عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

حقیقة الوهابية(1)

حقیقة الوهابية(1)

دراسة تاريخية شاملة و مواثيق و مستندات عن دورهم الخياني في هزائم الامة الاسلامية

حامد ابراهيم عبدالله

 

المقدمة

عزيزي القاريء: إن الذي بين يديك لمحة خاطفة من تاريخ الوهابيين و جذورهم و منظريهم و المؤسسين لها و جرائمهم بحقّ الامة الإسلامية من قتل و نهب و هدم و استئصال و غارات على البلدان الإسلامية الامنة و اعتداء على الحرمين الشريفين و شن الهجوم و سلب الأمن و الأمان من المسلمين و في الأشهر الحرم و تواطئهم مع الاستعمار البريطاني لشقّ صفوف المسلمين و طعن الأمة الإسلامية من خلف و بالتالي ضرب الأمة الإسلامية و سحقها بأيادي و شعارات إسلامية و جدير أن يلقّبَ هذا التيار بالحزب الذي أسسّ علي التفرقة بين المسلمين .


المدخل

نظراً لاهتمام الوهابية و إمامهم ابن عبدالوهاب، بابن تيمية و إعتنائهم الفائق بشأنه؛ و للتأثير البالغ لكتبه في فكر ابن عبدالوهاب و آرائه، بل ان آرائه امتداد لتلك المزاعم[1]
و التكهنات. فلذا نري من الضروري، التعريف بابن تيمية اولاً. ثم ابن القيّم الجوزية، و بعد ذلك، البحث عن ابن عبدالوهاب و فتنة الوهابية.
ابن تيمية
نسبه و ولادته

هو احمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام الحراني الحنبلي الدمشقي ولد عام (661 ﻫ) إحدي و ستين و ستمائة، خمس سنوات بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد. ولد بحرّان مهد الصابئة، و كان فيها الي سبعة سنوات ثم فرّ عام 667هـ مع أُسرته الي دمشق نتيجة لهجوم التتار و استيلائهم علي البلاد. فبدأ يدرس الفقه الحنبلي و كان أبوه من شيوخ هذا المذهب.

مشايخه

درس الفقه و الأصول عند والده و سمع الحديث من الشيخ شمس‌الدين والشيخ زين‌الدين بن المنجا و المجد بن عساكر.
أول شذوذ في ابن تيمية

ورد إليه سؤال من حماة و فيه: ما قول السادة العلماء في آيات الصفات . كقوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)[2]
و قوله : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) >[3]
و قوله(ص): «إنَّ قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن»[4]
، و قوله : «يضع الجبار قدمه في النار»[5]
فأجاب بما هو نص في التجسيم ـ و سيوافيك في الأبحاث الآتية ـ فأحدث ضجة كبري ، و عُرف بالشذوذ و الانحراف. و كان ذالك عام 698ﻫ.

يقول ابن كثير : قام عليه جماعة من الفقهاء و أرادوا إحضاره إلى مجلس القاضي جلال الدين الحنفي، فلم يحضر فنودي في البلد في العقيدة التي كان قد سأله عنها أهل حماة ، المسماة بالحموية...[6]
و في عام 705ه‍ جري حوار بينه و بين شريحة من القضاة و بالتالي صدر القرار بنفيه الي مصر ... ثم عام 706ه‍ أحضر الأمير سيف‌الدين سلار نائب مصر، القضاة الثلاثة: الشافعي والمالكي والحنبلي، والفقهاء: الباجي و الجزري و النمواري و تكلموا بإِخراجه من الحبس والمنفي علي أن يرجع عن بعض عقائده. وبالتالي أفرج عنه و اختار هو الإقامة بمصر، و لكن عام 707 ادعى ابن عطاء عليه اشياء ري القاضي بدرالدين بن الجماعة: أن في آراءه قلة أدب بساحة النبي(ص) فتمّ الأمر بحبسه الي عام 708ه‍ ثم توجّه منفيآ الي الاسكندرية.

