عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

موقع الأسرة في الإسلام


تُعتبر الأسرة بمثابة \"نواةٍ\" للمجتمع الذي نحيى فيه. إذ أنها أصغر \"وحدة\" اجتماعية تمارس دورها بين الوحدات الاجتماعية الأخرى.
ولئن كانت الأسرة أصغر الوحدات الاجتماعية حجماً فما هي بأصغرها معنى ولا بأقّلها أهمية.
فهي الأساس والقاعدة الصلبة التي تتولى النشأة الأولى للأولاد وتقوم بتربيتهم وتعليمهم وإعدادهم كيما يضطلعوا بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم مستقبلاً.
وليست الأسرة سوى \"مؤسسة إنسانية\" تقوم على أكتاف شخصين هما الرجل والمرأة.
وهذه المؤسسة تشبع رغبات ملحّة في ذات كل منهما، وهي: رغبة الجنس ورغبة الإدارة ورغبة التربية ورغبة الأمومة ورغبة الأبّوة.
وهي تدفع كل فرد من أفرادها إلى القيام بواجباته دون إرغام، بعد أن تشبع فيهم كافة الرغبات الإنسانية، فيقوم الأبوان فيها بتدريس أصول الحياة وكيفية العشرة، لأفراد المجتمع ورجال المستقبل، وهم الأولاد.
وما من نظام يستطيع أن يلغي الأسرة بشكل نهائي لأن أيّ نظام عاجز عن مقاومة الرغبات التي تشبعها الأسرة، وهي رغبات متأصِّلة في أعماق كل إنسان.
ولهذا فإن الأنظمة التي ألغت الأسرة عادت فأوجدتها على شكل أوسع. فالنظام الشيوعي مثلاً ألغى الأسرة التي تتألف من (رجل) و(امرأة) و(أولاد)، ولكنه أقام المزارع الجماعية التي تتكون من (عدّة رجال) و(عدّة نساء) و(عدّة أولاد).
هذه المزارع عاجزة عن حلّ مشكلاتها (على عكس الخلية الحيّة التي تقوم بإنماء نفسها وحلّ مشكلاتها بلا تدخّل أجنبي)، فكانت بحاجة إلى تدخّل الدولة لحلّ تلك المشكلات.
والَمزَارع الجماعية ذات مفعول رجعي.. بينما نجد أن الأسرة ترتفع بالإنسان إلى مستواه كإنسان ـ ذي حياة منتظمة ـ.
أما النُظم الغربية فإنها لم تُقْدِم على إلغاء الأسرة عن سابق تخطيط، وإنّ ما قدّمته هذه النُظُم كبديل للأسرة لم يكن إلاّ الانحلال، والميوعة التي أسفرت عنها حركات الهيبيز والبيتلز والبانك.. الخ.
ويعرّف علمُ الاجتماع الأسرة بأنها رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب، على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة.
ويرى الباحث علي عبد الواحد وافي في كتابه (الأسرة والمجتمع) أن الزواج الذي لا تصحبه ذرية لا يكون أسرة.
أن الأسرة هي إحدى العوامل الأساسية في بيان الكيان التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي وتشكيل شخصية الطفل، وإكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية وفي تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة والطمأنينة في نفس الطفل. فمنها يتعلّم اللغة ويكتسب القِيَم الحميدة.
وإليها يعود الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق.
واجبات الأسرة ووظائفها:
تضطلع الأسرة بمسؤوليات أساسية على جانب كبير من الأهمية. وإن أدنى تقصير في أداء هذه المسؤوليات ليؤدّي ـ ولا شك ـ إلى حدوث خلل اجتماعي وإنساني وإلى عواقب وخيمة تدفع ثمنه الأجيال المتعاقبة وإلى تفشيّ الجريمة والإدمان على المخدرات..
