عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

مـضـغ الـلـحم : حركه في فمه وقطعه باسنانه ليبتلعه , ويقال لقطعة اللحم التي هي قدر ما يمضغ :

  
مـضـغ الـلـحم : حركه في فمه وقطعه باسنانه ليبتلعه , ويقال لقطعة اللحم التي هي قدر ما يمضغ :
مـضغة , ومن ثم يقال للجنين في بطن الحامل حين يصير قطعة لحم قدر ما يمضغ في الفم : مضغة بعد ان كان علقة .
ز ـ انشا:
انشا الشي ء: اوجده واحدثه ورباه .
وانشا اللّه الخلق : خلقهم ورباهم .
تفسير الايات .
ولـقد خلقنا الانسان من صفو منتزع من طين الارض , ثم جعلناه نطفة في مكان مستقر وهو الرحم , ثم صيرنا النطفة دما جامدا غليظا يلزق بما مسه , ثم صيرنا ذلك الدم الجامد لحما كالممضوغ وبقدر ما يحويه الفم .
ثم صيرنا المضغة عظاما.
فكسونا العظام لحما, ثم صيرناه خلقا آخر له اعضاء وروح , فتبارك اللّه احسن الخالقين الذي .
خلق هذا المخلوق .
عود على بدء:
يـاتـي بـعـد الايـات (12 و13 و14) من سورة (المؤمنون ) ذكر بعض الملخوقات التي سخرت للانسان , ثم الحديث عن انواع مخلوقات اللّه , ثم يقول تعالى في السورة نفسها:
(ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره افلا تتقون ) (الاية 23).
ثـم يـذكـر انـشاء الامم الاخرى التي خلقها اللّه عز وجل , ويفصل بيان كفرها حتى الاية الحادية والتسعين التي يقول فيها:
(ما اتخذ من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) (الاية 91).
وهـكـذا نرى في هذه الايات ان الصفة البارزة للالوهية هي (الخالقية ), ولهذا نجد ان اللّه عز وجل يسال المشركين بعد قوله تعالى في سورة الاحقاف :
(ما خلقنا السموات والارض وما بينهما الا بالحق ) (الاية 3).
قـائلا: (قل ارايتم ما تدعون من دون اللّه اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السموات ) (الاية 4).
وكذلك الامر في قوله تعالى :
ا ـ في سورة الرعد:
(ام جعلوا للّه شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ) (الاية 16).
ب ـ في سورة الرعد ايضا:
(قل اللّه خالق كل شي ء وهو الواحد القهار) (الاية 16).
ج ـ في سورة المؤمنون :
كما مر اعلاه .
د ـ في سورة النحل :
(افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون ) (الاية 17).
ويـتـكرر هذا المعنى في الاية (20) من سورة النحل والاية (3) من سورة الفرقان و(191) من سورة الاعراف .
فـي كـل هذه الايات نجد التحدي ومحاججة المشركين في مسالة توحيد الالوهية باحدية الخالق , ففي الاية الاولى يسال اللّه عز وجل الكفار ويقول :
(اروني ما تدعون من دون اللّه ماذا خلقوا لكم من الارض ).
وفي الاية الثانية يقول :
هـل جعلتم للّه شركاء لانكم وجدتم لهم مخلوقات مثل مخلوقات اللّه وتشابه عليكم خلق اللّه بخلق غيره ؟.
ويتساءل في الاية الثالثة ويقول :
هل يستوي من يخلق مع من لا يخلق ؟.
وكذلك يقول عز وجل:
(ما كان معه من اله ).
وفي آية اخرى ـ ايضا ـ يقول :
قل اللّه خالق كل شي ء وهو الواحد القهار.
هـكـذا نـرى الـقـرآن الكريم يحتج في مقام الاستدلال على المشركين الذين يعبدون آلهة اخرى ويـشـركونهم في العبادة مع اللّه الواحد الاحد, ويقول ان خلق الخلق خاص باللّه , والالهة الاخرى ليست لها اية قدرة على الخلق .
ومن ثم ندرك ان الصفة البارزة للاله هي الخالقية .
وفي الايات التالية يظهر ذلك بشكل اوضح , حيث قال اللّه تعالى :
ا ـ في سورة الانعام :
(ذلكم اللّه ربكم لا اله الا هو خالق كل شي ء فاعبدوه ) (الاية 102).
ب ـ في سورة هود:
(قال يا قوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره هو انشاكم من الارض ) (الاية 61).
ج ـ في سورة فاطر:
(هل من خالق غير اللّه يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو) (الاية 3).
د ـ في سورة الفرقان :
(واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) (الاية 3).
هـ ـ في سورة الحج :
(يـا ايـها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يـسـلـبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا اللّه حق قدره ان اللّه لقوي عزيز) (الايتان 73 ـ 74).