ثم صدر منه بعد ذلك فتاوي شاذة... فحبس .... و جعل في قلعة دمشق ... ثم منع من الكتابة و المطالعة. و أخرجوا ما كان عنده من الكتب ، و لم يتركوا عنده دواة و لا قلما ولا ورقا.[7]
و مات عام 728.

و قد يتضح مما تلوناه عليك :

1. انه لم يكن رجلا موضوعياً يهمّه ما كان يعاني منه المسلمون في تلك الظروف العصيبة التي كانت الدعوة الي الوحدة فيها أحوج ما يحتاج اليه الناس، فكان يبث بذور الفتنة و الخلاف بعد فترة و فترة و يشغل الحكومات و القضاة عن القيام بالواجب إلي نقل الشيخ من مكان الي مكان.

2 . ان آراءه كانت مخالفة لما هو المشهور، المجمع عليه بين العلماء و أن جماهير القضاة و الفقهاء كانت مخالفة لما كان يبرزها من الآراء.

3. ان الرجل كان معروفا بالقول بالتجسيم و التشبيه و الجهة...

4. انه كان يعارض فكرة الاستغاثة بالرسول الاكرم(ص) و كان يفتي بحرمة ذلك و يروّج حرمة زيارة قبور الانبياء و الصالحين.

موقف علماء عصره من ابن تيمية

1. صفي الدين الهندي الأرموي- المتوفي عام 715 ﻫ ـ و هو من كبار المذهب الأشعري و قد ناظر ابن تيمية في مجلس حوار بينهما و كان هذا الهندي طويل النفس في التقرير، اذا شرع في وجه يقرره لا يدع شيئا الا أشار اليه في التقرير، فلما شرع يقرر، أخذ ابن تيمية يعجّل عليه علي عادته ، و يخرج من شيء الي شيء، فقال له الهندي:

ما أراك يابن تيمية إلاّ كالعصفور حيث أردت ان اقبضه من مكان ، فرّ الي مكان آخر.

و حبس بعد ذلك ونودي عليه و علي أصحابه ، فعزلوا عن وظائفهم.[8]

2.شهاب الدين الحلبي (733 ﻫ :)

فانّه الّف كتابا في نفي الجهة ردّا علي ابن تيمية و قال في المقدمة:

أما بعد فالذي دعا الي تصدير هذه النبذة، ما وقع في هذه المدّة، مما علقه بعضهم في اثبات الجهة، و اغترّ بها من لم يرسخ له في التعليم قدم . و لم يتعلق بأذيال المعرفة. ولا استبصر بنور الحكمة. فأحببت أن أذكر عقيدة أهل السنة و أهل الجماعة ثم أُبيّن فساد ما ذكره مع أنه لم يدّع دعوي إلا نقضها و لا أطّد قاعدة الا هدمها...[9]
3. قاضي‌القضاة كمال‌الدين الزملكاني :733ﻫ: و هو الامام العلامة المناظر - كما عن السبكي - صنف في الرد على ابن تيمية في مسألتي الطلاق و الزيارة.[10]
4. الحافظ شمس‌الدين الذهبي 748ﻫ: و قد نصحه برسالة منه: «الي كم ترى القذاة في عين أخيك و تنسى الجذع في عينيك؟ الي كم تمدح نفسك و شقاشقك و عباراتك، و تذم العلماء و تتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول : لا تذكروا موتاكم الا بخير، فانهم قد أفضوا الي ما قدّموا.» بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: انّما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شمّوا رائحة... الاسلام، و لا عرفوا ما جاء به محمد(ص) و هو جهاد ، بلي و الله عرفوا خيراً كثيرا مما اذا عُمل به العبد فقد فاز. و جهلوا شيئاً كثيرا مما لا يعنيهم؛ و من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ، يا رجل! بالله عليك كفّ عنّا فإنّك محجاج عليم اللسان لا تقرُّ و لاتنام، و اياكم و الغلوطات في الدين ، كره نبيك المسائل و عابها و نهى عن كثرة السؤال و قال: إنَّ اخوف ما اخاف علي اُمتي كل منافق عليم اللسان». و كثرة الكلام بغير زلل، تقسي القلب اذا كان في الحلال و الحرام . فكيف اذا كان في عبارات اليونسية الفلاسفة و تلك الكفريات التي تعمي القلوب و الله قد صرنا ضحكة في الوجود ، فإلي كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية؟ لنردَّ عليها بعقولنا

