عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

علامات الظهور بين العقل والإعجاز

٭ من هو الغائب المنتظر؟

وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين.

ولد الإمام محمد المهدي  عليه السلام في سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة وان مولده ليلة الجمعة ليلة النصف من شعبان وقد كانت ولادته بسر من رأى بالاتفاق، وألقابه الشريفة المهدي والمنتظر والحجة وصاحب الامر والقائم  عليه السلام وروى الصدوق بأسانيد معتبرة عن بشر بن سليمان النخاس وهو من ولد أبي أيوب الانصاري احد موالي ابي الحسن وأبي محمد العسكري  عليه السلام بسر من رأى قال اتاني كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن يدعوك اليه فأتيت فلما جلستُ بين يديه قال لي يا بشر انك من اولاد الانصار وهذه الموالات لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وانتم ثقاتنا اهل البيت وانا مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بها بسر اطلعك عليه وانقذك فيه فاكتب  عليه السلام كتابا لطيفا بخط ولفه روميه ووضع عليها خاتمة فقال: خذها وتوجه بها الى بغداد وأحضر شمة خضراء فيها مائتان وعشرون دينارا ووضع عليها خاتمة فقال: خذها وتوجه الى بغداد وأحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا وكذا فإذا وصلت الى جانبك زواريق السبايا وترى فيها الجواري وستجد طوائف المبتاعين من وكلاء بني العباس وشرذمة من فتيان العرب فإذا رأيت ذلك فأشرف من العبد على المسمى بعمرو بن يزيد النخاس عامة نهارك الى ان تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حرين قين صفيفتين تمنع من الفرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم انها تقول واهتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني الصفاف فيها رغبة، فتقول بالعربية لو برزت في زي سليمان على شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق علي مالك فيقول النخاس فما الحيلة ولابد من بيعك فتقول الجارية وما العجلة ولابد من اختيار مبتاع يسكن قلبي اليه والى وفائه وأمانته فعند ذلك قم الى عمرو بن يزيد وقل له ان قص كتاب ملطفه لبعض الاشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي وصف فيه كرمه ووفائه ونبله وسخائه فناولها الكتاب لتتأمل اخلاف صاحبه فإن مالت اليه ورضيته، فأنا وكيله في ايقاعها منك (قال) بشر بن سليمان فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن  عليه السلام في أمر الجارية فلما نظرت الى الكتاب بكت بكاءاً شديدا وقالت للنخاس بعني من خاصب هذا الكتاب وحلفت بالفلظة والمحربه انه مترا امتنع من بيعها منه فتلت نفسها فما زلت اشاحبه في قيمتها حتى استقر الامر على ما في الصرة التي اعطانيها مولاي.

فدفعت اليه الدنانير وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها الى الحجرة التي كنت فيها ببغداد فما أخذها القرار حتى اخرجت كتاب مولانا من جيبها وفي تشمه وتضمه على عينيها وخدها فقلت متعجباً تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه فقالت ايها العاجز الضعيف المعرفة بقدر اولاد الانبياء اعرين سمعك وفرغ قلبك انا مليكة بنت يسوعا بن قيصر ملك الروم وامي من ولد الحواريين تنسب الى وصي المسيح شمعون وهي السيدة نرجس عليها السلام  ام الإمام الحجة  عليه السلام ولها قصة طويلة لا نريد الاسهاب بها في هذا البحث فعند ما ذهب بها بشر بن سليمان الى ابو الحسن الهادي  عليه السلام دعا الإمام الى اخته السيدة حكيمة فلما دخلت اعتنقتها طويلا فقال لها ابو الحسن  عليه السلام خذيها الى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وام القائم عليهم السلام.

وعن محمد بن المطهري قال حدثتني السيدة حكيمة بنت محمد  عليه السلام وانا اسألها عن الحجة  عليه السلام فقلت يا سيدتي حدثيني عن ولادة مولاي وغيبته قالت نعم كانت عندي جارية يقال لها نرجس قد دفقها الي ابو الحسن  عليه السلام فزارني ابو محمد بن اقسي واقبل يحد النظر اليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها اليك فقال لا يا عمة لكني اعجب منها فقلت وما اعجبك منها فقال  عليه السلام سيخرج الله تعالى منها ولدا كريما عند الله عز وجل الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً. فعند ذلك وهبها ابو الحسن الى ابو محمد عليهم السلام وتزوجها وانجبت مصلح هذه الامة عجل الله فرجه الشريف في خفية خوفا عليه من الاعداء والظلمة من بني العباس عليهم لعنة الله.

