عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

الغــيبة.. مـرض أخـلاقي

 

(فَاسْتَقِمْ كَما اُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَتَطْغَوا اِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرٌ) (هود/ 112)
(وَاِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ) (القلم/ 4)
\"أدبني ربي فأحسن تأديبي\"
\"ان الله اختار الاسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق، فانه لا يصلح الابهما\"
\"انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق\"
\"من ساءت خلقه فقد عذّب نفسه\"
\"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده\"
تحتل الاخلاق المرتبة الاساسية في الشريعة الاسلامية وفي الشرائع ورسالات الانبياء أجمع، فالاخلاق هي الاساس النفسي الذي تبنى عليه العلاقات الاجتماعية والسلوك الانساني..
والاخلاق الفاضلة هي مصدر سعادة الانسان واحساسه بالراحة والطمأنينة، كما ان الاخلاق السيئة هي مصدر شقائه وشعوره بالألم والقلق وعدم الاستقرار..
والاخلاق بمفهومها العلمي هي القوة والملكة النفسية الدافعة للانسان والممهدة لاختيار المقاصد والاقوال والاعمال.... فهي اذن عبارة عن القوة النفسية والارادية المتحكمة في وضعه النفسي.. والمحددة لطبيعته الداخلية وهويته الشخصية.. وسلوكه الفردى والاجتماعي، ويؤثر في تكوين القوى والملكات والنوازع النفسية والاخلاقية لدى الانسان ثلاثة عوامل أساسية هي:-
1- الوراثة.
2- البيئة والمحيط الاجتماعي (الاكتساب).
3- التربية والترويض النفسي.
لذا قسمت الاخلاق الى قسمين:
1- أخلاق سجية: اي الصفات الاخلاقية التي يتمتع بها الانسان، أو يتصف بها أتصافاً طبيعياً وفطرياً.. ويميل اليها وتؤثر في سلوكه.. بشكل عفوي دونما تكلف أو مشقة نفسية، او معاناة إرادية.. فهو يميل اليها ميلاً طبيعياً.. حسنة كانت؛ كالصدق والعدل والرحمة والشجاعة.. الخ أو سيئة؛ كالكذب والظلم والجبن والحقد والغيبة.. الخ
2- أخلاق اكتسابية: وهي الصفات الاخلاقية التي يربي الانسان نفسه عليها، ويروضها نحو الخير والفضيلة، ويقاوم بمعاناة وتألم ورفض إرادي الصفات والنوازع الشريرة والرذيلة في نفسه، كي يحقق لها التكامل والتسامي الاخلاقي.. فتحصل نتيجة ذلك الترويض والتربية والجهد النفسي والارادي ملكة أو قدرة نفسية على الفضائل ورفض الرذيلة والسلوك المتدني الشرير.
وقد اعتنى الاسلام بتربية الانسان وتوفير جو وبيئة اجتماعية نظيفة تحيط به وتساعد على انشائه لتكوين قواه النفسية وتطهير محتواه الداخلي وتخليصه من الدوافع والنزعات المرذولة، ليأتي الانسان بالسلوك المستقيم، والخلق السوي بدون مشقة أو صراع نفسي فتصبح الفضيلة سجية وطبيعة نفسية واخلاقية يعيشها الفرد والجماعة؛ بعد ان ينشؤوا عليها ويتربوا في اجوائها منذ الطفولة.
وتؤثر البيئة والتربية العائلية والتربية الذاتية تاثيراً بالغاً في التربية الاخلاقية.. فطهارة البيئة الاجتماعية والمدرسية والاسرة من العيوب والرذائل توفر جواً تنمو فيه ملكات الخير ونوازع النفس الانسانية المستقيمة..
كما تؤثر في السلوك الانساني والوضع النفسي تأثيراً بالغاً محاولات الشخص وترويضه لنفسه واهتمامه بتربيتها على الصدق والشجاعة والكرم والعدل.. الخ.. وكبح جماع النوازع الشريرة.. كالغيبة والكذب والغش والجبن والرياء لاستئصال هذه الامراض النفسية التي تختفي وراءها عوامل سيئة عديدة.