يا رجل! قد بلعت سموم الفلاسفة و تصنيفاتهم مرّات، و كثرة إستعمال السموم يدمن عليه الجسم ، و تكمن والله في البدن واشوقاه الي مجلس فيه تلاوة بتدبر و خشية بتذكر و صمت بتفكّر و اهاً لمجلس يذكر فيه الابرار. فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة بل عند ذكرالصالحين يذكرون بالازدراء و اللعنة، كان سيف الحجاج و لسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما.

.... يا خيبة من اتبعك فانه معرَّض للزندقة و الانحلال لا سيما اذا كان قليل العلم و الدين باطولـيّاً شهوانيا لكنّه ينفعك و يجاهد عنك بيده و لسانه و في الباطن عدّو لك بحاله و قلبه.

فهل معظم أتباعك الاّ قعيد مربوط خفيف العقل ؟ أو عامي كذاب بليد الذهن ، او غريب واجم ، قويّ المكر أو ناشف صالح عديم الفهم فان لم تصدّقني ففتّشهم و زنهم بالعدل،

يا مسلم اقدم حمار شهوتك لمدح نفسك الي كم تصادقها و تعادي الاخيار؟ الى كم تصادقها و تزدري الابرار؟ الى كم تعظّمها و تصغّر العباد؟ الي كم تخاللها و تمقت الزهاد؟ الى متي تمدح كلامك بكيفية لا تمدح و الله بها احاديث الصحيحين؟

يا ليت احاديث الصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف و الاهدار، او بالتأويل و الانكار. اما آن لك ان ترعوي؟ اما آن لك أن تتوب و تنيب؟ أما انت في عشر السبعين و قد قرب الرحيل؟ بلي والله ما اذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل علي قولي و لاتصغي الي وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات . و تقطع لي أذناب الكلام ، و لا تزال تنتصر حتي اقول: البتة سكتُّ. فاذا كان هذا حالك عندي و انا الشفوق المحب الوادّ، فكيف حالك عند أعدائك؟ و أعدائك فيهم صلحاء و عقلاء و فضلاء. كما أن أولياءك فيهم فجرة و كذبة و جهلة و بطلة و عور و بقر. قد رضيت منك بأن تسبّني علانية ، و تنتفع بمقالتي سراً - فرحم الله امرءا أهدي اليَّ عيوبي....[11]
5. الحافظ عبد الكافي السبكي: 756 ﻫ: و هو احد من رد على ابن تيمية و الّف كتابا اسماه «شفاء السقام في زيارة خير الانام» و ربما سمّي بـ «شن الغارة على من أنكر السفر للزيارة».
قال عبد الكافي في شأن الوالد: قام حين خلط على ابن تيمية الامر و سوّل له قرينه الخوض في ضحضاح ذلك الجمر حين سدّ باب الوسيله و انكر شدّ الرحال لمجرد الزيارة و ما برح يولج و يسير حتى نصر صاحب ذلك الحمي الذي لا ينهك و قد كادت تذود عنه قسراً صدور الركائب و تجّر قهرا عنه القلوب بتلك الشبهة التي كادت شرارتها تعلق بحداد الاوهام. كيف يزار المسجد و يخفي صاحبه او يخفيه الابهام؟ و لو لاه عليه السلام لما عرف تفضيل ذلك المسجد و لو لاه لما قدّس الوالي، و لا اسس علي التقوي مسجد في ذلك النادي

