عربي
Tuesday 16th of April 2024
0
نفر 0

الحملة الأوربية على القرآن والرسول!

تصاعدت وتكثفت في الآونة الحملات الإعلامية الأوربية على شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن الكريم،فقد بدأت بصحيفة دنمركية ثم توسعت لتشمل كثير من صحف دول أوربا الغربية وأمريكا، ثم اختفت لفترة ما بعد ردت الفعل الإسلامية المتواضعة، ولكنها عادت هذه المرة بقوة، ولم تكتف بالتهجم على الرمز بل تجاوزته إلى الدستور السماوي الذي جاء به من خلال بعض الأفلام السينمائية التي تتهجم على القرآن الكريم!
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِي وَلا نَصِيرٍ} سورة البقرة/120.
وما تلك الحملة المسعورة التي تعرض القرآن ورسول الله (ص) إلا امتداد لحملات قديمة وجديدة استهدفت كثير من الأنبياء والمرسلين وشرائعهم بالسخرية والاستهزاء والاستخفاف:
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} سورة الأنعام/10.
{وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} سورة الفرقان/41ــ42.
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا َقُولُونَ} سورة الحجر/95ــ97.
{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ} سورة هود/38.
هل للمسلمين دور في تشويه دينهم؟
قد يقول بعضهم إن هذا واقع ملموس فالمسلمون فشلوا وبصورة قد تكون عامة في تمثيل وتفعيل هذا الدين القيم، والعالم ينظر إليهم: تارة بصورة إرهابيين لا هدف لهم سوى القتل والتفخيخ والتفجير، وتارة بصورة مجانين يطبرون ويضربون أنفسهم بالسيوف والسكاكين والكلاليب ويركضون كالقردة حول ضريح الامام الحسين عليه السلام!!!
ولكن المسألة أعمق من هذا الطرح فالاستهزاء بالرسول له امتداد تاريخي طويل وقد شمل كثير من الأنبياء من قبله، وحدث في فترات سابقة زمنية ومن أول البعثة النبوية الشريفة ولم يكن هناك لا إرهاب وهابي تكفيري ولا تطبير شيعي صفوي كما يزعم بعضهم!!
لماذا يهاجم الغرب الأوربي رسول الله والقرآن الكريم
1) أسباب عقائدية: فاليهود والنصارى هما ألد أعداء هذا الدين على مر التاريخ {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ويعملا جاهدان في الخفاء على القضاء على هذا الدين بشتى الوسائل.
2) جزء من خطة (تطفيش) رامية للتخلص من إعداد المسلمين الكثيرة التي استوطنت أوربا، وباتت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل الواقع المسيحي هناك: فقد حذر السكرتير الخاص للبابا بنديكتوس السادس عشر مما وصفه بـ \"أسلمه أوروبا\", مشددا على ضرورة عدم تجاهل الجذور المسيحية للقارة. واعتبر جيورج جاينزفاين السكرتير الخاص للبابا انه يتعين على أوروبا ألا تتجاهل المساعي الرامية إلى إدخال القيم الإسلامية في الغرب \"وهو ما يمكن أن يهدد حتى هوية القارة\".
وقال في مقابلة مع مجلة \"زودويتشه تسايتونج\" الألمانية \"لا يجب إغفال محاولات أسلمه الغرب\". وأضاف جاينزفاين \"إن الخطر الذي يهدد هوية أوروبا يجب ألا يتم تجاهله بمبررات مثل الاحترام القائم على مفاهيم خاطئة\".
وسبق أن حذر زعيم الفاتيكان بنديكت السادس عشر من حدوث أزمة هوية في أوروبا لتجاهل الإشارة إلى الجذور \"المسيحية\" للقارة في الدستور الأوروبي.
ودافع جاينزفاين عن كلمة البابا العام الماضي التي تضمنت اقتباسا من العصور الوسطى بشأن انتشار الإسلام بالعنف والتي أثارت موجة احتجاج عارمة في العالم الإسلامي. وأضاف ــ بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية ــ \"وفقا لمفهوم (الإسلام) فان ثمة مجموعة من الآراء المختلفة وأحيانا المتضاربة، بما يشمل وجود متطرفين يستشهدون بالقرآن في أفعالهم واستعمالهم للسلاح\".
وأسقف مدينة كولونيا الألمانية يواكيم ميسنر سبق وأن قال في مقابلة إذاعية بثت أخيرا إن \"هجرة المسلمين خلقت شرخا في ثقافتنا الألمانية والأوروبية\".
وكان وزير الداخلية الألماني قد دعا إلى مراقبة المعتنقين الجدد للإسلام، وانبرت الأجهزة الأمنية ومراكز البحث تحصي عدد المعتنقين للإسلام من الألمان بعد أن لحقت اتهامات بألمانيين قالت السلطات الأمنية إنهما كانا يعتزمان تنفيذ هجمات على أكبر قاعدة أمريكية في أوروبا.
وأحصت السلطات الأمنية الألمانية 6 آلاف معتنق للإسلام سنة 2006 مقابل ألف فقط سنة 2005.وأحصى المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي وجود 18 ألف ألماني معتنق للإسلام في ألمانيا. وقالت صحيفة \"دي ولت\": إن ما بين 200 و250 ألمانيًا يعتنقون الإسلام ينضمون إلى التيارات الدينية المتشددة كل سنة.
3) تقصير من المسلمين الذي لم ينجحوا في اظهار الصورة الحقيقة الناصعة لشخصية رسول الله أو القرآن الكريم: لاسيما الجوانب والإنسانية الأخلاقية والتربوية والعلمية التي غابت في مقابل الجوانب العسكرية والفتوحات التي أبرزت.
ما هو الحل الفعال لوقف هذه الحملات الصليبية البغيضة:
لقد جربنا كجماهير الاعتراض التفاعلي مع الحدث عن طريق المظاهرات السلمية والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنمركية وغيرها، وكذلك الاعتراض الانفعالي المتشنج فحرقت الاعلام والسفارات والنتيجة هي هي!!
والسبب تقاعس حكوماتنا العربية والإسلامية التي دست رؤوسها بالرمال وكأن الأمر لا يعنيها البتة،ولم تحرك ساكنا! فتمادى القوم وازدادت جرعاتهم السامة. ولو سحبت حكوماتنا سفراءها وطردت سفراء أوربا ولوحت بالمقاطعة الاقتصادية لتأدب الأوربيين وهو الحل الفعال للمشكلة، ولكن يبدو أن قدرنا هو هذه الحكومات الضعيفة الجبانة. ولا نملك الا أن نقول: عذرا يا رسول وعذرا يا كتاب الله فنحن لا نستحق الانتساب لكما.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دور الإستعارة الدلالي في نهج البلاغة
إخبار الله تعالى بقيام القائم عليه السّلام
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
ولادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
الأسرة وأهمية دورها التربوي في إعداد الأجيال
خطبة شعبان وفضائل شهر رمضان
إبراز الحب‏
قول أهل الذكر بخصوص أهل البيت
ليلة القدر فاطمة الزهراء (عليها السلام)
الإمام الحسين (عليه السلام) مع أشلاء الشهيد

 
user comment