٭ امامته  عليه السلام:

ذكر في صحاح مسلم(1) ان النبي قال: ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. وهم أئمة الشيعة الاثني عشرية.

وورد ن رسول الله بالتواتر ان النبي قال للحسين  عليه السلام: ابني هذا امام ابن امام اخو امام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم.

وروى المحب الطبري الشافعي في كتاب (ذخائر القصبي:(2) ان النبي قال: لو لم يبقى من الدنيا الا يوما واحدا لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا من ولدي، اسمه كاسمي، فقال سلمان: من أي ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين  عليه السلام.

ان الإمام روحي لمقدمه الفداء تولى الإمامة عندما كان عمره خمس سنين وذلك عند رحيل أبيه الحسن العسكري  عليه السلام الى الرفيق الاعلى سنة مائتين وستون للهجرة.

اما أحاديث النبي في الإمام المهدي خاصة فكثيرة منها ما ذكره ابن ماجة في سنته.(3)

(قال رسول الله: إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وان اهل بيتي سيلبون بعدي بلاءا شديدا، وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق. معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطون، فيقاتلون فينتصرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه، حتى يدفعونه الى رجل من أهل بيتي، فيملأ الارض قسطا، كما ملئت جورا).

وقال ابو داود السجستاني في متنه:(4) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول  الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الارض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجوراً).

وورد عن الائمة عليهم السلام عشرات الاحاديث في الإمام المهدي  عليه السلام.

روي بسنده الى الحسين بن خالد عن الإمام علي الرضا عن أبيه موسى ابن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب أنه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق والمظهر للدين والباسط للعدل، قال أبو عبد الله الحسين  عليه السلام: يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن؟ فقال: أي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة ومسيرة لا يثبت فيها على دينه إلاّ المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه.

وروي عن أبي جعفر الباقر  عليه السلام عن محمد بن مسلم الثقفي قال: دخلت على أبي جعفر الباقر  عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي مبتدئاً: يا محمد بن مسلم ان القائم من آل بيت محمد  عليه السلام انه لسنة من خمسة من الرسل يونس بن ؟؟؟ ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قال: وان من علامات خروجه خروج السفياني من الشام واليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه.

الفصل الأول

الغيبة:

للإمام  عليه السلام غيبتان: صغرى وكبرى.

الغيبة الصغرى:

وبدأت منذ الساعات الأولى لولادته  عليه السلام ودامت تسعة وستون عاما وستة أشهر وخمسة عشر يوماً. وسبب غيبته  عليه السلام أن الله غيّبه خوفا عليه من الأعداء لكي لا يقتلوه وتخلو الارض من حجة، ولأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار وكان يتحمل المشاق والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياء عليهم السلام إنما تقطم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.

روي عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان اليزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيسابوري عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب عن زرارة عن أبي عبد الله أنه قال: (إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت: لِمَ. قال: يخاف القتل).

روي عن يونس بن عبد الرحمن انه قال: قال الإمام موسى بن جعفر القائم الذي يطهر الارض من اعداء الله يملؤها عدلا كما ملئت جورا ظلما هو الخامس من ولدي له غيبة تطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون، ثم قال: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منّا ونحن منهم فقد رضوا بنا ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة.

وهذا الحديث يبين غيبة الإمام  عليه السلام وطولها بسبب الخوف من الأعداء كما يبين منزلة الشيعة المتمسكين بأهل البيت المنتظرين لصاحب الزمان  عليه السلام والسبب من الغيبة الاولى ظاهري وهو الخوف من الاعداء والسبب الثاني هو تربية الشيعة على تدوين الحديث واستنباط الاحكام الشرعية تمهيداً للغيبة الكبرى وانقطاع الاتصال بالإمام  عليه السلام فتربية الشيعة على الاتصال غير المباشر وتهيأها للاتصال بالقيادة البديلة في زمن الغيبة الكبرى وهم الفقهاء العدول.

وفي بعض الروايات ان الغيبة الصغرى بدأت بعد وفاة الإمام الحسن العسكري  عليه السلام وانتهت في شعبان 329 هجرية عند وفاة السفير الرابع وهو علي بن محمد السمري.

