عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

شروط وآثار حبّ آل البيت

شروط وآثار حبّ آل البيت^

إن هناك شروط يجب أن تتوفر في إتباع أهل البيت^ وعندما تتوفر مثل هذه الشروط فإن آثارها هي الأخرى تكون واضحة وفيما يلي طائفة منها:

1 ـ تنفيذ الأوامر

أن من ضرورات حب أهل البيت^ أن يلتزم المحب بأوامر حبيبه، ولهذا فإن على الشيعي الحقيقي أن يجعل من أئمة أهل البيت قدوته ومثاله.

ولهذا قال أهل البيت^: من أحبنا فليعمل بعملنا([1]).

وقال الصادق×:

>إنما شيعة جعفر مَنْ عفَّ بطنه وفرجه، وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه .. ([2]).

2 ـ التولي:

يقول إمام العاشقين ومصباح العارفين مولى المتقين علي أمير المؤمنين:

>... فإن كان يُحبُّ ولينا فليس بمبغض لنا، وإنْ كان يُبغض وليّنا فليس بمُحبّ لنا<([3]).


وقال الإمام الصادق×:

>من تولّى مُحبّنا فقد أحبنا<([4]).

3 ـ التبرّي: ومن ضرورات الحب لأهل البيت^ هو البراءة من أعدائهم وهم أعداء الإنسانية:

يقول الإمام علي×:

>فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حب من ألّب علينا، فليعلم أن الله عدوّه وجبرئيل وميكائيل، والله عدوّ للكافرين<([5]).

وقال× أيضاً:

>فإنْ شاركه في حُبنا عدوّنا، فليس منّا ولسنا منه<([6]).

4 ـ البلاء والمصيبة:

البلاء امتحان صعب يصقل النفوس القوية ويزيدها جلاءً فالتحديات والمصاعب التي تواجه الإنسان تزيده صلابة وقوّة وتشحذ همّته وصدق من قال:

الصربة التي لا تقصم الظهر تقويه.

وانظر إلى المسمار كيف يزداد ثباتاً ورسوخاً تحت ضربات المطرقة.

قال رسول الله’ يوصي أبا سعيد الخدري وقد جاءه يشكو من الفقر وضيق ذات اليد يقول’ :

>اصبر يا سعيد، فإنّ الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي، ومن أعلى الجبل إلى أسفله<([7]).

وعندما قال له أبو ذر أنني أحب أهل البيت قال له’:

> الله الله، فاعدّ للفقر تجفافاً، فإنّ الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها<([8]).

الإمتحان الصعب

جاء في الأخبار أن رسول الله’ خرج من بيته فرآه أحد الصحابة من الأنصار.

قال الأنصاري وقد رأى في وجه النبي شيئاً.

ـ فداك أبي وأمي يا رسول الله أني لأرى في وجهك أثراً نظر النبي إلى صاحبه وقال:

ـ الجوع.

فانطلق الرجل إلى بيته علّه يجد شيئاً لكن دون جدوى، فانطلق إلى بني قريظة وراح يستخرج من آبارهم الماء عن كل دلو تمرة وجاء أدهم يحمل التمر إلى رسول الله فقدمه إليه فقال النبي’:

ـ من أين لك هذا التمر؟.

فاخبره الأنصاري بما جرى.

فقال النبي’:

ـ أني لأظنك تحب الله ورسوله.

فقال الأنصاري:

ـ أجل والذي بعثك بالحق لأنت أحب إليَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي.

فقال النبي’:

ـ إذن فلتستعد للفقر والبلاء والذي بعثني بالحق أن الفقر والبلاء أسرع إلى من أحبني من السيل من أعلى الجبل إلى الوادي<([9]).

وقال الإمام علي أمير المؤمنين×:

من أحبنا أهل البيت فليستعد عدّة للبلاء<([10]).

5 ـ حب متبادل:

وينبغي أن يكون حب آل البيت حقيقياً ثابتاً فريداً وأن يكون أحب شيء للإنسان بعد الله عزّ وجلّ، بل أن حبهم من حب الله تعالى ولهذا فإنّهم^ يحبون من أخلص في حبّه.

وقد جاء عن الإمام الصادق× أنه رأى والده الباقر× يمرّ بجماعات الناس في مسجد النبي’ ثم يقف على بعضها ويقول: >إني والله أحب ريحكم وأرواحكم<([11]).

ورأى الإمام الصادق× رجلاً من أهل خراسان فقال له:

ـ لم تستخف بنا (أهل البيت).

قال الخراساني:

أعوذ بالله من ذلك.

قال الإمام×:

ـ ألم يقل لك فلان احملني مقدار ميل ولم تحمله وقد استخففت به .. وان من استخف بمؤمن فقد استخف بنا ولم يرع حرمة لله عز وجل<([12]).

