عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

اقتراح بعض الحلول لتخطي الأزمات النفسية الناتجة عن العرف ووسوسة الشيطان

اقتراح بعض الحلول لتخطي الأزمات النفسية
الناتجة عن العرف ووسوسة الشيطان


الأزواج والعمل المنزلي:

إن مساعدة الرجل في الأعمال المنزلية أمر يرفضه أغلب أزواج هذا الجيل، وهذا الشعور يعود إلى البيئة التي نشأ بها هذا الرجل، ففي البلدان التي يحتلّ السلام لا تخرج النساء عادة إلى العمل ومن الطبيعي أن تقوم النساء بكامل العمل المنزلي، وقد عايش أبناء هؤلاء هذا الواقع ونموّهم على هذا النمط جعلهم يتوقعون ذات التصرف من زوجاتهم، وهذا على الأرجح سبب شعور وفرة من رجال اليوم بالغرابة في تأدية العمل المنزلي.

ولكن التعاون أمر محبّذ ومطلوب، لا ينقص من احترام
 
 
الرجل للمرأة أو المرأة للرجل، بل على العكس فهو ينمّي التواضع لدى أرباب البيوت ويربّي الأولاد على هذه الطبيعة الطيبة، شرط أن يكون هذا التعاون منسقاً.


مثلاً:

المؤمن الذي يرتضي لغيره ما يرتضيه لنفسه، لا يستطيع أن يسترخي على كرسي مريح بينما يرى زوجته التي أصبحت مرهقة طوال اليوم تعمل في المنزل دون أن يحاول مساعدتها.

وفي المقابل لا يمكن للمرأة المؤمنة أن تطلب من زوجها وهو منهك القوي جرّاء عمله في مجال صعب أن يساعدها في المنزل على حساب عمله الذي يعتاش وعائلته من راتبه.

ولذلك كان لابدّ من التفاهم والإدراك وعدم الانسياق وراء الشعارات التي لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف والحالات الفردية والقاعدة في الرسالات الإلهية هي ما ورد في افسس 5: 22 إلى 27.

(ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو رأس الكنيسة... لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء (يرضي الله
 
 
تعالى).. كذلك على الرجال أن يحبّوا نسائهم كأجسادهم..

وأمّا أنتم كأفراد فليحبّ كل واحد امرأته كنفسه وأمّا المرأة فلتحبّ رجلها).

ونصيحة القرآن الكريم شبيهة بفحواها ومعناها حيث نقرأ في سورة النساء 32 إلى 34: (ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً (32) ولكل جعلنا مولى مما ترك الولدان والأقربون والذين عقدت ايمنكم فاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا (33) الرجال قوّمون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهنّ فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليّا كبيرا (34).

وهكذا تكون الكتب المساوية قد حددت تكليف المرأة والرجل وليس في ذلك تفضيلا لطرف على الآخر إلا بما وهبه الله تعالى من حقّ.


 
 
انتفاء السعادة بين الزوجين مشكلة لها حل في الكتب السماوية:

إن السعادة الحقيقية بين الزوجين لا يمكن إيجادها عبثاً، فلا بدّ من توفّر المقومات لها، مثلاً:

كيف يسعد من سار على درب الشيطان وانغمس بالخطيئة والشرّ، وليس هنالك من يردعه أو يبعده عن ارتكاب الفواحش، فإن لم يمتلك المرء إيمان بالله والرسالة الإلهية لينتج عنها عمل صالح يورثه السعادة فكيف له أن يسعد.

ولا يمكن للإنسان أن يطلب السعادة إلا من خلال الرضوخ للكتب المقدسة وتعاليمها والتي تنصّ على طلب مشيئة الله تعالى أولاً حيث نقرأ في متى 6: 10: (أبانا الذي في السماوات ليتقدّس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض).

وبوضعنا مشيئة الله تعالى نصب أعيننا نتخطّى الحواجز والمطبّات التي زرعها الشيطان في دروبنا لإبعادنا عن السعادة الحقيقية.