ولا يحسبنّ أحدٌ أن مسألة الإنجاب أمر ذو أهمية ثانوية. فهو الوسيلة التي تحفظ النوع البشري من الانقراض وهو الذي يرفد المجتمع بالدماء الشابّة. وقد أدّى انخفاض الإنجاب في بعض البلدان الصناعية الكبرى إلى نشوء مخاوف جدّيّة من أن تصبح بعض هذه البلدان ـ في بحر عقدين أو ثلاثة من الزمن ـ أمّة \"هرمة\" تفتقر إلى عدد كافٍ من الشباب. وهو الأمر الذي يهدّد عجلة الصناعة والاقتصاد والبحث العلمي والإدارة والإنتاج بالتوقف.
ولابد للعائلة من الإشراف الكامل على تربية أطفالها: ف‍ \"الأسرة مسؤولة عن عملية التنشئة الاجتماعية التي يتعلّم الطفل من خلالها خبرات الثقافة وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتُمكّنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع\". و: \"إن حرمان الطفل من أبيه ـ مؤقتاً أو بصورة دائمة ـ يثير فيه كآبةً وقلقاً مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً عاتياً متمرِّداً، وخوراً في النفس وفقداناً لحسن العطف العائلي...
وقد لُوحظ (في معاهدة الأطفال) أنه إذا كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي، وضبط دوافعه الإرادية تتفتح وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فإن انفصاله عنُ والدَيه قد يؤدّي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب كصعوبة النطق، وتمكّن العادات السيئة منه، وصعوبة نموّ حسّه العاطفي\".
أما الواجبات الأخرى للأسرة فهي:
1- إعداد الأولاد للمشاركة في حياة المجتمع والتعرّف على قِيَمِهِ وعاداته.
2- إمدادهم بالوسائل التي تهيئ لهم ذواتهم داخل المجتمع.
3- توفير الاستقرار والأمن والحماية والحنو على الأطفال.
ففي الدين يجد الشباب الأمان والاطمئنان والسلامة النفسية في الحاضر والمستقبل.
وعلينا أن نعلم بأننا \"سوف نخسر أنفسنا عندما ننكر تراثنا وشخصيتنا الإسلامية أو نبتعد عنها بدلاً من أن نحاول إثباتها\".
فالدين إحدى الدعامات الرئيسية التي يرتكز عليها الكيان النفسي لأي إنسان، وهذه الدعامة تقيه من الهزّات التي قد تعتريه في صراعه مع ظروف الحياة المتقلّبة\". هذا فضلاً عن أنه يمنحه قناعة ورضا بما قسم الله تعالى له من رزق وصحة.
وقد أرسى الإسلام الحنيف نظام الأسرة على أسسٍ راسخة تستجيب لمتطلبات الحياة وتتواءم مع حاجات الناس وسلوكهم.
وقد شاء الله تعالى أن تقوم الزوجية ـ وهي أسّ الحياة العائلية ونواتها الأولى ـ على أساس من المودّة والرحمة.
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليهم وجعل بينكم مودةً ورحمة) (سورة الروم/ 20).
قال الراغب: يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى من الحيوانات المتزاوجة: زوج، ولكل قرينين فيها وفي غيرها: زوج، قال تعالى: (وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) وقال: (وزوجك الجنة) وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات ـ إلى أن قال ـ وجمع الزوج أزواج.
فقوله: (أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) أي خلق لأجلكم ـ أو لينفعكم ـ من جنسكم فكل واحد منهما ناقص في نفسه مفتقر إلى الآخر، ولهذا النقص والافتقار يتحرك الواحد منهما إلى الآخر، حتى إذا اتصل به سكن إليه لأن كل ناقص مشتاق إلى كماله وكل مفتقر مائل إلى ما يزيل فقره، وهذا هو الشبق المودَع في كلّ من هذين القرينين.
وقوله: (وجعل بينكم مودّة ورحمة) المودّة كأنها الحب الظاهر أثره في مقام العمل فنسبة المودّة إلى الحب كنسبة الخضوع الظاهر أثره في مقام العمل إلى الخشوع الذي هو تأثّر نفساني عن العظمة والكبرياء. والرحمة نوع تأثّرٍ نفساني عن مشاهدة حرمان المحروم عن الكمال وحاجته إلى رفع نقيصته يدعو الراحم إلى إنجائه من الحرمان ورفع نقصه.
