عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

الدنمارك.. وهولندا.. وضرورة الرد الإسلامي

كل شيء في إسرائيل مقدس، الدين، والسياسة والوطن، ومن هذه اللازمة صار من يثير مشكلة المحرقة، أو مظالم الفلسطينيين، أو خرافة بعض ما جاء في التاريخ اليهودي يتعرض للمحاكمة والمساءلة، وهذا التميز لا يحصل لشعب ولا مقدس آخر ليحصل على نفس المعاملة..
الإسلام تعرض إلى محاولة إلغاء أثناء الاستعمار، والحروب الصليبية، ثم إعطاء صك فلسطين بوعد مشبوه لليهود، وفي الحاضر صار الهجوم على الإسلام والمسلمين، والتعرض لنبيهم الكريم، ساحة مفتوحة، ولم تكن الرسوم الساخرة من خلال الكاريكاتير إلا نماذجَ إثارة واستهداف، لأنها لم تطرح فكراً مضاداً، أو نقداً يتساوى مع أي خطأ من إرهابي وغيره أحدثا تدميراً أو قتلا بشراً..
الدنمارك تدّعي الحرية المطلقة لكل شيء، وهذا حقها الذي لا ينازعها عليه أحد لكن أن يتم تكرار الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتذهب هولندا لما هو أكثر إثارة وتحدياً من خلال فيلم موعود، فالرد لا يكون بتصفية المتسببين أو مقاطعة بعض البضائع، لأن هذه الأفعال يبقى تأثيرها نسبياً إن لم يكن عادياً، وغير مؤثر، لكن أن تكوَّن لجنة بحيث تُشكَّل من رابطة العالم الإسلامي، والمراكز والهيئات والجامعات المختصة بالعقيدة، وكذلك سفراء الدول الإسلامية، وتضع قوائم لمجالس إدارات الصحف المسيئة أو الشركات المعلنة فيها، والداعمين للأفلام ودور العرض، وناشري الإعلانات، وتعميم تلك القوائم على كل العالم الإسلامي بتبني خط المقاطعة الشامل بما في ذلك أي داعم فإننا سنرى التأثير أكبر وأخطر، وهو سلاح طالما استعملته الشركات الأمريكية والأوروبية المموَّلة برساميل الإسرائيليين والتي تلاحق أي كاتب للتاريخ، أو ناقد سياسي، أو حتى أستاذ جامعة أو هيئة ما يتعرض لإسرائيل باللوم أو النقد، وكشف ما هو مستور من أفعالها وتاريخها..
فإذا كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن يحرمان أي إشارة للمحرقة بقرار ضاغط من الغرب بشقيه الأمريكي، والأوروبي، فإن قداسة الأنبياء فوق كل المحارق والضحايا التي حدثت لشعوب وأمم أبيدت في أمريكا وأستراليا، والهند، وفلسطين وغيرها، ومن هنا تأتي الخطوة الثانية بضرورة أن يتقدم العالم الإسلامي،، أو من خلال قمته بطلب عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار يحرّم القدح أو التسبب في تشويه وإيذاء الأنبياء..
موضوع القوائم هو سلاح أخطر من الاحتجاجات أو تسيير المظاهرات لأن امتناع ما يزيد على مليار مسلم وبتعريض قطاعات إنتاج كبيرة تلعب الأسواق الإسلامية دوراً مهماً فيها للخسارة سيجعل رد الفعل سريعاً وحاداً، ويجعل الحسابات تأتي لصالحنا، وقد رأينا كيف أحدث سلاح النفط أثناء حرب 1973زلزالاً كونياً أدى إلى النظر للدول العربية المنتجة للنفط، وكأن سلاحها أقوى من أسلحة الدمار الشامل والعالم الإسلامي الذي تساهم مستورداته، أو صادراته بدور فعال في تلك الدول سيجد أن أي دولة تقاطعها بسبب أي إساءة هو رد فعل إيجابي ومنطقي..

الرياض / الجمعة 6 ربيع الأول 1429هـ - 14مارس 2008م - العدد 14508

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مفاتيح الجنان(300_400)
حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :
فضل شهر رمضان المبارك
الإقطاع في الإسلام
الخوارق و تأثير النفوس

 
user comment