک معنی قوله سبحانه : (( فلو لا أنه کان من المسبّحین * للبث في بطنه إلی یوم یبعثون))

فإذا کان عیش الانسان في بطن الحیتان ، في أ,ماق المحیطات ، ممکنا إلی یوم البعث ، فکیف لا یعیش إنسان ، علی الیابسة ، في إجواء طبیعیة تحت رعایة الله و عنایته ، إلی ما شاء الله؟

 

السوال الرابع:

 

علائم ظهوره (ع) ماهي؟

إذا کان للامام الغائب ، ظهورا بعد غیبة طویلة ، فلا بد من أن یکون لظهوره علائم و أشراط تخبر عن ظهوره ، فما هي هذه العلائم؟

الجواب:

إنّ ما جاء في کتب الاحادیث من الحوادث و الفتن الواقعة في آخر الزمان علی قسمین :

قسم هو من أشراط الساعة و علامات دنو القیامة .

و قسم هو مایقع قبل ظهور المهدي المنتظر.

 

و ربما وقع الخلط بینهما في الکتب،ونحن نذکر القسم الثاني منهما ، و هو عبارة عن دمور عدة ،منها:

1-النداء في السماء

2-الخسوف و الخسوف في غیر مواقعهما.

3-الشقاق و النفقاق في المجتمع

4-ذیوع الجور و الظلم و الهرج و المرج في الامة

5- ابتلاء الانسان بالموت الاحمر و الابیظ

6-قتل النفس الزکیة

7- خروج الدجال

8-خروج السفیاني.

و غیر ذلک مما جاء في الاحادیث الاسلامیة.

 

هذه هي علامات ظهورة ، و لکن هناک أمورا تمهد لظهوره و تسهل تحقیق أهدافه نشیر إلی أبرزها :

 

1-الاستعداد العالمي: و المراد منه أن المجتع الانساني _و بسبب شیوع الفساد_ یصل إلی حدّ، یقنط معه من تحقق الاصلاح بید البشر ،و عن طریق المنظمات العالمیة التي تحمل عناوین مختلفة ،و أ« ضغط الظلم و الجور علی الانسان یحمله علی أن یذعن و یقرّ بأن الاصلاح لا یتحقق إلا بظهور إعجاز إلهي ، وحضور قوّة غیبیة ، تدمّر کل تلک التکتلات البشریة الفاسدة ، التي قیدت بأسلاکها أعناق البشر.

 

2- تکامل العقول : إن الحکومة العالمیة للامام المهدةي (ع) لا تتحقق بالحروب و النیران و التدمیر الشامل للاعداء ، و إنما تتحقق برغبة الناس إلیها ،وتأییدهم لها ، لتکامل عقولهم و معرفتهم.

یقول الامام الباقر(ع) في حدیث له یرشد فیه إلی أنه إذا کان ذلک الظرف ، تجتمع عقول البشر و تکتمل أحلامهم :« إذا قام قائمنا ،وضع الله یده علی رووس العباد،فیجمع عقولهم ، تکتمل به أحلامهم ».

فقوله (ع) : فیجمع بها عقولهم ، بمعنی أن التکامل الاجتماعي یبلغ بالبشر إلی الحد الذي یقبل فیه تلک الموهبة الالهیة ،و لن یترصد للثورة علی الامام و الانقلاب علیه ،وقتله أو سجنه.

 

3-تکامل الصناعات : إن الحکومة العالمیة الموحّدة لا تتحقق إلا بتکامل الصناعات البشریة ، بحیث یسمع العالم کلّه صوته و نداءه، وتعالیمه وقوانینه في یوم واحد ،و زمن واحد.

 

قال الامام الصادق (ع) : « إن المومن في زمان القائم ،و هو بالمشرق یری أخاه الذي في المغرب ،و کذا الذي في المغرب یری أخاه الذي بالمشرق ».

4-الجیش الثوري العالمي: إن حکومة الامام المهدي (ع) و إن کانت قادمة علی تکامل العقول ، ولکن الحکومة لا تستغني عن جیش فدائي ثائر و فعّال ، یمهّد الطریق للامام (ع) و یواکبه بعد الظهور إلی تحقق إهدافه و غایاته المتوخاة.

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

امام مہدی علیہ السلام اولادعلی (ع)سے ہیں
انعقاد مؤتمرالقضية المهدوية في مدينة قم
الإمام المهدي عجّل الله فَرَجه والعلم الحديث
المدينة الفاضلة
ماذا خسر المسلمون من إبعاد أهل البيت (عليهم ...
الإمام المهدي (عج) والخلاص العالمي
أسانید علامات الظهور
الأسس التربوية والأخلاقية في حكومة المهدي ...
تكاليف عصر الغيبة الكبری
المعالم الاقتصادية والعمرانية في حكومة الامام ...

 
user comment