عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

أنّه تعالى مُدرِكٌ

الإدراك في أصل اللغة هو بلوغ أقصى الشيء ومنتهاه .
 
ويطلق في الإنسان على اطلاعه على الاُمور الخارجيّة التي تدرك بالحواسّ الخمسة زائداً على العلم .
  
فإنّه قد يعلم الإنسان شيئاً فيكون عالماً به ، ثمّ يراه عياناً فيكون مدركاً له .
 
لكن بالنسبة إلى الله تعالى الذي هو منزّه عن الحواس يدرك أقصى الشيء وغايته ومنتهاه إدراكاً لا بحاسّة .
 
بل هو مدرك للأشياء بمعنى أنّه عالم بالمدركات ، أي أنّه عالم بما يدرك بالحواس إدراكاً أعظم من إدراكنا ، حيث انّه قد يقع الخطأ فيما ندركه ، ولكن لا يخطئ الله جلّ شأنه في إدراكه .
 
فالمراد بإدراكه تعالى هو العلم الخاصّ ، كما أفاده في حقّ اليقين (1).
 
ومن هنا يعلم أنّ هذه الصفة الكمالية من صفات ذاته المقدّسة .
 
ويدلّ على هذه الصفة في الله أدلّة العلم الثلاثة المتقدّمة .
 
ويضاف إلى ذلك ما يستفاد من تقريب المعارف: «إنّ وجود المدرك وارتفاع الموانع تستلزم الإدراك ، والله تعالى كامل مستجمع لجميع صفات الكمال ، ولا سبيل للنقص والموانع إلى ذي الجلال ، فيكون مدركاً لكلّ محسوس ، وعالماً بكلّ ما يحسّ » (2).
ودلائل مُدركيّته واضحة بالعيان لكلّ ذي حسّ ووجدان ..
  
وكيف لا يدرك المحسوسات مَن هو عالم بالغيوب والخفيّات ، بل يعلم السرّ وأخفى ؟
  
يعلم ما أسرّه الإنسان وما نساه وغاب عن خاطره ويعلم الغيب والشهادة ، فيكون عالماً بالمحسوسات بالأولويّة القطعية .
  
فالله تعالى مدرك لجميع الأشياء المحسوسة ، وعالم بكلّ شيء محسوس وغير محسوس ، حاضر وغائب ، وكلّ غيب وحضور ، كما تلاحظ ذلك في الأحاديث الشريفة (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حقّ اليقين : (ج1 ص30) .
(2) تقريب المعارف : (ص84) .
(3) بحار الأنوار : (ج4 ص79 ب2 ح2 و3) ، وقد مرّ آنفاً الحديثان الدالاّن عليه في بحث « إنّه تعالى عالم ... » .


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أصالة الوجود واعتبارية الماهية
المخالفون والولاية التكوينية الإعتقادبها ولكن ...
الموت أفضل من الحياة
أفعال الإنسان
الحلم وکظم الغیظ
نظرية الصدفة في خلق العالم:
نظرة الكتب المقدسة إلى النساء، نظرة تقدير أم ...
إثبات الأشاعرة لرؤيته تعالى في الآخرة
الأخوة في القرآن الكريم
من أنزل عليه القرآن

 
user comment