عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

لماذا الجحفة وغدير خم

لماذا الجحفة وغدير خم

 

والسؤال هنا : لماذا الوحي في طريق المدينة والصحرا والظهيرة ؟.

والـجواب : ان اللّه تعالى قال بذلك لرسوله : المدينة ايها الرسول مثل مكة , فان بلغت ولاية عترتك فـيـهـا , فقد تعلن قريش معارضتها ثم ردتها التبليغ مجرد التبليغ , وانما بعثت للتبليغ , فهوممكن هنا والزمان والمكان هنا مناسبان من جهات شتى , فبلغ ولاتؤخر.

ومـن اجل ان تكمل التبليغ وتوصل لهم رسالتي سوف اعصمك من قريش ,وامسك بقلوبها واذهانها , والـجـم شـيـاطينها الحاضرين , واعالج آثار التبليغ , واحفظنبوتك فيها ثم املي لها بعدك , فتاخذ دولـتـك وتـضـطهد عترتك حتى يتحقق في امتك وفي عترتك ما اريد يسالون .

والـسـؤال هـنا : كيف تمت عصمة اللّه تعالى لنبيه (ص ) من قريش , فلم يحدث تشويش , ولم يقم مـعـتـرض وكان فيها قرشيون مهاجرون مؤيدون لهم الرسول في علي والعترة ؟ ثم طلب منها ان تبلغ الغائبين فوعدت .

ثم جات الى خيمة علي وهناته بالولاية , وامرة المؤمنين الـجـواب : انـه تـعـالـى اراد للرسالة ان تصل , وللحجة ان تقام , وان يبقى رسوله (ص ) محفوظ الشخصية سالم النبوة فاسكت قريشا بقدرته المطلقة , وكمم افواهها في غدير خم .

والـظـاهـر ان قـريشا اخذت تقنع نفسها بان المسالة في غدير خم , ليست اكثر من اعلان واعلام يضاف الى اعلانات حجة الوداع وان النبي (ص ) مازال حيا فان مات , فلكل حادث حديث .

وعـنـدمـا ارادت قـريش ان تخرج عن سكوتها , وتخطو خطوة نحو الردة انزل اللّه على ناطقها الرسمي النضر بن الحارث حجرا من سجيل فاهلكه , وارسل على آخرنارا فاحرقته من قناعة قريش بالسكوت فعلا عن ولاية العترة اما النبي (ص ) فكان تفكيره رسوليا , وليس قرشيا.

لقد ارتاح ضميره بانه بلغ رسالة ربه كما امره , واتقى غضب ربه وعذابه .

واغـرورقـت عيناه بدموع الفرح والخشوع , لان اللّه رضي عنه باعلان ولاية علي ,وانزل عليه آية اكمال الدين واتمام النعمة , فاخبره بان مهمته وصلت الى ختامها.

كان النبي (ص ) في عيد , لانه ادى رسالة من اصعب رسالات ربه , فرضي عنه ,وقد تكون اصعب رسـالة عليه في عمره النبوي على الاطلاق وتمت المسالة بسلام ولم تقم قائمة قريش , ولم يصب جابر بن سمرة وغيره بالصمم من لغط الناس عندسماع كلمة عترتي , او كلمة علي , او بني هاشم .

ولم تحدث حركة عصيان منظمة , كما حدثت في المدينة عندما طلب النبي (ص ) قبل وفاته باربعة ايـام , ان يـاتـوه بـدواة وقرطاس ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده ابدا ولم تحدث حركة ردة نهائيا , والحمد للّه ارتاح ضمير النبي (ص ) بانه بلغ رسالة ربه كما امره وهذه هي الرسالة التي روى الحسن البصري ان اللّه امـر رسـوله بها فضاق بها صدره , فتوعده ربه بالعذاب ان لم يبلغها , فخاف ربه وصدع بها ولـكـن الـحسن البصري كما قال الراوي راوغ فيها وراغ عنها , ولم يخبرهم ما هي قريش اخوان الحسن البصري , من الفرس وغيرهم , يراوغون فيها وفي امثالها , ويخفون ما انزل اللّه تعالى في عترة نبيه (ص ) كـان الـنـبـي (ص ) يفكر ربانيا باعلى مستوى من البيعة يفكر على مستوى الامرالالهي والاختيار الالـهـي , الـذي لا خيرة فيه لاحد , ولا محل فيه للبيعة , الا اذا طلبهامن الناس النبي او الوصي , فتجب .

فهذا هو منطق التبليغ , وحسب ولـذلـك لم يشاورهم النبي (ص ) في بيعة علي , لان اختيار اللّه تعالى لا يحتاج الى مشورتهم , ولا بيعتهم , ولا رضاهم .

لـقـد امر اللّه تعالى رسوله (ص ) ان يشاورهم ليتالفهم , ويسيروا معه في الطريق الصحيح اما اذا عزمت فتوكل , ولا تسمع لكلام مخلوق لانك تسير بهدى الخالق امـا اذا عزم اللّه تعالى واختار للامة وليا بعد نبيه (ص ) , وقال لنبيه بلغ ولا تخف ,ولست مسؤولا عن اطاعة من اطاع ومعصية من عصى فهل يبقى للمشاورة محل من الاعراب من الاعراب لقد طلب منهم الرسول (ص ) تهنئة علي (ع ) اقرارا بالاختيار الالهي , وهي تهنئة اقوى من البيعة , والزم منها للاعناق ثم ليفعلوا بعدها ما يحلو لهم فانما على النبي (ص ) ان يبلغهم , وحسابهم على من يملك كل الاوراق , ويملك الدنيا والاخرة ,ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى وتـدل رواياتنا على انه (ص ) طلب منهم مع التهنئة البيعة , فيكون معناها انه طلب منهم ايضا اعلان التزامهم باطاعة علي (ع ) فاعلنوا ولـكـن الامـر من ناحية شرعية وحقوقية , لا يختلف , سوا امرهم النبي (ص )ببيعة علي (ع ) ام امـرهـم بـتهنئته فقط فان تبليغ الولاية اقوى من التهنئة , والتهنئة اقوى من البيعة فالتبليغ اصطفا , والتهنئة خضوع , والبيعة وعد بالالتزام .

لـقد سكتت قريش آنيا بسبب انها لم تكن حاضرة كلها في الجحفة وبسبب عنصر المفاجاة , وظرف المكان والزمان .

ولـعـلها كانت تقنع نفسها بان منطق التفكير النبوي يبقي لها مساحة للعمل ذلك ان التبليغ واتمام الحجة كلام تركي عند قريش الناطقة بالضاد وحـتـى الـبـيعة المامور بها من النبي (ص ) يمكن لقريش ان تجعلها مثل المراسم الدينية الاخرى , وتجردها من معنى امامة علي وقيادة عترة النبي (ص ) من بعده فالباب في تصور قريش مازال مفتوحا امامها للتصرف

المنطق النبوي حقق اهدافه وفضح قريشا

 

نـقـلـت المصادر السنية ندم الخليفة القرشي ابي بكر على اصداره امرا بمهاجمة بيت علي وفاطمة (ع ) في اليوم الثاني او الثالث لوفاة النبي (ص ).

ـ ففي مجمع الزوائد : 5 / 202.

عن عبدالرحمن بن عوف قال : دخلت على ابي بكر اعوده في مرضه الذي توفي فيه , فسلمت عليه وسالته : كيف اصبحت ؟.

فاستوى جالسا فقال : اصبحت بحمد اللّه بارئا , فقال : اما اني على ما ترى وجع وجعلتم لي شغلا مع وجعي جـعـلت لكم عهدا من بعدي , واخترت لكم خيركم في نفسي , فكلكم ورم لذلك انفه , رجا ان يكون الامر له ورايت الدنيا اقبلت , ولما تقبل , وهي خائنة , وستنجدون بيوتكم بستورالحرير ونضائد الديباج , وتـالـمـون الـنـوم على الصوف الاذربي , كان احدكم على حسك السعدان ( يقصد انكم من ترفكم سترون السجاد الاذربيجاني خشنا لمنامكم مثل الشوك ).

واللّه لان يقدم احدكم فيضرب عنقه في غير حد , خير له من ان يسبح في غمرة الدنيا.

ثم قال : اما اني لا آسى على شي الا على ثلاث فعلتهن وددت اني لم افعلهن ,وثلاث لم افعلهن وددت اني فعلتهن ,وثلاث وددت اني سالت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عنهن .

فـامـا الثلاث التي وددت اني لم افعلهن : فوددت اني لم اكن كشفت بيت فاطمة وتركته , وان اغلق على الحرب .

ووددت اني يوم سقيفة بني ساعدة , قذفت الامر في عنق احد الرجلين , ابي عبيدة او عمر , وكان امير المؤمنين وكنت وزيرا.

ووددت انـي حـيـن وجـهت خالد بن الوليد الى اهل الردة , اقمت بذي القصة , فان ظفر المسلمون ظفروا , والا كنت ردا ومددا.

واما الثلاث اللاتي وددت اني فعلتها : فوددت اني يوم اتيت بالاشعث اسيراضربت عنقه , فانه يخيل الي انه لا يكون شر الا طار اليه .

ووددت اني يوم اتيت بالفجاة السلمي , لم اكن احرقته , وقتلته سريحا اواطلقته نجيحا.

ووددت انـي حين وجهت خالد بن الوليد الى الشام , وجهت عمر الى العراق فاكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل اللّه عز وجل .

واما الثلاث اللاتي وددت اني سالت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عنهن :.

فوددت اني سالته فيمن هذا الامر فلا ينازع اهله .

ووددت اني كنت سالته هل للانصار في هذا الامر سبب ؟.

ووددت اني سالته عن العمة وبنت الاخ , فان في نفسي منهما حاجة انتهى .

وغـرضـنـا مـن الـنص بيان حالة الخليفة وانه يقصد بقوله ( وددت اني لم اكن كشفت بيت فاطمة وتركته وان اغلق على الحرب ) انه نادم على مهاجمة البيت , حتى لوكان اهله يعدون العدة لحربه وخـلاصـة الـقـصـة : ان ابا بكر ارسل الى علي (ع ) يطلب منه ان يبايعه , فامتنع علي عن بيعته , واجابهم جوابا شديدا , اتهمهم فيه .

وبـلـغ ابا بكر ان عددا من الانصار والمهاجرين اجتمعوا في بيت علي الذي كان يعرف ببيت فاطمة (ع ) , فاشار عليه عمر بان يهاجموا البيت ويهددوهم باحراقه عليهم , ان لم يخرجوا ويبايعوا وبـالـفـعل هاجمت مجموعة بقيادة عمر بن الخطاب بيت الزهرا (س ) وحاصروه وجمعوا الحطب عـلـى باب داره , وهددوا عليا وفاطمة (ع ) والذين كانوا في البيت ـومنهم مؤيدون لموقف علي , ومـنـهـم جـاؤوا مـعـزين بوفاة النبي (ص ) ـ هددوهم بانهم اما ان يخرجوا ويبايعوا ابا بكر , او يحرقوا عليهم الدار بمن فيه وبالفعل اشعلوا الحطب في باب الدار الخارجي ولـم يـشـا علي (ع ) ان يخرج اليهم بذي الفقار عملا بوصية النبي (ص ) , حيث كان اخبره بكل ما سـيـحـدث , وامـره فـيه باوامره فخرجت اليهم فاطمة الزهرا (س )فاهانوها وضربوها , حتى اسقطت جنينها الى آخر تلك الاحداث المؤلمة لقلب كل مسلم .