والقاعدة في الكتاب المقدس هي أن نعطي الطرف الآخر
 
أكثر مما نأخذ منه حيث نقرأ: (مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ) أعمال الرسل 20: 35.

والنتيجة أنه برضى الله تعالى تتحقق سعادة العبد.


نظرة الكتب المقدسة إلى النساء، نظرة تقدير أم احتقار؟

ورد في سفر التكوين 2: 23 مقارنة مع سورة الأعراف:

(فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم فقال آدم، هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امرأة لأنها من امرىء أخذت لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً).

ومع الأعراف 189: (هو الذي خلقكم من نفس وحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشّها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صلحا لنكونن من الشكرين (189).

ونقرأ في رسالة بطرس الأولى 3: 7: (كذلكم أيها الرجال
 
 
كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهنّ كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم).


ملاحظة:

عندما يدعو الرسول بولس النساء (الجنس الأضعف) فإنّه لا يدّعي بأنّهنّ أدنى عقليّاً أو أدبيّاً لكنه يشير إلى ضعف البنية والجسد لدى النساء فالمرأة في زمنه ما لم تتلق الحماية من الرجل كانت عرضه للهجوم أو لسوء المعاملة أو الحاجة المادية، وإن بدت حياة المرأة في عصرنا الراهن أسهل لكنها ما زالت تعاني من نفس المخاطر وبالرغم من ازدياد فرص العمل لدى النساء إلا أنهم غالباً ما يتقاضون أجراً منخفضاً.

واحترام المرأة كإناء أضعف يستلزم حمايتها والعناية بها واحترامها وتأمين لوازمها وحاجيّاتها على قدر المستطاع والمؤمن يناقش الأمور مع زوجته بلطف ومودّة ولباقة وكياسة وسعة أفق.

وفي حال المعاملة السيئة تنقطع الصلة مع الله تعالى مما يجعل من صلات هذا الشخص دون فائدة او فعالية وقد قال
 
المسيح عليه السلام أنه ينبغي على المؤمن أن يسوي خلافه مع أخيه قبل أن يقدم على الصلاة وينطبق ذلك على العلاقة الزوجية والروابط العائلية والأسرية.

(متى 5: 23 و 24) مقارنة مع وصيّة القرآن الكريم في سورة النساء 1: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس وحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به، والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).

وفي سورة المجادلة نقرأ: (قد سمع الله قول التي تجدلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير).

وقاعدة الكتاب المقدس هي: (ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان) متى 19: 6.

هنالك الآلاف من المؤمنين يتمتّعون بزيجات ناجحة ومانحة للاكتفاء وليس نجاح الزواج والعيش بسعادة وليد صدفة فلابدّ من توفّر هذه العوامل:

1- احترام نظرة الله تعالى إلى الزواج من قبل الطرفين..

2- أن يسعى كل منهما إلى العيش وقفاً لمبادئ دينهم وأن
 
يهدفوا إلى إرضاء الله عزّوجلّ فهو القريب من عباده والأعلم بحاجاتهم.

(ولقد خلقنا الإنسن ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).

مقارنة مع اشعياء 48: 17: (أنا الرب إلهك معلمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرّك كلجج البحر).

ولذلك نرى أنّ ما يؤدّي غالباً إلى سوء المعاملة والفشل في الزواج إنّما هو عدم التقيد بالمبادئ التي وضعها الله لإنجاح الزواج في الرسالات سواء في المسيحية الحقيقية أو في الإسلام.

وفي أفضل الحالات نرى أن الزوج هو اتحاد فردين ناقصين، لهم عادات وتقاليد في أغلب الأحيان متناقضة، وأفكارهم عادة تكون متضاربة والحلّ هو بتطبيق ما جاء في 1 كو 7: 10 إلى 11: (وأمّا المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها... ولا يترك الرجل امرأته).