* تعريف وتحليل
يساهم التعريف في تشخيص وتحديد المعنى وتوضيحه بشكل ييسر للانسان فهم حقيقته وتكوين صورة في الذهن عن المُعرَّف.. فيكون التعريف عبارة عن مفهوم عام كلي يطبقه الانسان على الافراد والمصاديق..
وللتعريف فائدتان أساسيتان هما:
1- توضيح المعنى وتحديده في الاذهان.
2- إبعاد الالتباس والاشتباه والتداخل بين المعاني المتقاربة... لئلا يحصل الخلط والاشتباه بين معنى ومعنى آخر مقارب له.
فكثيراً ما تشتبه المعاني ومنها الاخلاقية- بعضها مع بعض..
فيخلط البعض مثلاً بين الموقف الحليم وبين الموقف الضعيف، فلا يميّز بين السبب الاساس في كل من الموقفين؛ فيتصور الحلم ضعفاً.. أو يتصور الضعف حلماً.. وقد يختلط مفهوم الاغضاء عن الشيء وعدم الاهتمام به من قبل بعض الشخصيات التي تترفع عن الاهتمام بما تراه صغيراً.. بالسذاجة وعدم الادراك..
وقد يختلط مفهوم الغيبة بمفهوم النصيحة وبيان الحقائق لدى البعض.. فيتصور الغيبة بيانا للحقيقة، ويوغل فيها ويمارسها، وهو يتصور انه لم يقع في الغيبة.. وانما يبين حقيقة..
وقد يتورع البعض فينعكس لديه الامر فيحجم عن النصيحة وبيان الحقيقة متصوراً ان ذلك من الغيبة الواجب الابتعاد عنها.. ولذا يقتضينا الامر دائما تحديد حقائق الاشياء ومعانيها؛ لنعرف كيف نتعامل معها، ونقوّم الاشخاص والمواقف تقويماً سليماً. لتكون أحكامنا ومفاهيمنا سليمة أيضاً.
والغيبة هذا المرض النفسي والاخلاقي الذي يمارسه المرضى والمعقدون.. والجاهلون بخطورة هذا المرض الهدام للشخصية الانسانية- الفردية والاجتماعية- شخصية الانسان الذي يغتاب الاخرين. ويقع في اكل لحومهم وهدم شخصياتهم والاساءة اليهم والحاق الضرر الادبي والمعنوي بهم، او المادي احيانا، وشخصية الذين يظلمون وتقع الغيبة الظالمة عليهم.
فانعكاسات الغيبة السلبية وآثارها الاجتماعية تلحق كلا الطرفين- سواء من يغتاب الاخرين- أومن تقع عليهم الغيبة.
وقد عرف الفقهاء وعلماء الاخلاق والمفسرون الغيبة ودرسوها بعمق وتحليل وَحَدَّدوا معناها- كما عدها الفقهاء من كبائر الذنوب المسقطة لعدالة الانسان.
وقد عرف بعض الفقهاء الغيبة بقوله: \"ذكر عيب المؤمن في غيبته، سواءاً كان القصد هو الانتقاص أم لم يكن\"
وجاء في الحديث الشريف تعريف الغيبة
\"من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستر الله عليه، وان من البهتان ان تقول في اخيك ماليس فيه.\"
وورد ايضا ان الرسول- ص- عرف الغيبة بقوله:
\"هل تدرى ما الغيبة؟.. قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل له: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: ان كان فيه ماتقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه فقد بهته\"
ويحدد لنا الشرع الاسلامي والخلق الاسلامي أنواع الغيبة فيقول الفقهاء بحرمة الغيبة.. \"التي هي عبارة عن ذكر المؤمن بعيب في غيبته، سواء كان بقصد الانتقاص أم لم يكن\"
\"سواء أكان هذا العيب في بدنه أم في نسبه أم في خلقه أم في فعله أم في قوله أم في دينه أم في دنياه أم في غير ذلك مما يكون عيباً فيه ومكروهاً لديه، كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب، والظاهر اختصاصها بصورة وجود سامع بقصد افهامه واعلامه\"
وهكذا تحدد مصاديق الغيبة وحالات الاغتياب من قبل الشريعة والفقه.. لتبقى شخصية الانسان بعيدة عن التناول السيىء والانتقاص..