انـ اللّه تعالى يخاطب في هذا الموضوع من القرآن الكريم كل الناس الذين يدعون آلهة من دون اللّه ويقول لهم :
استمعوا لهذا المثل : ان الذين تدعون من دون اللّه (فراعنة كانوا ام ابقارا ام آلهة اخرى ) لن يخلقوا ذبابا.
ان اي فرعون من الفراعنة واية بقرة معبودة من الابقار, واي اله آخر من آلهة الناس , لن يخلقوا اقذر حشرة يعرفها الناس (كل الناس ) ومنتشرة في مجتمعات الناس كلها, ويتقذر منها الناس كل الناس لـن يستطيع اي واحد من تلكم الالهة ان يخلق وحده ذبابة قذرة , ولن تستطيع كل الالهة لو اجتمعت وتظاهرت على خلق ذبابة واحدة .
وان يسلب الذباب تلكم الالهة : (ابقارا كانت , او فراعنة , او آلهة اخرى ) شيئا فلن تستطيع استنقاذه مـنـه , فـلـو امتص الذباب ـ مثلا ـ من بقرة من آلهة الهندوس دما لما استطاعت تلك البقرة من آلهة الهندوس ان تستنقذ حقها: دمها المسلوب .
كـم هـي عاجزة وضعيفة تلك البقرة من آلهة البشر هـذه الالـهة الضعيفة الخلق اجمعين انه لقوي عزيز.
وبـنـاء عـلـى هـذا فان الخلق كله من اللّه تعالى وحده , وهو الذي يخلق الخلق ويوجد كل موجود ويحيي ويميت , وهو مالك كل شي ء.
فـلا يوجد مؤثر آخر في عالم الخلق غير اللّه تعالى كي نتجه اليه في طلب حاجاتنا, ومن ثم يجب ان نعبده وحده ونطلب الحوائج منه وحده .
والايات التالية ـ ايضا ـ توضح هذا المعنى حيث يقول اللّه تعالى في :
ا ـ سورة الانعام :
(قـل ارايـتم ان اخذ اللّه سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من اله غير اللّه ياتيكم به ) (الاية 46).
ب ـ سورة الاعراف :
(الذي له ملك السموات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت ) (الاية 158).
ج ـ سورة القصص :
(من اله غير اللّه ياتيكم بضياء افلا تسمعون ) (الاية 71).
د ـ سورة الزمر:
(ذلكم اللّه ربكم له الملك لا اله الا هو فانى تصرفون ) (الاية 6).
هـ ـ سورة الدخان :
(لا اله الا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين ) (الاية 8).
و ـ سورة طه :
(انما الهكم اللّه الذي لا اله الا هو وسع كل شي ء علما) (الاية 98).
ز ـ سورة الاسراء:
(قل لو كان معه آلهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا) (الاية 42).
ح ـ سورة مريم :
(واتخذوا من دون اللّه آلهة ليكونوا لهم عزا) (الاية 81).
ط ـ سورة الانبياء:
(ام لهم آلهة تمنعهم من دوننا) (الاية 43).
ى ـ سورة يس :
(ءاتخذ من دونه آلهة ان يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولاينقذون ) (الاية 23).
ك ـ سورة يس ـ ايضا ـ:
(واتخذوا من دون اللّه آلهة لعلهم ينصرون ) (الاية 74).
ل ـ سورة هود:
(فما اغنت آلهتهم التي يدعون من دون اللّه من شي ء) (الاية 101).
وهـكذا يصرح القرآن الكريم بان كل انواع خلق الخلق مخصوص بالاله الواحد, من انزال المطر, وانـبـات الـنـبـات , وشفاء الامراض , والنصرة على العدو المقتدر, وازالة الفقر, كل هذه الامور وامثالها,.
وكل فعل آخر في الوجود انما هو من اللّه تعالى وحده , فهو الاله الحقيقي للعالم , ليس له شريك في قـدرتـه وافعاله , وهو احد لا شبيه له : (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) وهو اللّه عز وجل كما وصف نفسه جل اسمه وقال تعالى في :
ا ـ سورة النساء:
(انما اللّه اله واحد سبحانه ان يكون له ولد) (الاية 171).
ب ـ سورة المائدة :
(لقد كفر الذين قالوا ان اللّه ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد) (الاية 73).
ج ـ سورة النحل :
(وقال اللّه لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد) (الاية 51).
ولما كانت الالوهية للّه وحده فالعبادة اذا لا تكون الا له وحده , ولا يجوز عبادة غيره معه كما قال تعالى في :
ا ـ سورة طه :
(انني انا اللّه لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ) (الاية 14).
ب ـ سوره الانبياء:
(وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ) (الاية 25).