فـي ذلك الظرف , قرر علي وفاطمة (ع ) ان يستنهضا الانصار ويطالباهم بالوفاببيعة العقبة , التي شـرط عـلـيهم النبي (ص ) فيها ان يحموه واهل بيته وذريته , ممايحمون منه انفسهم وذراريهم , فبايعوه على ذلك وكـانـت فـاطـمة (س ) مريضة مما حدث لها في الهجوم على بيتها , فاركبها علي (ع ) على دابة , واخـذا مـعهما اولادهما الحسن والحسين وزينب وام كلثوم , وجالواعلى بيوت رؤسا الانصار في تلك الليلة والتي بعدها , وكلمتهم فاطمة (س ) فكان قول اكثرهم : يا بنت رسول اللّه , لو سمعنا هذا الـكـلام منك قبل بيعتنا لابي بكر , ماعدلنا بعلي احدا خم لاحد عذرا ان منطق الزهرا (س ) هو منطق ابيها رسول اللّه (ص ) تماما فهي بضعة منه ,وهي مطهرة من منطق الـمثاقلين الى الارض وتفكيرهم وكل تكوينها وتفكيرهاومشاعرها وتصرفاتها ربانية , ولذلك قال عـنها ابوها ( ان اللّه يرضى لرضا فاطمة ,ويغضب لغضبها رسـالـية والاخرى شخصية ,فتغلب هذه مرة وهذه مرة , بل وجودها موحد منسجم دائما فهي امة هذا الرب العظيم لا غير , وتابعة هذا الرسول والاب الحبيب لا غير (ص ).

وفاطمة الزهرا تعرف انه سبحانه يتعامل مع الناس باقامة الحجة عليهم في اصول الاسلام وتفاصيله , في اسس العقيدة وجزئيات الشريعة , وفيما يجب على الامة في حياة نبيها , وبعد وفاته .

وقد اقام ابوها الحجة لربه كاملة غير منقوصة , في جميع الامور , ومن اعظمهاحق زوجها علي , وولديها الحسن والحسين (ع ) الذين اعطاهم اللّه حق الولاية على الامة بعد ابيها بهذا المنطق قالت الزهرا (س ) للانصار : ان جوابكم لي جواب سياسي ومنطق الحجة الالهية اعلى من منطق اللعب السياسية , ومهيمن عليه , ومتقدم عليه رتبة ,وفاضح له فقد بلغ ابي (ص ) عن ربه , واخـبركم ان المالك العظيم سبحانه قدقضى الامر , وجعل لامة رسوله وليا فمتى كان لكم الخيرة من امركم حتى تختاروازيدا او عمرا , بعد ان قضى اللّه ورسوله امرا فالحجة عليكم تامة من ابي , والان مني , ونعم الموعد القيامة , والزعيم محمد (ص ) وعند الساعة يخسر المبطلون لـقـد كـان اعلان غدير خم عملا ربانيا خالدا , بمنطق التبليغ والاعمال الرسولية وكانت الاعمال الـمـقابلة له اعمالا قوية بمنطق الاعمال السياسية , وفرض الامرالواقع والعمل السياسي قد يغلب العمل الرسولي ولكنها غلبة سياسية جوفا بلاحجة المهدي الموعود (ع ).

الفصـل الرابـع آيـة اكمـال الديـن

 

آخر مانزل من القرآن

 

لـيـس من المبالغة القول : ان البحث الجاد في اسباب نزول آيات القرآن وسوره ,من شانه ان يحدث تـحـولا علميا , لانه سيكشف العديد من الحقائق , ويبطل بعض المسلمات التي تصور الناس لقرون طويلة انها حقائق ثابتة ذلك ان الجانب الرياضي في اسباب النزول اقوى منه في موضوعات التفسيرالاخرى .

فعندما تجد خمس روايات في سبب نزول آية , وكل واحدة منها تذكر سبباوتاريخا لنزولها , وهي متناقضة في المكان او الزمان او الحادثة فلا يمكنك ان تقول كلها مقبولة وكل رواتها صحابة , وكلهم نجوم بايهم اقتدينا اهتدينا.

بل لابد ان يكون السبب واحدا من هذه الاسباب , او من غيرها , والباقي غيرصحيح ولـهـذه الطبيعة المحددة في سبب النزول , كانت مادة اسباب النزول مادة حاسمة في تفسير القرآن وان كـانـت صـعـوبة البحث فيها تعادل غناها , بل قد تزيد عليه احيانا , لكثرة التشويش والتناقض والوضع في رواياتها ومهما يكن الامر , فلا بد للباحثين في تفسير القرآن وعلومه , ان يدخلوا هذاالباب بفعالية وصبر , ويـقـدمـوا نـتـائج بـحوثهم الى الامة والاجيال , لانها ستكون نتائج جديدة ومفيدة في فهم القرآن والسيرة , بل في فهم العقائد والفقه والاسلام عموما.

واكتفي من هذا الموضوع بهذه الاشارة لنستفيد في موضوعنا من اسباب النزول .

ليس من العجيب ان يختلف المسلمون في اول آيات نزلت على النبي (ص ) ,لانهم لم يكونوا مسلمين آنـذاك ثـم انـهـم بـاستثنا القلة , لم يكتبوا ماسمعوه من نبيهم في حياته , فاختلفوا بعده في احاديثه وسيرته .

ولـهـذا لا نعجب اذا وجدنا اربعة اقوال في تعيين اول ما انزله اللّه تعالى من كتابه :انه سورة اقرا وانه سورة المدثر وانه سورة الفاتحة وانه البسملة كما في الاتقان للسيوطي : 1 / 91.

ولـكـن الـعجيب اختلافهم في آخر مانزل من القرآن , وقد كانوا دولة وامة ملتفة حول نبيها , وقد اعلن لهم نبيهم (ص ) انه راحل عنهم عن قريب , وحج معهم حجة الوداع , ومرض قبل وفاته مدة , وودعوه وودعهم فلماذا اختلفوا في آخر آية او سورة نزلت عليه (ص ) ؟ الجواب : ان الاغراض الشخصية والسياسية لم تدخل في مسالة اول مانزل من القرآن كما دخلت في مسالة آخر ما نزل منه كما سترى سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن .

يـصل الباحث في مصادر الحديث والفقه والتفسير الى ان سورة المائدة آخرسورة نزلت من القرآن وان آيـة ( الـيـوم اكـملت لكم دينكم ) نزلت بعد اكمال نزول جميع الفرائض وان بعض الصحابة حاولوا ان يجعلوا بدل المائدة سورا اخرى ,وبدل آية اكمال الدين , آيات اخرى

راي اهل البيت (ع )

 

ـ قال العياشي في تفسيره : 1 / 288.

عـن عـيـسى بن عبد اللّه , عن ابيه , عن جده , عن علي (ع ) قال : كان القرآن ينسخ ‌بعضه بعضا , وانـمـا كـان يـؤخـذ مـن امر رسول اللّه (ص ) بخره , فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة , فـنـسخت ما قبلها ولم ينسخها شي لقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهبا , وثقل عليه الوحي , حتى وقـفـت وتـدلى بطنها , حتى رايت سرتهاتكاد تمس الارض , واغمي على رسول اللّه (ص ) حتى وضع يده على ذؤابة شيبة بن وهب الجمحي , ثم رفع ذلك عن رسول اللّه (ص ) , فقرا علينا سورة المائدة ,فعمل رسول اللّه (ص ) وعملنا انتهى .

ويقصد علي (ع ) بذلك : ان المسح على القدمين في الوضؤ هو الواجب ,وليس غسلهما , لان المسح نزل في سورة المائدة , وعمل به النبي (ص )والمسلمون ولم ينسخ ورواه في تفسير نور الثقلين : 1 / 582 و : 5 / 447.

ـ وفي الكافي : 1 / 289.

عـلـي بن ابراهيم , عن ابيه , عن ابن ابي عمير , عن عمر بن اذينة , عن زرارة والفضيل بن يسار وبـكير بن اعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وابي الجارود ,جميعا عن ابي جعفر (ع ) قال : امـر اللّه عـز وجل رسوله بولاية علي وانزل عليه : انماوليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يـقـيمون الصلاة ويؤتون الزكاة , وفرض ولاية اولي الامر , فلم يدروا ما هي ؟ فامر اللّه محمدا (ص ) ان يـفـسر لهم الولاية , كما فسرلهم الصلاة والزكاة والصوم والحج , فلما اتاه ذلك من اللّه ضاق بذلك صدر رسول اللّه (ص ) وتخوف ان يرتدوا عن دينهم , وان يكذبوه , فضاق صدره وراجع ربـه عـزوجل فاوحى اللّه عز وجل اليه : يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بـلـغـت رسالته , واللّه يعصمك من الناس , فصدع بامر اللّه تعالى ذكره , فقام بولاية علي (ع ) يوم غـديـر خـم , فنادى الصلاة جامعة , وامر الناس ان يبلغ الشاهد الغائب ـقال عمر بن اذنية : قالوا جـمـيـعـا غير ابي الجارود ـ وقال ابو جعفر (ع ) : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض , فانزل اللّه عز وجل :اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي قال ابو جعفر (ع ) : يقول اللّه عزوجل : لا انزل عليكم بعد هذه فريضة , قد اكملت لكم الفرائض .

ـ وفي تاريخ اليعقوبي : 2 / 43.

وقـد قيل ان آخر ما نزل عليه : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا , وهي الرواية الصحيحة , الثابتة الصريحة .

مصادر السنيين الموافقة لراي اهل البيت (ع )

 

ـ الدر المنثور : 2 / 252.

واخـرج سـعيد بن منصور , وابن المنذر , عن ابي ميسرة قال : آخر سورة انزلت سورة المائدة , وان فيها لسبع عشرة فريضة .

ـ المحلى : 9 / 407.

رويـنـا مـن طـريـق عائشة ام المؤمنين رضي اللّه عنهما ان سورة المائدة آخر سورة نزلت , فما وجـدتـم فـيـهـا حلالا فحللوه , وما وجدتم فيها حراما فحرموه وهذه الاية في المائدة فبطل انها منسوخة , وصح انها محكمة .

ـ المحلى : 7 / 389.