6 ـ الحب والفرح:

إن اللحظات الأخيرة من الحياة عندما يقف الإنسان على أعتاب الرحيل نحو الأبدية هي من أصعب اللحظات.

أنه يودع الدنيا وقد أصبح رهن أعماله وما زرعه في دار الدنيا وهو دار عمل بلا حساب ليخطو إلى عالم الآخرة وهو عالم حساب ولا عمل، وهنا تتجلى قيمة الحب .. حب آل البيت^.

كيف يموت الشيعي

في لقاء بين عبدالله بن الوليد والإمام الصادق× (في عهد مروان بن الحكم) سأل الإمام الرجل من أبن فقال: من أهل الكوفة.

فقال الإمام: إن أهل الكوفة أكثر الناس حباً لنا.

ثم قال: إن الله هداكم إلى ما أضلّه الناس، وفقد واليتمونا وعادانا الناس، واتبعتمونا وخالفنا الناس جعل الله حياتكم و موتكم كحياتنا ومماتنا ثم قال:

>ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يُقرّ الله به عينه (يفرحه) وأن يغتبط إلاّ أن تبلغ نفسه هذه وأهوى (أشار) بيده إلى حلقه<([13]).

قال رسول الله’: لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له.

وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدّة علّة، وعظيم ضيق صدره، بما يخلّف من أ مواله، ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه مرارتها وحسراتها، واقتطع دون أمانيّه فلم ينلها، فيقول له ملك الموت: مالك تجرع غصصك؟ قال: لإضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي، فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك، فينظر فيرى درجات الجنّة وقصورها التي يقصر دونها الأمانيّ، فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك ههنا وذرّيتك صالحاً فهم هناك معك، أفترضى به بدلاً ممّا هناك؟ فيقول: بلى والله.

ثمّ يقول: انظر فينظر فيرى محمداً وعلياً والطيبين من آلهما في أعلى علّيين، فيقول: أوتراهم؟ هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاّسك وآناسك، أفما ترضى بهم بدلاً ممن تفارق ههنا؟ فيقول: بلى وربي، فذلك ما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا} فما أمامكم من الأهوال كفيتموها، ولا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراريّ والعيال، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلاً منهم، وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم آناسكم وجلاّسكم.

عن كليب الأسدي، قال: قلت لأبي عبدالله الصادق×: جعلني الله فداك، بلغنا عنك حديث، قال: وما هو؟ قلت: قولك: إنّما يغتبط صاحب هذا الأمر إذا كان في هذه ـ وأومأت بيدك إلى حلقك ـ فقال: نعم، إنّما يغتبط صاحب هذا الأمر إذا كان في هذه ـ وأمأ إلى حلقه ـ أمّا ما كان يتخوّف من الدنيا فقد ولّى عنه وأمامه رسول الله’ وعلي والحسن والحسين، صلوات الله عليهم.

وعن أيوب قال: سمعت أبا عبدالله الصادق× يقول: إن أشدّ ما يكون عدوكم كراهية لهذا الأمر حين تبلغ نفسه هذه ـ وأومأ بيده إلى حنجرته ـ ثمّ قال: إنّ رجلاً من آل عثمان كان سبّابة لعلي× فحدّثتني مولاةٌ له كانت تأتينا قالت: لمّا احتضر قال: مالي ولهم؟ قلت: جعلني الله فداك ما له قال هذا؟ فقال: لما أري من العذاب، أما سمعت قول الله تبارك وتعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}؟

هيهات هيهات: لا والله، حتى يكون ثبات الشيء في القلب وإن صلّى وصام.

عن عبدالرحمن قال: قال أبو جعفر الباقر×: >إنّما أحدكم حين يبلغ نفسه ههنا ينزل عليه ملك الموت فيقول: أمّا ما كنت ترجو فقد أُعطيته، وأمّا كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنّة، ويقال له: انظر إلى مسكنك.

وهذه الآية الكريمة صريحة في نزول الملائكة تبشر المؤمنين المخلصين قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ }

ولما توفي أبو ذر منفياً وحيداً في الربذة وفي اللحظات الأخيرة من حياته سمعته ابنته يقول:

>إليه السلام هو السلام به السلام منه السلام< فسألته من تحيي يا أبتي؟

قال: ملك الموت جاءني يقول:

>إن الله أمرني أن أقرئك منه السلام قبل أقبض روحك {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}([14]).

وعن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبدالله (الصادق×): جعلت فداك يا بن رسول الله هل يُكره (يُجبر) على قبض روحه؟

قال: لا والله أنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند؛ ذلك فيقول له ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع، فوالذي بعث محمداً’ لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، أفتح عينيك فانظر! قال: ويمثّل له رسول الله’ وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة رفقاؤك.

