عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

الحرية والجهاد؛ هل يتناقضان؟

الحرية والجهاد؛ هل يتناقضان؟

إذا ما نظرنا إلى آيات القتال والجهاد في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان..) و(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) و(انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) و(جاهدوا في الله حق جهاده) و(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم).. عندئذ قد يتبادر إلى أذهان البعض السؤالان التاليان:
الأول: إذا كان الإسلام يؤمن بالحرية، فلماذا القوة؟
الثاني: إذا كان الله سوف يحاسب الناس يوم القيامة، فلماذا القتال والجهاد في الدنيا؟
أما الجواب على ذلك، فهو..
الإسلام بين الحجة والقوة.
أبرز أهداف الإسلام هو تحرير الإنسان من الأغلال؛ ظاهرة وباطنة. قال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
بلى؛ الرسول يخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف والاستعباد.. إلى نور العلم والتحضر والحرية، ولكن كيف؟ هل بقوة المنطق أم بمنطق القوة؟
لقد بينت آيات عديدة في القرآن الكريم أنه لا إكراه في الدين، وأن الرسول ليس بجبار عليهم. قال الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، وقال عزوجل: (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)..
وتطبيقا لهذه الحقيقة في الواقع منع ربنا الرسول والمسلمين من إكراه الناس على الدخول في دين الإسلام. قال الله تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
اذن.. القوة هي انما ضد فريقين؛ الأول: الذين يصادرون حرية الناس، ويفرضون عليهم الأغلال. الثاني: الذين يخرجون على قوانين البلاد، ويعيثون في الأرض الفساد..
الإسلام والقوة والحياة.
أما لماذا القوة في الدنيا مادام الله سبحانه يحاسب الناس في الآخرة، فيجزي المحسن والمسيء؟ فلأن الابتلاء لا يتم الا عند توافر شروطه. فلو أطبقت على الأرض حكومات الضلال وأفرغت على الناس دعاياتها السامة، دون ان تسمح لأحد بنشر الدعوة إلى الله بينهم، كيف تتم آنئذ حجة الله على سائر العباد؟ أوليسوا كانوا يقولون: ربنا لم تبلغنا الدعوة إليك، ولم نسمع عن رسولك شيئا؟
إذا لابد ان يسعى المؤمنون لتوفير جو الإيمان، ليهتدي من اهتدى عن بينة، ويضل من ضل عن بينة.
ثم ان الذين يعارضون استخدام القوة من قبل المؤمنين، لا ينظرون إلى الجهاد الا من زاوية المضاعفات السلبية التي تستتبعه، وبالذات من زاوية بطش الحكومات الفاسدة بالمجتمع والمجاهدين أنفسهم، في حين يجب عليهم النظر من زاوية المعطيات الإيجابية للجهاد على صعيد الدنيا، حيث الحرية والاستقلال والأمن والتقدم وسائر مضامين إقامة القسط ونتائجه، وعلى صعيد الآخرة، حيث رضوان الله وجنته..


source : http://almodarresi.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفرق بين علوم القرآن والتفسير
وتسلّط‌ ارباب‌ السوء
اليقين والقناعة والصبر والشکر
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السلام)
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
أوصاف جهنم في القرآن الكريم
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام

 
user comment