 
 
فعلاً فقد رتّب الزواج ليكون رباطاً دائماً فهو عبارة عن نذر يطلقه الرجل لزوجته أمام الله تعالى ولابدّ من الوفاء بالنذر كما تعلّم الأديان السماويّة حيث نقرأ في الجماعة 5: 4:

(إذا نذرت نذراً الله فلا تتأخّر عن الوفاء به لأنّه لا يسرّ بالجهال فاوف بما نذرته).

مقارنة مع سورة الإنسان 7 و 8 إذ نقرأ: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيراً(8).

والزواج من أبرز النذور الأبديّة التي يقدم عليها المؤمن، ولا بدّ من الحفاظ عليه، وبهذا الأعتبار تسقط العوائق التي تواجه المتزوجين.


الاتصال قوام الزواج الناجح:

عندما سئل أحد محامي الطلاق عن السبب الأبرز للطلاق بين الأزواج أجاب:

هو العجز عن التكلّم بصدق أحدهما مع الآخر، والكشف
 
 
عن أفكارهم العميقة ومعاملة كلّ منهما رفيقه كأفضل صديق له.

نعم فالمشورة والحوار وطلب المساعدة هم الحلّ الأمثل للمشاكل الزوجية حيث يقول الكتاب المقدّس:

(مقاصد بغير مشورة تبطل) أمثال 15: 22.

مقارنة مع سورة آل عمران 109: (ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور).

مع ما جاء في سورة الشورى 38: (والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقون).

وعليه فإن الشورى والمناقشة عند وقوع الخلافات عامل إيجابي في حلّها وتخطيها إلى المودّة والمحبّة.


اختيار الزوج أو الزوجة وفق المعيار الإلهي:

يحذّر الكتاب المقدس من الارتباط برفيق زواج لا يمتلك مقومات الإيمان فقد يؤثر سلبا على رفيق زواجه فيبعد أحدهما الآخر عن الله تعالى وعبادته حيث نقرأ في سفر الأمثال 2: 16 و 17:
 
 
(لإنقاذك من المرأة الأجنبية من الغريبة المتملقة بكلامها التاركة أليف صباها والناسية عهد إلهها لأنّ بيتها يسوخ إلى الموت وسبلها إلى الأخلية كل من دخل إليها لا يؤوب ولا يبلغون سبل الحياة حتى تسلك في طريق الصالحين وتحفظ سبل الصديقين).

فحذار من الوقوع مع شريك أو شريكة تحمل مثل هذه المواصفات التي تجعل من حاملها بعيداً عن الله تعالى وحقّه.

ومن أبرز مسببات المشاكل هو أن الرجال والنساء كثيراً ما تكون لهم أساليب اتصال مختلفة فالنساء غالباً يرتاحون لمناقشة المشاعر في حين أنّ الرجال عموماً يفضّلون مناقشة الوقائع، وتميل النساء إلى إظهار التعاطف وتقديم الدعم العاطفي بينما يميل الرجال إلى البحث عن الحلول وتقديمها ومع ذلك يوجد سبيل للاتصال المثمر إذا صمم رفيقا الزواج أن يكونا معاً (مسرعين في الاستماع مبطئين في التكلم مبطئين في الغضب) يعقوب 1: 19.


الخلاصة:

بعد الحلول التي تمّ طرحها من الكتب المقدسة
 
 
فلا بدّ من إدخال عنصر الحكمة في أي حوار، بالإضافة إلى طلب الإرشاد الإلهي من أهل الخبرة، فمن هم خارج الصراع والخلاف، أقدر على حلّه من الذين يخوضون به فيجمعون خيوط المشكلة ويعيدوا حياكتها من جديد.

وعندما تتوفّر المحبة تكون بمثابة رباط كامل للوحدة بين الأزواج ولا حاجة للمزيد من الغوص في هذا الجانب فقليل من التنازل غالباً ما يؤدي إلى الوفاق.

وبعد أن استعرضنا الحقوق والواجبات دعونا نتأمل في بعض المطالب المشتركة بين القرآن والإنجيل فيما يختصّ بلباس النساء المؤمنات.