فـان هـذا قد عارضه مارويناه عنها من طريق ابن وهب , عن معاوية بن صالح , عن جري بن كليب , عن جبير بن نفير قال : قالت لي عائشة ام المؤمنين : هل تقرا سورة المائدة ؟ قلت : نعم ؟ قالت : اما انها آخر سورة نزلت , فما وجدتم فيها حرامافحرموه انتهى ورواه احمد في مسنده : 6 / 188 , ورواه البيهقي في سننه : 7 / 172 عن ابن نفير , ونحوه عن عبد اللّه بن عمرو ورواه في طبقات الـحنابلة : 1 / 427 , ورواه الحاكم : 2 /311 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

ثـم روى عـن عبد اللّه بن عمرو ان آخر سورة نزلت سورة المائدة وقال : هذاحديث صحيح على شـرط الـشيخين ولم يخرجاه انتهى وستعرف انهما لم يخرجاه مراعاة لعمر حيث ادعى ان آخر ما نزل من القرآن غير المائدة .

ـ وفي مجمع الزوائد : 1 / 256.

وعن ابن عباس انه قال : ذكر المسح على الخفين , وعند عمر سعد وعبد اللّه بن عمر , فقال عمر : سـعـد افـقه منك , فقال عبد اللّه بن عباس : ياسعد انا لا ننكر ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مسح , ولكن هل مسح منذ نزلت المائدة , فانهااحكمت كل شي , وكانت آخر سورة نزلت من القرآن , الا تراه قال .

فلم يتكلم احد.

رواه الـطـبراني في الاوسط , وروى ابن ماجة طرفا منه , وفيه عبيد بن عبيدة التماروقد ذكره ابن حبان في الثقات , وقال : يغرب انتهى .

يـقـصد الهيثمي ان الرواية ضعيفة بهذا الراوي , الذي هو ثقة عند ابن حبان ,ولكنه يروي روايات غريبة , اي مخالفة لمقررات المذهب الرسمي الذي يقول ان الواجب هو غسل الرجلين في الوضؤ , ويقول ان المائدة ليست آخر سورة نزلت ـ وفي الدر المنثور : 2 / 252.

واخرج ابو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : المائدة ( من ) آخر القرآن تنزيلا , فاحلوا حلالها وحرموا حرامهاانتهى .

ويـشـك الانسان في كلمة ( من ) التي تفردت بها هذه الرواية , وكان راويها اضافهاللمصالحة بين الواقع وبين ما تبنته السلطة , وجعلته مشهورا.

ـ وفي تفسير التبيان : 3 / 413.

وقال عبد اللّه بن عمر : آخر سورة نزلت المائدة .

ـ وفي الغدير : 1 / 228.

ونقل ابن كثير من طريق احمد والحاكم والنسائي عن عايشة : ان المائدة آخرسورة نزلت انتهى .

ويـتضح من مجموع ذلك ان المتسالم عليه عند عند اهل البيت (ع ) ان آخرمانزل من القرآن سورة الـمـائدة وانـه مؤيد بروايات صحيحة وكثيرة , في مصادراخواننا بل يمكن القول بان آية ( اليوم اكـمـلت لكم دينكم ) وحدها تكفي دليلا على انها آخر نزلت في آخر ما نزل من كتاب اللّه تعالى , لانـهـا تنص على ان نزول الفرائض قد تمت بها , فلا يصح القول بانه نزل بعدها فريضة , على انه وردت نصوص بذلك كما تقدم عن الامام الباقر (ع ) , وكما سياتي من رواية الطبري والبيهقي وقول الـسـدي وعـلـيه , فكل ما نزل بعدها من القرآن , لا بد ان يكون خاليا من الفرائض والاحكام ,لان التشريع قد تم بنزولها , فلا حكم بعدها

الارا المخالفة والمتناقضة

 

ولـكـن هـذا الامـر المحدد الواضح , صار غير واضح ولا محدد عندهم وتـنـاقـضـت لايجرؤون على ردهم ولـعل السيوطي استحى من كثرة الاقوال في آخر ما نزل من القرآن , فاجملهااجمالا , ولم يعددها اولا وثانيا كما عدد الاقوال الاربعة في اول مانزل ونحن نعدها باختصار , لنرى اسباب نشاتها 1 ـ ان آخر آية هي آية الربا , وهي الاية 278 من سورة البقرة .

2 ـ ان آخـر آيـة هـي آيـة الكلالة , اي الورثة من الاقربا غير المباشرين , وهي الاية176 من سورة النسا.

3 ـ ان آخر آية هي آية ( واتقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه ) البقرة ـ 281.

4 ـ ان آخر آية هي آية ( لقد جاكم رسول من انفسكم ) التوبة ـ 128.

5 ـ ان آخر آية هي آية ( وما ارسلنا من قبلك من رسول ) الانبيا ـ 25.

6 ـ ان آخر آية هي آية ( فمن كان يرجو لقا ربه ) الكهف ـ 110.

7 ـ ان آخر آية هي آية ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) النسا ـ 93.

8 ـ ان آخر سورة نزلت هي سورة التوبة .

9 ـ ان آخر سورة نزلت هي سورة النصر.

هذا ما جا فقط في اتقان السيوطي 1 / 101 , وقد تبلغ اقوالهم ورواياتهم ضعف هذا العدد , لمن يتتبع المصادر

كيف نشات هذه الارا المتناقضة

 

القصة التالية تعطينا ضؤ على نشاة هذا الاضطراب والضياع :.

سئل الخليفة عمر ذات يوم عن تفسير آية الربا واحكام الربا , فلم يعرفها فقال : انامتاسف , لان هذه الاية آخر آية نزلت , وقد توفي النبي ولم يفسرها لي ومن يومها دخلت آيات الربا على الخط , وشوشت على سورة المائدة , وصارختام مانزل من القرآن مرددا بين المائدة , وبين آيات الربا ولـكن الربا ذكر في اربع سور من القرآن : في الايتين 275 ـ 276 من سورة البقرة والاية 161 مـن سورة النسا , والاية 39 من الروم , والاية 130 من آل عمران وبعض هذه السور مكي وبعضها مدني وتـبرع المبررون للخليفة وقالوا ان مقصوده الاية 278 من سورة البقرة آية نزلت من القرآن وضعت في سورة البقرة , التي نزلت في اول الهجرة الربا تشريع اضافي , لانه نزل بعد آية اكمال الدين نزول القرآن والوحي , مادام هدفهم هدفا شرعيا صحيحا هو الدفاع عن خليفة رسول اللّه (ص ) ـ قال الامام احمد في مسنده : 1 / 36:.

عن سعيد بن المسيب قال : قال عمر (رض ) : ان آخر ما نزل من القرآن آية الربا ,وان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبض ولم يفسرها , فدعوا الربا والريبة عن ( ش وابن راهويه حم ه وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ق في الدلائل ).

ـ وقال السرخسي في المبسوط : 2 / 51 و 12 / 114:.

فـقد قال عمر (رض ) : ان آية الربا آخر ما نزل , وقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل ان يبين لنا شانها ـ وقال السيوطي في الاتقان : 1 / 101.

واخـرج البخاري عن ابن عباس قال : آخر آية نزلت آية الربا وروى البيهقي عن عمر مثله وعند احمد وابن ماجه عن عمر : من آخر مانزل آية الربا انتهى .

ولكن اضافة (من ) في هذه الرواية لا تحل المشكلة , كما لم تحلها في سورة المائدة , لان الروايات الاخرى ليس فيها (من ) وهي نص على ان آية الربا آخر مانزل قصة ثانية وذات يـوم بل ذات ايام لم يعرف الخليفة عمر معنى الكلالة , وتحير فيها ,واستعصى عليه فهمها , الـى آخر عمره بيانا ناقصا ـ ففي البخارى : 5 / 115.

عـن الـبـرا (رض ) قـال : آخـر سـورة نزلت كاملة براة , وآخر آية نزلت خاتمة سورة النسا : يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة ونحوه في : 5 / 185.

ـ وقال السيوطي في الاتقان : 1 / 101.

فـروى الـشـيخان عن البرا بن عازب قال آخر آية نزلت : يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة , وآخر سورة نزلت براة .

ـ وفي مسند احمد : 4 / 298.

عـن الـبـرا قـال : آخر سورة نزلت على النبى صلى اللّه عليه وسلم كاملة براة ,وآخر آية نزلت خاتمة سورة النسا : يستفتونك الى آخر السورة الى آخره ومن يومها دخلت آية الكلالة على الخط , وشاركت في التشويش على سورة المائدة نـزل مـن الـقـرآن مـرددا بين آيات الربا والكلالة , وبقية المائدة بما فيها آيتا العصمة من الناس , واكمال الدين وقد راجعت ما تيسر لي من مصادر اخواننا في مسالة الربا والكلالة , فهالتني مشكلة الخليفة معهما , خاصة مسالة الكلالة , حتى انه جعلها من القضايا الهامة على مستوى قضايا الامة الاسلامية الكبرى , وكـان يـطـرحها من على منبر النبي (ص )واستمر يطرحها كمشكلة كبرى , حتى ساعات حياته الاخيرة , واوصى المسلمين بحلها تمكنه من استيعابها عـن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال : خطب عمر على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : انـه قـد نـزل تـحـريـم الخمر , وهي من خمسة اشيا : العنب والتمروالحنطة والشعير والعسل والـخمر ما خامر العقل وثلاث وددت ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد الينا عـهدا : الجد , والكلالة , وابواب من ابواب الربا انتهى ورواه مسلم في : 2 / 81 , بتفصيل اكثر , وروى نـحوه في : 5 / 61 و8 / 245 ,ورواه ابن ماجة في : 2 / 910 , وقال عنه السيوطي في الـدر الـمـنثور : 2 / 249 : واخرج عبدالرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن عمر.

ويـدل هـذا الصحيح المؤكد , على ان عمر لم يسال النبي (ص ) عن الكلالة وقد صرح بذلك صحيح الحاكم الذي رواه في المستدرك : 2 / 303 , فقال :.

محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة يحدث عن عمر بن الخطاب (رض ) قال : اكون سالت رسول اللّه صـلـى اللّه عـلـيه وسلم عن ثلاث احب الي من حمر النعم : عن الخليفة بعده , وعن قوم قالوا نقر بـالـزكـاة فـي امـوالنا ولا نؤديها اليك , ايحل قتالهم ؟وعن الكلالة هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى ولكن في صحيح مسلم ان عمر سال النبي (ص ) عنها مررا ـ قـال مسلم في : 5 / 61 : عن معدان بن ابي طلحة ان عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي اللّه صـلى اللّه عليه وسلم , وذكر ابا بكر ثم قال : اني لا ادع بعدي شيئا اهم عندي من الكلالة راجعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في شي ماراجعته في الكلالة لـي فـيـه , حتى طعن باصبعه في صدري وقال : يا عمر الا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النسا ؟ يعني انه سال النبي (ص ) عنها مرارا فوضحها له مرارا , ولكنه كرر سؤاله حتى غضب عليه النبي (ص ) لعدم فهمه لشرحه اياها بل يدل الصحيحان التاليان على ان النبي (ص ) اخبر عمر انه سوف لن يفهم الكلالة طول عمره , او دعا عليه بذلك ـ ففي الدر المنثور : 2 / 250.

