عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

علم التوازن في القرآن الكريم

علم التوازن في القرآن الكريم

المهندس/ ابراهيم محمد عوير
ان الكون فيما بين اجزائه مبني على التوازن الدقيق في اجزائه ايضاً الا انه بشكل عام وككل فهو ليس متوازناً فهو في حالة توسع وانتفاخ دائم اي في حالة حركة دائمة وليس ساكناً.
وان القران الكريم مبني على التوازن الدقيق في كل الامور.
والتوازن هو اجتماع الاضداد واذا ما زاد الجزء اختل الكل ويصبح الكل اصغر من الجزء. ففيه الترغيب والترهيب وفيه الحركة والسكون وفيه النور والظلمات...
ففي سورة الرحمن: الايات [1 - 9]
"الرحمن, علم القران, خلق الانسان, علمه البيان, الشمس والقمر بحسبان, والنجم والشجر يسجدان, والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان, واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" ان اقرب ما يراه الانسان في الكون هي الشمس والقمر والكواكب والنجوم والشمس والقمر اقربها وهما الانطلاق لمعرفة ما دونهما من الكواكب والنجوم. ان حركة الشمس وحركة القمر محسوبة.
السماء رفعها ووضع الميزان:
والسماء في اللغة العربية هو كل ما ارتفع وسمى فوق الانسان. وهذا يعني ان السماء هي ممثلة بالشمس والقمر والكواكب والنجوم.
واما الميزان فهو التوازن الرابط بين هذه الكتل السماوية ويضبطها من الطغيان والانحراف على مساراتها ووظائفها المحددة.
وللتوازن وظيفة هامة هي الحفاظ على الوضع النسبي لهذه الاجرام السماوية على الرغم من حركتها.
والتوازن هو ناتج عن مجموعة من القوى الرابطة وهذه القوى هي هي قوى الجذب وقوى النبذ بين الكواكب.
ولقد اخذنا مثال الارض والشمس ونقيس بهذا على كل ما تبقى من الاجرام السماوية ان هاتين القوتين قوة جذب الشمس للارض والقوة النابذة متساويتان وسطياً لذلك تبقى الارض محافظة على البعد المقرر لها من قبل الخالق عز وجل – عن الشمس.
وهاتان القوتان غير مرئيتين ولكنهما متوازيتين ومتساويتين وسطياً, لذلك لاتفلت الارض الى الفضاء ولا تسقط الارض على الشمس بسبب توازن هذه القوى.
اذاً: تسيطر عليهما حالة من التوازن وهذا التوازن الذي ذكره الله تعالى في قوله "والسماء رفعها ووضع الميزان".
فلو زادت قوة عن قوة لاصبح هناك خلل وبالتالي فسد نظام الكون وانهار.
لقد وضع لنا الخالق العبرة من توازن السماء على الا نطغى في موازين الارض فتفسد امور الدنيا.
ففي سورة الرعد قال تعالى:
"الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون, وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهار ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون".
اذا سألت كيف رفع الله سبحانه السماوات والكواكب والنجوم يقول رفعها بغير عمد لان الله قادر على كل شيء.
وكثيراً ما تقرأ هذه الاية على انها اية المجاز.
ان الله تعالى بلا شك انه على كل شيء قدير ومن لطفه ورحمته انه يبين لنا قدرته لا ان يخفيها عنا لتكون معجزة فهو يفصل الايات ويشرحها ويبينها لنا لتطابق مدى مفهومنا وعقولنا وتكون معجزة من حيث التكوين لا من حيث الوصف فنحن نعجز ان نصنع صنعه سبحانه ولكنه سبحانه يبين لنا ذلك ولا يخفيه والا اصبح كل شيء معجزة عندما تختفي تفاصيل تكوينه وبالتالي لما نزل القران وما كان فيه تفصيلاً وشرحاً لاسرار الكون.
والمعجزة هي التي لا يستطيع الانسان ان يصنع مثلها.
فالاقمار الصناعية هي ليست معجزة لانها لا تدوم ولا تتمتع بنفس التكوين للاجرام السماوية.
والانسان معجزة لانه مخلوق لا يتمكن الانسان من خلق انسان.
والمادة معجزة لا يستطيع الانسان من خلق مادة... وهكذا.
وباختصار ان المعجزة هي التي تخضع لنظم وقوانين لا تعرفها البشر ولا يستطيع الانسان اخضاعها لقوانينه او حل رموزها.
فعندما نقول سبحان الله الذي رفع السماوات بعمد لكننا لا نرى هذا العمد اي هناك عمد غير مرئية والعمد في هذه الحالة هي القوى الموازنة بين الكواكب كي لا يسقط بعضها على البعض ويفسد الكون.
والعمد هو جمع عماد والعماد هو العمود. ويمكن ان يكون العمد مادياً يرى ويمكن ان لا يكون مادياً "قوي" فلا يرى.
فالاعمدة هي نوعان اما ان تكون مادية كالاعمدة التي تحمل سطوح المنازل "مادية" او غير مادية لا ترى وهي قوى مثل القوى المغناطيسية.
رغم ان الله سبحانه قادر على ان يجعلها بدون شيء الا انه فصل لنا ذلك حتى تستوعبها عقولنا.
وهذا يعتبر لنا درساً في الصناعة وغيرها فاذا كان الله قد خلق هذا الامر على شكل معجزة فكيف تستطيع تطبيق مثل ذلك على ضروراتنا.
ونحن اشبه ما نكون بمثال الغراب. في قصة هابيل وقابيل عندما احتار قابيل كيف يصنع بجثة اخيه بعدما قتله فبعث الله غراباً يحمل غراباً مقتولاً فنبش الغراب الارض ثم وضع فيه الغراب الميت ثم دفنه فعرف قابيل ذلك فوارى اخاه التراب...
وهكذا الانسان لا بد من دليل لتعلم اما بمثال قائم "كحركة الاجرام" واذا اعتمدنا كلياً على التفكير قد يطول بنا الزمان لنتوصل الى الحقائق ولكن بوجود القران فهو يدلنا ولا نحتاج الى زمان طويل لمعرفة الظواهر.
ان ايات التوازن في القران الكريم كثيرة ومتعددة علينا ان نفهمها وندرسها ونستفيد منها لتطبيقها في حياتنا اليومية.
"وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى اليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون".
لقد جعل الله الارض كروية ممدودة بدون حواف ووضع فيها الجبال راسيات للتوازن نحن لا نعلم كثافات الكرة الارضية الداخلية. فقد تزداد الكثافات في المقابل لتوازن الجبال والمحصلة ايجاد التوازن الدائم حتى لا يختل دوران الارض.
وكروية الارض تجعل حلول الليل على النهار بشكل منتظم غير حلوله فيما لو كانت مكعبة مثلاً ان الانسان هو خليفة الله في الارض فالله يخلق الاشياء لانه الخالق الوحيد في هذا الكون وكرم الانسان بالصنع لانه اتاح للانسان كل مستلزمات الصنع وذلك عندما اغرق الله سبحانه الانسان بكرم ولطف ما بعده كرم.
خلق الكون والارض والطبيعة وفيها الدروس والملاحظات والعبر.
خلق الانسان واودع به عقلاً مفكراً عن سائر المخلوقات.
انزل عليه القران ليطبق دساتيره في الطبيعة ويستفيد منه.
كل هذا ليشكر الانسان ربه الكريم ويتفكر بعظمته وقدرته وبقدره حق قدره ويقول الانسان عندها "لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين".
المصدر: كتاب القران الكريم والفيزياء الحديثة.


source : البلاغ
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى

 
user comment