فالمغتاب في عرف الشريعة الاسلامية الذي يمارس الغيبة ولا يتوب منها.. بفقد عدالته.. كشارب الخمر وقاتل النفس وآكل المال الحرام.. فلا يقتدى به في الصلاة، ولا يكون اماماً للجماعة، ولا يتولى شؤون القيادة والولاية العامة للمسلمين، ولا يكون قاضياً، ولا مرجعاً للفتوى والتقليد.. ولا تقبل شهادته في الموارد التي يشترط فيها العدالة.. الخ.
فقد عرفوا العدالة: \"عبارة عن الاستقامة على شرع الاسلام وطريقته، شريطة ان تكون هذه الاستقامة طبيعة ثابثة للعادل تماما كالعادة\"
وورد ايضاح آخر للعدالة أو (الاستقامة):
\"تعرف العدالة بحسن الظاهر والسيرة الحسنة بين الناس، بمعنى ان يكون معروفاً عندهم بالاستقامة والصلاح والتدين، فان ذلك دليل على العدالة، وان لم يحصل الوثوق والاطمئنان بسبب ذلك\"
\"وهذا الانسان المستقيم (العادل) الملتزم قد يضعف أحياناً ويزل بسبب ضعف الأرادة أو هوى النفس فيترك واجباً او يفعل محرماً.. كالغيبة مثلاً، فانه يفقد عدالته فاذا ندم وتاب يبقى متصفاً بالعدالة مادام طبع الطاعة والالتزام ثابتاً في نفسه..\"
وهكذا يقودنا البحث الى أن الشخص الذي يمارس الغيبة ولا يتحرج من غيبة الاخرين، هو انسان فاقد (للعدالة) للاستقامة النفسية والسلوكية، وليس أهلاً للثقة.. ولا يملك الصلاحية لتحمل مهام شرعية كالتي ذكرناها..
فالاسلام في تربيته وتشريعه وتكاليفه وتنظيمه للمجتمع يربط. بين قضية وأخرى.. ويتناول الانسان كشخصية موحدة، يؤثر بعض عناصرها في البعض الاخر.. فان ممارسة الانسان للغيبة تعني وجود انحراف نفسي لديه.. وضعف في تكوين شخصيته، وقصور في بنائه الاخلاقي والذاتي.. لذا فهو انسان غير سوى من الناحية النفسية..
وعلى هذا الاساس حكمت الشريعة: بان المغتاب انسان فاقد للأستقامة (العدالة) لانه يعاني من وضع نفسي منحرف.. ويحمل طبيعة عدوانية، وسلوكاً هداماً، فوضعه النفسي والاخلاقي لا يبعث على الثقة والطمأنينة.
لذلك لا يصح أن يمنحه الاسلام الاهلية للقيادة أو القضاء او امامة الجماعة في الصلاة أو الشهادة أمام القضاء.. الخ
* الدوافع النفسية للغيبة
وهكذا يقودنا تعريف (العدالة) الى فهم وتحليل الشريعة لشخصية المغتاب وموقفها منه.
فان المغتاب الذي يذكر عيب المؤمن.. سيقوده هذا الذكر السيىء الى هدم هذه الشخصية، وضرب سمعتها، واضعاف مكانتها في النفوس، وتكوين صورة منتقصة عن هذه الشخصية في الاذهان..
وان الاستمرار على مثل هذه السلوكية العدوانية الهدامة سيؤدي الى تحطيم قيمة الانسان وسمعته والأستخفاف به.. وتحطيم معنويته.
ويخالف هذا النزوع السلوكي العدواني كرامة الانسان المؤمن، وقدره وقيمته المقدسة عند الله سبحانه.. كما يخالف مبادىء الاسلام في بناء المجتمع القوي المتماسك والشخصية الانسانية المحترمة المؤثرة..