وصدق اللّه العظيم حيث يقول في سورة النمل :
(امـن خـلق السموات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها ءاله مع اللّه بل هم قوم يعدلون امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ءاله مع اللّه بل اكثرهم لا يعلمون امن يجيب المضطر اذا دعاه ويـكـشـف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ءاله مع اللّه قليلا ماتذكرون امن يهديكم في ظلمات البر والـبـحـر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ءاله مع اللّه تعالى اللّه عما يشركون امن يبدا الـخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض ءاله مع اللّه قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) (الايات 60 ـ 64).
اذا فـانه لا اله الا اللّه وحده لا شريك له , وكذلك ليس للّه بنات وبنون كما زعمه من ندرس قوله في ما ياتي بحوله تعالى .
ـ د ـ.

اللّه بنات وبنون ؟
في القائلين بتعدد الالهة من خرقوا للّه بنات وبنين كما اخبر اللّه سبحانه عنهم فقال :
ا ـ في سورة الصافات :
(فاستفتهم الربك البنات ولهم البنون ) (الاية 149).
(ام خلقنا الملائكة اناثا وهم شاهدون ) (الاية 150).
(الا انهم من افكهم ليقولون ) (الاية 151).
(ولد اللّه وانهم لكاذبون ) (الاية 152).
(اصطفى البنات على البنين ) (الاية 153).
(مالكم كيف تحكمون ) (الاية 154).
ب ـ في سورة الزخرف :
(وجـعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسالون وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) (الايتان 19 ـ 20).
(ام اتخذ مما يخلق بنات واصفاكم بالبنين ) (الاية 16).
(واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) (الاية 17).
ان اولـئك المشركين عبدوا الملائكة في عبادتهم اللات والعزى ومناة , الاصنام الثلاثة التي كانوا يعتقدون انها تماثيل للملائكة كما اخبر عنهم اللّه سبحانه وتعالى في سورة النجم حيث قال :
(افـرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة ضيزى ان هي الا اسـمـاء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل اللّه بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) (الايات 19 ـ 23).
(ان الذين لا يؤمنون بالاخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى ) (الاية 27).
(وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا) (الاية 28).
ومنهم من كان يعبد الجن كما اخبر اللّه سبحانه عنهم وقال :
ا ـ في سورة الانعام :
(وجـعـلـوا للّه شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون بـديـع السموات والارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شي ء وهو بكل شي ء عليم ) (الايتان 100 ـ 101).
ب ـ في سورة سبا:
(ويـوم يـحـشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون ) (الايتان 40 ـ 41).
واولئك المشركون الذين عبدوا الملائكة قد انقرضوا وبادوا وبقي ذكر عملهم .
وبقي الى عصرنا من الذين قالوا بان للّه ولدا النصارى , كما اخبر اللّه عنهم وقال في :
ا ـ سورة التوبة :
(وقـالت اليهود عزير ابن اللّه وقالت النصارى المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم اللّه انى يؤفكون ) (الاية 30).
ب ـ سورة النساء:
(يـا اهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولا تقولوا على اللّه الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وكـلـمته القاها الى مريم وروح منه فمنوا باللّه ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما اللّه اله .
واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السموات وما في الارض وكفى باللّه وكيلا) (الاية 171).
(لـن يستنكف المسيح ان يكون عبدا للّه ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا) (الاية 172).
ج ـ سورة المائدة :
(لـقـد كـفر الذين قالوا ان اللّه هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا اللّه ربي وربـكـم انه من يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة وماواه النار وما للظالمين من انصار لقد كفر الذين .
قـالـوا ان اللّه ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عـذاب اليم افلا يتوبون الى اللّه ويستغفرونه واللّه غفور رحيم ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انى يؤفكون قل اتعبدون من دون اللّه مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا واللّه هو السميع العليم )(الايات 72 ـ 76).
د ـ وقال فيها ـ ايضا ـ:
(لقد كفر الذين قالوا ان اللّه هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من اللّه شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا وللّه ملك السموات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء واللّه .
على كل شي ء قدير) (الاية 17).
هـ ـ سورة آل عمران :
(ان مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) (الاية 59).
و ـ سورة مريم :
(وقـالـوا اتـخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الـجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وماينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السموات والارض الا آتي الرحمن عبدا) (الايات 88 ـ 93).
وقد رد اللّه سبحانه اقوالهم جميعا بقوله تعالى في سورة الاخلاص :
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
(قل هو اللّه احد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) (الايات 1 ـ 4).
شرح الكلمات .
ا ـ افكهم :
الافك : الكذب والافتراء, والصرف من الحق الى الباطل .
ب ـ كظيم :
الكظيم معناه : شديد الشعور بالغم والكرب .
ج ـ ضيزى :
ضاز وضاز: جار في الحكم , وقسمة ضيزى : قسمة جائرة .
د ـ سلطان :
السلطان هنا بمعنى : الحجة والبرهان .