واخـرج الـعـدني والبزار في مسنديهما , وابو الشيخ في الفرائض , بسند صحيح عن حذيفة قال : نزلت آية الكلالة على النبي صلى اللّه عليه وسلم في مسير له ,فوقف النبي صلى اللّه عليه وسلم , فاذا هو بحذيفة فلقاها اياه , فنظر حذيفة فاذا عمرفلقاها اياه فلما كان في خلافة عمر , نظر عمر في الكلالة فدعا حذيفة فساله عنها ,فقال حذيفة : لقد لقانيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقيتك كما لقاني , واللّه لاازيدك على ذلك شيئا ابدا انتهى .

ـ وفـي كـنز العمال : 11 / 80 حديث 30688 عن سعيد بن المسيب ان عمر سال رسول اللّه صلى اللّه عـلـيـه وسـلم : كيف يورث الكلالة ؟ قال : او ليس قد بين اللّه ذلك ,ثم قرا : وان كان رجل يورث كلالة او امراة الى آخر الاية , فكان عمر لم يفهم الـكلالة الى آخر الاية , فكان عمر لم يفهم وسلم طيب نفس , فاساليه عنهافقال : ابوك ذكر لك هذا ؟ ما ارى اباك يعلمها ابدا فكان يقول : ما اراني اعلمها ابدا وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما قال ان ابن راهويه او ابن مردويه صححه .

ـ بـل روى الـسـيوطي في الدر المنثور : 2 / 249 ان النبي (ص ) قد كتبها لعمر في كتف واخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن مردويه عن طاوس , ان عمر امرحفصة ان تسال النبي صـلى اللّه عليه وسلم عن الكلالة , فسالته فاملاها عليها في كتف , وقال : من امرك بهذا اعمر ؟ ما اراه يقيمها , او ما تكفيه آية الصيف ؟ قال سفيان : وآية الصيف التي في النسا : وان كان رجل يورث كلالة او امراة فلماسالوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم , نزلت الاية التي في خاتمة النسا انتهى .

فانظر الى هذه التناقضات في احاديث عمر والكلالة , وكلهاصحيحة ولاحظ ان الكلالة هي احدى المسائل الثلاث التي قال البخاري ان النبي (ص )لم يبينها للامة , ولا سال عمر النبي عنها مع ان روايتهم الصحيحة تقول ان النبي (ص ) قد كتب الكلالة لعمر في كتف وامـا الـمـسـالة الثانية التي هي الخلافة , فقد روى البخاري نفسه ايضا ان النبي (ص )دعا بدواة وكتف ليكتب للامة الاسلامية كتابا لا تضل بعده ابدا , ولكن عمر ابى ذلك .

وامـا الـمـسـالـة الـثالثة , وهي ابواب الربا , فيستحيل ان لا يكون النبي (ص ) قد بينهاوشرحها للمسلمين ايضا , وقد يكون كتبها لعمر او غيره في كتف ايضا دلالة هاتين القصتين .

تدل هاتان القصتان على ان صحاح اخواننا فيها متناقضات لا يمكن لباحث ان يقبلها جميعا , بل لا بد له ان يرجح بعضها ويرد بعضها.

وكيف يمكن لعاقل ان يقبل في موضوعنا ان عمر لم يسال النبي (ص ) عن الاية لانها آخر آية نزلت وانه ساله عنها مرارا , حتى دفعه باصبعه في صدره , وغضب منه , الخ وكيف يقبل ان الكلالة آخر آية , وآيات الربا آخر آيات الى آخر التناقضات التي ذكرناها , واكثر منها فيما لم نذكره وتـدل القصتان على ان سلطة الخليفة عمر على السنيين بلغت حدا تستطيع معه ان تجعل ادعاه غير الـمعقول معقولا قاله الخليفة , حتى لو تناقضت اقواله ,وحتى لو لزم من ذلك اثارة شبهة التناقض في دين اللّه تعالى , وفي افعاله تعالى واذا اعترض احد على ذلك فهو رافضي , عدو للاسلام ورسوله وصحابته وتدل القصتان في موضوعنا على ان آيات الربا وارث الكلالة , وربما غيرهما ,حسب راي الخليفة قـد نـزلـت بعد آية اكمال الدين , ومعنى ذلك ان اللّه تعالى قال للمسلمين : اليوم اكملت لكم دينكم , ولكنه لم يكن اكمل احكام الارث والرباواحكام القتل ان مـن يحترم نفسه لا يمكنه ان يقبل منطقا يجادل عن انسان غير معصوم ليبرئه من التناقض , حتى لو استلزم ذلك نسبة التناقض الى اللّه عز وجل ورسوله (ص ) بقية الاقوال :.

لا نطيل في ذكر بقية الاقوال , واحاديثها الصحيحة عندهم , بل نجملها اجمالا:.

ـ ففي صحيح البخارى : 5 / 182.

قال سمعت سعيد بن جبير قال : آية اختلف فيها اهل الكوفة , فرحلت فيها الى ابن عباس فسالته عنها فقال : نزلت هذه الاية : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ( النسا ـ 93 ) هي آخر ما نزل , وما نسخها شي .

ـ وفي البخاري : 6 / 15.

عن سعيد بن جبير قال : اختلف اهل الكوفة في قتل المؤمن , فرحلت فيه الى ابن عباس فقال : نزلت في آخر ما نزل , ولم ينخسها شي .

ـ وفي الدر المنثور : 2 / 196.

واخـرج عـبـد بن حميد والبخاري ومسلم وابو داود والنسائي وابن جريروالطبراني من طريق سـعـيد بن جبير قال : اختلف اهل الكوفة في قتل المؤمن ,فرحلت فيها هي آخر ما نزل وما نسخها شي .

واخـرج احـمد , وسعيد بن منصور , والنسائي , وابن ماجة , وعبد بن حميد ,وابن جرير , وابن الـمـنذر , وابن ابي حاتم , والنحاس في ناسخه , والطبراني من طريق سالم بن ابى الجعد , عن ابن عـبـاس قال : لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخهاشي حتى قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم , وما نزل وحي بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

قال : ارايت ان تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ؟.

قال : وانى له بالتوبة ؟ ـ وفي مجموع النووي : 18 / 345.

قوله تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جنهم خالدا فيها الاية .

فـي صحيح البخارى هي آخر ما نزل وما نسخها شي وكذا رواه مسلم والنسائي من طرق عن شعبة بـه ورواه ابو داود عن احمد بن حنبل بسنده عن سعيد بن جبير ,عن ابن عباس في الاية فقال : ما نسخها شي انتهى .

فـهـل يـمكن لمسلم ان يقبل هذه الروايات ( الصحيحة ) من البخاري او غيره ,ومن ابن عباس او غيره , ويلتزم بان تحريم قتل المؤمن تشريع اضافي في الاسلام ,نزل بعد آية اكمال الدين ـ وفي مستدرك الحاكم : 2 / 338.

عن يوسف بن مهران , عن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن ابي بن كعب (رض )قال : آخر ما نزل من الـقـرآن : لقد جاكم رسول من انفسكم , عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم حـديـث شـعبة عن يونس بن عبيد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى وهذه الرواية ( الصحيحة ) على شرطالشيخين تقصد الايتين 128 ـ 129 , من سورة التوبة .

ـ وفي الدر المنثور : 3 / 295.

واخـرج ابـن ابـي شيبة , واسحق بن راهويه , وابن منيع في مسنده , وابن جرير ,وابن المنذر , وابو الشيخ , وابن مردويه , والبيهقي في الدلائل , من طريق يوسف بن مهران , عن ابن عباس , عن ابـي بـن كـعب قال : آخر آية انزلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم ـ وفي لفظ ان آخر ما نزل من القرآن ـ لقد جاكم رسول من انفسكم الى آخر الاية .

خ واخـرج ابـن الـضـريس في فضائل القرآن , وابن الانباري في المصاحف , وابن مروديه , عن الحسن ان ابي بن كعب كان يقول : ان احدث القرآن عهدا باللّه ـ وفي لفظ بالسما ـ هاتان الايتان : لقد جاكم رسول من انفسكم الى آخر السورة .

ـ الدر المنثور : 3 / 295.

واخـرج عبد اللّه بن احمد بن حنبل في زوائد المسند , وابن الضريس في فضائله ,وابن ابي دؤاد فـي الـمصاحف : وابن ابي حاتم , وابو الشيخ , وابن مردويه , والبيهقي في الدلائل , والخطيب في تـلـخـيـص الـمتشابه , والضيا في المختارة , من طريق ابي العالية , عن ابي بن كعب , انهم جمعوا الـقرآن في مصحف في خلافة ابي بكر , فكان رجال يكتبون ويمل عليهم ابي بن كعب , حتى انتهوا الى هذه الاية من سورة براة :ثم انصرفوا صرف اللّه قلوبهم قوم لا يفقهون , فظنوا ان هذا آخر ما نـزل مـن الـقـرآن ,فـقـال ابي بن كعب : ان النبى صلى اللّه عليه وسلم قد اقراني بعد هذا آيتين : لـقـدجاكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ,فان تولوا فـقل حسبى اللّه لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فهذا آخرمانزل من القرآن قال فختم الامر بما فتح به بلا اله الا اللّه , يقول اللّه : وما ارسلنا من قبلك من رسول الا يوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون .

واخرج ابن ابي دؤاد في المصاحف عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : ارادعمر بن الخطاب ان يـجـمـع الـقـرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا من القرآن فلياتنا به , وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والالواح والعسب , وكان لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شهيدان , فقتل وهويجمع ذلك اليه .

فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده شي من كتاب اللّه فلياتنا به , وكان لايقبل من احد شيئا حتى يشهد به شاهدان , فجا خزيمة بن ثابت فقال : اني رايتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما فقالوا : ما هما؟.

قـال : تلقيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ولقد جاكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم الى آخر السورة .

فقال عثمان : وانا اشهد انهما من عند اللّه , فاين ترى ان نجعلهما؟.

قال : اختم بهما آخر مانزل من القرآن , فختمت بهما براة انتهى .

وشبيه به في سنن ابي داود : 1 / 182 , وقد بحثنا هذه الروايات في كتاب تدوين القرآن .

ـ وفي صحيح مسلم : 8 / 243.

عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال : قال لي ابن عباس : تعلم ـ وقال هارون تدري ـ آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا؟.

قلت نعم , اذا جا نصر اللّه والفتح قال : صدقت .

وفي رواية ابن ابي شيبة : تعلم اي سورة , ولم يقل آخر.

ـ وفي سنن الترمذي : 4 / 326.

وقد روي عن ابن عباس انه قال : آخر سورة انزلت : اذ جا نصر اللّه والفتح .

ـ وفي الغدير : 1 / 228 : وروى ابن كثير في تفسيره : 2 / 2.

عن عبد اللّه بن عمر ان آخر سورة انزلت سورة المائدة والفتح (يعني النصر).

ـ وفي الدر المنثور : 6 / 407.

واخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابي هريرة في قوله : اذا جا نصراللّه والفتح , قال : عـلـم وحـد حـده اللّه لنبيه صلى اللّه عليه وسلم , ونعى اليه نفسه ,انك لا تبقى بعد فتح مكة الا قليلا.

واخرج ابن ابي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس قال : آخر سورة نزلت من القرآن جميعا : اذا جا نصر اللّه والفتح .

ـ وفي المجعم الكبير للطبرانى : 12 / 19.

عـن ابـن عباس قال : آخر آية انزلت : واتقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه انتهى وهي الاية 281 من سورة البقرة ونـذكـر فـي آخـر ادعااتهم في آخر آية من القرآن : ان معاوية بن ابي سفيان ادلى بدلوه في هذا الـمـوضـوع , ونـفـى عـلـى المنبر ان تكون آية ( اليوم اكملت لكم دينكم )آخر ما نزل , وافتى للمسلمين بان آخر آية نزلت هي الاية 110 من سورة الكهف ,وانها وكانت تاديبا من اللّه لنبيه المعجم الكبير للطبراني : 19 / 392:.

عـمـرو بن قيس انه سمع معاوية بن ابي سفيان على المنبر نزع بهذه الاية : اليوم اكملت لكم دينكم قال : نزلت يوم عرفة في يوم جمعة , ثم تلا هذه الاية : فمن كان يرجو لقا ربه وقال : انها آخر آية نزلت تاديبا لرسول اللّه انتهى .

وقـد التفت السيوطي الى ان كيل التناقض قد طفح لابعاد آية اكمال الدين عن ختم القرآن , وحجة الـوداع , وغدير خم فاستشكل في قبول قول معاوية وعمر عادتهم في التغطية والتستر والروغان قال في الاتقان : 1 / 102.

مـن الـمـشكل على ما تقدم قوله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم , فانها نزلت بعرفة في حجة الوداع وظـاهـرهـا اكمال جميع الفرائض والاحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي , فقال : لم ينزل بعدها حلال ولا حرام , مع انه ورد في آية الرباوالدين والكلالة انها نزلت بعدها وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال : الاولى ان يتاول على انه اكمل لهم الدين بافرادهم بالبلد الحرام , واجلا المشركين عنه حتى حجه المسلمون , لا يخالطهم المشركون ومعنى كلام ابن جرير الطبري الذي ارتضاه السيوطي : ان حل التناقض في كلام الصحابة بان نقبله ونـبعد اكمال الدين واتمام النعمة عن التشريع وتنزيل الاحكام والفرائض , ونحصره بتحرير مكة فـقط , حتى تسلم لنا احاديث عمر عن الكلالة والربا وحديث معاوية في آخر آية في ( تاديب النبي ) انها فتوى تتكرر امامك من العلما السنيين بوجوب قبول كلام الصحابة ـ ماعدااهل بيت النبي (ص ) ـ حتى لو استلزم ذلك تفريغ آيات اللّه تعالى واحاديث رسوله من معانيها درجـة العصمة , بل يعطونهم حق النقض على كلام اللّه تعالى وكلام رسوله (ص ) , لانهم يجعلون كلامهم حاكما عليه ثـم يـفـرضـون عـليك ان تقبل ذلك وتغمض عينيك , وتصم سمعك عن صراخ ‌ضحاياهم من الايات الظاهرة والاحاديث الصحيحة ونتيجة هذا المنطق : ان آية اليوم اكملت لكم دينكم ليست آخر آية , ولا سورتهاآخر سورة , ولا معناها اكملت لكم الفرائض والاحكام , بل اكملت لكم فتح مكة وان معنى ( اليوم ) في الاية ليس يوم نزول الاية , بل قبل سنتين من حجة الوداع وسوف تعرف ان الخليفة عمر اقر في جواب اليهودي بان معنى اليوم في الاية :يوم نزولها , وليس يوم فتح مكة نص الاية الكريمة .

يـا ايـهـا الذين آمنوا لا تحلوا شعائر اللّه ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولاآمين البيت الـحـرام يـبـتـغـون فضلا من ربهم ورضوانا , واذا حللتم فاصطادوا , ولايجرمنكم شنن قوم ان صـدوكـم عـن الـمـسـجد الحرام ان تعتدوا , وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان , واتقوا اللّه ان اللّه شديدالعقاب .

حـرمـت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والـنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم , وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام , ذلكم فسق , الـيـوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ـ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نـعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ـ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان اللّه غفور رحيم المائدة 2 ـ 3.

آية اكمال الدين واللحوم المحرمة

 

اول مـا يـواجـه الـبـاحث في آية اكمال الدين غرابة مكانها في القرآن , فظاهر ما رواه المحدثون والـمفسرون عنها , انها نزلت في حجة الوداع آية مستقلة لا جز آية ثم يجدها في القرآن جز من آيـة الـلحوم المحرمة , وكانها حشرت حشرا في وسطها ,بحيث لو رفعنا آية اكمال الدين منها لما نقص من معناها شي , بل لاتصل السياق فـمـا هي الحكمة من هذا السياق ؟ وهل كان هذا موضعها الاصلي من القرآن , ام وضعت هنا باجتهاد بعض الصحابة ؟ نـحـن لا نقبل القول بوقوع تحريف في كتاب اللّه تعالى , معاذ اللّه , لكن نتسال عسى ان يعرف احد الجواب : ما هو ربط آية اكمال الدين باللحوم المحرمة ؟.

الا يحتمل ان تكون بالاساس في خاتمة سورة المائدة مثلا , ولم يلتفت الى ذلك الذين جمعوا القرآن , فوضعوها هنا.

ثم قد يقبل الانسان ان تكون الاية نزلت بعد آيات بيان احكام اللحوم , ولكن كيف يمكن ان ينزلها اللّه تعالى في وسط احكام اللحوم بـعـدها مباشرة : فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان اللّه غفور رحيم ؟ مـبـاشـرة : يسالونك ماذا احل لهم , قل احل لكم الطيبات وما علمتم الى آخر احكام الدين الذي قال عنه احكم الحكما سبحانه قبل لحظات : انه قد اكمله واتمه ؟ ـ قال في الدر المنثور : 2 / 259:.

واخرج ابن جرير عن السدي في قوله : اليوم اكملت لكم دينكم قال : هذا نزل يوم عرفة , فلم ينزل بعدها حرام ولا حلال انتهى .