و قال أيضاً في خطبة كتابه : الدرة المضيئة في الرد علي ابن تيمية: اما بعد فانه بعد ما احدث ابن تيمية ما احدث في اصول العقائد ، و نقض من دعائم الاسلام الاركان و المعاقد. بعد ان كان مستترا بتبعية الكتاب و السنة. مظهرا انّه داع الي الحق ، هاد الي الجنة، فخرج عن الاتّباع الي الإبتداع و شذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع و قال بما يقتضي الجسمية و التركيب في الذات المقدسة و إن الافتقار الي الجزء ليس بمحال. و قال: بحلول الحوادث بذات الله تعالي....
و قال السبكي ايضا: إعلم ان هذه الرفقه -اي المزي و الذهبي و البرزالي- و كثيرا من اتباعهم أضرَّ بهم ابو العباس ابن تيمية اضرارا بينّا و حملّهم من عظائم الامور امراً ليس هيّناً و جرّهم الي ما كان التباعد عنه اولى بهم و اوقفهم في دكادك من نار....[12]
6. اليافعي: قال في مرآة الجنان في ترجمة ابن تيمية : ... وله مسائل غريبة، مباينة لمذهب أهل السنة و من أقبحها نهيه عن زيارة النبي(ص).[13]
7. ابوبكر الحصني الدمشقي المتوفي عام 829ﻫ: يقول: فاعلم أني نظرت في كلام هذا الخبيث الذي في قلبه مرض الزيغ ، المتتبع ما تشابه من الكتاب و السنة ابتغاء الفتنة، و تبعه على ذلك خلق من العوام و غيرهم ممن اراد الله عزوجل إهلاكه فوجدت فيه ما لا اقدر علي النطق به و لا لي انامل تطاوعني علي رسمه و تسطيره لما فيه من تكذيب ربِّ العالمين. في تنزيهه لنفسه في كتابه المبين و كذا الازدراء بأصفيائه المنتجبين و خلفائهم الراشدين و أتباعهم الموفّقين، فعدلت عن ذلك الي ذكر ما ذكره الائمة المتقون، و ما اتفقوا عليه من تبعيده و إخراجه ببغضه من الدين.[14]
8. شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المتوفي عام 973ﻫـ قال في ترجمة ابن تيمية : ابن تيمية عبد خذله الله و اضله و اعماه و اصمه و اذلّه، بذلك صرّح الائمة الّذين بيّنوا فساد احواله و كذب اقواله ... والحاصل أنّه لايقام لكلامه وزن، بل يرمي في كل وعر و حزن و يعتقد فيه انه مبتدع، ضال، غال، عامله الله بعدله، و أجارنا من مثل طريقته و عقيدته و فعله.[15]
و قال: فان قلت: كيف تحكي الاجماع السابق علي مشروعية الزيارة والسفر اليها و ابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله ، و أطال ابن تيمية في الاستدلال بذلك بما تمجّه الاسماع و تنفر منه الطباع ...
قلت : من هو ابن تيمية حتي ينظر اليه؟ او يعوّل في شيء من امور الدين عليه؟ و هل هو الا كما قال جماعة من الائمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة و حججه الكاسدة: حتي أظهروا عوار سقطاته و قبايح اوهامه و غلطاته كالعز من جماعة: عبد اذلّه الله و أغواه و البسه رداء الخزي و بوّأه من قوة الافتراء و الكذب ما اعقبه الهوان و اوجب له الحرمان..[16]
9 ـ ملا علي القاري الحنفي المتوفي: 1016ﻫـ قال في شرح الشفا: و قد افرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرّم السفر لزيارة النبي(ص) كما أفرط غيره حيث قال: كون الزيارة قربة معلوم من الدين بالضرورة. و جاحده محكوم عليه بالكفر و لعل الثاني أقرب الي الصواب، لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه علي الاستحباب يكون كفرا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب.[17]
10. النبهاني : قال في شواهد الحق : فقد ثبت و تحقق و ظهر ظهور الشمس في رابعة النهار أنّ علماء المذاهب الاربعة قد اتفقوا علي ردّ بدع ابن تيمية، و منهم من طعنوا بصحة نقله كما طعنوا بكمال عقله، فضلا عن شدّة تشنيعهم عليه في خطئه الفاحش في تلك المسائل التي شذّ بها في الدين و خالف بها اجماع المسلمين و لا سيما فيما يتعلق بسيد المرسلين.[18]
11. و قال ابن بطوطه : و كان في عقله شيء.[19]
12. قال الحافظ ابو الفضل الغماري : و ابن تيمية ... يسميه بعضهم شيخ الاسلام و هو ناصبي عدو لعلي ـ كرم الله وجهه ـ و اتهم فاطمة3 بأن فيها شعبة من النفاق و كان مع ذلك مشبّها الي بِدَع اخري كانت فيه. و من ثم عاقبه الله تعالى ... فكانت المبتدعة بعد عصره تلامذة كتبه و نتائج افكاره و ثمار غرسه.[20]
14. و قال ابن حجر العسقلاني : افترق الناس فيه- ابن تيمية- شيعاً فمنهم من نسبه الي التجسيم لقوله : إن اليد و القدم و الساق و الوجه صفات حقيقية لله و انه مستوٍ على العرش ذاته. و منهم من ينسبه الي الزندقة لقوله : النبي لا يستغاث به و أن في ذلك تنقيصاً و منعاً من تعظيم النبي(ص).