قال فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته أرجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضيّة بالثواب فإدخلي عبادي ـ يعني محمداً وآل بيته ـ وأدخلي جنتي، فما من شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي([15]).

لقاء مع أبي عبد الله الحسين

وكان رجل مؤمن يدعى حاج غلام علي قندي دعاني إلى بيته ذات يوم وأراني غرفة قال أنها كنت مدّة مديدة يسكنها نظام الرشتي، (من خطباء المنبر الحسيني)، وقد توفيت زوجته فعاش في هذه الغرفة مع أبنته، وكان إذا ارتقى المنبر وذكر مصائب آل البيت بكى بكاءً لا يبكي أحد مثله.

وفي أخريات حياته كان يتوضأ في هذه الغرفة فدعا ابنته وقال: أجلسي وضعي يدك في يدي فإن ضغطت على يدك فانهضيني لأن سيدي أبا عبدالله الحسين سيحضرني وأنا أريد أن أنهض له احتراماً تقول ابنته لما وضعت يدي في يده ومرّ وقت أحسست به يضغط على يدي فأنهضته فإذا به يقول السلام عليك يا أبا عبدالله ثم ابتسم وأسلم الروح.

لقاء مع الإمام الرضا×

وأن من أصعب المراحل بعد أن يغمض الإنسان عينيه انتقاله إلى القبر، ذلك المكان الموحش، المترع بالغربة والخوف والظلام ولكن القبر لمحبي أهل البيت وعشاقهم مكان فسيح مفعم بالنور النور الإلهي:

>يا نور المستوحشين في الظلم<.

وقد كان المرحوم الشيخ مرتضى الحائري من كبار أساتذة الحوزة العلمية في قم وكان من عشاق آل البيت^ وكان دائم السفر إلى مشهد المقدسة في الحر والبرد؛ والسفر بالسيارة وقطع مسافة 1150 ك ليس بالأمر اليسير لكنه يشدّه الشوق إلى الإمام الرضا× وقد رآه أحد معارفه بعد موته& في عالم المنام فسأله عن أحواله فقال زرت سيدي ومولاي الرضا× خمساً وسبعين مرّة وزارني الإمام في البرزخ خمساً وسبعين زيارة.

الشيخ عباس القمي والإمام الحسين×

وقد سمعت (المؤلف) من نجل المرحوم الشيخ عباس القمي أنه سمع أن المرحوم ميرزا علي آقا محدث زاده لما دفن في النجف الأشرف إلى جانب أستاذه ميرزا حسين نوري زرته في عالم الرؤيا فسألته عن حاله فقال: لقد زارني سيدي ومولاي سيد الشهداء ثلاث مرات.

آية الله الحاج ميرزا علي آقا الشيرازي والإمام الحسين×

وكان الشيرازي من أبرز علماء أصفهان يقول الشهيد المطهري: عندي من هذا الرجل قصص وبمناسبة هذا البحث انقل لكم هذه الرؤيا وقد قصها في أحد دروسه وكانت دموعه تجري على لحيته البيضاء:

رأيت في عالم النوم وكأن قد حضرني الموت، فرأيت الموت كما وصف لنا؛ رأيت روحي انفصلت عن بدني وحملوا بدني إلى المقبرة للدفن، فواروا بدني التراب وانصرفوا، وبقيت وحيداً قلقاً مما سيجري عليّ؟ فجأة رأيت كلباً أبيض يدخل القبر فأحسست وقتها أن هذا الكلب هو طبعي الحاد وقد تجسّم وجاءني بهذا الهيئة فاضطربت وفيما أنا مضطرب إذ جاءني سيد الشهداء فقال لي: >لا تبتئس سأبعده عنك<([16]).

مكاشفة

كتب المرحوم الشريف الرازي مؤلف كتاب >كنز العمال<: إن آية الله الحاج مرتضى الاشتياني روى له خلال إقامته في مدينة الري:

كنت في مدينة مشهد المقدسة وذهبت ذات يوم إلى الحمام وتخضبت ونمت لكي يقوى لون الخضاب فرأيت ملك الموت قد جاءني وقبض روحي وعرف الناس خبر موتي فاجتمعوا للغسل والتشييع والدفن. وبعد ذلك جاء شخص وقال لي: تعال نذهب إلى هذا الغريب فقلت: أنا أخاف الذهاب تحت التراب في القبر. قال: كلا يجب أن نذهب ثم أخذني إلى داخل القبر، فاستوحشت داخل اللحد، فجأة رأيت قبري يتسع وانفتح فوقي باب ونزل أثنان لهما شكل مرعب فقالا للرسول’:

>أتأذن لنا بسؤاله فقال: لا، سلوني أنا؛ فقالا: سمعاً وطاعة ثم قال: يا رسول الله من ربك؟ فقال: الله جلّ جلاله ربي، فقالا: من نبيك؟ فقال: أنا نبي نفسي.