هـ ـ خرقوا:
خرق الشي ء: ادعاه كذبا.
و ـ بديع :
بدع الشي ء: انشاه وبداه على غير مثال سابق .
وبـديـع السموات والارض : اي موجدهما بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان ولا يقال لغير اللّه بديع .
ز ـ يضاهئون :
ضاهاه : شابهه , ويضاهئون : يشابهون ويشاكلون .
ح ـ ادا:
الاد: الداهية والشي المنكر والامر الفظيع .
ط ـ هد:
الهد: الهدم الشديد, وهو نقض البناء واسقاطه .
ى ـ المسيح :
لـقـب عيسى بن مريم (ع ) بالمسيح تعريب (مشيحا) بالعبرانية لانه كان يمسح الابرص والاكمه , فيب ءران باذن اللّه تعالى .
ك ـ الكلمة :
الـمـخـلوق الذي خلقه اللّه تعالى بكلمة (كن ) او نحوها دون توسط المالوف من اسباب الخلق وقد اطلقت الكلمة بهذا المعنى على عيسى (ع ) لان اللّه خلقه بها كما قال سبحانه :
ا ـ مخاطبا زكريا (ع ):
(ان اللّه يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من اللّه ) (آل عمران / 39).
ب ـ ومخاطبا مريم (ع ):
(ان اللّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم ) (آل عمران / 45).
ج ـ وفي الاية المذكورة :
(انما المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه وكلمته ).
واطلاق الكلمة على عيسى (ع ) من قبيل اطلاق السبب على المسبب .
ل ـ صديقة :
الـصـديـق : من لا يكذب قط, من لايتاتى منه الكذب , لتعوده الصدق , من صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله , والصديقون : هم دون الانبياء في الفضيلة .
م ـ عبدا:
العبد هنا: المملوك الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا موتا.
ن ـ الصمد:
الصمد: الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
اي : لـم يـخـرج منه شي ء كثيف كالولد وسائر الاشيا الكثيفة تخرج من المخلوقين , ولا شي لطيف كالنفس , لا تاخذه سنة ولا نوم ولا يعتريه هم وحزن وخوف وبكاء ورجاء ورغبة وبهجة وضحك وجـوع وشـبـع وسام ولم يخرج من شي ء كما تخرج الاشياء الكثيفة من نظائرها مثل , الدواب من الدواب , والنبات من الارض , والماء من الينابيع , والثمار من الاشجار.
ولـم يتولد من شي ء كالنار من الجمر, ولم يصدر من شي ء مثل الكلام من اللسان والمعرفة والتمييز من القلب , والضوء من الشمس , والنور من القمر.
لا بـل هـو اللّه الصمد الذي لا من شي ء ولا في شي ء ولا على شي ء, مبدع الاشياء وخالقها ومنشى ء الاشياء بقدرته , يتلاشى ما خلق للفناء بمشيته , ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه , فذلكم اللّه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
تفسير الايات :
في الايات الانفة اخبر اللّه سبحانه عن بعض اليهود في عصر الرسول (ص ) انهم قالوا: عزير ابن اللّه , وهـؤلاء بادوا كما باد المشركون الذين كانوا يقولون في عصر الرسول (ص ): ان الملائكة بنات اللّه .
وبقي النصارى حتى عصرنا الحاضر يقولون في المسيح , كما اخبر اللّه عنهم وقال :
(وقالت النصارى المسيح ابن اللّه ).
وقـالـت : ان اللّه ثـالـث ثـلاثـة : الاب والابن وروح القدس , وليس يدري كيف يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحدا ان النصارى شابهوا الذين كفروا في قولهم هذا, وبهذا القول اعتقدوا بان المسيح هو اللّه وما.
الـمـسيح الا رسول قد خلت من قبله الرسل وكانت امه صديقة , وكانا ياكلان الطعام كسائر البشر, ومن ياكل الطعام لا بد له من التغوط كسائر من ياكل الطعام وليس باله , بل كان عيسى ابن مريم كلمة اللّه , القاها الى مريم وان كانت النصارى تقول : انه ابن اللّه لانه ولد بلا اب , فان مثله عند اللّه كمثل آدم الذي خلقه من تراب ثم قال له كن فكان وان يك يجعل للّه البنون , تعالى اللّه عما يصفون , فان آدم احرى ان يكون للّه ابنا ومعاذ اللّه من هذا القول الباطل بل انهما ـ آدم وعيسى ـ والملائكة والجن والانس والسموات والارضون من خلق اللّه وصدق اللّه حيث يقول :
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
(قل هو اللّه احد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) (التوحيد 1 ـ 4).
وقال الامام الحسين (ع ) في جواب كتاب اهل البصرة يسالونه عن (الصمد) فكتب اليهم :
بـسم اللّه الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن بغير علم , ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول اللّه (ص ) يقول من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار.