 
لباس النساء بين القرآن والكتاب المقدس

إن لباس نساء المسلمين معروف وشائع ولا حاجة لنا لنبيّنه ولكن السؤال الأبرز هل يوافق الكتاب المقدس على هذا اللباس؟

إن اللباس المحتشم والذي لا يظهر تفاصيل جسد المرأة أمر من الله تعالى وقد ورد ذكره في كافة الكتب السماوية سيما الكتاب المقدس حيث نقرأ في رسالة بطرس الأول 3: 3 و 4:

(ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ظفر الشعر والتحلّي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدّام الله كثير الثمن).

نعم فلا يجوز للمؤمنات من أتباع الكتاب المقدس بأن يتزينوا لغير أزواجهن ويرتدون اللباس المعرّي ليسببوا بفتنة وإغواء الرجال وقد جاء شبيه هذا التحذير في 1 تي 2: 9 و 10 حيث نقرأ:


 
 
(وكذلك النساء يزيّن ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل ولا بظفائر أو ذهب أو ملابس كثيرة الثمن بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة).

والسؤال هو ماذا تكسب المرأة التي تظهر محاسنها للآخرين؟

وهل تصيبها خسارة ما إذا أخفت هذه المحاسن؟

قطعاً لا. بل تكسب رضى الله تعالى وتنصاع لمشيئته المدونة في الكتاب المقدس ولكن قد تقول إحداهن أنا أريد أن يمدح الآخرين بجمالي.

نقول: جمال المرأة الذي يستحق المدح ليس في جسدها حيث نقرأ في سفر الأمثال 31: 30:

(الحسن غشّ والجمال باطل أمّا المرأة المتقية الرب فهي تمدح) وعليه فإن الكتاب المقدس يواف الإسلام وكتابه في هذه المسألة (اللباس المحتشم) ولكن لسائل أن يسأل:


هل يأمر الكتاب المقدس بغطاء الرأس أم أن ذلك مقتصر على القرآن الكريم؟

نجيب ونقول: نعم يأمر الكتاب المقدس بغطاء الرأس للنساء وهذا واضح من نص ذ كو: 11: 3 إلى 5 حيث نقرأ:

 
 
(فأمدحكم أيها الأخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلّمتها إليكم ولكن أريد أن تعلموا أنّ رأس كل رجل هو المسيح وأمّا رأس المرأة فهو الرجل ورأس المسيح هو الله كل رجل يصلي او يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه وأمّا كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنّها والمحلوقة شيء واحد بعينه إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقصّ أو تحلق فلتتغطّ).

وعليه ينبغي على المرأة ان تغطّي رأسها بحجاب يخفي شعرها وليس هذا تخلّفاً كما يزعم بعض الجهلة بل امتثال للأوامر الإلهية المدوّنة في كافة الكتب السماويّة وأي محاولة للهروب من هذا الواقع تعتبر تهرّباً وتقصيراً تجاه الدين والإنسانية وإن صدرت عن رجال دين موقرين.

ولذلك ترى القرآن يصيح منادياً: (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربّكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغينا وكفرا فلا تأس على القوم الكفرين).


 
 
ومن الملفت أن الله تعالى أنزل الحق مع كافة الأنبياء، ولكن أتباع هؤلاء أبوا أن يطبّقوا ما آتاهم الله من فضله، وهنالك العديد من الأحكام المشتركة بشأن النساء وطهارتهن نأتي على ذكرها في موضع آخر.

والحمد لله رب العالمين.


 
 
الخنزير في الكتب السماوية


مقارنة مع العلم الحديث

لقد أثبت العلم الحديث أنه ومن بين جميع الحيوانات اختصّ الخنزير بجرثومة قاتلة، لا تموت وإن أحرقت بنار عاديّة، بل تحتاج إلى نسبة مئوية عالية من الحرارة ليبطل مفعولها في الجسد.

والخنزير حيوان دنيء النفس، قذر لا يميّز بين القذارة والنظافة، وكل من راقبه وهو يأكل برازه وينغمس به، أقلع عن تناوله وإن كان من عاشقي لحمه، فالخنزير يأكل النجس والطاهر دون تمييز، ويأكل الغائط سواء كان الأخير منه أو من الإنسان، ويأكل الميتة من الحيوان بعد فسادها.