وسميت الغيبة الصغرى بصغرى لأن الناس كانت تأخذ الاحكام الشرعية والردود على أسئلتهم وكل ما يتعلق بحياتهم عن طريق السفراء الاربعة الذين كانوا واسطة بين الإمام  عليه السلام والأمة الاسلامية وبين الشيعة بخاصة.

السفارة والسفراء الأربعة:

ومنذ ان انتقلت الإمامة اليه  عليه السلام بعد وفاة والده لم يكن من الميسور لأي كان من الناس ان يتصل به ويجتمع اليه خلال سبعين عاما تقريباً الا من خلال سفرائه الاربعة: عثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري، الذين كانوا حلقة الاتصال بينه وبين شيعته في مختلف الاقطار بواسطة الرسائل التي يحملونها اليه ويأخذون منه اجوبتها لأهلها، كما فوضهم بقبض الاخماس التي كانت تجبى اليه والتصرف بها حسبما تقتضيه المصلحة، وقد تولى له السفارة خلال السنين الاولى من امامته عثمان بن سعيد المعروف بالسمان، لأنه كان تاجرا بالسمن، ولقد تولى السفارة لثلاثة من الائمة عليهم السلام الهادي والحسن العسكري ومحمد بن الحسن المنتظر القائم، وكان رضوان الله عليه يعرف بالعمري لأنه من بني أسد ونسبه الى جده، وانما اتخذ بيع السمن مهنة له لتغطيه على عمله الحقيقي فكان يوصل بأوعية السمن الى الإمامين ما يكتبه الشيعة وما يوصلونه اليها وبواسطتها أيضا يوصل أجوبة الإمامين الى الشيعة وكان هو السفير الاول للإمام الحجة  عليه السلام الى حين وفاته.

محمد بن عثمان بن سعيد العمري تولى النيابة الخاصة بعد وفاة أبيه بأمر الإمام الحجة  عليه السلام وكان الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام يثنيان عليه وعلى أبيه ويصتونهما بالوثاقة والأمانة، وكانت كتب الإمام الحجة  عليه السلام تخرج على يديه الى الشيعة كما في عهد أبيه رضوان الله عليه، تولى النيابة الخاصة قرابة خمسين عاماً، وفي أواخر أيامه احتفر لنفسه قبرا وأعد ساجة كتب عليها أسماء الأئمة عليهم السلام وأوصى بأن تدفن معه، توفي في آخر جمادي الثانية سنة 305هــ.

أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه كان من وكلاء أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ولم يكن أخص أصحابه بل كان أخصهم به جعفر بن محمد بن مثيل وأبيه، اللذين كانا لعظم منزلتهما عند أبي جعفر لا يتناول الطعام الا عندهما والمعد في بيتهما، وأما الحسين بن روح رضي الله عنه كان يسكن بيتا صغيرا مظلما وعندما حضرت الوفاة أبا جعفر رضي الله عنه كان جعفر بن أحمد بن مثيل عند رأسه والحسين بن روح عند قدميه فقال ابو جعفر امرت ان اوصي الى أبي القاسم الحسين بن روح فقام جعفر وأخذ بيد الحسين وأجلسه عند رأس أبي جعفر رضي الله عنه. كان الحسين بن روح عالما فذا شديد التقية ولشدة تقيته كان من لا يعرفه يظن انه من أبناء العامة، ولكنه مع ذلك كان شجاعا سامي النفس، قال أبو سهل النوبختي لما سأل عن علة اختيار الحسين بن روح دونه علم ابو القاسم وضغتني الحجة لعلي كنت أدلي على مكانه، وابو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه).

توفي الحسين بن روح في شعبان سنة 326هــ .

ابو الحسن علي بن محمد السمري آخر السفراء الاربعة تولى السفارة ثلاث سنوات وتوفي في النصف من شعبان سنة 329هــ ولما دنت وفاته وقبل الوفاة بأيام سُئل أن يوصي فقال (لله أمر هو بالغه) واخرج الى الناس توقيعا نسخته:

(بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري اعظم الله اجر أخوتك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك ولا توصي الى احد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور الا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلب وامتلاء الارض جوراً وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترٍ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).