و منهم من ينسبه الي النفاق لقوله في علي2 ما تقدم، أخطا في سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب... و لقوله انما قاتل للرئاسة لا للديانة ... فانه شنّع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله : ولا يبغضك الا منافق.[21]
وقال ايضاً في تجاسره علي علي عليه السلام و تحامله عليه: كم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي ـ اي العلامة الحلي في منهاج الكرامة ـ أدّته إحياناً إلي تنقيص علي رضي الله عنه. [22]
هذا اجمال ما يتعلق بابن تيمية و اما تلميذه الذي كان السبب الوحيد لرواج اَفكاره و مزاعمه فلابد من الاشارة الى ترجمته...
ابن القيم محمد بن ابي بكر الحنبلي751ﻫ
و كان اسمه ابن زفيل الزرعي المعروف بابن القيّم و كان تلميذاً له و قد تابعه في شواذه حياً و ميتا ًو يقلده فيها تقليداً اعمي في الحق و الباطل ... و ان كان يتظاهر بمظهر الاستدلال، لكن لم يكن استدلاله المصطنع سوى ترديد منه لتشغيب قدوته . دائباً علي اذاعة شواذ شيخه . طالبا تلطيف لهجة استاذه. لتنفق سلع استاذه علي الضعفاء و كان عمله كله التلبيس عن تلك الأهواء حتى افنى عمره بالدندنة حول مفردات شيخه .
قالوا فيه :

1. قال الذهبي عني بالحديث بمتونه و بعض رجاله و كان يشتغل في الفقه و قد حبس مدة لإنكاره على شد الرحال لزيارة قبر الخليل (ابراهيم)...[23]
2. و قال ابن حجر : في الدرر الكامنة : غلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من اقواله بل ينتصر له في جميع ذلك و هو الذي هذّب كتبه و نشر علمه ... و اعتقل مع ابن تيمية بعد ان أُهين و طيف به على جمل مضروباً بالدرة فلما مات أفرج عنه وامتحن مرة اخرى بسبب فتاوى ابن تيمية و كان ينال من علماء عصره و ينالون منه.[24]
3. قال ابن كثير : كان يُقصد للافتاء بمسألة الطلاق، حتي جرت له بسببها اُمور يطول بسطها مع السبكي و غيره و كان جمّاعا للكتب فحصّل منها ما لايُحصر، حتى كان اولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوي ما اصطفوه منها لأنفسهم و كان معظمها من كلام شيخه....[25]
و لايزال يدندن حول مفرداته و ينصرها و يحتج لها.

