عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

العلامة مغنية قام بتطبيق المفاهيم القرآنية على المجتمع المعاصر

العلامة الشيخ «محمد جواد مغنية» لم يضع المعاني القرآنية في قوالب نهائية بل كان يطبق القرآن الكريم على الأحوال الجارية في العالم المعاصر وما كتبه العلامة لم يكن تفسيراً بل كان تطبيقاً للمفاهيم القرآنية.

 
سماحة الشيخ «جعفر المهاجر العاملی»؛ الباحث والمؤرخ فی العلوم الاسلامية فی لبنان 
أكد سماحة الشيخ «جعفر المهاجر العاملي»، الباحث والمؤرخ في العلوم الإسلامية ذلك في حديث خاص لوكالة الأنباء القرآنية العالمية   مضيفاً ان العلامه الشيخ «محمد جواد مغنيه» كان يؤمن بأن المعني القرآني ليس ثابتا عند نقطة واحدة وإنما يفترض به ان يطبق علي الاحوال التي يجدها المسلمون وما يعانوا من مشكلات مختلفة فيطبقه عليها تطبيقا.

وأردف العاملي قائلاً ان العلامة استخدم النهج الأساسي او النهج التقليدي في التفسير الذي يعتمد التطبيق او الذي يسمي في بعض الأحيان بالـ"جري"، وهذا المصطلح الأخير قادم من حديث مشهور يقول "ان القرآن يجري كما يجري الليل و النهار"، اي ان المعني القرآني ليس ثابتا عند نقطة واحدة وانما يجب ان يطبق علي الأحوال التي يجدها المسلمون من مختلف المشكلات.

واستمر ان هذا النهج هو النهج الاصيل الذي اعتمده الائمة الأطهار (ع) في ما تناولوه من نصوص قرآنية والتفاسير الاولي و علي رأسهم التفسير العظيم لـ «العياشي» مضيفاً ان التفسير التطبيقي لا يعمل لجعل المعني القرآني في صيغة نهائية وإنما يتركه مفتوحاً علي ما يجده المسلمون في مستقبل ايامهم من احوال متغيرة والمثال الواضح علي منهج التطبيق او منهج الجري هو ما جاء في الأثر عن كلام دار بين "الامام الصادق (ع)" و "الإمام ابي حنيفة" حيث الامام طرح علي ابي حنيفه سؤال حول قول الله تعالي "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ" ما معني النعيم يا ابي حنيفه فقال شربة من ماء بارد في صيف حار فقال له الامام يا ابا حنيفه ما اهون علي الله تعالي من ذلك ولايمكن ان يسألك الله عن نعمة صغيره كذلك فقال اذاً ما معني هذه فقال الامام "حبنا اهل البيت(عليهم السلام)".

واستطرد العاملي قول الإمام إن "حبنا اهل البيت(عليهم السلام)"، بإعتبار انه باب للهدي كتنزيل الكتب وانزال الرسل وما منح الله تعالي الانسان من عقل الي آخره من موضع ان يكون الانسان موضع مسئولية امام الله عن كيف استفاد من ذلك وكيف كان ذلك طريقا له الي الهدي.

وقال العاملي مؤكداً ان هذا ليس تفسيراً بل هذا كان تطبيقاً، فالشيخ محمد جواد مغنيه من امثلته البارزه والبديعة علي هذا المنهج والذي أيده كثير في تفسير الكاشف هو مثلا ما حول الآية الكريمة التي تقول "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" فالعلامة يطبق معني هذه الآية وهو في لزوم انفاق الرزق في محله وإن عدم انفاق الرزق في محله، إلقاء النفس بالتهلكة.

وأوضح أن العلامة مغنية يطبقه علي عوائد النفط الذي هو الثروة الإسلامية الأولي وكيف تنفق تبذيراً علي امور لا علاقة لها برفاه الأمة ومنعتها وتقدمها وإنما تنفق علي الملذات والترف الزائد كما هو قائم فعلا فيقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ان هذا انفاق المال بغير محله هو القاء النفس بالتهلكة وكما نري ان هذا يكون تطبيقاً وليس تفسيراً وهذا في الحقيقة من البدائع والروائع الذي نجدها في تفسير الشيغ العلامة محمد جواد مغنية والأمثلة علي ذلك كثيراً وكما قلت ان هذا هو النهج الأصيل الذي يعتمده الأئمة الأطهار (ع).

الأئمة (ع) لم يفسروا القرآن الكريم بمعني انهم لم يضعوا المعاني في قوالب نهائية وانما تركوا للمسلم ان يطبق الفكرة القرآنية علي الأحوال التي تأتيه في حاله وفي مستقبل ايامه بحيث انه يكون القرآن هاديا له وقد برع الشيخ محمد جواد مغنية حقيقة في هذا المجال.

وحول "اللون الإقناعي" الكائن في تفسير الكاشف بين العاملي ان لهذا المعني علاقه في ان العلامة يقنع القاريء بضرورة ان يلقي بالقرآن علي الأحداث ويكون هادياً للإنسان المسلم في ما يجد عليه من امور يعني كما قلت التطبيق او جعل المعني القرآني يجري كما يجري الليل والنهار وكما ان الليل و النهار تابعان والإنسان يعيش في ضل هذا التتابع ويتمتع به بوصية من الله الباري سبحانه وتعالي.

