عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

القوارير لم يخلقن للصناعة

تشهد دوائر الغرب الإجتماعية جدلاً حول مردود انخراط المرأة في عجلة الصناعة ، ويستبدل الجدل إلى الآثار العكسية التي أحدثها ذلك الإنخراط على واقع الأسرة والمجتمع .

العناصر النسوية طرف رئيسي في ذلك الجدل ، وموقفهن في معظمه يرفض استمرار المرأة في الأعمال المهنية والصناعية التي سلخت عنها طبيعتها الأنثوية وتميزها الإنساني ، في المقابل تتردد في عالمنا العربي وعبر إعلامنا الفضائي المطالبة تارة ، والدعوة تارة أخرى إلى إفساح المجال لدخول المرأة العربية والمسلمة عجلة الصناعة والانخراط كبقية نساء العالم في معمعة الأعمال المهنية .

تلك المطالبة قد لا تسفر عن نفسها مباشرة ، إنما تأتي من خلال الإيهام بالحاجة الى قطاعات عمل نسوية لمعرفة أسرار الأعمال المهنية ، فالصيانة مثلا لسد حاجات هذه القطاعات دون الرجوع إلى الرجل أو الدعوة لذلك صراحة تحت حجة المساواة مع الرجل ، أو تأكيد تفوقها الذي ثبت بغزوها الفضاء .

ان رفض عمل المرأة يعدّ من المواقف المعوّقة لتقدم الأمم ونهضتها ، ولكن اطلاق العنان للمرأة للعمل في كل المجالات هو الغباء بعينه ، فالواقع ينبئ ان انخراط المرأة في عجلة الصناعة أو الأعمال المرهقة ليس إلا طريقاً شاقة لجلد كرامتها ، وتبديل طبيعتها وذهاب انوثتها ، فالتكامل الفطري بين المرأة والرجل تم اختراقه ، والتقابل الطبيعي لأدوارهما تم تبديده في مجمل نواحي الحياة ، فما يعمله الرجل اصبحت المرأة تتقنه ، وما تمتاز به المرأة غدا وظيفة للرجل .

مشكلتنا الرئيسة أن اولئك الذين يدفعون المرأة لكل عمل وأي مجال لا يفهمون السنن الربانية ، فتفوق المرأة في مجال ما لا يعني سلامة النهج والتطبيق ، ومن يردّد بأن المرأة غزت الفضاء يجب ان لا ينسى أن كلبة روسية أيضاً دارت حول الأرض ، كما يجب ان لا ينسى ان المرأة صارت سلعة تباع وتشترى في مواخير المتعة ودور البغاء .

ان أعظم المجالات التنموية المؤثرة في نهضة الأمم كالتربية والتعليم والصحة ، غدت مجالات مفتوحة للمرأة ، وعملها في تلك المجالات يعدّ عملاً جباراً لا يقل عن عطاء الرجل في المجالات الأخرى كالصناعة .

إننا لا ننكر عمل المرأة او نرفضه كلّه ولكننا نرفض امتهانها ، ونعتبر دخولها معركة العمل الصناعي مجازفة خطرة تهدد الثوابت الإجتماعية سيّما وأن المسألة تدخل في تغيير الفطرة الأنثوية بالعبث في الوظائف المتقابله بين الرجل والمرأة .


source : الشیعه
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
السيد أبو الحسن جلوة الزواري
الاسرة والغزو الثقافي
هل يمكن أن نكون سعداء في حياتنا؟
الإمام الصادق عليه السلام والتفسير العرفاني
تكوين الأسرة المسلمة
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
كلامه عليه السلام في النساء – الثاني
الغناء والرقص زمن الدولة الاموية
قصة مريم في القرآن

 
user comment