فقالا: أتأذن لنا بسؤاله؟ فقال: لا، سلوا ابن عمي، فسألاه ثم قالا: أتأذن لنا الآن بسؤاله؟ فقال: لا سلوا ابنتي، وهكذا إلى سيدنا المهدي ... فقالا بعد ذلك: أتأذن لنا بسؤاله فقال: نعم. يقول الاشتياني فانفتحت عقدة لساني وتذكرت ما نسيت من عقائدي من هول المنظر فسألاني: من ربك؟ قلت: الله جلّ جلاله ربي. قالا: من نبيك؟ قلت: هذا محمد بن عبدالله نبيي. فقالا: من إمامك؟ قلت: هذا علي بن أبي طالب إمامي وكان رسول الله كلما أجبت قال: أحسنت أحسنت، ثم خرج رسول الله وتبعه آله الأطهار، ثم أظلم القبر عليَّ وانتبهت من النوم<([17]).

8 ـ أمان من العذاب

أن حب أهل البيت أمان للإنسان من كيد الشيطان ومن لوث الذنوب والمعاصي هذا في حياته فإذا حان الأجل كانوا له أماناً من هول القبر وسؤاله ومن البرزخ وغربته وهم ولا شك أمان له يوم الحشر من سوء الحساب.

مطلب السيدة فاطمة الزهراء÷

 وجاء في الروايات عن رسول الله’: >إن الله عز وجل ينادي فاطمة: >يا فاطمة سليني أعطك، وتمنّي علي أرضك<.

فتقول فاطمة×: >أسألك أن لا تُعذبّ محبي عترتي بالنار<.

فيقول الله عز وجل: >يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام، أن لا أُعذِّب مُحبيك ومحبي عترتك بالنار<([18]).

البشارة

وجاء في الأثر أن بلال بن حمامة قال: إن رسول الله’ جاء ذات يوم والسرور باد على وجهه، فسأله عبد الرحمن بن عوف عن سبب سروره فقال’: بشارة من ربي جاءت إلي أن الله لما زوج فاطمة من علي أمر الملائكة أن يهزّوا شجرة طوبى فتساقط منها أوراق فأمر الله ملائكته أن يجمعوا أوراقها فإذا قامت القيامة جاء هؤلاء الملائكة فمن رأوه محباً لأهل البيت مخلصاً في حبّه سلموه ورقة وقد كتب فيها:

>براءة له من النار من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار<([19]).

قال الإمام الصادق×:

>والله لا يموت عبدٌ يُحب الله ورسوله، ويتولّى الأئمة فتمسّه النار<([20]).

قال رسول الله’:

>من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمناً يوم القيامة<([21]).

9 ـ ثبات القدم على الصراط

ومن آثار حب أهل البيت ومودتهم وطاعتهم هو الثبات على الصراط يوم تزل الإقدام.

قال رسول الله’:

>أثبتكم قدماً على الصراط، أشدّكم حباً لأهل بيتي<([22]).

وقال أيضاً:

>ما أحبنا أهل البيت أحدٌ فزلّت به قدم إلا ثبتته قدمٌ أخرى، حتى يُنجيه الله يوم القيامة<([23]).

10 ـ الحب والمغفرة

إن الحب في نفس الإنسان بمثابة محرك يمدّ الإنسان بالعزم والحركة لبلوغ المحبوب، وهذه الحركة ليست على غرار الحركة المادية، بل هي حركة نوعية بمعنى أن من يسعى وراء معرفة أهل البيت^ فإنه سيعشقهم وهذا الحب سوف يدفع به إلى التحلّي با لفضائل والابتعاد عن الرذائل وبالتالي التسامي ورفع الحجب وبينه وبين المحبوب إلى أن يبلغ اللقاء.

ولكن ما ينبغي الإشارة إليه أن الحب الذي يقود إلى المغفرة هو ليس الإدّعاء فحسب، فلا ينبغي على المرء أن يعتقد أن هذا الحب يعني جواز لارتكاب الذنوب لأن هذا التصور هو تصور شيطاني ونابع من الأهواء النفسانية المريضة.

إن الحب الحقيقي هو ما يدفع المحب والعاشق إلى التطهر من لوث الذنوب والاتصاف بصفات المحبوب. وأن حركة العاشق يجب أن تكون في مسار يؤدي إلى الفناء في ذات المحبوب لقد عشق الحرّ الرياحي الحسين بن علي وهذا العشق هو الذي دفعه إلى أن يركل الدنيا بكل ما فيها من جاه ورفاه ونفوذ ثم التحق بركب الحسين لأن الموت معه اسمى وأعظم من الحياة مع يزيد. فبلغ مرتبة الشهادة وهذا هو الحب الحقيقي وهذا هو العاشق الحقيقي.