الغيبة الكبرى

وعند وفاة السفير الرابع بدأت الغيبة الكبرى منذ سنة 329هــ والى ما شاء الله، وان العلة التامة من الغيبة الكبرى لا يعلمها الا الله تعالى ويمكن القول ان السبب الظاهر لها كون المجتمع الانساني لا يزال غير مهيأ لقبول الاطروحة العادلة وقبول حكم الإمام  عليه السلام ومتى ما أصبح المجتمع مهيّئاً بسبب انواع الابتلاءات العسيرة والمحق التي يمر بها يظهر صلوات الله عليه لإقامة حكومة العدل الإلهي في العالم أجمع. ولعل العلة التامة للغيبة هي ان لا يكون في عنق الإمام  عليه السلام بيعة لأحد. والله أعلم.

والإمام  عليه السلام لا يظهر الا ان تسبق ظهوره علامات وآيات ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام منها الحتمية التي يجب ان تحصل وان لم تحصل فإن الإمام لا يظهر ومنها غير الحتمية ومنها عقلية طبيعية ومنها إعجازية أي تحصل بالمعجزة. جعلنا الله وإياكم من المترقبين لها والمصدقين بها.

الفصل الثاني: علامات الظهور

العلامات الحتمية:

العلامات الحتمية هي خمس أو ست علامات وهي شرط حدوثها يخرج الإمام ويظهر للعالم.

الأولى: الصيحة

ان في توقيعه عجل الله فرجه لعلي بن محمد السمري (سيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر) والظاهر من ادعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة بقرينة السياق والصدور على يد النائب الرابع حيث أمره بعدم الوصية لأحد والانقطاع هذا يمتد الى الصيحة من السماء بصوت جبرائيل التي هي من علامات الظهور الحتمية الواقعة في نفس سنة الظهور، وهي (ألا ان الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار: ألا ان الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون) كما جاء في الروايات عن أهل البيت عليهم السلام وفي بعضها ان النداء في شهر رمضان وفي بعض الروايات انه في رجب والظاهر انها نداءات متعددة بمضامين متعددة.

الثانية والثالثة والرابعة خروج السفياني والخراساني واليماني:

روى النعماني بسنده عن ابي بصير عن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام من علامات الظهور الحتمية خروج السفياني والخراساني كفرسي رهان يستبقان الى الكوفة ثم قال (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو الى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه، فإن رايته راية هدى ولا يحل مسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو الى الحق والى صراطٍ مستقيم).

الخراساني:

الروايات حول الخراساني من طرق الفريقين كثيرة ثابتة وصحيحة. وهي تلخص صفاته بما يلي: انه رجل ثائر من احفاد اهل البيت ومن ابناء الامام الحسين  عليه السلام ينسب الى خراسان اما مولدا او سكنا وإقامة وانتسابه الى خراسان باعتبار انطلاقة ثورته منها ومن صفاته انه يظهر شابا من دون ان نعلم بانطباق هذا الوصف عليه في بداية ظهوره في المجتمع الايراني او في بداية تسلمه لقيادة الموطئين. ومن صفاته المميزة وجود خال بكفه اليمنى او اليسرى وللخال معان ثلاثة في معاجم العرب وجود علامة في يده او وجود صفف في اليد ا وان يكون لواء الجيش وقيادة العسكر بيده وتحت امرته.

وتذكر الروايات ان الخراساني سيواجه عقبات في طريقه ولكن الله تعالى يتكفل بتذليلها كما يقول الامام الباقر  عليه السلام (يسهل الله أمره وطريقه).

ويكون خروج السفياني والخراساني واليماني كلهم في يوم واحد وذلك بعد الصيحة فالصيحة شرط لخروج الخراساني بعدها. وروي عن الامام الكاظم  عليه السلام انه قال: (قيام رجل من قم يدعو الناس الى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تذلهم الرياح العواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين)(5) اما قائد جيش الخراساني تقول الروايات بأنه اسمه شعيب بن صالح التميمي وهو اسم حقيقي له وليس رمزيا ويعتبر من ابرز القادة، وصفته شاب صغير السن مربوع القامة كوسج اللحية او خفيف اللحية عربي الاصل من قبيلة تميم، اصفر اللون من شدة العبادة ولكنه قوي صلب عنيد في الحق شديد على الاعداء ولو استقبلته الجبال الرواسي لهدها واتخذ منها طرقاً.

ان خروج الرايات السود من خراسان متجهة نحو الكوفة وهي رايات جيش الخراساني وردت أيضا فهيا روايات فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبو على الثلج فإن فيها نصرة لخليفة الله المهدي.

