عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

برّ الوالدين خلق إسلامي كريم

اهتم الاسلام بالوالدين اهتماما بالغاً، وجعل طاعتهما والبر بهما من افضل القربات، ونهي عن عقوقهما وشدد في ذلك غاية التشدد.

لايخفي علي كل عاقل، ما للوالدين من مقام وشأن يعجز الانسان عن ادراكه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنه يبقي مقصورا منحصرا عن تصوير جلالهما وحقهما علي الابناء، وكيف لايكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم؟

لقد بذل الوالدان كل ما امكنهما علي المستويين المادي والمعنوي لرعاية ابنائهما وتربيتهم، وتحملا في سبيل ذلك اشد المتاعب والصعاب والارهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص ان يعطيه بالمستوي الذي يعطيه الوالدان.

ولهذا اعتبر الاسلام عطاءهما عملا جليلاً مقدسا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل وأوجب لهما حقوقا علي الابناء لم يوجبها لاحد علي أحد إطلاقا، حتي ان الله تعالي قرن طاعتهما والاحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال عز من قائل: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" "الاسراء23".

ولهذا ولغيره الكثير جعل الله برهما وطاعتهما من أفضل القربات بعد توحيده سبحانه وتعالي، وجعل عقوقهما والإساءة إليهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.

وقال تعالي: "ووصينا الانسان بوالديه حسنا" "العنكبوت ـ2" وقال تعالي: "ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين ان أشكر لي ولوالديك الي المصير" "لقمان 41".

وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء التأكيد علي وجوب بر الوالدين والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما، ومن ذلك ما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال: "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما"

ويكون بر الوالدين بالاحسان إليهما بالقول اللين الدال علي الرفق بهما والمحبة لهما، وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، وبمناداتهما بأحب الالفاظ إليهما، كيا أمي ويا أبي، وليقل لهما ما ينفعهما في أمر دينهما، ودنياهما ويعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما، وليعاشرهما بالمعروف، أي بكل ما عرف من الشرع بجوازه، فيطيعهما في فعل جميع ما يأمرانه به، من واجب أو مندوب، وفي ترك مالا ضرر عليه في تركه، ولا يحاذيهما في المشي، فضلاً عن التقدم عليهما، إلا لضرورة نحو ظلام، وإذا دخل عليهما لايجلس الا باذنهما، واذا قعد لايقوم الا باذنهما، ولا يستقبح منهما نحو البول عند كبرهما أو مرضهما لما في ذلك من اذيتهما.

وفي قوله تعالي: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا" "النساء 32" قال ابن عباس: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، ولا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، ومن البر بهما والاحسان إليهما: الا يسيء إليهما بسب أو شتم أو ايذاء بأي نوع من أنواعه، فانه من الكبائر بلا خلاف.

ونحن إنما نذكر بقدر الوالدين، وبحقهما في البر والصلة، حتي يعود هذا بالخير علي المجتمع المسلم كله، وكفي ببر الوالدين فضلاً ان جعل الله رضاه في رضاهم، وكذلك سخطه في سخطهم نسأل الله العظيم ان يهدينا الطريق المستقيم وان يتوب علينا.


source : http://www.ahl-ul-bayt.org
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الجزع على الميت
ابن حجر و التوسّل
من هم المخلدون في النار؟
فضائح القساوسة الجنسية ...الزواج الطريق الاسلم
اعتداء تخريبي على مركز إسلامي في أمريكا
قلة النوم سبب في السمنة
آداب المجلس
كيف تجلب المحبة الزوجية
الانهزام والتراجع
الشيخ علي سلمان يدعو الشعب البحريني الى استمرار ...

 
user comment