ومن أجَلّ موارد المودّة والرحمة المجتمع المنزلي، فإن الزوجَين يتلازمان بالمودّة والمحبة وهما معاً ـ وخاصة الزوجة ـ يرحمان الصغار من الأولاد في حفظهم وحراستهم وتغذيتهم وكسوتهم وإيوائهم وتربيتهم، ولولا هذه الرحمة لانقطع النسل ولم يعش النوع قط.
ويحرص الإسلام كل الحرص على أن يجعل الأسرة المسلمة أنموذجاً رفيعاً ومثالاً يحتذى به بما يُمثِّله من عناصر الريادة والقيادة الصالحة في المجتمع الإنساني. قال سبحانه وتعالى في وصف عباده الصالحين:
(والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) (سورة الفرقان/ 74).
ومرادهم بكون أزواجهم وذرياتهم قرّة أعين لهم، أن يسرّوهم بطاعة الله والتجنّب عن معصيته، فلا حاجة لهم في غير ذلك ولا إربة، وهم أهل حق لا يتبعون الهوى.
وقوله: (واجعلنا للمتقين إماماً) أي متسابقين إلى الخيرات سابقين إلى رحمتك فيتبعنا غيرنا من المتقين. وكأنّ المراد أن يكونوا صفاً واحداً متقدِّماً على غيرهم من المتّقين ولذا جيء بالإمام بلفظ الأفراد.
وهكذا نجد أن نظام الأسرة الذي شرّعه مبني على أساس الحرص الشديد على تأمين السعادة للأسرة، وعلى تمتين أسس تماسكها وترابطها من الناحية النفسية والاجتماعية والجسدية كيما ينعم كل فرد من أفرادها بالحب والحنان والدعة والاستقرار والتفاهم والتكافل.
والدولة الإسلامية مكلّفة أن تعنى أعظم العناية بإنشاء الأُسَر وحياطتها وتوفير ضمانات الاستقرار لها، وتعالج ما تلده الظروف الاقتصادية والثقافية والسياسية من آثار تمسّها، نَعَم هي مسؤولة عن ذلك مسؤوليتها عن التموين والتعليم والدفاع وما أشبه هذه الأغراض التي لا يمكن تركها للأفراد، لأنها من صميم عمل الدولة.

منهج الأم في تربية الأولاد

نظرا لكون الأم – على الأغلب – تقضي وقتا أكثر من الرجل في المنزل , وتهيئة متطلباته , إن لم تكن تقضي معظم وقتها في المنزل كان الأولاد أشد إلتصاقا بالأم منهم بالأب .
وبناءا على ذلك للأم الدور الأكبر في إمكانية توجيه الأولاد الوجهة الصحيحة , وذلك لكثرة الفترة التي تقضيها معهم كما تقدم ذكره .
ولذلك اكد الإسلام على ضرورة إختيار الزوجة التي تستحق أن تمنح هذا المنصب الخطير ألا وهو منصب الأم كما رسم الإسلام المنهج القويم الذي يجب على الأم إتباعه في تعاملها مع الأولاد وهذا المنهج يمكن درجه ضمن نقاط :
1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن إنتهاج ذلك السلوك , ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا و وفي الاخرة .
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم , وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك , واطلاعهم على الآثار السيئة , والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ .
3- تربية البنات على العفة والطهارة , وإشاجهن للإقتداء بالنساء الخالدات من أمثال الصديققة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) , وتحذيرهن من الأقتداء بالقذرات من النساء اللاتي يشتهرن بإنحرافهن الأخلاقي و كما تحذرهن من الاستهتار , وخلع الحجاب وعدم الإستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم .
4- الأعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد و وعدم إرتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤوليتها .
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة , وما يجب عليهم من إحترم تجاهه , والأقتداء به- على فرض كونه رجلا يستحق الأقتداء به – وذلك لكي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد و وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم .
6- تجنب الأصطدام بالزوج – وخاصة أمام الأولاد – لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى آضطراب الطفل وخوفه وقلقه .
7- وجوب إطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد و أو ما قج يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالإنحراف وعدم الإنسياق مع العاطفة التي تملي عليهم التكتم و وإخفاء تلك المظاهر عن اطرع الأب عليها .
8- صيانة الأولاد من الأنخراط في صداقات غير سسليمة و وإبعادهم عن مغريات الشارع ووسائل الإعلام المضللة , من قبيل البرامج المنحرفة و والكتب المضللة .
9- محافظتها على مظاهر إتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها و لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين إتباع ما تقوله الأم أو تمارسه .
إذذن فيجب الألتفات إلى أن (أهم ناحية في تربية الطفل تستند إلى الأم و فهي التي تبني الأسس لاتجاهات الطفل وأخلاقه , وهي التي توجهه نحو الفضائل والطموح ... لقد توفرت في الأم بعض الدوافع الذاتية لرعاية الطفل وتربيته ولعل أهمها :
1- أنها أصبر من غيرها على تربية أطفالها ورعايتهم لأنها مدفوعة بدافع فطري ذاتي .
2- أنها أكثر دراية و وإمعانا بأخلاق أبنائها ونفسياتهم , وأبصر بالوسائئل التي تجدي في توجيههم بعثا نحو الخير , وجرا عن الشر .
3- أن الطفل يستجيب لأمه بحكم فطرته وحاجته إليها .
هذا هو المنهج الذي يجب على الأم مراعاته في تعاملها مع أولادها , وتوجيهها لهم , ولقد أحجمنا عن ذكر الكف عن النف والأسلوب الشديد القاسي معهم , وذلك لأن الأم بدافع عاطفتها لا تميل إلى العنف , بل مقتضى تركيبتها العضوية نبذ العنف في كافة مجالات الحياة التي تتعامل معها .
فإذا كانت تحجم عن العنف وتنبذه في كافة مجالات الحياة الأخرى فهي أكثر نبذا له ولأساليبه في تعاملها مع فلذات أكبادها .
أما إنتهاج البعض من الأمهات نهج العنف في التعامل مع أبنائها , فإن ذلك استثناء من الحالة العامة التي عليها المرأة من نبذها للعنف , وكراهيتها له , لذا فالخوض في هذا الأستثناء يقتضي الولوج في الدوافع الذاتية أو الخارجية التي قادت إلى هذا الشذوذ عن المنهج الغالب .

معيار النجاح في الحياة الزوجية

هناك الكثيرون الذين يظنون ان الزواج جنة الخلد, تلك الجنة التي تجري فيها الامور وفق ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين, وفيها المتع وليس فيها الواجبات والواقع بخلاف ذلك, فالزواج مسؤولية وواجب بالاضافة الى كونه بهجة ومتعة, وهو ليس باباً الى السعادة وليس حارساً يحرس السعادة, وانما هو يحتاج الى ما يحرسه وعلى الزوجين ان يمتلكا تعاطفاً فوق المعتاد, اي مقدرة خاصة تدفع كل طرف الى ان يوحد ذاته ويدمجها في ذات الاخر, فهذا هو الحارس الحقيقي للزواج والسعادة في الزواج.
واذا راينا في عصرنا الحاضر ان الذين اعدوا اعدادا جيدا للحياة الزوجية قليلون, فذلك لانهم لم يتعلموا قط ان ينظروا بعين الاخر, وان يسمعوا بأذنيه ويشعروا بمشاعره.
وهكذا يخفق في الزواج الانسان الاناني, لان الاناني لا يهتم الا بنفسه ولا يرى الا نفسه, انه طراز من الناس لا ينتظر منه ان يغير من اخلاقه في يوم وليلة بمجرد ان تنضج عنده الحاسة الجنسية.