ـ وقال في : 2 / 257.
واخـرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يـده والمسلمون يدعون اللّه : اليوم اكملت لكم دينكم , يقول حلالكم وحرامكم , فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام انتهى .
والاحـاديـث والاقـوال فـي عـدم نـزول احـكام بعد الاية كثيرة , وقد مر بعضها , ولاتحتاج الى استقصائها بعد ان كان ذلك يفهم من الاية نفسها ويؤيده ماذكره اللغويون في معنى الكمال والتمام .
ـ قال الزبيدي في تاج العروس : 8 / 103:.
( الـكـمـال : الـتمام ) وهما مترادفان كما وقع في الصحاح وغيره , وقد فرق بينهما بعض ارباب الـمعاني , واوضحوا الكلام في قوله تعالى اليوم : اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي , وبسطه فـي الـعـنـايـة , واوسع الكلام فيه البها السبكي في عروس الافراح وقيل : التمام الذي تجزا منه اجزاؤه كما سياتي , وفيه ثلاث لغات (كمل كنصر وكرم وعلم ) قال الجوهري والكسر اردؤها , وزاد ابن عباد : كمل يكمل مثل ضرب يضرب , نقله الصاغاني ( كمالا وكمولا فهو كامل وكميل ) جاؤوابه على كمل .
وقـال فـي ص 212 : ( وتـمـام الشئ وتمامته وتتمته ما يتم به ) وقال الفارسي : تمام الشئ ماتم به بـالفتح لا غير يحكيه عن ابي زيد وتتمة كل شي ما يكون تمام غايته , كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة , وتتمة هذه المائة .
قـال شـيـخـنـا : وقد سبق في كمل ان التمام والكمال مترادفان عند المصنف وغيره ,وان جماعة يفرقون بينهما بما اشرنا اليه وزعم العيني ان بينهما فرقا ظاهرا ولم يفصح عنه .
وقـال جـمـاعـة : التمام الاتيان بما نقص من الناقص , والكمال الزيادة على التمام ,فلا يفهم السامع عربيا او غيره من رجل تام الخلق الا انه لا نقص في اعضائه , ويفهم من كامل , وخصه بمعنى زائد على التمام كالحسن والفضل الذاتي او العرضي فالكمال تمام وزيادة , فهو اخص .
وقد يطلق كل على الاخر تجوزا , وعليه قوله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي كذا في كتاب التوكيد لابن ابي الاصبع .
وقـيـل الـتـمـام يـستدعي سبق نقص , بخلاف الكمال وقيل غير ذلك , مما حرره البها السبكي في عروس الافراح , وابن الزملكاني في شرح التبيان , وغير واحد.
قـلت وقال الحراني : الكمال : الانتها الى غاية ليس وراها مزيد من كل وجه وقال ابن الكمال : كمال الشئ : حصول ما فيه الغرض منه , فاذا قيل كمل فمعناه حصل ما هو الغرض منه انتهى .
وبعد السؤال عن مكان الاية يواجهنا السؤال عن معناها, وسبب نزولها وفي ذلك ثلاثة اقوال :.
القول الاول .
قول اهل البيت (ع ) انها نزلت يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة في الجحفة , في رجوع النبي الـنـبـي (ص ) مـن حـجة الوداع , عندما امره اللّه تعالى ان يوقف المسلمين في غدير خم , قبل ان تـتشعب بهم الطرق , ويبلغهم ولاية علي (ع ) من بعده , فاوقفهم وخطب فيهم وبلغهم ماامره به ربه وهذه نماذج من احاديثهم :.
فقد تقدم مارواه الكليني في الكافي : 1 / 289.
عـن الامـام مـحـمد الباقر (ع ) وفيه ( وقال ابو جعفر (ع ) : وكانت الفريضة تنزل بعدالفريضة الاخـرى , وكـانت الولاية آخر الفرائض , فانزل اللّه عز وجل : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي , قال ابو جعفر (ع ) : يقول اللّه عز وجل : لا انزل عليكم بعد هذه فريضة , قد اكملت لكم الفرائض .
ـ وعـن علي بن ابراهيم , عن صالح بن السندي , عن جعفر بن بشير , عن هارون بن خارجة , عن ابـي بـصير , عن ابي جعفر (ع ) قال : كنت عنده جالسا فقال له رجل :حدثني عن ولاية علي , امن اللّه او من رسوله ؟.
فـغـضـب ثـم قال : ويحك كان رسول اللّه (ص ) اخوف ( للّه ) من ان يقول ما لم يامره به اللّه افترضه اللّه , كما افترض الصلاة والزكاة والصوم والحج انتهى .
ـ وفي الكافي : 1 / 198.
ابـو مـحـمد القاسم بن العلا (ره ) رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا مع الرضا (ع ) بمرو , فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بد مقدمنا , فاداروا امرالامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها , فدخلت على سيدي (ع ) فاعلمته خوض الناس فيه , فتبسم (ع ) ثم قال :.
يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم , ان اللّه عز وجل لم يقبض نبيه (ص ) حتى اكمل له الدين , وانزل عليه القرآن فيه تبيان كل شي , بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام , وجميع مـا يـحتاج اليه الناس كملا , فقال عز وجل : مافرطنا في الكتاب من شي , وانزل في حجة الوداع وهي آخر عمره (ص ) : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا.
وامـر الامـامـة من تمام الدين , ولم يمض (ص ) حتى بين لامته معالم دينهم ,واوضح لهم سبيلهم , وتـركهم على قصد سبيل الحق , واقام لهم عليا (ع ) علماواماما, وما ترك شيئا تحتاج اليه الامة الا بينه , فمن زعم ان اللّه عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه , ومن رد كتاب اللّه فهو كافر به .
هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة , فيجوز فيها اختيارهم ؟ ان الامـامـة اجـل قدرا , واعظم شانا , واعلى مكانا , وامنع جانبا , وابعد غورا , من ان يبلغها الناس بعقولهم , او ينالوها برائهم , اويقيموا اماما باختيارهم .
ان الامـامـة خص اللّه عز وجل بها ابراهيم الخليل (ع ) بعد النبوة والخلة , مرتبة ثالثة , وفضيلة شرفه بها , واشاد بها ذكره فقال : اني جاعلك للناس اماما , فقال الخليل (ع ) سرورا بها : ومن ذريتي ؟ قـال اللّه تـبارك وتعالى : لا ينال عهدي الظالمين فابطلت هذه الاية امامة كل ظالم الى يوم القيامة , وصارت في الصفوة .
ثـم اكـرمه اللّه تعالى بان جعلها في ذريته اهل الصفوة والطهارة , فقال : ووهبنا له اسحاق ويعقوب نـافـلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينااليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتا الزكاة وكانوا لنا عابدين .
فلم تزل في ذريته , يرثها بعض عن بعض , قرنا فقرنا , حتى ورثها اللّه تعالى النبي (ص ) فقال جل وتعالى : ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا واللّه ولي المؤمنين , فكانت له خـاصة فقلدها (ص ) عليا (ع ) بامر اللّه تعالى على رسم ما فرض اللّه , فصارت في ذريته الاصفيا الـذين آتاهم اللّه العلم والايمان , بقوله تعالى : قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب اللّه الى يوم البعث , فهي في ولد علي (ع ) خاصة الى يوم القيامة , اذ لا نبي بعد محمد (ص ).
فمن اين يختار هؤلا الجهال القول الثاني .
قول المفسرين السنيين الموافق لقول اهل البيت (ع ):.
واحاديثهم في بيعة الغدير تبلغ المئات , وفيها صحاح من الدرجة الاولى عندهم وقد جمعها عدد من عـلمائهم القدما منهم الطبري المؤرخ في كتابه ( الولاية )فبلغت طرقها ونصوصها عنده مجلدين , وتنص رواياتها على ان النبي (ص ) اصعدعليا معه على المنبر , ورفع يده حتى بان بياض ابطيهما , وبـلـغ الامة ما امره اللّه فيه الخ وقد انتقد الطبري بعض المتعصبين السنيين لتاليفه هذه الكتاب في احاديث الغدير , التي يحتج بها الشيعة عليهم , ويجادلوهم بها عند ربهم وتنص بعض روايات الغدير عندهم على ان آية اكمال الدين نزلت في الجحفة يوم الغدير بعد ابلاغ النبي (ص ) ولاية علي (ع ).
لـكـن يـنبغي الالتفات الى ان اكثر السنيين الذين صحت عندهم روايات الغدير , لم يقبلوا الاحاديث الـقائلة بان آية اكمال الدين نزلت يوم الغدير , بل اخذوا بقول الخليفة عمر ومعاوية , انها نزلت يوم عرفة , كما سياتي .
وقد جمع احاديث بيعة الغدير عدد من علما الشيعة القدما والمتاخرين , ومن اشهر المتاخرين النقوي الـهـنـدي في كتاب عبقات الانوار , والشيخ الاميني في كتاب الغدير , والسيد المرعشي في كتاب شرح احقاق الحق , والسيد الميلاني في كتاب نفحات الازهار.
وقد اورد صاحب الغدير عددا من الروايات من مصادر السنيين , ذكرت ان آية اكمال الدين نزلت في يوم الغدير , بعد اعلان النبي (ص ) ولاية علي (ع ).
ـ وهذه خلاصة ما ذكره في الغدير : 1 / 230:.
ومـن الايـات النازلة يوم الغدير في اميرالمؤمنين (ع ) قوله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ثم ذكر الاميني (ره )عددا من المصادر التي روتها , نذكر منها:.
1 ـ الـحـافظ ابو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 روى في كتاب الولاية باسناده عن ارقم نزول الاية الكريمة يوم غدير خم في امير المؤمنين (ع ).