قال رسول الله’:

>حبنا ـ أهل البيت ـ يكفِّر الذنوب ويضاعف الحسنات<([24]).

وقال الحسن المجتبى×:

>وإنَّ حبنا ليُساقط الذنوب من ابن آدم كما يُساقط الريح الورق من الشجر<([25]).

وقال الصادق×:

>من أحبنا لله، وأحب محبنا لا لعرض دنيا يُصيبها منه، وعادى عدونا لا لأحنةٍ كانت بينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج، وزبيد ا لبحر، غفر الله تعالى لهُ<([26]).

11 ـ مع أهل البيت يوم الحشر

إنّ محبي أهل البيت× يحشرون يوم القيامة؛ معهم ذلك أن هذا الحب قادهم إلى طاعة الله عزّ وجلّ وطاعة آل بيت رسول الله’ فهم من عباد الله المخلصين وهذه حقيقة يصرح بذكرها القرآن وآياته والتاريخ ورواياته.

قال الله عزّ وجل:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً}([27]).

وعن الإمام الرضا× قال:

>حق على الله أن يجعل ولينا رفيقاً للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً<([28]).

وقال سيدنا محمد’:

>من أحبنا أهل البيت في الله حُشر معنا<([29]).

وسأل أبو ذر رسول الله’: أحب قوماً ولا أعمل مثل عملهم؟ فقال’:

>يا أبا ذر المرءُ مع من أحب<.

فقال أبو ذر: >فإني أحب الله ورسوله وآل بيت رسول الله<.

فقال’: >فإنك مع من أحببت<([30]).

قال سيد الشهداء×:

>من أحبّنا لله، وردنا نحن وهو على نبينا هكذا، وضمَّ إصبعيه<([31]).

وجاء رجل من أهل خراسان مشياً إلى الإمام الباقر×: وقد تقشر جلد قدميه فقال للإمام:

>أما والله ما جاءني من حيث جئتُ إلاّ حُبكم أهل البيت<.

فقال الإمام×:

>والله لو أحبنا حجرٌ حشره الله معنا<([32]).

12ـ الحب سبب في دخول الجنة

إن حب أهل البيت^ سوف يكون سبباً لدخول الجنة وحينئذ يكون المحبّ من الذين يرثون الفردوس.

{الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ}([33]).

والذين يحبون أهل البيت لا يحبون الدنيا ومن أجل هذا ولهذا جاء في الأثر أن محبي أهل البيت يتعرضون إلى امتحانات عسيرة تصفيهم ثم تسمو بعد النجاح، والصبر مفتاح النجاح لأنّ÷ يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن، وقيل: إنّما كنّى بالجلباب عن اشتماله بالفقر أي فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمّه وتشمله، لأنّ الغنى من أحوال أهل الدُّنيا، ولا يتهيأ الجمع بين حبّ أهل البيت^.

عن الصادق جعفر بن محمد× قال: خرج أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر× بالمدينة فتصحّر واتّكأ على جدار من جدرانها مفكّراً، إذ أقبل إليه رجل فقال: يا ابا جعفر على مَ حزنك؟ أعلى الدُّنيا؟ فرزق الله حاضر يشترك فيه البرُّ والفاجر، أم على الآخرة؟ فوعد صادق، يحكم فيه ملك قادر؟ قال أبو جعفر×: ما على هذا أحزن أمّا حزني على فتنة ابن الزبير فقال له الرَّجل: فهل رأيت أحداً خاف الله فلم ينجه؟ أم هل رأيت أحداً توكّل على الله فلم يكفه؟ وهل رأيت أحداً استخار الله فلم يخر له؟ قال أبو جعفر×: فولّى الرَّجل وقال: هو ذاك، فقال أبو جعفر×: هذا هو الخضر×.

رجل من أهل الجنّة

عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار قال: حدثني رجل من أصحابنا، عن الحكم بن عتيبة قال: بينا أنا مع أبي جعفر× والبيت غاصٌّ بأهله، إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة له، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمَّ سكت فقال أبو جعفر×: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثمَّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثمَّ سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام، ثمَّ أقبل بوجهه على أبي جعفر× ثمَّ قال: يا ابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إني لأحبكم وأحبُّ من يحبكم، ووالله ما أحبكم وأحبُّ من يحبكم لطمع في دنيا، وإني لأبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوترٍ كان بيني وبينه، والله إني لأحلُّ حلالكم وأُحرّم حرامكم، وانتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر× إليَّ إليَّ؛ حتى أقعده إلى جنبه.