وقد اعتبر أقذر المخلوقات الحيوانية على الإطلاق ورغم ذلك يؤكل لحمه في أكثر البلدان تحضّراً فلماذا؟


 
 
يقول أحد الآباء في الكنيسة المسيحية مجيباً: لأنّ الرسول بولس حلل تناول لحوم جميع الحيوانات ممّا يدبّ على الأرض حيث ورد في أعمال الرسل 10: 11 إلى 16.

(فجاع كثيراً واشتهى ان يأكل وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء وصار إليه صوت قم يا بطرس أذبح وكل فقال بطرس كلا يا رب لأنّي لم آكل قطّ شيئاً دنساً أو نجساً فصار إليه أيضاً صوت ثانية ما طهّره الله لا تدنسه أو نجساً فصار إليه أيضاً صوت ثانية ما طهّره الله لا تدنسه أنت وكان هذا على ثلاث مسيّات ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء).

يعتبر هذا النص بمثابة الحجّة التي يستحلّ النصراني على اساسها تناوله للمحرّمات من اللحوم ولكن ما هي العوامل التي تثبت بطلان هذا النص؟


1ـ تنافيه وتعاليم الناموس الموسوي.

لقد ورد في إنجيل متى 5: 8 و 9 عن المسيح أنّه قال: (لا 
تظنّوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل فإنّي الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس).

ممّا يؤكد على تأييد رسالة المسيح لرسالة موسى عليه السلام وعلى عدم إمكان التعارض والتناقض بينهما.

ولكن لماذا لم يعلّم المسيح عليه السلام بحليّة تناول جميع الحيوانات وأقدم عوضاً عن ذلك على تحريم الخنزير؟

ومن الذي حلّل جميع الحيوانات لبطرس فيما حرّمها الله؟

يجيب الكتاب المقدس قائلاً عن الذين يعلّمون بما يخالف الشرع الإلهي (لأنّ مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور فليس عظيماً إن كان خدّامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبرّ الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم).

ومع التسليم الموضعي بصحّة ما نسب للمسيح بأنّه جاء ليكمل الناموس لا لينسخه ومقارنة مع التحذير الوارد أعلاه
 
 
نستخلص أن الشيطان هو الذي ظهر لبولس على شبه ملاك نور بعد ارتفاع المسيح الى السماء ليخرّب في العقيدة ويبدّل في المطالب فقد بعث نفسه ليضلّ الناس ولو أمكن المختارين أيضاً (2كو 4: 4) وللتأكّد من حرمة الخنزير دعونا نتأمّل في بعض النصوص.


تحريم الخنزير في الكتاب المقدس:

(وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً لهما كلّما بني إسرائيل قائلين هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض كلّ ما شقّ ظلفاً وقسمه ظلفين ويجترّ من البهائم فإيّاه تأكلون إلا هذه فلا تأكلوها مما يجترّ ومما يشق الظلف...

الوبر لأنّه يجتر لكنه لا يشق ظلفاً فهو نجس لكم والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم والخنزير لأنه يشق ظلفاً ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم من لحمها لا تاكلوا وجثثها لا تلمسوا إنّها نجسة لكم)...

وهذا نصّ تشريعي يحرّم الخنزير والأرنب وسواها من الحيوانات التي تستحلّها الكنيسة وأتباعها، فهل يعقل أن يأتي
 
 
الرسول بطرس ويجعل من الطعام النجس والمحرّم، طعاماً طاهراً ومحللاً؟


2ـ تثنية: 14: 8:

(والخنزير لأنّه يشق الظلف ولكنه لا يجترّ فهو نجس لكم)...


من هم آكلة لحم الخنزير وما هو مصيرهم في الكتاب المقدس الحالي؟

يقول اشعياء عليه السلام في سفره 66: 17:

(لأنّ الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل البشر يكثر قتلى الرب الذين يقدّسون ويطهرون أنفسهم في الجنّات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معاً يقول الرب).