وان اللّه سبحانه وتعالى قد فسر الصمد, فقال اللّه احد اللّه الصمد ثم فسره فقال : (لم يلد ولم يولد ولـم يـكـن لـه كـفوا احد) لم يخرج منه شي ء كثيف كالولد وساير الاشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ولا شي ء لطيف كالنفس ولا يتشعب منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والهم والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسامة والجوع والشبع تعالى اللّه ان يخرج مـنـه شي ء وان يتولد منه شي ء كثيف او لطيف ولم يولد ولم يتولد من شي ء ولم يخرج من شي ء كما يخرج الاشياء الكثيفة من عناصرها كالشي ء من الشي ء والدابة والنبات من الارض والماء من الينابيع والـثـمـار مـن الاشجار ولا كما يخرج الاشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن والـشـم من الانف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب وكالنار من الـحـجـر لا بـل هو اللّه الصمد الذي لا من شي ء ولا في شي ء ولا على شي مبدع الاشياء وخالقها ومـنشي ء الاشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفناء بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذالكم اللّه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ((7)) .
نتيجة البحث .
فـي الـقـائلـيـن بتعدد الالهة من قال : ان الملائكة بنات اللّه , مثل مشركي قريش , واولئك قد بادوا وانقرضوا.
ومـنـهم من قال : ان عزيرا ابن اللّه , مثل بعض اليهود في عصر الرسول (ص ), واولئك ايضا بادوا وانقرضوا.
ومنهم من قال : ان عيسى بن مريم ابن اللّه وان اللّه ثالث ثلاثة : الاب والابن وروح القدس , ولا تزال النصارى تقول ذلك .
ومنهم من كان يعبد الجن , واولئك اختلفت اقوالهم ومذاهبهم في الجن في العصور المختلفة .
وقـد ابان اللّه زيف اقوالهم في القرآن مثل قوله عن عباد الملائكة , انهم حين يقولون : ان الملائكة بنات اللّه وانهم اناث , اشهدوا خلق الملائكة وراوها اناثا وقـولـه فـي الـمسيح وامه : انهما كانا ياكلان الطعام في حين انا نعلم ان آكل الطعام يلزمه خروج الغائط منه , والاكل والتغوط من صفات البشر.
وقال سبحانه : ان مثل عيسى في ولادته بغير اب كخلق آدم من تراب بغير اب ولا ام .
وان عيسى والملائكة والجن ومن في السموات والارض كلهم عبيد اللّه .
وان اللّه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
كذلكم يستدل القرآن بحصر الالوهية اي الخالقية في اللّه جل اسمه وحده لا شريك له , وان ما عدا الـخالق الواحد الاحد المتعال مخلوقون للّه , وسوف ندرس في البحث الاتي باذنه تعالى اصناف خلق اللّه حسب تسلسلهم في الوجود.
(3).

اصناف خلق اللّه في القرآن الكريم
ا ـ الملائكة .
ب ـ السموات والارض والكواكب .
ج ـ الدواب .
د ـ الجن والشياطين .
هـ الانسان .
و ـ شرح الايات وتفسيرها من الروايات .
ـ 1 ـ.

الملائكة
ومفرده الملك : صنف من خلق اللّه لهم اجنحة وحياة وموت , وهم عباد يعبدونه ويعملون بامره , ولا يعصونه , واحيانا يتمثلون بصورة انسان عند اداء واجبهم , ويختار اللّه منهم رسله , كما اخبر تعالى عن كل ذلك وقال عز اسمه في :
اـ سورة فاطر:
(الحمد للّه فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان اللّه على كل شي ء قدير) (الاية 1).
ب ـ سورة الزخرف :
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ) (الاية 19).
ج ـ سورة الشورى :
(والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض ) (الاية 5).
د ـ سورة النحل :
(يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) (الاية 50).
وقال عن تمثلهم بصورة الانسان :
1 ـ لمريم (ع ) في سورة مريم :
(فـارسـلـنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا) (الايات 17 ـ 19).
2 ـ لانزال العذاب على قوم لوط (ع ) في سورة هود:
(ولـقـد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ فلما راى ايـديـهـم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط ولما جاءت رسـلـنـا لـوطا سي ء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب قالوا يالوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك ) (الايات 69 ـ 81).
3 ـ لنصرة المسلمين كمقاتلين في غزوة بدر:
في سورة الانفال :
(اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين ) (الاية 9).
وجاء بعدها:
(اذ يـوحـي ربـك الـى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ) (الاية 12).
وفي سورة آل عمران :
(اذ تـقـول لـلمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتـتقوا وياتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) (الايتا124 ـ 125).
ويختار منهم رسلا كما قال تعالى في سورة الحج :
(اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) (الاية 175).
ومنهم من يرسلهم بالوحي كما قال تعالى في :
ا ـ سورة التكوير:
(انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين ) (الاية 19 ـ 21).