فان كان يقصد الاعتذار بان نزولها صادف يوم عيد , ولذلك لم نتخذ يومها عيدا فيمكن لليهودي ان يجيبه : لماذا خر ب عليكم ربكم هذا العيد وانزله في ذلك اليوم ؟ وان كان يقصد ادغام عيد اكمال الدين بعيد عرفة , حتى صار جز منه فـمـن حق سائل ان يسال : هذا يعني انكم جعلتم يوم نزولها نصف عيد , مشتركامع عرفة فاين هذا العيد الذي لا يوجد له اثر عندكم , الا عند الشيعة ؟ وان كان يقصد ان هذا اليوم الشريف والعيد العظيم , قد صادف يوم جمعة ويوم عرفة , فادغم فيهما وذاب , او اكلاه وانتهى الامر فكيف انزل اللّه تعالى هذا العيد على عيدين , وهو يعلم انهماسياكلانه فـهـل تـعمد اللّه تعالى تذويب هذا العيد , ام انه نسي والعياذ باللّه فانزل عيدا في يوم عيد , فتدارك المسلمون الامر بقرار الدمج والادغام , او التنصيف ثم من الذي اتخذ قرار الادغام ؟ ومن الذي يحق له ان يدغم عيدا الهيا في عيدآخر , او يطعم عيدا ربانيا لعيد آخر ومابال الامة الاسلامية لم يكن عندها خبر من حادثة اصطدام الاعياد الربانية في عرفات , حتى جا هذا اليهودي في خلافة عمر ونبههم واخبر المسلمين بقصة تصادم الاعياد الالهية في عرفات الادغام لمصلحة العيد السابق , اواطعام العيد اللاحق للسابق وهـل هذه الاحكام للاعياد احكام اسلامية ربانية , ام استحسانية شبيها بقانون تصادم السيارات , او قانون تصادم الاعياد الوطنية والدينية ؟ ان المشكلة التي طرحها اليهودي , ما زالت قائمة عند الخليفة واتباعه , لان الخليفة لم يقدم لها حلا وكل الذي قدمه انه اعترف بها واقرها , ثم رتب عليهااحكاما لا يمكن قبولها , ولم يقل انه سمعها من النبي فـقـد اعـترف خليفة المسلمين بان يوم نزول الاية يوم عظيم ومهم بالنسبة الى المسلمين , لانه يوم مـصـيـري وتـاريـخي اكمل اللّه فيه تنزيل الاسلام , واتم فيه النعمة على امته , ورضيه لهم دينا يدينونه به , ويسيرون عليه , ويدعون الامم اليه .
وان هـذا الـيوم العظيم يستحق ان يكون عيدا شرعيا للامة الاسلامية تحتفل فيه وتجتمع فيه , في صف اعيادها الشرعية الثلاث : الفطر والاضحى والجمعة , وانه لوكان عند امة اخرى يوم مثله , لاعلنته عيدا ربانيا , وكان من حقها ذلك شرعا.
لقد وافق الخليفة محاوره اليهودي على كل هذا , وبذلك يكون عيد اكمال الدين في فقه اخواننا عيدا شرعيا سنويا , يضاف الى عيدي الفطر والاضحى السنويين وعيد الجمعة الاسبوعي .
ان الناظر في المسالة يلمس ان الخليفة عمر وقع في ورطة ( آية علي بن ابي طالب ) من ناحيتين : فـهو من ناحية ناقض نفسه في آخر مانزل من القرآن ومن ناحية فتح على نفسه المطالبة بعيد الاية الـى يـوم القيامة عينا ولا اثرا ولا اسما في تاريخ ‌المسلمين , ولا في حياتهم , ولا في مصادرهم الا عند الشيعة ثم ان الاعياد الاسلامية توقيفية , فلا يجوز لاحد ان يشرع عيدا من نفسه وحجة الشيعة في جعل يوم الغدير عيدا , ان اهل البيت (ع ) وشيعتهم رووا عن النبي (ص ) ان يوم الاية اي يوم الغدير عيد شرعي , وان جبرئيل اخبره بان الانبيا (ع ) كانوا يامرون اممهم ان تتخذ يوم نصب الوصي عيدا.
فـمـاهـي حـجة الخليفة في تاييد كلام اليهودي , وموافقته له بان ذلك اليوم يستحق ان يكون عيدا شـرعـيـا لـلامـة الاسـلامية المسلمين ليومها بعيد الخ .
فـان كان الخليفة حكم من عند نفسه بان يوم الاية يستحق ان يكون عيدا , فهوتشريع وبدعة , وان كان سمعه من النبي (ص ) , فلماذا لم يذكره , ولم يرو احد من المسلمين شيئا عن عيد الاية , الا ما رواه الشيعة ؟ ثامنا : لو كان يوم يوم عرفة يوم جمعة كما قال عمر في بعض اقواله , لصلى النبي (ص ) بالمسلمين صـلاة الـجمعة , مع ان احدا لم يرو انه صلى الجمعة في عرفات , بل روى النسائي وغيره انه قد صلى الظهر والعصر والـظـاهر ان النسائي يوافق سفيان الثوري ولا يوافق عمر , فقد جعل في سننه : 1 /290 عنوانا باسم ( الجمع بين الظهر والعصر بعرفة ).
وروى فـيـه عـن جـابر بن عبد اللّه قال : سار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى اتى عرفة , فـوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها , حتى اذا زاغت الشمس , امربالقصوا فرحلت له , حتى اذا انـتهى الى بطن الوادي خطب الناس , ثم اذن بلال ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ـ وكذلك روى ابو داود في سننه : 1 / 429.
عن ابن عمر قال : غدا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من منى حين صلى الصبح صبيحة يوم عرفة , حتى اتى عرفة فنزل بنمرة , وهي منزل الامام الذي ينزل بعرفة ,حتى اذا كان عند صلاة الظهر راح رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مهجرا, فجمع بين الظهر والعصر , ثم خطب الناس , ثم راح فوقف على الموقف من عرفة انتهى .
واما الجواب بان الجمعة تسقط في السفر , فهو امر مختلف عندهم فيه , ولوصح ان يوم عرفة كان يـوم جـمـعة ولم يصل النبي (ص ) صلاة الجمعة , لذكر ذلك مئات المسلمين الذين كانوا في حجة الوداع وقد تمحل ابن حزم في الجواب عن ذلك فقال في المحلى : 7 / 272:.
مـسـالة : وان وافق الامام يوم عرفة يوم جمعة جهر وهي صلاة جمعة وبمكة , لان النص لم يات بالنهي عن ذلك , وقال تعالى : اذانودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر اللّه وذروا البيع , فلم يخص اللّه تعالى بذلك غير يوم عرفة ومنى .
ورويـنـا عن عطا بن ابي رباح قال : اذا وافق يوم جمعة يوم عرفة , جهر الامام بالقراة فان ذكروا خـبـرا رويناه عن الحسن بن مسلم قال : وافق يوم التروية يوم الجمعة وحجة النبي (ع ) فقال : من اسـتطاع منكم ان يصلي الظهر بمنى فليفعل ,فصلى الظهر بمنى ولم يخطب فهذا خبر موضوع فيه كـل بـلـيـة : ابـراهيم بن ابي يحيى مذكور بالكذب متروك من الكل , ثم هو مرسل , وفيه عن ابن الـزبير , مع ابن ابي يحيى الحجاج بن ارطاة , وهو ساقط , ثم الكذب فيه ظاهر , لان يوم التروية فـي حـجـة الـنبي (ع ) انما كان يوم الخميس , وكان يوم عرفة يوم الجمعة , روينا ذلك من طريق البخارى .
فان قيل : ان الاثار كلها انما فيها جمع رسول اللّه (ع ) بعرفة بين الظهروالعصر؟.
قـلنا : نعم وصلاة الجمعة هي صلاة الظهر نفسها والجهر ايضا ليس فرضا , وانما يفترق الحكم في ان ظهر يوم الجمعة في الحضر والسفر للجماعة ركعتان انتهى .
وجـواب ابـن حزم : انه صادر على المطلوب , لانه رد الرواية لمجرد مخالفتهالقول عمر بان يوم عرفة لم يكن يوم جمعة فلماذا لم يرد قول عمر بقوله الثاني بان عرفة كانت يوم خميس , وروايته صحيحة ؟.
او بقول النسائي والثوري , والاقوال العديدة التي ذكرها الطبري وغيره ؟.
ولـو صـح مـاقاله من ان النبي (ص ) اعتبر ركعتي الظهر في عرفة صلاة جمعة لانه جهرفيهما , لاشـتهر بين المسلمين ان النبي (ص ) جهر في صلاة الظهر التي لا يجهر بهالتصبح ( اتوماتيكيا ) صلاة جمعة بل ان الرواية التي كذبها وهاجمها بسبب مخالفتها لرواية عمر تنص على انه (ص ) صلى الجمعة في منى , وهي اقرب الى حساب سفره (ص ) من المدينة الذي كان يوم الخميس لاربع بقين من ذي القعدة , ووصوله الى مكة يوم الخميس لاربع مضين من ذي الحجة , وان اول ذي الحجة كان يوم الاثنين , فيوم عرفة يوم الثلاثا ,وعيد الاضحى الاربعا , ويوم الجمعة كان ثاني عشر ذي الحجة كما سياتي فيكون قول الراوي ان الجمعة كانت في منى قولا صحيحا , ولكنه اشتبه وحسبها قبل موقف عرفات , مع انها كانت بعده تـاسعا : ان القول بان يوم عرفة في تلك السنة كان يوم جمعة , تعارضه رواياتهم التي تقول انه (ص ) عاش بعد نزول الاية احدى وثمانين ليلة او ثمانين فقد ثبت عندهم ان وفاة النبي (ص ) في اليوم الثاني عشر من ربيع الاول ومن 9ذي الحجة الى 12 ربـيع الاول اكثر من تسعين يوما فلا بد لهم اما ان ياخذوا برواية وفاته قبل ذلك فيوافقونا على انها في 28 من صفر , او يوافقونا على نزول الاية في يوم الغدير 18 ذي الحجة .
ـ قال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 59.
واخـرج ابـن جـرير , عن ابن جريج قال : مكث النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد مانزلت هذه الاية احدى وثمانين ليلة , قوله : اليوم اكملت لكم دينكم انتهى .
ـ وذكر نحوه في : 2 / 257 عن البيهقي في شعب الايمان .
ـ وقال ابن حجر في تلخيص الحبير بهامش مجموع النووي : 7 / 3.
وروى ابو عبيد , عن حجاج , عن ابن جريح انه صلى اللّه عليه وسلم لم يبق بعدنزول قوله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم الا احدى وثمانين ليلة ورواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 12984 , ورواه الـطـبري في تفسيره : 4 / 106 عن ابن جريح قال :حدثناالقاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال : مكث النبي (ص ) بعدما نزلت هذه الاية احدى وثمانين ليلة , قوله : اليوم اكملت لكم دينكم .
ـ وقال القرطبي في تفسيره : 20 / 223:.
وقال ابن عمر : نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ثم نزلت : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عـليكم نعمتي فعاش بعدهما النبي صلى اللّه عليه وسلم ثمانين يوماثم نزلت آية الكلالة فعاش بعدها خـمـسين يوما , ثم نزل لقد جاكم رسول من انفسكم فعاش بعدها خمسه وثلاثين يوما ثم نزل واتقوا يـومـا تـرجـعون فيه الى اللّه فعاش بعدهااحدا وعشرين يوما وقال مقاتل سبعة ايام وقيل غير هذا انتهى .
ورواية ابن عمر تؤيد قول ابيه بنزول آية الكلالة بعد آية اكمال الدين , ولكنه نسي آية الربا التي قـال ابـوه ايضا انها آخر آية , ومن ناحية اخرى خالف اباه في ان آية اكمال الدين نزلت في عرفة , وقال انها نزلت بعد سورة النصر بمنى , يعني بعد انتهاحجة الوداع وسفر النبي (ص ) , واقترب من القول بنزولها في الغدير ـ وقال الاميني في الغدير : 1 / 230.
وهو الذي يساعده الاعتبار ويؤكده النقل الثابت في تفسير الرازي : 3 / 529 عن اصحاب الاثار : انـه لما نزلت هذه الاية على النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يعمر بعدنزولها الا احدا وثمانين يوما , او اثـنـيـن وثـمـانـين , وعينه ابو السعود في تفسيره بهامش تفسير الرازي : 3 / 523 , وذكر المؤرخون منهم ان وفاته (ص ) في الثاني عشر من ربيع الاول , وكان فيه تسامحا بزيادة يوم واحد على الاثنين وثمانين يوما , بعداخراج يومي الغدير والوفاة .
وعـلى اي فهو اقرب الى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة , كما جا في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما لزيادة الايام حينئذ انتهى .
كـما تعارض قول عمر بان يوم عرفات كان يوم جمعة , رواياتهم التي تنص على ان الاية نزلت يوم الاثنين ففي دلائل البيهقي : 7 / 233 : عن ابن عباس قال : ولدنبيكم (ص ) يوم الاثنين , ونبئ يوم الاثـنـيـن , وخرج من مكة يوم الاثنين , وفتح مكة يوم الاثنين , ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين : اليوم اكملت لكم دينكم وتوفي يوم الاثنين .
ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1 / 196.
رواه احـمـد والـطبراني في الكبير وزاد فيه : وفتح بدرا يوم الاثنين , ونزلت سورة المائدة يوم الاثـنـين : اليوم اكملت لكم دينكم , وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف , وبقية رجاله ثقات من اهل الصحيح انتهى .
ولـلحديث طرق ليس فيها ابن لهيعة ولكن علته الحقيقية عندهم مخالفته لماقاله الخليفة عمر , كما صـرح بـه السيوطي وابن كثير عـمـرو بـن بكير عن ابن لهيعة , وزاد : نزلت سورة المائدة يوم الاثنين : اليوم اكملت لكم دينكم , وهكذا رواه بعضهم عن موسى بن داود به ,وزاد ايضا : وكانت وقعة بدر يوم الاثنين وممن قال هذا يـزيـد بن حبيب وهذا منكرجدا دينكم يوم الجمعة وصدق ابن عساكر انتهى .
وقـد تقدم ان علة نكارته عند ابن كثير انه مخالف لقول عمر , وقول معاوية اكـثر اتزانا منه حيث لم يصف الخبر بالضعف او النكارة , بل قال انه مخالف للمحفوظ , اي المشهور عندهم , وهو قول عمر.
ويـنـبـغـي الالـفات الى ان الاشكال عليهم باحاديث نزول الاية في يوم الاثنين انماهو الزام لهم بما التزموا به , والا فنحن لا نقبل انه (ص ) لم يبق بعد الاية الا ثمانين يوما لان المعتمد عندنا ان الاية نـزلـت يوم الثامن عشر من ذي الحجة , وان وفاته (ص ) كانت في يوم الثامن والعشرين من صفر , فتكون الفاصلة بنحو سبعين يوما.
وقـد ثـبت عندنا ان الاية نزلت يوم الخميس , وفي رواية يوم الجمعة , كما ثبت عندنا ان بعثة النبي (ص ) كانت يوم الاثنين , وان عليا (ع ) صلى معه يوم الثلاثا ,وان وفاته (ص ) كانت في يوم الاثنين ايـضـا , وقد تكون سورة المائدة نزلت يوم الاثنين اي اكثرها , ثم نزلت بقيتها بعد ذلك , ومنها آية التبليغ , وآية اكمال الدين .
عـاشـرا : ان القول بان يوم عرفة في تلك السنة كان يوم جمعة , تعارضه الروايات التي سجلت يوم حـركـة الـنـبـي (ص ) من المدينة , وانه كان يوم الخميس لاربع بقين من ذي القعدة وهو الرواية الـمشهورة عن اهل البيت (ع ) , وهي منسجمة مع تاريخ ‌نزول الاية في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة .
وذلـك , لان سـفر النبي (ص ) كان في يوم الخميس , اي في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة , لاربع بقين من ذي القعدة هي : الخميس والجمعة والسبت والاحد ويكون اول ذي الحجة يوم الاثنين , ووصول النبي (ص ) الى مكة عصر الخميس الرابع من ذي الحجة في سلخ الرابع , كما في رواية الـكـافي : 4 / 245 ,ويكون يوم عرفة يوم الثلاثا , ويوم الغدير يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة وهذه نماذج من روايات اهل البيت (ع ) في ذلك :.
ـ ففي وسائل الشيعة : 9 / 318.
مـحـمـد بـن ادريس في ( آخر السرائر ) نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب قال : خرج رسول اللّه (ص ) لاربع بقين من ذي القعدة , ودخل مكة لاربع مضين من ذي الحجة , دخل من اعلى مكة من عقبة المدنيين , وخرج من اسفلها.
ـ وفي الكافي : 4 / 245.
عـن ابي عبد اللّه (ع ) قال : حج رسول اللّه (ص ) عشرين حجة ان رسول اللّه (ص ) اقام بالمدينة عـشـر سـنين لم يحج , ثم انزل اللّه عز وجل عليه : واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضـامر ياتين من كل فج عميق , فامر المؤذنين ان يؤذنواباعلى اصواتهم بان رسول اللّه (ص ) يحج فـي عـامـه هـذا , فعلم به من حضر المدينة واهل العوالي والاعراب , واجتمعوا لحج رسول اللّه (ص ) , وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه , او يصنع شيئا فيصنعونه , فخرج رسول اللّه (ص ) فـي اربع بقين من ذي القعدة , فلما انتهى الى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل , ثم خرج حتى اتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر , وعزم بالحج مفردا ,وخرج حتى انتهى الى الـبـيـدا عـند الميل الاول فصف له سماطان , فلبى بالحج مفردا , وساق الهدي ستا وستين او اربعا وسـتـيـن , حـتـى انتهى الى مكة في سلخ اربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة اشواط , ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم (ع ), ثم عاد الى الحجر فاستلمه .
ـ وفي المسترشد / 119:.
الـعبدي عن ابي سعيد ان رسول اللّه (ص ) دعا الناس الى علي (ع ) بغدير خم ,وامر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم , وذلك يوم الخميس , ثم دعا الناس ,واخذ بضبعيه ورفعه حتى نظر الناس الى بياض ابطيه , ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الاية : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضـيـت لـكـم الاسلام دينا ,فقال رسول اللّه (ص ) : اللّه اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة , ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي انتهى .