ان تحليل ودراسة ظاهرة الغيبة وتفشيها في بعض الاوساط، ولدى بعض الاشخاص يوصلنا الى ان المغتاب كثيراً ما يعاني من عدة حالات نفسية مرضية بالاضافة الى سبب الجهل أو قلة الورع وعدم التثبت من الاخبار..
على ان أهم هذه الحالات النفسية المرضية هي:
1- الاحساس بالنقص والشعور بالقصور تجاه الاخرين، فيحاول ان يعبر عن هذا الشعور بالنقص بالغيبة والاغتياب، وتعداد عيوب الاخرين وكشفها.. وعرض الاخرين بالصورة المشوهة التي يعاني منها هو نفسه معاناة باطنية..
فهو عندما يذكر عيوب شخص.. يحاول بشكل لا شعوري أن يعقد مقارنة بني من يغتابه.. وبين نفسه.. لينتهي بعد عرض العيوب وكشفها الى التعبير عن حقيقة كامنة في أعماقه- وسواء شعر بها أم لم يشعر-، ان الشخص الذي يغتابه أيضاً يحمل عيوباً ونقائص كما يحمل هو نفسه.. وليس هو وحده الشخص الذي يعاني من العيوب والنقائص.. بل ويشاركه الاخرون أيضاً في ذلك.. ويرتبط بهذا الاحساس المرضي حالة مرضية أخرى هي الخوف من تفوق الاخرين وتصاغر شخصيته أمامهم لذا فهو يحاول إضعاف مكانتهم في النفوس والانتقاص منهم لهدم كيانهم الاجتماعي والتخلص من عناصر القوة والتفوق في شخصياتهم.. فيلجأ الى الهدم وذكر العيوب والانتقاص ليحط من قدرهم ويضعف أهميتهم وقيمتهم عن طريق التعريض بهم.. سواء أكان هذا التعريض عن طريق الحديث أو الكتابة أو تقليد الافعال الحاكية عن نقاط الضعف أو غير ذلك من وسائل ذكر العيوب والانتقاص التي يكره المؤمن أن تذكر فيه أو تقال عنه..
فشخصية الانسان مصونة وحرمته مقدسة، ولا يحق لأحد أن ينال من سمعته الادبية وكرامته ومقامه الاجتماعي.. فالمسلم كلّه على المسلم حرام.. ثبت ذلك رسول الانسانية محمد- ص- بقوله: \"المؤمن حرامٌ كُلُّه: عرضُه وماله ودمه\"
ولكي يربي الاسلام الشخصية السوية، ويثبت قوانين السلوك والضبط السلوكي والوضع النفسي السوي..وضَّحَ للانسان المسلم كيفية السلوك الاجتماعي والعلاقة مع الاخرين عن طريق التربية الاخلاقية وتحديد مفاهيم الحلال والحرام.. كما لجأ الى اسلوب قانوني لحماية سمع الاخرين ومكانتهم المصونة.. ففرض العقاب القضائي على ن يقذف مؤمناً أو يغتابه.
فللشخص الذي تقع عليه الغيبة أو يقذف فيطعن بسمعته وكرامته وعرضه من حقه أن يترافع الى القضاء فيقيم دعوى قضائية ضد من يعرض به، أو بمن يتعلق بسمعته ومكانته.. من أهله وذويه وأمثالهم.. وتعتبر مثل هذه الدعوى صالحة للاستماع والتقاضي.. وسواء أكان هذا التعريض والانتقاص والقذف عن طريق الحديث أو الخطابة أو الكتابة.. أو غيرها مما يعد انتقاصاً واهانة وتعريضاً والتي سماها القرآن والسنة والفقهاء (غٍيبة) كما سمي بعضها (قذفاً).