انه شخص غير مستعد للزواج كما انه غير مستعد للحياة الزوجية والاجتماعية. ان الاهتمام الاجتماعي بطيء التكوين بطيء النمو ولا يتوفر الا لدى الناس الذين دربوا منذ طفولتهم تدريباً فعلساً على التفاعل مع الاخرين والعمللا في الاتجاه النافع من الحياة.
والمرء الذي يعمل في هذا الاتجاه النافع تجده شجاعاً واثقاً من نفسه, يواجه صعوبات الحياة ويبذل جهداً في حلها, له رفاق واصدقاء ويتعلقون به وهو حسن الصلة بجيرانه وزملائه, فهذا هو المعيار الثابت المؤكد.
وللمعاشرة اصول وبنود. وفي هذه البنود ما يجعلها جنة لائقة:
1- اعرف نفسك واعرف شريكك, وكلما زادت معرفتك بنفسك وشريكك ازداد حظك من النجاح.
2- احب شريكك حب المودة والحرص على كرامته وصحته وراحته.
3- اجعل من شخصيتك وشخصية شريكك وحدة واحدة, واجعل بيتك مستقلا ما امكن, وليس المهم الاستقلال في المكان او المنزل بل المهم ايجاد وحدة نفسية مشتركة بحيث لا تسمح للاخرين التدخل في شؤونكما الخاصة.
4- اعتن بصحتك وغذائك ورياضة جسمك, ان التريض يجدد الجسم والنفس ويبعث فيهما احساساً بالحرارة والسعادة.
ولتكن لكما نزاهاتكما الخاصة مهما تضخم حجم الاسرة او
كثرت المشاغل.
5- أهل نفسيكما للابوة والامومة, ادرسا جيدا حقائق الحمل والوضع والرضاع وتربية الصغار واشعرا اولادكما بان وجودهم مرغوب ومطلوب.
6- ليتسلح كل واحد منكم بالحلم وسعة الصدر,انتما شريكان وشركة الزواج شركة من نوع خاص واذا كانت الشركة العلادية تحتاج الى لياقة واللباقة, فان الشراكة الزوجية احوج الى اللباقة واللياقة.
7- لا تهملا تغذية زواجكما. ان الوةاج كالنبات يكون زاهراً وفواحاً وقد يصوح ويصفر وتذروه الرياح,ان الكلمات الطيبة والمجاملة والهدية في وقتها هي اهم ما ينفع لتغذية الزواج.
8- اذا قامت في وجهيكما صعوبات فتغلبا عليها بطلب العون والشورى من كبار السن وذوي الخبرة المخلصين والاقرباء.
9- اذا نشب بينكما خلاف فلا تقلقا, ان الخلاف امر طبيعي ولا خشية منه, والمهم ان تضعا مبادئ لحل الخلافات وتركيز الاوضاع.
10- ليتجنب كل منكما السيطرة وبسط النفوذ على شريكه وكذلك الملامة الحادقة والتقريع.
وليذكر كل زوج ان ثمة عوامل خطيرة تؤدي الى تدمير الزواج هي الكبرياء والاستحواذ والتجاهل والظلم.
وان ثمة اوهاماً يجب طردها وتجنبها اهمها الظن ان الجمال والمال احدهما او كلاهما عن العواطف الانسانية او الكلم الطيب.
هذه هي المحبة وذاك هو ما يسمى بالحب, نعود فنكرر قولنا: ان المحبة الرصينة تصعد وتصعد, انها تصعد المنحدر نفسه الذي يهبط عليه الحب المفتون.
ولهذا نقرأ في كتاب الله تعالى (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
السيد أبو الحسن جلوة الزواري
الاسرة والغزو الثقافي
هل يمكن أن نكون سعداء في حياتنا؟
الإمام الصادق عليه السلام والتفسير العرفاني
تكوين الأسرة المسلمة
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
الغناء والرقص زمن الدولة الاموية
قصة مريم في القرآن

 
user comment