ويـؤيـد قـول اهـل البيت (ع ) ماروته مصادر الفريقين من ان النبي (ص ) كان لا يبداسفره الا يوم الـخـمـيس , او قلما يبداه في غيره , كما في صحيح البخاري : 4 / 6 وسنن ابي داود 1 / 586 , وتـنـص روايـة ابـن سيد الناس في عيون الاثر : 2 / 341 على ان سفرالنبي من المدينة كان يوم الخميس .

وروى في بحار الانوار : 16 / 272 عن الكافي بسند مقبول عن ابي عبد اللّه (ع ) قال : كان النبي (ص ) اذا خـرج فـي الـصيف من البيت خرج يوم الخميس , واذا اراد ان يدخل في الشتا من البرد , دخل يوم الجمعة انتهى .

ويؤيد قول اهل البيت (ع ) ايضا مارووه عن جابر بان حركته (ص ) كانت لاربع بقين من ذي القعدة , كما ياتي من سيرة ابن كثير.

بل يؤيده ايضا , ان البخاري واكثر الصحاح رووا ان سفره (ص ) كان كان لخمس بقين من ذي القعدة , بـدون تحديد يوم راجع البخاري : 2 / 146 و 184 و 187 و : 4 / 7وفيه ( وقدم مكة لاربع لـيال خلون من ذي الحجة ) , والنسائي : 1 / 154 و 208 و : 5 / 121 ,ومسلم : 4 / 32 , وابن ماجه : 2 / 993 , والبيهقي : 5 / 33 , وغيرها.

ويـؤيـده ايـضـا ان مدة سيره (ص ) من المدينة الى مكة لا تزيد على ثمانية ايام ,وذلك بملاحظة الـطـريـق الذي سلكه , والذي هو في حدود 400 كيلو مترا , وملاحظة سرعة السير , حتى ان بعض الناس شكوا له تعب ارجلهم فعلمهم شدهاوملاحظة ان احدا لم يرو توقفه في طريق مكة ابدا.

وملاحظة روايات رجوعه ووصوله الى المدينة ايضا , مع انه توقف طويلا نسبيافي الغدير الخ .

ثـم بـمـلاحـظـة الروايات التي تتفق على وصوله الى مكة في الرابع من ذي الحجة كما رايت في روايات اهل البيت (ع ) ورواية البخاري الانفة .

وبـذلك تسقط رواية خروجه من المدينة لست بقين من ذي الحجة , كما في عمدة القاري , وارشاد الساري , وابن حزم , وهامش السيرة الحلبية : 3 / 257 , لانها تستلزم ان تكون مدة السير الى مكة عشرة ايام وبهذا يتضح حال القول المخالف لرواية اهل البيت (ع ) الذي اعتمد اصحابه رواية ( خمس بقين من ذي الـقـعـدة ) وحـاولوا تطبيقها على يوم السبت , ليجعلوا اول ذي الحجة الخميس , ويجعلوا يوم عرفة يوم الجمعة تصديقا لقول عمر , بل تراهم ملكيين اكثر من الملك , لما تقدم عن عمر من ان يوم عرفة كان يوم الخميس .

وممن قال برواية السبت ابن سعد في الطبقات : 2 / 124 , والواقدي في المغازي : 2/ 1089وكذا في هامش السيرة الحلبية : 3 / 3 , والطبري : 3 / 148 , وتاريخ الذهبي : 2 / 701 ,وغيرهم .

وعلى هذه الرواية يكون الباقي من شهر ذي القعدة خمسة ايام هي : السبت والاحد والاثنين والثلاثا والاربـعا , ويكون اول ذي الحجة الخميس , ويكون يوم عرفة يوم الجمعة , وتكون مدة السير الى مكة تسعة ايام , الا ان يكون الراوي تصوران ذي القعدة كان تاما , فظهر ناقصا.

وقد حاول ابن كثير الدفاع عن هذا القول , فقال في سيرته : 4 / 217:.

وقـال احـمـد عن انس بن مالك الانصاري قال : صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر في مـسـجـده بـالمدينة اربع ركعات , ثم صلى بنا العصر بذي الحليفة ركعتين آمنا لا يخاف , في حجة الـوداع تفرد به احمد من هذين الوجهين , وهماعلى شرط الصحيح وهذا ينفي كون خروجه (ع ) يوم الجمعة قطعا.

ولا يجوز على هذا ان يكون خروجه يوم الخميس كما قال ابن حزم , لانه كان يوم الرابع والعشرين من ذي القعدة , لانه لا خلاف ان اول ذي الحجة كان يوم الخميس لما ثبت (بالتواتر والاجماع ) من انه (ع ) وقف بعرفة يوم الجمعة , وهو تاسع ذي الحجة بلا نزاع .

فلو كان خروجه يوم الخميس الرابع والعشرين من ذي القعدة , لبقي في الشهرست ليال قطعا : ليلة الجمعة والسبت والاحد والاثنين والثلاثا والاربعا فهذه ست ليال وقد قال ابن عباس وعائشة وجابر انـه خـرج لـخمس بقين من ذي القعدة وتعذرانه يوم الجمعة لحديث انس , فتعين على هذا انه (ع ) خرج من المدينة يوم السبت , وظن الراوي ان الشهر يكون تاما فاتفق في تلك السنة نقصانه , فانسلخ يـوم الاربـعاواستهل شهر ذي الحجة ليلة الخميس ويؤيده ما وقع في رواية جابر : لخمس بقين او اربع .

وهذا التقريب على هذا التقدير لا محيد عنه ولا بد منه واللّه اعلم انتهى .

ويـظـهر من كلام ابن كثير عدم اطمئنانه بهذه التقديرات , لانه راى تشكيك الخليفة عمر نفسه , وتشكيك سفيان الثوري الذي رواه البخاري , وتشكيك النسائي وجزم ابن حزم بان سفره (ص ) كان يوم الخميس .

ونلاحظ ان ابن كثير استدل على ان خروج النبي (ص ) يوم الخميس بالمصادرة على المطلوب فقال ( لـما ثبت بالتواتر والاجماع من انه (ع ) وقف بعرفة يوم الجمعة ) فاي تواتر واجماع يقصد , وما زال في اول البحث ؟ كـمـا انه استدل على ان سفر النبي (ص ) لم يبدا من المدينة يوم الجمعة برواية انس ان النبي صلى الظهر والعصر ولم يصل الجمعة , وهو استدلال يرد نفسه ويؤيدقول اهل البيت (ع ) بان بد سفره كان الخميس لاربع بقين من ذي القعدة وتقدمت الرواية عندنا انه (ص ) صلى الظهر والعصر في ذي الحليفة .

ولـو صـحت رواية انس بانه صلى الظهر في مسجده في المدينة , ثم صلى العصرفي ذي الحليفة , فلا ينافي ذلك ان يكون سفره الخميس , بل يكون معناه انه احرم بعد العصر من ذي الحليفة , وواصل سفره (ص ).

والـنـتـيجة : ان القول بنزول آية اكمال الدين في يوم عرفة , يرد عليه اشكالات عديدة , سوا في منطقه , ام في تاريخه وتوقيته تستوجب من الباحث المنصف ان يتوقف ولا ياخذ به .

فـيبقى راي اهل البيت (ع ) ومن وافقهم في سبب نزول الاية بدون معارض , لان المعارض الذي لا يستطيع النهوض للمعارضة كعدمه والمتن الكسيح لا ينفع معه السند الصحيح وفي الختام : فان المجمع عليه عند جميع المسلمين ان يوم نزول الاية عيد الهي عظيم ( عيد اكمال الـديـن واتـمـام النعمة ) بل ورد عن اهل البيت (ع ) انه اعظم الاعياد الاسلامية على الاطلاق , ودليله المنطقي واضح , حيث ارتبط العيدالاسبوعي للمسلمين بصلاة الجمعة , وارتبط عيد الفطر بـعـبادة الصوم , وارتبط عيدالاضحى بعبادة الحج اما هذا العيد , فهو مرتبط باتمام اللّه تعالى نعمة الاسلام كله على الامة , وقد تحقق في راي اخواننا السنة بتنزيل احكام الدين واكماله من دون تعيين آلية لقيادة مسيرته .

وتـحقق في راينا باكمال تنزيل الاحكام , ونعمة الحل الالهي لمشكلة القيادة وارسا نظام الامامة الى يوم القيامة , في عترة خاتم النبيين (ص ).

ومـادام جـمـيـع الـمـسلمين متفقون على انه عيد شرعي , فلماذا يقبل علماالمسلمين ومفكروهم ورؤسـاؤهـم ان تـخـسر الامة اعظم اعيادها , ولا يكون له ذكرفي مناسبته , ولا مراسم تناسب شرعيته وقداسته ؟ فـهل يستجيب علما اخواننا السنة الى دعوتنا بالبحث في فقه هذا العيد المظلوم المغيب واعادته الى حياة كل المسلمين , بالشكل الذي ينسجم مع عقائدهم وفقه مذاهبهم

الفصـل الخامـس آية : سال سائـل بعذاب واقـع

قال اللّه تعالى في مطلع سورة المعارج :.

سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع , من اللّه ذي المعارج الى آخرالسورة الكريمة التي تبلغ 44 آية .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحثّ على الجهاد
الکفارات في الاسلام
التقية في الاسلام
رسـالة الحـقوق
اثر التقوى في الحياة الزوجية
آل البيت عند الشيعة
رزية يوم الخميس ق (1)
ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر ...
من هو النبي المرسل؟ ومن هم الأنبياء؟ وما هي ...
التكاليف الشرعية هي تناسب العدل الإلهي؟

 
user comment