ومن هذا الحديث يبين ان على كل مؤمن نصرته ولو أتاهم حبواً على الثلج وذلك تأكيد على النصرة ولو في اصعب الظروف.

ان خروج الخراساني من خراسان الى العراق عن طريق البصرة فاتحاً للعراق تأخذه الغيرة والحمية على الدين فيصل الى الكوفة ويحارب السفياني وينتصر ويبقى ينتظر ظهور الامام  عليه السلام وخروج الخراساني محارباً للظلم عامة وليس خروج باسم نصرة الامام  عليه السلام.

السفياني:

السفياني وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ومن اوصافه، رجل وحش الوجه عليه اثر الجدري ازرق العينين يخرج من وادي اليابس أي البيداء الخالية من الماء والكلا ما بين مكة والشام. وجاء في حديث عن الامام الصادق  عليه السلام قال: (اذا ادنت الشمس للغروب صرخ صارخ من غروبها يا معشر الخلائق ظهر ربكم بالوادي اليابس، وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فبايعوه تهتدوا ولا تخالفو عليه فتضلوا فيرد عليه الملائكة والجن والنقباء قوله يكذبونه فلا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الا ضل بالنداء).

وروي عن الصدوق عن أبي منصور الجبلي قال: سألت أبا عبد الله  عليه السلام عن اسم السفياني فقال: وما تصنع به؟ اذا ملك تور الشام الخمس دمش وحمص وفلسطين والاردن وقزوين فتوقعوا الفرج فقلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً.

وتوجد هناك علاقة بين السفياني والدجال ويكونا متعاصرين.

ويقوم السفياني ببعث جيش الى بغداد والكوفة والنجف ويقتل الكثيرين من الابرياء والعلويين ثم ينشطر جيشه الى قسمان قسم يذهب الى المدينة ويستبيحها ثلاثة أيام ويقتل ويدمر فيها والقسم الثاني من جيشه يذهب الى الشام فهذا الجيش يدخل في معركة مع جيش الامام  عليه السلام فيهزمه جيش الامام وينتصر عليه. وفتنة السفياني تمتد الى انحاء البلاد كافة وتشتد خاصة على اصحاب علي  عليه السلام وشيعته حتى ان مناديا ينادي من قبله الا من جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف درهم فيشب الجار على جاره ويقول: هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما الجيش المتجه الى مكة المكرمة اذا كان البيداء ما بينها وبين المدينة خسفت به الارض فالبتلعته بما فيه من خراسان وسلاح، وهذا ما يسمى بالخسف بجيش السفياني في البيداء. ويبلغ عدد هذا الجيش في روايات أهل البيت عليهم السلام سبعين ألف مقاتل. ولا ينجو من هذا الجيش سوى أخوين اثنين من جهينة يحول الملائكة وجهيهما الى قفاهما ويقولون لأحدهما وهو البشير توجه الى مكة وبشر صاحب الامر  عليه السلام بهلاك جيش السفياني فيتوجهان الى حيث أمرا وهذا الخسف بالبيداء من الاعجاز الالهي القادر على كل شيء.

وعند وصول النذير الى السفياني يتوجه الى الكوفة ويفعل ما يفعل من دمار وقتل وتخريب فعند ذلك يتوجه الامام من مكة الى الكوفة لملاقاة السفياني ثم يفر السفياني الى الشام مرة أخرى.

وستكون هناك مراعات داخلية في الشام وحروب وصدام مسلح بين فئات ثلاثة كلهم يريد السيطرة على الشام وكلهم على الباطل فأحدهم ابقع والآخر اصهب والآخر احمر اصفر ازرق وهو السفياني الذي يكتب له النصر في هذه المهمة ويسيطر على الشام. ويتبعه أكثر اهل الشام الا القليل ممن عصمهم الله المخلصين الكاملين المعبر عنهم بالاولياء والابدال. ثم يوجه السفياني جيشه للعراق فيلتقي في طريقه جيش ارسله حكام العراق من اجل السيطرة على الوضع ورد السفياني عن بلدهم فيقتتل الجيشان في منطقة تسمى قرقيسيا عند الفرات على الخابور عنبد مصبه. وتحصل بين السفياني وبين جيش الامام  عليه السلام معارك كثيرة منها معركة باب اصطخر ومعركة مرج عكا واصطخر تقع في الاهواز جنوب ايران وعكا في فلسطين يحارب فيها الامام  عليه السلام الفريقين و من يأتي معهم من اليهود. وعكا يجعلها الامام  عليه السلام قاعدة بحرية لفتح أوربا.

