عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

معنى التبليغ في القرآن

مفهوم التبليغ في القرآن مفهوم بسيط واضح ، فهو يعني بيان الأنبياء الرسالة الإلهية للناس.. والناس بعد ذلك مختارون في أن يقبلوا أو يتولوا ، وحسابهم على الله تعالى ، وليس على أنبيائه !



وتتفرع من هذا الأساس العميق عدة مبادئ :

أولاً : أن النبي يحتاج إلى ضمان حرية التعبير عن رسالة ربه ، ليتمكن من إيصالها الى العباد وإبلاغهم إياها . وقد كان هذا هو المطلب الأول للأنبياء عليهم السلام من أممهم .

ثانياً : مهمة الأنبياء عليهم السلام هي التبليغ فقط أي مجرد ( الإبلاغ ) حتى أن الجهاد لم يفرض على أحد من الأنبياء قبل إبراهيم عليهم السلام ، فهو أول من فرض الله عليه الجهاد الدفاعي فقط ! ففي دعائم الاسلام للقاضي النعمان المغربي : 1 / 344 : ( عن علي صلوات الله عليه أنه قال : أول من جاهد في سبيل الله إبراهيم عليه السلام ، أغارت الروم على ناحية فيها لوط ، فأسروه ، فبلغ إبراهيم الخبر فنفر فاستنقذه من أيديهم . وهو أول من عمل الرايات صلى الله عليه ) . انتهى .

ثم فرض الجهاد على الأنبياء من ذرية ابراهيم ، وكل الأنبياء بعده من ذريته، من أجل إزاحة العقبات المانعة من التبليغ ، أو رد اعتداءات الكفار عن المؤمنين الذين اختاروا الدين الإلهي وإقامة حياتهم على أساسه .

ثالثاًً : لاإكراه في الدين ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. فينبغي أن يبقى قانون الهداية والإضلال فعالاً ، والقدرة على عمل الخير والشر متوفرة .

رابعاً : الهدف من الإبلاغ هو إقامة الحجة لله على عباده ، واضحة كاملة، حتى لايقولوا يوم القيامةلم يبلغنا ذلك نبي ولم نعرف ذلك وكنا عنه غافلين.. فإقامة الحجة في الدين الإلهي محورٌ أصلي ثابتٌ في عمل الأنبياء عليهم السلام سواء على مستوى الكافرين ، أو على مستوى أممهم المؤمنين بهم .

ومعنى أن مهمة النبي عليه السلام إنما هي البلاغ.. أن واجبه أن يوصل العقيدة والأحكام إلى الناس ، ويبين لهم ويفهمهم .. وبذلك يقيم الحجة لربه عز وجل ، ويؤدي ما عليه .. ويسقط المسؤولية عن عاتقه .

أما استجابة الناس أو تكذيبهم .. وأما عملهم وسلوكهم ، فهو شأنهم وليس النبي مسؤولاً عنه ، بل المحاسبة عليه من اختصاص الله تعالى . قال الله تعالى :
( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) . سورة الأنعام - 149

وأدلة هذه المبادئ من القرآن والسنة كثيرة ، نذكر منها الى ما ذكره الله تعالى من قول نوح عليه السلام : ( أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم ، وأعلم من الله ما لاتعلمون ) . سورة الأعراف - 62

وقول تعالى عن شعيب : ( فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين ). سورة الأعراف - 93

وعن هود : ( فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ) . سورة هود - 57

وقوله تعالى عن مهمة جميع الرسل الذين بعثهم عليهم السلام : (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ). سورة النحل - 35 . ( قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين ). سورة يس - 16، 17 . . .

ولا يتسع المجال لاستعراض مفاهيم التبليغ وأحكامه في القرآن والحديث ، فهي أجزاء مشرقة من نظرية متكاملة في مهمة الأنبياء عليهم السلام ، حتى أنه تعالى وصف دينه وقرآنه بأنه بلاغ فقال : ( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ) . سورة إبراهيم - 52

وقال إنه بلاغ يشمل الأجيال الآتية التي يبلغها الإسلام :
( قل أي شيء

أكبر شهادة ؟ قل الله شهيد بيني وبينكم ، وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ..)
. سورة الأنعام - 19

وأثنى تعالى على أمانة أنبيائه وشجاعتهم في تبليغ رسالاته ، رغم مقاومة الناس واستهزائهم ، فقال عز وجل : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً ) . سورة الأحزاب - 39

كما تحدث سبحانه عما لاقاه الأنبياء من تكذيب ، وأذىً ، واضطهاد ، وتشريد ، وتقتيل .. رغم أن مهمتهم كانت مجرد التبليغ عن الله تعالى !

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الصادق (عليه السلام) يشهر سيف العلم!
قرّاء القرآن و كيفية قراءته
منكروا المهدي من أهل السنة وعلة إنكارهم
مفاتيح الجنان(300_400)
حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :

 
user comment