عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

عبادة الإمام الجواد ( عليه السلام )

كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) أعبد أهل زمانه ، وأشدّهم خوفاً من الله تعالى ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمّة الطاهرين من آبائه ، الذين وهبوا أرواحهم لله ، وعملوا كلّ ما يقرّبهم إلى الله زلفى .

أمّا مظاهر عبادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، فهي :

نوافله :

كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير النوافل ، ويقول الرواة : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص سبعين مرّة .

وكان كثير العبادة في شهر رجب ، وقد روى الريّان بن الصلت ، قال : صام أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً ، والمعوّذتين أربعاً ، وقلت : لا إله إلاّ الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم أربعاً ، الله الله ربّي ، ولا أشرك به شيئاً أربعاً ، لا أشرك بربّي أحداً أربعاً .

وكان يقول ( عليه السلام ) : ( إنّ في رجب لليلة خير ممّا طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب ) .

حجّه :

وكان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير الحجّ ، وقد روى الحسن بن علي الكوفي بعض أعمال حجّه ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسحه بيده ثمّ مسح وجهه بيده ، ثمّ أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم ، فالتزم البيت ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو ، ثمّ خرج من باب الحنّاطين وتوجّه .

وقال : فرأيته في سنة ( 219 هـ ) ودّع البيت ليلاً ، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط ، فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني ، وقوف الحجر المستطيل ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه ، وخرج إلى المقام فصلّى خلفه ، ثمّ مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية .

وروى علي بن مهزيار بعض الخصوصيات في حجّ الإمام ( عليه السلام ) ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ليلة الزيارة طاف طواف النساء ، وصلّى خلف المقام ، ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر ، وشرب منه وصبّ على بعض جسده ، ثمّ اطلع في زمزم مرّتين ، وأخبرني بعض أصحابنا أنّه رآه بعد ذلك في سنة فعل مثل ذلك .

وكان هذا التدقيق من الرواة في نقل هذه الخصوصيّات ، باعتبار أنّ فعل الإمام ( عليه السلام ) من السنّة التي يتعبّد بها عند الشيعة .

أدعيته :

للإمام الجواد ( عليه السلام ) أدعية كثيرة ، تمثّل مدى انقطاعه إلى الله تعالى ، فمن أدعيته هذا الدعاء : ( يا من لا شبيه له ، ولا مثال ، أنت الله لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت ، تفني المخلوقين ، وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك ... ) .

وكتب إليه محمّد بن الفضيل يسأله أن يعلّمه دعاءً ، فكتب إليه هذا الدعاء الشريف ، تقول إذا أصبحت وأمسيت : ( الله الله ربّي ، الرحمن الرحيم ، لا أشرك به شيئاً ) ، وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثمّ تدعو بذلك في حاجتك ، فهو لكلّ شيء بإذن الله تعالى يفعل الله ما يشاء .

وتمثّل أدعية الأئمّة الطاهرين جوهر الإخلاص والطاعة لله ، فقد اتّصلوا بالله تعالى ، وانطبع حبّه في مشاعرهم وعواطفهم ، فهاموا بمناجاته والدعاء له .


source : الشیعه
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أهل البيت^ الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق
السیده رقیه بنت الحسین علیها السلام
شروط الإمام
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
سلمان الفارسی
محاولة طمس الحقيقة لولا... :
الإمام الصادق(عليه السلام) بين التأسيس الصوفي ...
واقعة‌ الطف‌ محك‌ّ لمعدني‌ «الولاء» و ...
الشيعة الإمامية هم أتباع أهل البيت (ع)
المعرفة النورانية لها عليها السلام

 
user comment