ب ـ سورة البقرة :
(قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن اللّه ) (الاية 97).
ج ـ سورة الشعراء:
(وانـه لـتـنـزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ) (الايات 192 ـ 194).
د ـ سورة النحل :
(قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت به الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) (الاية 102).
هـ ـ سورة البقرة :
(وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ) (الايتان 87 و253).
وينزلون بالتقدير في ليلة القدر, كما قال سبحانه في سورة القدر:
(تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر) (الاية 4).
ومنهم الرقيب العتيد للانسان , كما قال سبحانه في سورة ق :
(ولـقـد خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) (الايات 16 ـ 18).
ومنهم ملك الموت , كما قال سبحانه في سورة السجدة :
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون ) (الاية 11).
ومنهم اعوان ملك الموت , كما قال سبحانه في :
ا ـ سورة الانعام :
(حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) (الاية 61).
ب ـ سورة النحل :
(الـذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان اللّه عليم بما كنتم تعملون فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها) (الايتان 28 ـ 29).
(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) (الاية 32).
واخبر اللّه سبحانه عن شانهم يوم القيامة , وقال في :
ا ـ سورة المعارج :
(تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ) (الاية 4).
ب ـ سورة النبا:
(يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا) (الاية 38).
وفرض اللّه علينا وجوب الايمان بهم كما قال تعالى في سورة البقرة :
(لـيـس الـبـر ان تـولـوا وجـوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن باللّه واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ) (الاية 177).
وقال فيها ايضا:
(من كان عدوا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان اللّه عدو للكافرين ) (الاية 98).
شرح الكلمات .
ا ـ فاطر:
فطر اللّه الخلق : خلقهم وبداهم فهو فاطر.
ب ـ حنيذ:
حنذ اللحم : شواه بين حجرين فاللحم حنيذ.
ج ـ نكرهم :
استوحش منهم ونفر.
د ـ مردفين :
اردفه : اركبه خلفه وهو مردف .
وملائكة مردفين : اي ياتون فرقة بعد فرقة متتابعين .
هـ ـ ثبتوا:
ثبت : دفع عنه اسباب الوهن والتزعزع وقواه وابقاه مستقرا.
و ـ مسومين :
سوم الشي ء: معلمين انفسهم او خيولهم بعلامات .
والملائكة مسومين : معلمين انفسهم او خيولهم بعلامات .
ز ـ مكين :
مكين من الملائكة : عظيم القدر والمنزلة .
ومكين هنا بمعنى صاحب قرب ومنزلة عند اللّه .
ح ـ مطاع :
مطاع من الملائكة : الملك الذي يامر اعوانه من الملائكة فيطيعونه .
ط ـ البينات :
آيات بينات : واضحات ظاهرات .
ي ـ حبل الوريد:
تشبيه لعرق الوريد بالحبل .
ك ـ المتلقيان :
الملكان الموكلان بمراقبة الم ءر وتسجيل ما ياخذانه عنه من اقوال وافعال في كتاب يلقاه يوم القيامة منشورا.
ل ـ رقيب :
حافظ مراع .
م ـ عتيد:
اعددت الشي ء واعتدته : احضرته وهياته للامر فهو معتد وعتيد.
ن ـ توفاهم :
توفى اللّه او الملك الانسان , اذا قبض روحه باماتته .
س ـ الروح :
الـروح : ما به حياة الاجساد واذا خرج من الانسان او الحيوان مات , ولا يمكننا معرفة حقيقته , كما اشار اللّه تعالى الى ذلك وقال في سورة الاسراء:
(ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا) (الاية 85).
ويضاف الى اللّه تشريفا او بمعنى الملك , مثل قوله تعالى للملائكة :
1 ـ في خبر خلق آدم (ع ) في سورة الحجر:
(فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) (الاية 29).
2 ـ في خبر خلق عيسى بن مريم (ع ) في سورة التحريم :
(ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا) (الاية 12).
فـان مـثـل نـسبة الروح الى اللّه هنا كمثل نسبة البيت الى اللّه في قوله لابراهيم في سورة الحج : (وطـهـر بـيتي للطائفين ) (الاية 26), فان اضافة البيت الحرام الى اللّه تشريفا له عن سائر بقاع الارض , وكذلك شان اضافة الروح الى اللّه في الايتين المذكورتين .
والروح ـ ايضا ـ: ما به حياة النفوس وهداها, مثل الوحي والنبوة والشرايع الالهية والقرآن خاصة , كما قال سبحانه في :
1 ـ سورة النحل :
(ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ) (الاية 2).
2 ـ سورة الشورى :
(وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا) (الاية 52).
ان الروح الذي اوحي الى رسول اللّه هو القرآن , والروح غير الملائكة , كما ورد ذكره في قوله تعالى في :
1 ـ سورة القدر:
(تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر) (الاية 4).