 الباحث والمؤرخ اللبنانی: 
الأئمة (ع) لم يفسروا القرآن الكريم بمعنی انهم لم يضعوا المعانی فی قوالب نهائية وانما تركوا للمسلم ان يطبق الفكرة القرآنية علی الأحوال التی تأتيه فی حاله وفی مستقبل ايامه بحيث انه يكون القرآن هاديا له وقد برع الشيخ محمد جواد مغنية حقيقة فی هذا المجال
فهذه الطريقة من تناول المعني القرآني وتطبيقه هي الطريق الأمثل. في الحقيقة أن الكثير من التفاسير تبتعد كثيراً جدا عن هذا المعني بل إننا نلاحظ ان بعض التفاسير تكون ميدانا لفكر المفسر يعني العلاقه تكون مقلوبه بدلاً من أن النص القرآني يكون الهادي والموجه للمفسر، يصبح النص القرآني خاضعاً لتفكير ومنهج المفسر.

وحول مايميز العلامة محمد جواد مغنية اشار الدكتور ان العلامه مغنية كان يمتاز بقدرته غير العادية بالتفسير ويتناول اعقد المشكلات الفكرية سواء كانت كلامية ام فقهية ام قرآنية فيسبكها سبكاً سهلا بحيث انها تصبح سهلة المتناول علي القارئين.

وأضاف ان التفسير الكاشف ميزته الاولي هي في هذا الباب يعني انه يتناول المعني القرآني فيصوغ ما فهمه منه بشكل يستطيع كل انسان ان يفهمه خلافاً للكثير من التفاسير المعروفه التي كثيرا ما المفسر يلقي بافكاره علي النص القرآني بحيث انه يبتعد القاري عن المعني الذي يستنبطه من هذا النص.

وحول اخذ العلامة محمد جواد مغنية بروايات اهل البيت (ع) والإسناد بتلك الروايات في تفسيره قال العاملي: ان العلامة كان يستفيد من هذه الروايات وعلي الخصوص الروايات التي تؤكد علي هذا المنهج التطبيقي لأن كل ما جائنا عن الأئمة (ع) كروايات تتعلق بالقرآن هي تعتمد هذا المنهج التطبيقي ولاتجعل النص القرآني في قوالب نهائية ومطلقة ابداً.

وأكد ان الشيخ محمد جواد مغنية من هنا نجح في وضع الروايات القرآنية اي الروايات الواردة عن الأئمة (ع) في التفسير في محلها الصحيح.

وصرح العاملي في معرض رده علي سؤال حول ان العلامة مغنية كيف استطاع ان يخاطب الجيل الحديث وان يلبي احتياجاته الفكرية من خلال تطبيق القرآن الكريم، افاد العاملي ان الشيخ مغنية هو انسان معاصر وتناول قضايا فلسفية وكلامية وفقهية وتفسيرية ولكن الأمر الذي قد شغل فكره في كل هذه الأعمال هو ان يجعل من هذه العلوم كلها في خدمة اغراض الإنسان المسلم والمشكلات التي يعانيها في هذا العصر من مشكلات فكرية او سياسة او غير ذلك فإن العلامة محمد جواد مغنية كان مبدعاً.

وقال حول اهم مميزات التفسير الكاشف الذي كتبه العلامة الشيخ محمد جواد مغنية، ان اهم ما يميز الكاشف هو قدرة العلامة في التبسيط وانه لا يفعل كما فعله كثيرون من المفسرين بتعقيد المعني القرآني. الشيخ محمد جواد بسط المعني القرآني وجعله سهلا و متناولا لكل القارئين فضلا عن انه لم يقع في مأزق تفسير للقرآن.

وقد استمر العلامة بإعتفاده في ان القرآن كتاب خالد، صالح لكل زمان ومكان فعندما نضعه في قوالب نهائية نجمده ونجعله عاجزاً من أن يجاري مشاكلنا الحالية السياسية والفكرية والي آخره وهذا الأمر الذي نجح فيه الشيخ محمد جواد مغنية.

والدكتور الشيخ جعفر المهاجر العاملي من الكتاب والباحثين الناشطين اللبنانيين له مركز للبحوث، حيث له بحوث كثيرة في مجال العلوم الاسلامية والقرآنية، منها كتاب «جبل العامل بين الشهيدين» الذي اختارته الامانة العامة لكتاب العام في الجمهورية الاسلامية الايرانية كأثر نموذجي، الي جانب موسوعة «أعلام الشيعة» التي نشر بالتعاون مع مركز الحوزة العلمية للبحوث في مدينة قم المقدسة.


source : ایکنا
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الجيش السوري يطرد داعش من بلدة صوران ويصبح أقرب ...
حبّ اهل البيت (ع) من أبرز جوانب شخصية العلامة ...
مصرع وإصابة 20 شخصا في هجوم مسلح بولاية النيل ...
آية الله خامنئي: الصحوة الإسلامية بالمنطقة آخذة ...
استهداف الاحتلال الصهيوني لوسائل الإعلام قمة ...
آیة الله العظمى صافي: لقد أثلجت الوهابیة صدور ...
مقتل 36 على الأقل في هجمات انتحارية بشمال شرق ...
«السيد الحكيم» يشدد على ضرورة تغيير الخطط ...
من القرآن الكريم الى الإمام الحسين (ع) والمنهاج ...
إقامة الجلسة القرآنية في مدينة "الصدر" العراقية

 
user comment