وتنتهي المعارك بانتصار الامام  عليه السلام واصحابه وهروب السفياني الى بين المقدس ومن ثم يلحق به ويضرب عنقه.

اليماني و الحسني:

اليماني اسمه (حسن او حسين) من ذرية زيد بن علي بن الحسين  عليه السلام أي انه حسيني لا حسني. وهو يقوم بثورة باليمن تكون مهددة للمهدي  عليه السلام وهي حتمة الوقوع. وهي احدى الرايات في عصر الظهور على الاطلاق وتؤكد الروايات على وجوب نصرة اليماني وخروجه مقارن لخروج السفياني في رجب أي قبل ظهور المهدي  عليه السلام ببضعة أشهر. وتبدأ حركة اليماني من قرية كرعة وهي قرية في اليمن في منطقة بين خولان قرب صعدة.

وتكون راية اليماني اهدى من راية الخراساني لأن الاسلوب الاداري الذي يستعمله اليماني في قيادة السياسة وادارة اليمن أصح وأقرب الى النمط الاداري الاسلامي في بساطته وحسمه بينما لا تخلص ودله الخراساني من التعقيد والروتين وشوزائبه فيرجع الفرق بين التجربتين الى طبيعة البساطة القبيلة فقي المجتمع اليماني وطبيعة الوراثة الحضارية والتركيب في المجتمع.

وعن ابي جعفر محمد بن علي  عليه السلام ذكر راية السفياني والخراساني ثم قال: وليس في الرايات أهدى من راية اليماني وهب راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم فإذا خرج اليماني فانهض الى نصرته فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لأنه يدعو الى الحق والى صراطٍ مستقيم. تبين هذه الرواية كيف ان من حارب اليماني هو من أهل النار وانه يجب نصرته على كل مؤمن. وربما انها اهدى الرايات لأنه يدعو الى الامام المهدي خاصة وخروجه خاص لنصرة الامام  عليه السلام فقط.

اما الحسني فهو أحد كنوز الطالقان ومن ابرز أصحاب القائم يخرج من منطقة طبرستان مناصر للسيد الخراساني يقود في ايران ثورة تصحيحية على اثر الفتنة الداخلية التي يتزعمها جماعة من المنحرفين الايرانيين ضد النهج الاصولي لثورة الموطئين (ثورة الخراساني) تستهدف الاطاحة بالقائد الخراساني.

وهو الفتى الصبيح يخرج من طرف الديلم وقزوين. وينادي بصوت له فيصيح يا آل محمد أجيبوا الملهوف. والسيد الحسني هذا هو كما يظهر من الروايات من اولاد الحسن المجتبى  عليه السلام يخرج فلا يدعو للباطل ولا يدعو الى نفسه اذ هو من شيعة الائمة الخلص يتبع الدين الحق.

ويتلتحق بالحسين جمع كبير من المؤمنين بعد ان فشا الظلم وساد الفساق وتجيبه كنوز الله بالطالقان وهي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال قلوبهم كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب.

وعند ظهور الامام  عليه السلام يتصل به الحسني ويطلب منه دلائل الامامة ومواريث الانبياء. وفي رواية عن الامام الصادق يقول: وهو والله يعرفه ويعرف انه المهدي، ولم يرد بذلك الامر الا ليعرض أصحابه من هو.

ثم يخرج الامام المهدي  عليه السلام دلائل الامامة ومواريث الانبياء فيقول الحسني: الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايع سائر الجيش الذي مع الحسني الا اربعة آلاف منهم وهم أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية ومصاحفهم معلقة حول أعناقهم فإنهم اذ يرون الدلائل والمعجزات يقولون ما هذا الا سحر عظيم!

ثم ان الامام  عليه السلام يعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدهم الا طغياناً وكفراً. فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علماء السنة يجيزون لعن يزيد بن معاوية
آية اليوم يئس الذين ومسألة الإمام
العقل والروح مسيرة إحيائية واحدة
اليوم الآخر في القرآن الكريم
الرعية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك ...
بغض بعض الصحابة لعلي(عليه السلام)
هل ان عيسی عليه السلام ابن الله جل وعلا
كيف يجزى الانسان بثار عمله في الدنيا
المعاد (1)
الامام علي (ع ) يرفض المبايعة على سيرة الشيخين :

 
user comment