2 ـ سورة المعارج :
(تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ) (الاية 4).
وسياتي بيانه عن الامام علي (ع ) ان شاء اللّه تعالى .
ع ـ الامين :
الامـين : هو الثقة المئتمن على تبليغ الوحي , وقد وصف اللّه الملك الروح بالامين في قوله تعالى في سورة الشعراء:
(نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ) (الايتان 193 ـ 194).
ف ـ القدس :
قـدس قـدسا: طهر, وروح القدس : روح الطهر, وقد وصف اللّه الملك الروح ـ ايضا ـ بالقدس في قوله تعالى :
1 ـ في سورة البقرة :
(وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ) (الايتان 87 و253).
2 ـ في خطابه لخاتم الانبياء (ص ) في سورة النحل :
(قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) (الاية 102).
ص ـ تعرج :
عرج الشي ء عروجا: ارتفع وعلا, وعرج مثل درج بمعنى مشى مشي الصاعد في درجه .

تخيلات عن عالم الغيب
فـي امثال هذه البحوث عن عوالم الغيب كثيرا ما تجري من قبل اناس في مختلف مستويات المعرفة مـحـاولات مـتـنوعة لمعرفة ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف من ذكر عوالم ما وراء المحسوس قياسا على المشهور من عالم المادة , فيهيمون في عالم الخيال , ويسمون تخيلاتهم بالعلم والمعرفة وفي ما ياتي نبين سبب ذلك باذنه تعالى :

وسائل العلم والمعرفة
ان وسـائلـنـا لـمعرفة الاشياء والعلم بها في ما عدى ما ذكرنا من الاستنتاج العقلي في بحث الميثاق تنحصر في نوعين :
الـنـوع الاول : مـا نـمـيـزه بحواسنا, وبما ان حواسنا خلقت لنميز بها الموجود في عالمنا المادي المحسوس بالحواس , فهي لا تعمل في غير عوالم المحسوسات المادية .
الـنـوع الـثاني : ما نعرفه عن طريق النقل والحكاية , مثل ما نعلم بما في بلد لم نره عن طريق النقل والـحـكـاية , وتحد معلوماتنا في هذا النوع بحدود المنقول لنا, ويحصل لنا هذا النوع من المعرفة بثبوت .
صدق ناقل الخبر عما يحدث به .
ومـن هـذا النوع من المعرفة ما حدثت به رسل اللّه وانبياؤه صلوات اللّه عليهم اجمعين عن عوالم السموات فوق النجوم والكواكب وعالم الملائكة وعالم الجن ومشاهد يوم القيامة , وفوق كل ذلك ما حدثونا به من صفات اللّه تقدست اسماؤه , ويحد هذا النوع من العلم بحدود ما ينقلونه لنا, بعد ان ثبت لدينا صدق نبوتهم ورسالتهم عن اللّه سبحانه وتعالى ولا يمكن ان نخضع اي شي ء مما حدثونا به عن تلكم العوالم بتشخيص حواسنا له والعقل بعد ذلك يحكم بصحة الاحساس والنقل او عدم صحتهما.
خلاصة البحث .
الـمـلائكـة صنف من خلق اللّه وجنوده وعباده , لهم اجنحة وحياة وموت , وارادة وعقل ويتمثلون احـيـانا في صورة انسان عند اداء واجبهم , وهم على درجات من الفضل مثل : الروح الامين , وروح القدس , ويختار اللّه منهم رسل لتبليغ الوحي , وانزال مقدرات الانسان في ليلة القدر, ومنهم الملكان الـلـذان يـسجلان عمل الانسان , ومنهم ملك الموت واعوانه , ويحشرون يوم القيامة , ويقومون بما يامرهم اللّه به ولا يعصونه .
ولما كانت وسائلنا للعلم والمعرفة تنحصر بنوعين :
ا ـ المشاهد المحسوس : وهذا ما نعرفه ونميزه بتشخيص الحواس له .
ب ـ الـمـنـقول لنا: مثل ما ينقل لنا عن امور في بلد لم نره , ويشترط في طريق المعرفة الثانية ان نطمئن الى صدق ناقل الخبر لنا.
وبـمـا ان عـوالـم الملائكة والجن والروح ويوم القيامة وبدء الخلق ليست من العوالم المحسوسة المشهودة لنا, فلا طريق لنا لمعرفتها الا بما تنقله رسل اللّه لنا بعد ان ثبت صدق رسالته من قبل اللّه وما تقوله اصحاب النظريات عن هذه العوالم ان هو الا تخيلات وظنون لا تغني من الحق شيئا.
