عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

يحيى بن زيد ( عليه السلام ) حفيد الإمام زين العابدين ( عليه السلام )

يحيى بن زيد ( عليه السلام )

حفيد الإمام زين العابدين ( عليه السلام )

ولادته :

وُلد سنة مائة وسبع للهجرة .

صفاته وسيرته :

كان حسنَ الوجه ، أبيض البشرة ، قطط الشعر ، قوي النفس ، شجاعاً مقداماً ، لا تُرهبه الكثرة ولا تُثنيه الوحدة .

ومن كلامه في بعض مواقفه : ( عبادَ الله ، إن الأجل يحضره الموت ، والموت طالب حثيث لا يَفوتُه الهارب ، ولا يُعجزه المقيم ، فاقدموا - رحمكم الله - إلى عدوكم ، والحقوا بسلفكم ، أقدموا إلى الجنة فإنه لا شَرفَ أشرف من الشهادة ، فإن شرف الموت قَتْلٌ في سبيل الله ) .

ولا يرتاب في موالاته للأئمة الإثني عشر ( عليهم السلام ) كل من يقرأ قوله المروي في سَنَد الصحيفة السجادية الكاملة ، حين قال له المتوكل بن هارون البلخي : ( أهُم أعلمُ - يعني الأئمة - أم أنتم ؟ فأطرق – يحيى – إلى الأرض ملياً وقال : كلٌّ له عِلم ، غير أنهم يعلمون كل ما نعلم ، ولا نعلم كل ما يعلمون ) .

وقوله فيه : ( واللهِ يا متوكل ! لولا ما ذكرتَ من قول ابن عمي - جعفر - أني أُقتل وأُصلب لما دفعتها - الصحيفة – إليك ، ولكنتُ بها ضنيناً ، ولكني أعلم أن قوله حق أخَذَه عن آبائه وسيَصح ) .

وقوله للمتوكل في حق الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( نَعَم ، هو أفقهُ بني هاشم ) ، وهذه المصارحة تدلنا على اعترافه بإمامة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وحُسن عقيدته وتبصره بالأمر .

ويؤيده بكاءُ الإمام الصادق ( عليه السلام ) عليه وشدة وَجْده وترحمه عليه ، ولو لم يكن بالمنزلة العالية وكان عاصياً له في الخروج لما بكى عليه وترحم له .

أسباب الخروج إلى خراسان :

بعد شهادة أبيه زيد ( عليه السلام ) ضاقت عليه الكوفة برُحبها لِما شاهده من غدر اُولئك العُتاة وتقاعدهم عن نُصرة أبيه ، وخاف أن يُؤخَذ غِيلة ويؤتى به إلى الوالي .

وعندها عزم على التوجه إلى خراسان لأن فيها شيعته وشيعة أبيه وأجداده ، بعد أن شار عليه بعض مَن أصدقهم العهد والميثاق من ( بني أسد ) فأشار عليه بذلك .

وسار يحيى إلى ( المدائن ) ، وهي يومئذ طريق الناس إلى ( خراسان ) ، ثم سار منها إلى ( الري ) ، ومنها أتى ( سرخس ) ، ثم خرج منها ونزل في ( بلخ ) ، حتى هلك هشام بن عبد الملك ، وولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك .

شهادته :

سَرَّحَ إليه نصر بن سيار بن سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم ، فالتحقوا به في قرية تدعى ( أرغوى ) فقاتلوه ثلاثة أيام بلياليها .

ثم اشتد القتال فقُتل جميع مَن كان مع يحيى وأُصيب يحيى بِنَشَّابَة في جبهته وقيل في ( صدغَيه ) ، فمات من وقته ( رضوان الله عليه ) ، ولُعن قاتله وخاذله .

وكانت شهادته وقت العصر يوم الجمعة سنة ( 125 هـ ) .

وبُعث برأسه إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، فبعثه إلى المدينة وجيء إلى أمه ريطة بنت أبي هاشم بن محمد بن الحنفية ، فقالت حينما نظرت إليه : ( شرّدتموه عني طويلاً ، وأهديتموه إلي قتيلاً ، صلوات الله عليه وعلى آبائه بُكرةً وأصيلاً ) .

ثم صُلب على باب مدينة ( الجوزجان ) ، وبقي مصلوباً طرياً إلى أن ظهر أبو مسلم صاحب الدعوة لبني العباس ، فإنه أنزل جسده وصلى عليه ودفنه هناك .

وأظهر أهل خراسان النياحة على يحيى سبعة أيام حيث أمنوا على أنفسهم سلطان بني أُمية ، وفي هذه السنة لم يولد مولود بخراسان إلا سُمِّيَ بـ ( يحيى أو زيد ) .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عقيل بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (1)
رأفة الإمام الرضا بزوار قبره
الشهيد الحسين بن علي بن الحسن المثلث من أحفاد ...
الارهاب في عهد الامام العسکري عليه السلام
أفضلية ارض كربلاء على الکعبة
السيّدة سمانة المغربية أم الإمام الهادي ( عليه ...
طالب بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (1)
السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن أم الإمام الباقر ( ...
ظاهرة الدعاء والمناجاة في حياة الإمام زين ...
أدب الامام الحسن (عليه السلام)

 
user comment