ثمَّ قال: أيها الشيخ إنَّ عليَّ بن الحسين× أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي×: إن تمت ترد على رسول الله’ وعلى عليّ والحسن والحسين، وعلى عليٍّ بن الحسين، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك وتقرُّ عينك وتستقبل بالرّوح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك ههنا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وإن تعش ترى ما يقرُّ الله به عينك، وتكون معنا في السنام الأعلى، قال الشيخ: كيف يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا متُّ أرد على رسول الله’ وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين، وتقرُّ عيني؟ ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسي ههنا، وإن أعش أرى ما يقرُّ الله به عيني، فأكون معكم في السنام الأعلى؟ ثمَّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج هاهاها حتّى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون، لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر× يمسح بإصبعه الدّموع من حماليق عينيه وينفضها.

ثمَّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر×: يا ابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبَّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمَّ حسر عن بطنه وصدره، فوضع يده على بطنه وصدره، ثمَّ قام، فقال: السلام عليكم، وأقبل أبو جعفر×، ينظر في قفاه وهو مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا، فقال الحكم بن عتيبة: لم أر مأتماً قط يشبه ذلك المجلس([34]).

وجاء عن الإمام الصادق×: أن رسول الله’ كان في سفر فنزل عن دابته وسجد لله خمس سجدات فقيل: يا رسول الله قد فعلت شيئاً ما رأيناك قبل ذلك قد فعلته؟!

قال’: >إن جبرائيل أخبرني بأن علياً من أهل الجنة فسجدت لله شكراً فلما رفعت رأسي قال لي: وأن الحسن والحسين من أهل الجنة فسجدت لله سجدتين شكراً لله فلما رفعت رأسي قال: وأن محبيهم وشيعتهم من أهل الجنة فسجدت لله شكراً<([35]).

وجاء في الروايات أن زين العابدين مرض فعاده جماعة من أصحابه فسأله أحد أصحابه: كيف أصبحت فقال: أصحبت والله محباً لكم.

فقال×: >من أحبنا أسكنه الله في ظلٍّ ظليل يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلا ظلّه<([36]).

13 ـ الحب سبب في الحياة الخالدة

قال يونس للإمام الصادق×: >لولاكي لكم وما عرفني الله من حقكم أحب إليَّ من الدنيا بحذافيرها<.

فقال×: >يا يونس! قستنا بغير قياس ما الدنيا وما فيها؟ هل هي إلاّ سدّ فورة؟ أو ستر عورة؟! وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة<([37]).

أجل أن حب آل البيت× هو الطريق إلى حياة أبدية خالدة في ظلال من الجنة الوارفة حياة تبدأ بعد الموت وهي دار الحيوان.

من هنا فإن الموت سيكون أوحش ما يكون لأولئك الذين يناصبون آل البيت^  العداء فيما هو لمحبيهم بوابة خضراء لعالم خالد مليء بالنعيم الأبدي.

>ألا ومن مات على حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنة، ثم مُنكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يُزفُّ إلى الجنة كما تزفُّ العروس إلى بيت زوجها<([38]).

لا تنفصلوا عن أهل البيت×

روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال: أتيت أبا جعفر ابن الرضا× فوجدت بالباب الذي في الفناء قوماً كثيراً فعدلت إلى سافر فجلست إليه حتى زالت الشمس، فقمنا للصلاة فلمّا صلّينا الظهر وجدت حسّاً من ورائي فالتفتُّ فإذا أبو جعفر× فسرت إليه حتى قبّلت كفّه، ثمَّ جلس وسأل عن مقدمي ثمَّ قال: >سلّم فقلت جعلت فداك قد سلّمت فأعاد القول ثلاث مرات: >سلّم!< فتداركتها وقلت: سلّمت ورضيت يا ابن رسول الله فأجلى الله عمّا كان في قلبي حتّى لو جهدت ورمت لنفسي أن أعود إلى الشكّ ما وصلت إليه.

فعُدت من الغد باكراً فارتفعت عن الباب الأوّل وصرت قبل الخيل وما وراي أحد أعلمه، وانا أتوقّع أن آخذ السبيل إلى الإرشاد إليه، فلم أجد أحداً أخذ حتى أشتدّ الحرُّ والجوع جداً، حتى جعلت أشرب الماء أُطفيء به حرَّ ما أجد من الجوع والجوى، فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خواناً عليه طعام وألوان، وغلام آخر عليه طست وإبريق، حتى وضع بين يدي وقالا أمرك أن تأكل فأكلت.