لقد أكد الاسلام الجانب التربوي والتربية الاخلاقية وبنى موازنة اخلاقية وتعبدية لتوضيح نتائج الغيبة وتبعاتها ومردوداتها السلبية على من يمارس الغيبة فقال- الرسول الكريم- ص-)
\"لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته\"
\"يا معشر من آمن بلسانه، ولم يؤمن بقلبه، لا تغتابوا الناس، ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من تتبّع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته\"
\"من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن عيَّرَ مؤمنا بشيىء لم يمت حتى يركبه\"
وروي عن المسيح عليه السلام قوله: \"لا تَغْتَب فتُغْتَب، ولا تحفر لاخيك حفرة فتقع فيها، فانك كما تُدين تُدان\"
فليحذر المغتاب العقوبة الالهية في الدنيا قبل الاخرة.. وانه سيلاقي جزاء عمله أخلاقياً كما سيحمل الاثم والعقوية القضائية والاخروية..
فمن يتتبع العثرات ولا يقيلها ولا يسترها، ويعمل على نشرها والاساءة الى من بدرت منه، وستر الله عليه.. فسيعاقبه الله بالفضيحة وسوء السمعة.. ولو كان في جوف بيته.. أي مهما حاول التسترعلى ما عنده من نقائص وعيوب وحالات قُصور..
فان الله فاضحه ومبدي عيبه ومعاقبه بفعله وإساءته للمؤمنين.. وكم هو دقيق الدستور والميزان الاخلاقي الذي ثبَّته الامام جعفر بن محمد الصادق- ع- وهو يروي عن رسول الله- ص-
حينما خاطب الانسان المؤمن بقوله: \"اذكر أخاك اذا توارى عنك بما تحب ان يذكرك به اذا تواريت عنه، ودعه من كل ما تحب ان يدعك منه، فان ذلك هو العمل، واعمل عمل من يعلم انه مجزيُّ بالاحسان، مأخوذ بالاجرام\"
ان مثل هذه الموازنة الاخلاقية تربي في نفس الانسان المؤمن روح المساواة مع الاخرين والحرص على سمعتهم كما يحب هو ان يحرص على سمعته لتجريده من الانانية المقيته والسلوك والعدواني.. وليجعل له مقياساً واضحاً للسلوك والاخلاق.. لمعالجة النقص في التكوين النفسي للفرد والجماعة.
2- الكبرياء والتعالي: ومن الدوافع للغيبة هو دافع الكبريا والتعالي.. ومحاولة عرض الاخرين واظهارهم بالصورة المحتقرة الذميمة.. للسخرية والاهانة.
3- ضعف الشخصية والجبن والادبي: فقد يلجأ بعض ضعاف الشخصية والعناصر الهزيلة الجبانة لأغتياب الاخرين للضعف والجبن الكامن في نفوسهم.
فتنشأ هذه العقدة النفسية ظاهرة الاغتياب لتحقيق غرضين اثنين هما:
أ‌- ارضاء الاخرين من الذين يرغبون في هدم هذه الشخصية واسقاطها واضعاف مكانتها فيشاركهم لارضائهم وتنفيذ رغباتهم الشخصية المريضة بالغيبة وذكر العيوب في محاولة منه لا سقاط الشخص الغائب كثمن لكسب رضاهم.. ونيل قبولهم.
ب‌- الحسد والانتقام والعجز عن الرقي الى مستوى الاخرين فيلجأ الى الهجوم عليهم والانتقاص منهم في غيبتهم كموقف تعويضي ملتو للتعبير عن عقدة الحسد والعجز عن الرقي الى مستوى ذلك الشخص فيلجأ الى اسقاطه بذكر بعض النواقص والعيوب التي اطلع عليها.
ولخص كتاب مصباح الشريعة أسباب الغيبة ودوافعها النفسية بقوله:
\"وأصل الغيبة متنوع بعشرة أنواع: 1- شفاء الغيظ 2- مساعدة قوم 3- وتهمة 4- وتصديق خبر بلا كشفه 5- وسوء الظن 6- وحسد 7- وسخرية 8- وتعجب 9- وتبرم 10- وتزوين.
ثم عقب بقوله: فان أردت الاسلام، فاذكر الخالق لا المخلوق، فيصير لك مكان الغيبة عبرة ومكان الاثم ثواباً\"

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

النبي عيسى وآدم (ع) من منظار القرآن الكريم
تزوجه ص بخديجة( س )و فضائلها و بعض أحوالها
أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا

 
user comment