وفي هذا النص مسائل منها:

أولاً: الوعيد بالنار لمن يتناول لحم الخنزير ويطهره وهو نجس...

 
 
ثانياً: وضع لحم الخنزير ولحم الجرذ في مرتبة واحدة حيث قال: (آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ) ممّا يظهر مدى قذارة الخنزير ولحمه.

وعليه فإنّي أتوجّه إلى الذين يأكلون الخنزير، أن تخلّوا عن هذه العادة المحرّمة، وتأمّلوا بماذا شبّه الله تعالى لحم الخنزير.

بلحم الجرذان الذي لا تأكلوه ولو متّم جوعاً على سبيل المثال.

وعن اشعياء عليه السلام أنّه قال: (بسطت يدي طول النهار إلى شعب تمرّد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره شعب يغيظني بوجهي دائما يذبح في الجنات ويبخّر على الآجر يجلس في القبور ويبين في المدافن يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة)... اشعياء 65: 2 ـ 5.

وقد استعمل الخنزير للدلالة على الاشرار في عهد المسيح عليه السلام حيث نقرأ عنه أنه قال محذرا الناس من رمى أموالهم أمام الفريسيين..

(يا مرائي أخرج أولا الخشبة التي في عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين أخيك لا تعطوا القدس للكلاب
 
 
ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم) متى 7: 6.

وبحسب تفسير لجنة من علماء اللاهوت يقولون:

(كانت الخنازير حيوانات نجسة بحسب الشريعة في العهد القديم (تثنية 12: 8) وكان كل من يمس حيوانا نجساً يصبح نجساً طقسياً فلا يمكنه الذهاب إلى الهيكل للعبادة إلى أن يتطهر من نجاسته ويقول الرب يسوع إننا يجب ألا نعهد بالتعاليم المقدسة لشعب نجس أو غير مقدس فمن العبث أن تحاول تعليم مفاهيم مقدسة لشعب لا يريد الإصغاء وكل ما يعمله هو أن يمزّق ما تقول ولكن ليس معنى هذا أن نكفّ عن تقديك كلمة الله لغير المؤمنين إذ علينا دائما أن نكرز بالإنجيل ولكن علينا أن نكون حكماء ولنا التمييز لمعرفة من نعلمهم حتى لا نضيع وقتنا سدى) التفسير التطبيعي للكتاب المقدس صفحة 1892 الفقرة الأولى.

وبذلك فإنّ الكنيسة المسيحية تكون قد اعترفت ضمنياً بنجاسة الخنزير وعدم حلّية لمسه وأكله.


 
 
ومن أبرز الحوادث المدونة في العهد الجديد ما ورد في إنجيل متى 8: 30 ومرقس 5: 11 ولوقا 8: 32 حيث نقرأ:

(ولما جاء (المسيح) إلى العير إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً حتى لم يكن أحد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى فالشياطين طلبوا إليه قائلين إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير).

والملفت ان الشياطين ترغب بالسكن داخل هذه الحيوانات القذرة ومن المعلوم ان الشياطين نجسة ولا يسكن النجس في الطاهر بتاتاً.

وعليه فإن الذين لا يستطيعون أن يطبقوا الوصايا الإلهية التي جاء المسيح ليتممها هم كما يصفهم الكتاب المقدس (لأنّه كان خير لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصيّة المقدسة المسلمة لهم قد أصابهم ما في المثل
 
 
الصادق كلب قد عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة).

بعد بيان نظرة الكتاب المقدس إلى تحريم الخنزير دعونا نتأمّل في موقف الإسلام منه.


الخنزير في القرآن الكريم:

لقد اتفق المسلمون على نجاسة الخنزير وحرمة تناول لحمه في كافة كتب الفقه والحديث فهنالك العديد من الأحاديث التي تثبت تحريم هذا اللحم وتنجيسه، وقد ورد تحريمه في القرآن الكريم في عدّة مواضع منها:

1- سورة البقرة: 173.