فلمّا فرغت أقبل فقمت إليه فأمرني بالجلوس وبالأكل، فأكلت، فنظر إلى الغلام فقال: كل معه ينشط! حتى إذا فرغت ورفع الخوان، وذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان، من فتات الطعام، فقال: مه ومه ما كان في الصحراء فدعه، ولو فخذ شاة، وما كان في البيت فالقطه ثمَّ قال: سل! قلت: جعلني الله فداك ما تقول في المسك؟.

فقال: إنّ أبي أمر أن يعمل له مسك في قارورة فكتب إليه الفضل يخبره أنَّ الناس يعيبون ذلك عليه فكتب يا فضل أما علمت أنَّ يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً بالذَّهب ويجلس على كراسيّ الذَّهب فلم ينتقص من حكمته شيئاً وكذلك سليمان ثمَّ أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم.

ثمَّ قلت: ما لمواليكم في موالاتكم؟ فقال: إنَّ أبا عبدالله× كان عنده غلام يمسك بغلته إذا هو دخل المسجد فبينما هو جالس ومعه بغلة إذ أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك وأكون له مملوكاً وأجعل لك مالي كلّه؟ فإنّي كثير المال من جميع الصنوف اذهب فاقبضه، وأنا أُقيم معه مكانك فقال: أسأله ذلك.

فدخل على أبي عبدالله فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي وطول صحبتي فإن ساق الله إليَّ خيراً تمنعنيه؟ قال: أُعطيك من عندي وأمنعك من غيري فحكى له قول الرجل فقال إن زهدت في خدمتنا ورغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك فلمّا ولّى عنه دعاه، فقال له: أنصحك لطول الصحبة، ولك الخيار، فإذا كان يوم القيامة كان رسول الله’ متعلّقاً بنور الله >وكان أمير المؤمنين× متعلّقاً برسول الله، وكان الأئمة متعلّقين بأمير المؤمنين وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا، ويردون موردنا.

فقال الغلام: بل أُقيم في خدمتك وأُؤثر الآخرة على الدُّنيا وخرج الغلام إلى الرَّجل فقال له الرَّجل: خرج إليَّ بغير الوجه الذي دخلت به، فحكى له قوله وأدخله على أبي عبدالله× فقبل ولاءه وأمر للغلام بألف دينار ثمَّ قام إليه فودّعه وسأله أن يدعو له ففعل.

فقلت: يا سيدي لولا عيال بمكّة وولدي سرَّني حُقّاً كان له فأمرني أن أحملها فتأبّيت وظننت أنَّ ذلك موجدة، فضحك إليَّ وقال: خذها إليك فإنّك توافق حاجة، فجئت وقد ذهبت نفقتنا شطر منها فاحتجت إليه ساعة قدمت مكّة.

14 ـ الحب سبب الطمأنينة في القلب

إن حبّ آل البيت^ يبعث في القلب السكينة والطمأنينة والإحساس بالسلام.

وحبّ آل محمد’ يضفي على حياة الإنسان شعوراً بالصفاء والطمأنينة ويجعل من طعم الحياة حلواً مفعماً بالمشاعر الإنسانية السامية.

قال أمير المؤمنين علي×:

>إن رسول الله لما نزلت هذه الآية {... أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} قال ذلك: من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابون<([39]).

أجل أن من يحب الله ورسوله وآل الرسول والمؤمنين حباً خالصاً وجاء عمله لله خالصاً وكانت طاعته للرسول وآله طاعة لله عزّ وجل الذي أمر بحبهم فإنّ هذا الحب سيكون له عوناً في تزكية نفسه وتطهير قلبه وتنقية عمله من كل ما يشوب العمل الصالح والنوايا الطيبة من وساوس وسيجعل من قلب الإنسان المحبّ مضيئاً مشرقاً ومتألقاً كالمرايا.

عن الإمام الصادق×: إن رسول الله’ قال لعلي بشأن هذه الآية الكريمة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ([40]).

أنها نزلت: فيمن صدق لي وآمن بي، وأحبك وعشيرتك من بعدك، وسلّم الأمر لك وللأئمة من بعدك<([41]).

وروى مالك بن أنس قرأ قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

أتدري من هم يا بن أم سليم؟ قلت: لا من هم؟ قال’: >نحن أهل البيت، وشيعتنا<([42]).



([1]) تحف العقول: 104؛ الخصال: 2/ 614؛ غرر الحكم: 117، ح 2045؛ بحار الأنوار: 67/306 باب 57 ح30.

([2]) صفات الشيعة: 11؛ الخصال: 1/حديث 63؛ وسائل الشيعة: 15/251، باب 22، حديث 20425.

([3]) الأمالي، المفيد: 334، المجلس التاسع والثلاثون، حديث 4، الأمالي، الطوسي: 113، المجلس الرابع، حديث 172.

([4]) المقنعة: 485، باب 37؛ بحار الأنوار: 97/124، باب 2، حديث 34.