4. قال ابن الحصني: «... و كان علي هذا الاعتقاد ـ حرمة شدّ الرحال للزيارة ـ تلميذه ابن قيّم الجوزية الزرعي، و اسماعيل بن كثير الشركويني، فاتفق أنّ ابن قيّم الجوزية سافر الي القدس الشريف، و رقي علي منبر في الحرم... و قال: ... و ها أنا راجع و لا أزور الخليل.

وجاء الي نابلس، و عمل له مجلس وعظ، و ذكر المسألة بعينها حتي قال: فلايزور قبر النبي(ص) فقام اليه الناس و ارادوا قتله: فحماه منهم والي نابلس، و كتب اهل القدس و اهل نابلس الي دمشق يعرّفون صورة ما وقع منه. فطلبه القاضي المالكي فتردد و صعد الي الصالحية، الي القاضي شمس‌الدين الحنبلي و أسلم علي يديه، فقبل توبته و حكم بإسلامه و حقن دمه، و لم‌يعزّره لأجل ابن تيمية... ثمّ احضر ابن قيّم و ادّعي عليه بما قاله في القدس الشريف و في نابلس فانكر. فقامت عليه البيّنة بما قاله: فأدّب و حمل علي جمل، ثمّ أعيد الي السجن، ثم أحضر الي مجلس شمس‌الدين المالكي، و ارادوا ضرب عنقه، فما كان جوابه الاّ أن قال: انّ القاضي الحنبلي حكم بحقن دمي و بإسلامي، و قبول توبتي، فأعيد الي الحبس الي أن اُحضر الحنبلي. فأخبر بما قاله: فاُحضرو عزّر و ضرب بالدرّة، و اركب حماراً و طيف به في البلد و ردّوه الي الحبس و جرّسوا ابن القيّم و ابن كثير، و طيف بهما في البلد، و علي باب الجوزية لفتواهم في مسألة الطلاق.[26]
نماذج من المزاعم

النموذج الاول:

المراد من النهي عن دعوة غير الله؟

إنّ الوهابية تبعاً لابن تيمية يتمسكون بالآيات من دون ان يتفكروا في مفادها و موردها فيعدون دعاء الصالحين و الاستغاثه بهم و الطلب منهم شركاً. بحجة انه سبحانه عدّ دعاء المشركين للاصنام و الاوثان شركاً.

1 . (وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً).[27]
2. ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ ءٍ).[28]
3. (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ).[29]
4. (وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ).[30]
5. ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِيلاً).[31]
6 . (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)[32]
7 . (وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَ لا يَضُرُّكَ).[33]
8. (وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ).[34]
ترى الوهابيين و بكل وقاحة يطبّقون هذه الآيات علي المسلمين الموحدين الذين لايعتقدون في حق الانبياء و الصالحين سوي كونهم عبادا مقربين، تستجاب دعوتهم اذا دعوا و يقومون بحاجة المستنجد، بإذنه سبحانه.
فنقول في الجواب:
1. إنّ هذه الآيات تختص بالمشركين الذين كانوا يزعمون في اصنامهم أنّهم آلهة يملكون كشف الضر و التحويل و ينصرون بلا استئذان منه سبحانه . لأنهم يملكون هذا الجانب من الافعال الالهيه و اين هذا من عقيدة المسلم الموّحد في حق الانبياء الصالحين من أنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم و هم بأمره يعملون.
2. المراد بالدعاء في هذه الايات ليس الدعوة المجردة وبمعني النداء بل المراد هو الدعاء الخاص المرادف للعبادة، فقد جمع الله تعالى بين الدعوة و العبادة في آية واحدة:
(وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ).[35]
يقول الامام زين العابدينعليه السلام: فسمّيتَ دعائك عبادة، وتركه اِستكباراً و توعدّت على تركه دخول جهنم داخرين. [36]
و ما ورد في الحديث : الدعاء مخ العبادة [37]،
فالمراد هو هذا القسم من الدعاء اي الدعاء المقرون بإُلوهية المدعو بنحو من الانحاء .
3.انّ المراد من المنهي عنه في الآيات هو جعل المدعوّ في رتبة الله الخالق كما يعرب عنه قوله: (وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً).[38]
و كان هذا هو اساس عبادة المشركين.
قال سبحانه: (وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ)[39]
(إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ )[40]
النموذج الثاني : مصلحة التفرقه بين المسلمين
يرى ابن تيمية تبعاً لما يدعي وجودهم من الفقهاء أن مصلحة التفرقة بين مذاهب الامة الاسلامية ترجح على مصلحة فعل المستحب. فلو دارالأمر بين فعل ما هو ثابت استحبابه و بين ان لا يتميز الشيعي من السني ولو بترك هذا المستحب، فترك المستحب اولي!!! كما قال:

و من هنا ذهب من ذهب من الفقهاء الى ترك بعض المستحبات اذا صارت شعارا لهم ـ اي للشيعة ـ فانه و إن لم‌يكن الترك واجبا لذلك و لكن في اظهار ذلك مشابهة لهم فلا يتميز السني من الرافضي، و مصلحة التميز عنهم لأجل هجرانهم و مخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب.[41]
اقرا العبارة مرة ثانية ثم فكّر : من هو التابع للسنة النبوية و من العامل بها؟ هل ابن تيمية الذي يري ترك السنّة الثابتة، ام أتباع مدرسة اهل البيت:، الذين يعملون بالسنة و يجعلون العمل بها شعاراً لهم كما يقوله ابن تيمية؟!
النموذج الثالث:
يرى ابن تيمية حرمة الاستغاثة بقبر النبيِّ(ص) او اي صالح و يعتبره شركاً و يستحل بذلك دم المستغيث!
قال : من ياتي الي قبر نبي او صالح و يسأله حاجته و يستنجده مثل ان يسأله ان يزيل مرضه او يقضي دينه او نحو ذلك ممّا لايقدر عليه الا الله فهذا شرك صريح يجب ان‌يستتاب صاحبه فان تاب و الا قتل.[42]
كأن الرجل لم‌يطّلع علي سيرة المسلمين منذ توفي الرسول الاكرم(ص) الي يومنا هذا. حيث أنهم كانوا يستغيثون بالقبر الشريف او انه كان مطّلعا علي سيرة المسلمين و لكن آراءه خارجة و شاذة عن طريقة المسلمين و سيرتهم.
1ـ هذا عثمان بن حنيف الصحابي يأمر رجلاً بالتوسل و الاستغاثة بقبر النبي(ص).[43]
2 ـ هذه عائشة تأمر اهل المدينة بالاستغاثة بقبر النبي لأجل الاستسقاء.[44]
3 ـ ها هم اهل المدينة عام 53ه‍ لاذوا بقبر النبي(ص) ثلاثة أيام، صغيرهم و كبيرهم مستغيثين به لدفع شرّ زياد بن ابيه. [45]
فمات بعد هذه التوسلات والاستغاثة بالقبر الشريف.
4 ـ و قد استغاث رجل في عهد الخليفة الثاني بقبر رسول الله(ص) [46]
بمري ومسمع من الصحابة بمن فيهم علي بن ابيطالب عليه السلام.
5 ـ و قد استغاث شيخ الحنابلة ابو علي الخلال بقبر الامام الكاظم ببغداد. [47]
6 ـ و قد استغاث الشافعي - محمد بن ادريس- بقبر أبي حنيفة. >[48]
7 ـ و قد استغاث اهل سمرقند بقبر البخاري عام 460هـ و بكي الناس عند القبر، و تشفّعوا بصاحبه.[49]
8 ـ وهذا كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بسيد الانام . للبلنسي المتوفي عام 634 ﻫ. طافح بأسماء و قصص ممن استغاث بقبر النبي(ص) من اكابر الصحابة و التابعين و الفقهاء و المحدثين من السنة. امثال المنكدر الصحابي و الد محمد بن المنكدر و ابن المنكدر نفسه[50]
و الطبراني مولف المعجم الكبير [51]
و محب‌الدين الطبري كما استغاث السمهودي نفسه ايضا بالقبر الشريف فقضيت حاجته.
9 ـ و هذه فتاوى علماء الاسلام في استحباب الاستغاثة بقبر النبي(ص) كالقيرواني المالكي المتوفي 737ﻫ.[52]
و القسطلاني المتوفي 923ﻫ[53]
و المراغي المتوفي 816 ﻫ[54]
و الشيخ سلامه العزامي [55]
و العشرات من نظائرهم، و كأن ابن تيمية لم‌يطّلع على آرائهم، او إنه اطّلع على ارائهم و لكنه قد حكم عليهم بالارتداد و الشرك و اصدر فيهم حكم الاعدام!! و لاجل المزيد من التوضيح يراجع كتاب روافد الايمان الي عقائد الاسلام ص 64-91.
محمد بن عبد الوهاب
لقد اندرست افكار ابن تيمية بعد موته و موت ابن قيم لو لا أن محمد بن عبد الوهاب، اخذ يروّج له