2- سورة المائدة: 30.

3- وسورة النجل: 115.

حيث نقرأ فيها: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإنّ الله غفور رحيم(115)).


 
 
وأنزل منزلة الرجس والنجس في سورة الأنعام: 145: (قل لا أجد في ما أوحى إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلا ان يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنّه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم (145).

ولذلك كان واجبا على الذين يريدون اتباع الحق المتمثل بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يكونوا (الذين يتّبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) صدق الله العلي العظيم.

بعد استعراض تحريم الكتاب المقدس والقرآن الكريم للحم الخنزير دعونا نستوضح أسباب التحريم على ضوء العلم الحديث.


العلم الحديث ولحم الخنزير:

يقول الدكتور محمد كمال عبد العزيز في مؤلفه (لماذا حرم الله هذه الأشياء).


 
 
لحم الخنزير، حرّمه الله منذ الأمد الطويل ليكشف علم الناس منذ قليل أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة وهي (الدودة الشرطية) التي تعيش في فضلات الخنزير على هيئة أكياس والتي إذا أكلها الإنسان قد تسبب العديد من الأمراض أبرزها:

1 ـ انطلاق اليرقة إلى خارج جدار المعدة بعد ثقبه ووصولها إلى الدورة الدموية، وعن طريقها إلى أي جزء من السم وأخطرها القلب والمخ...

2 ـ فالأكياس التي تصل إلى العضلات ينشأ عنها آلام روماتزمية شديدة، وقد تكون هذه عضلات اللسان أو الحنجرة، أو عضلات الصدر أو الفكين أو الأذرع أو الأرجل، أو عضلات البطين.

3 ـ وينشأ عن تناول لحم الخنزير المليء بالدهون حالات مرضية مختلفة أبرزها: تصلّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والتهاب المفاصل.

ومن عادات الخنزير السيئة أنّه في طبعه لا يغار على أنثاه ولا
 
 
يهتم إذا ما أقامت علاقة جنسية مع غيره وقد أثبت العلم التجريبي الاختباري أنّ هذه العادة تنتقل من الخنزير إلى أكلة لحمه وفي ذلك قال الشاعر:




أرى كل قوم يحفظون حريمهم وليس لأصحاب الخنزير حريم




الخلاصة:

لم يحرّم الله تعالى شيئا على الإنسان، إلاّ بعد علمه تعالى بأنّه مضرّ ومهلك، وما أراد سبحانه لعباده سوى الراحة والسعادة، ولذلك حرّم الخنزير في كافة الكتب السماوية لعلمه تعالى بالنفس البشرية التي لا تقبل المشورة بالطريق السهل.

فرغم الأمراض التي تنشأ عن تناول لحم الخنزير والتي لم يجد لها العلم حتى اليوم دواء، وبالإضافة إلى تحريمها في الكتب السماوية تأكيداً على عدم تناولها.

ترى الأغلبية الساحقة من أهل الكتاب السماوي، والذين يدّعون العلم والمعرفة يتعاطون هذا النوع من الأطعمة والمشروبات المحرّمة، لماذا؟


 
 
لأنّهم وكما يقول الكتاب المقدس عميان قادة عميان (لوقا 6: 39) ومن الذي أعماهم يقول الكتاب المقدس: (الذين فيهم إله هذا الدهر (الشيطان) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة مجد الإنجيل) 2 كو: 4: 4...




فاتبع الحق دون سواه تصل إلى مرضاة الله
ولا تجزع ممن حولك فالله يـغيث من ناداه


source : http://www.aqaed.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المسيح.. في كربلاء
التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (7)
الشفاعة عند الشيعة الإمامية
تأملات في حديث الثقلين
اللّه الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن
أفضلية ارض كربلاء على الکعبة
الخروج من القبر
سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت 1
فكرنا السياسي إسلامي أم سلطوي ؟
علماء السنة يجيزون لعن يزيد بن معاوية

 
user comment