([5]) الأمالي للطوسي: 148، المجلس الخامس، حديث 243؛ كشف الغمة: 1/385؛ بحار الأنوار: 27/83، باب 4، حديث 24.

([6]) تفسير القمي: 2/171؛ بحار الأنوار: 27/51، باب 1، حديث 1.

([7]) مسند أحمد بن حنبل: 4/85.

([8]) المستدرك على الصحيحين: 4/367.

([9]) أسد الغابة: 4/294.

([10]) الغارات: 2/401؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 4/105؛ بحار الأنوار: 39/295، باب 87.

([11]) الأمالي للطوسي: 722 ح1522؛ إرشاد القلوب: 1/101 مجموعة ورام: 2/90.

([12]) الكافي: 8/89 ح73.

([13]) الكافي: 8/81 وصية النبي’ لأمير المؤمنين× ح38.

([14]) سورة يس: الآية 58.

([15]) بحار الأنوار: 6/196 ح49.

([16]) العدل الإلهي: 251.

([17]) كنز العمال: 7/96 ـ 97.

([18]) تأويل الآيات الظاهرة: 474؛ بحار الأنوار: 27/139، باب 4، حديث 144.

([19]) ينابيع المودة: 2/460؛ المناقب للخوارزمي: 44؛ المناقب: 3/346؛ تاريخ بغداد: 4م210؛ أسد الغابة: 1/415.

([20]) رجال النجاشي: 39، باب 80؛ دعوات راوندي: 274، حديث 788؛ بحار الأنوار: 65/115، باب 18، حديث 35.

([21]) عيون أخبار الرضا: 2/58، باب 31، حديث 22؛ بحار الأنوار: 27/79، باب 4، حديث 15.

([22]) فضائل الشيعة: 6، حديث 3؛ بحار الأنوار: 8/69، باب 22، حديث 16.

([23]) درر الأحاديث: 51.

([24]) الأمالي، الطوسي: 164، المجلس السادس، حديث 274؛ إرشاد القلوب: 2/253؛ بحار الأنوار: 65/100، باب 18، حديث 5.

([25]) الاختصاص: 82؛ رجال الكشي: 111، بحار الأنوار: 44/23، باب 18، حديث 7.

([26]) الأمالي، الطوسي: 156، المجلس السادس، حديث 250؛ بشارة المصطفى: 89؛ إرشاد القلوب: 2/253؛ بحار الأنوار: 27/54، باب 1 حديث 7.

([27]) سورة النساء: الآية 69.

([28]) تفسير العياشي: 1/256، حديث 189؛ بحار الأنوار: 65/32، باب 15، حديث 68، تفسير الصافي: 1/469.

([29]) كفاية الأثر: 300؛ بحار الأنوار: 46/201، باب 11، حديث 77.

([30]) الأمالي للطوسي: 432، حديث 1303؛ كشف الغمة: 1/415؛ بحار الأنوار: 27/104، باب 4، حديث 75.

([31]) الأمالي للطوسي: 253، المجلس التاسع، حد455، بشارة المصطفى: 123؛ بحار الأنوار: 27/84، باب 4، حديث 26.

([32]) تفسير العياشي: 1/167، حديث 27؛ بحار الأنوار: 27/95، باب 4، حديث 57؛ مستدرك الوسائل: 12/219، باب 14، حديث 13927.

([33]) سورة المؤمنون: الآية 11.

([34]) بحار الأنوار: 46/361 ـ 363 ح3.

([35]) الأمالي للمفيد: 21 المجلس: 3 ح2.

([36]) ينابيع المودة: 2/375 باب 58 ح62.

([37]) تحف العقول: 379؛ بحار الأنوار: 75/265 باب 23.

([38]) بشارة المصطفى: 197؛ كشف الغمة: 1/107؛ تفسير الكشّاف: 3/403؛ ينابيع المودة: 2/333؛ بحار الأنوار: 23/2333، باب 13.

([39]) الدر المنثور: 4/642؛ الجعفريات: 224.

([40]) سورة الرعد: الآية 28.

([41]) تفسير الفرات: 207، حديث 274.

([42]) تأويل الآيات الطاهرة: 239؛ بحار الأنوار: 23/184، باب 9، حديث 47.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مقام الإمام المهدي عليه السلام في محافظة ...
شجاعة الإمام الحسين عليه السلام
خطبة السيدة زينب في الكوفة
كرم الإمام الحسن ( عليه السلام )
نبذة عن حیاة الامام الباقر(ع)
المقصود من (أهل البيت) في آية التطهير
كرامات الإمام الحسن ( عليه السلام )
هكذا عرفت الإمام الحسين (عليه السّلام)
أهل البيت الأسمى والأفضل
ابو جعفر الثاني الامام الجواد (عليه السلام)‏

 
user comment