موجز من ترجمته

ولد عام 1111 أو 1115 ﻫ و توفي 1207 و عمّر اكثر من تسعين سنة نشا في بلدة عيينة في نجد، و تلقي الدروس على علماء الحنابلة . ثم غادر بلده متوجها الي المدينة المنوّرة.
يقول أحمد أمين: سافر الى المدينة ثم أقام في البصرة اربع سنين ثم في بغداد خمس سنين ثم سنة في كردستان ثم سنتين في همدان، ثم اصفهان ثم خرج الى الناس بدعوته الجديدة.
قال علي عليه السلام: ما اضمر احد شيئاً الاّ ظهر في فلتات لسانة و صفحات وجهه. [56]
و قد تفرس فيه العلماء : اضلاله؛ و ان والده كان يتفرس فيه الالحاد و يحذّر الناس منه و كذلك اخوه الشيخ سليمان حيث الّف كتابا في الرد على ما احدثه من البدع و العقائد الزائغة و اسماه «الصواعق الالهية في الرد على الوهابية» و كان ابن عبد الوهاب مولعاً بمطالعة اخبار من ادعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب و سجاح و
الاسود العنسي و طليحة[57]
الاسدي و اضرابهم . كما صرح بذلك ميرزا ابو طالب الاصفهاني من معاصريه. [58]
دعواه النبوة و نزول الوحي عليه
1.روي الفقيه الشافعي، احمد زيني دحلان، أنَّ رجلاً قال لابن عبدالوهاب: هذا الذي جئتَ به متصل ام منفصل؟ فقال له: حتّي مشايخي و مشايخهم الي ستمائة سنة كلهم مشركون. فقال له الرجل: اذن، دينك منفصل لا متصل فعمّن أخذته؟ فقال: وحي إلهام كالخضر.» [59]
2.كتب في رسالته: وأنا أخبركم عن نفسي: والله الذي لا اله الاّ هو لقد طلبتُ العلمَ و إعتقدَ من عرفني أنَّ لي معرفة و أنا ذلك الوقت لا اعرف معني لا اله الا الله... و لا اعرف دين الاسلام! قبل هذا الخبر الذي منَّ الله به. و كذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك.» [60]

 


source : www.aban.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفاطميون بين حقائق التاريخ وظلم المؤرخين
رد الشمس لعلي عليه السلام
الإمام (عليه السلام) والسلطة العباسيّة
بيع الأصنام
هل صحّ حديث (لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة) من طرق ...
افتتح البخاري صحيحه بالطعن في النبي صلى الله ...
فاطمة بنت أسد عليها السّلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...
المأساة والتأسي
محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ...

 
user comment