ومـا جاء من قوله تعالى : (وكان عرشه على الماء) و(ثم استوى الى السماء وهي دخان ) لا يعني ان ذلك الماء كان مثل الماء الذي نشاهده اليوم على الارض مكونا من (اوكسجين وهايدروجين ) بالنسب الـمعينة , وان الدخان كان متصاعدا من النار كالدخان الذي نشاهده اليوم , بل قد يكون المراد تشبيه ذلـك الـماء بالماء الذي نشاهده اليوم , والدخان بالدخان الذي نشاهده اليوم متصاعدا من النار, وسوف يـاتـي معنى العرش في بحث الربوبية ان شاء اللّه تعالى , ونذكر معنى السماء والسموات في القرآن الكريم في البحث الاتي بحوله تعالى .
ـ 2 ـ.

السموات , والارض وسماؤها
اولا ـ السماء والسموات :
ا ـ السماء.
1 ـ في اللغة العربية :
سـمـا الشي ء يسمو سموا وسماء: علا وارتفع وتطاول , وسما كل شي اعلاه , وكل شي اظلك فهو سماء.
2 ـ في القرآن الكريم :
جاء ذكر السماء بلفظ الواحد في القرآن الكريم , واريد به تارة الجو الذي فوق الارض ومحيط بها, مثل قوله تعالى في :
1 ـ سورة النحل :
(الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء) (الاية 79).
2 ـ سورة البقرة :
(وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم ) (الاية 22).
وان الانـسـان يرى بالعين المجردة كيف يطير الطير في جو سماء الارض , وكيف ينزل الغيث من الغمام المسخر في سماء الارض , وقد يصعد الانسان جبلا فيرى الشمس في السماء اعلاه تشرقه والغمام دونه في سماء الارض التي تعلو الارض وتحيط بها.
وتـارة ياتي لفظ السماء في القرآن الكريم ويراد به ما علا الارض من الكواكب والسموات السبع , كما قال سبحانه في :
1 ـ سورة البقرة :
(ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات ) (الاية 29).
2 ـ سورة النمل :
(وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين ) (الاية 75).
3 ـ سورة الانبياء:
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) (الاية 104).
فـان المراد من السماء في هذه الايات كل ما علا الارض وكانت الارض تحته , اي السموات السبع وما دونها مما علا الارض .
ب ـ السموات :
جاء لفظ السموات في القرآن الكريم واريد به السموات السبع , كما قال سبحانه في سورة البقرة :
(هـو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شي ء عليم ) (الاية 29).

ثانيا ـ الارض :
جـاء ذكر الارض في القرآن الكريم (451) مرة بلفظ الواحد, وورد معطوفا على السموات مرة واحدة , في قوله تعالى في سورة الطلاق :
(اللّه الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن ) (الاية 12).
ونـفـهم من التماثل بينهما هنا التماثل في الخلق وليس في العدد, واذا اكتشف للارض سبع طبقات , عـنـدئذ لـقـائل ان يقول بان المراد من التماثل بين السموات السبع والارض تماثل في عدد طبقات الارض .
والسماء وسماء الارض هو الجو المحيط بالارض والذي مر ذكره في سورة النحل / 79.

ثالثا ـ بدء الخلق :
جـاء ذكـر بدء خلق السموات والارض في آيات متعددة , ولا بد من اخذ تفسيرها ممن قال اللّه في شانه في سورة النحل :
(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم ) (الاية 44).
وقد رويت احاديث كثيرة في بيان بدء الخلق عن رسول اللّه (ص ), غير ان تلك الاحاديث لم تدرس من قبل العلماء سندا ومتنا, مثل احاديث الاحكام وآيات الاحكام , ولا يتسع المجال هنا لدراستها.
واذا اقـتـصرنا في دراسة بدء الخلق على ما يفهم من ظواهر الايات مع الاستفادة مما تطمئن النفس الى صحته من الروايات , او ما يغلب على الظن صحتها, نستعين اللّه ونقول :
بدء الخلق .
وصف اللّه سبحانه وتعالى بدء الخلق وما كان بعده بقوله في :
ا ـ سورة هود:
(وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء) (الاية 7).
ب ـ سورة يونس :
(ان ربكم اللّه الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر) (الاية 3).
ج ـ سورة الفرقان :
(الـذي خـلـق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش الرحمن فاسال به خبيرا) (الاية 59).
د ـ سورة الانبياء:
(اولـم يـر الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي ء حي افلا يؤمنون ) (الاية 30).
هـ ـ سورة البقرة :
(هـو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شي ء عليم ) (الاية 29).
و ـ سورة فصلت :
  

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اسلوب التفسير بالرأي
الشهادة الثالثة وجوب ام استحباب
هذا هو الرِّفْق في الإسلام
الحياة البرزخية
الخروج من القبر
هل أن التوسل مشروع ؟
نظرة قرآنية حول مفهوم الموت
التوحيد
باب الاعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج عليهم ...
البدعة: مفهومها وحدودها

 
user comment