عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

روايات ( يقال ) تتحول الى راي يتبناه العلما

روايات ( يقال ) تتحول الى راي يتبناه العلما

 

مع ان المفسرين يعرفون ان الاية نزلت في اواخر حياة النبي (ص ) , ويعرفون ان تفسيرها بحدث في اوائل البعثة انما هو قول مفسرين من متفقهة التابعين في العصرالاموي , او روايات ضعيفة السند لكن مع ذلك تراهم يفسرونها بهذا الوجه ويقدمون نزول الاية جهارا نهارا 23 سنة عندما ترى منهم مفسرين محترمين مثل الزمخشري والفخر الرازي والسبب في ذلك انهم يريدون الفرار من تفسيرها ببيعة الغدير , ولا يجدون مفراالا باحد امرين :.

امـا تـفـسـيـرها باول البعثة والقول بان النبي (ص ) خاف وتباطا في تبليغ الرسالة فهدده اللّه تعالى وطمانه بالعصمة من الناس ولا يساعد عليها نص الاية , كما سترى .

ـ قال الزمخشري في الكشاف : 1 / 659.

واللّه يعصمك : عدة من اللّه بالحفظ والكلاة , والمعنى : واللّه يضمن لك العصمة من اعدائك .

فان قلت : اين ضمان العصمة , وقد شج في وجهه يوم احد ؟ وروي عن رسول اللّه (ص ) : بعثني اللّه برسالته فضقت ذرعا , فاوحى اللّه الي ان لم تبلغ رسالاتي عذبتك , وضمن لي العصمة فقويت انتهى ونحوه في الوسيط : 2 /208.

ـ وقال الرازي في تفسيره : 6 جز 12 / 48 ـ 50.

يـا ايـهـا الرسول بلغ روي عن الحسن عن النبي (ص ) قال : ان اللّه بعثني برسالته فضقت بها ذرعا وعرفت ان الناس يكذبوني , واليهود والنصارى , وقريش يخوفوني فلما انزل اللّه هذه الاية , زال الخوف بالكلية .

فـي قـوله : واللّه يعصمك من الناس سؤال : وهو كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي انه شج وجهه , وكسرت رباعيته .

والجواب من وجهين : احدهما ان المراد يعصمه من القتل وثانيها : انها نزلت بعد يوم احد انتهى .

ومـما يلاحظ على الرازي انه قد لم يراع الامانة في النقل , فقد حشر في نقله عن الحسن البصري الـيـهود والنصارى , لانه يريد تفسير الاية بالعصمة من اليهودوالنصارى , ويبعدها عن قريش ولا نلومه على حبه لقريش ولجده ابي بكر بن ابي قحافة , ولكن نطالبه بالامانة العلمية الـمـصـادر الـتـي نقلته عن البصري فلم اجد ذكرا لليهود والنصارى روايته من حديث الغدير وقد شت ابن كثير كثيرا , فزاد على الرازي وغيره , قال في البداية : 3 /53:.

روى ابن ابي حاتم في تفسيره , عن ابيه , عن الحسن بن عيسى بن ميسرة الحارثي , عن عبداللّه بن عبد القدوس , عن الاعمش , عن المنهال بن عمرو , عن عبداللّه بن الحارث قال : قال علي : لما نزلت هذه الاية : وانذر عشيرتك الاقربين , قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وانا لبنا ,وادع لي بني هاشم , فدعوتهم وانهم يومئذ لاربعون غير رجل , او اربعون ورجل ,فذكر القصة نحو ما تقدم , الى ان قال : وبدرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكلام فقال : ايـكـم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في اهلي ؟ قال فسكتوا وسكت العباس خشية ان يحيط ذلك بماله , قال : وسكت انا لسن العباس .

ثم قالها مرة اخرى فسكت العباس , فلما رايت ذلك , قلت : انا يا رسول اللّه قال : انت .

ومعنى قوله في هذالحديث : من يقضي عني ديني ويكون خليفتي في اهلي ,يعني اذا مت , وكانه صلى اللّه عـليه وسلم خشي اذا قام بابلاغ الرسالة الى مشركي العرب ان يقتلوه , فاستوثق من يقوم بعده بما يصلح اهله , ويقضي عنه , وقد امنه اللّه من ذلك في قوله تعالى : يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فمابلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس الاية .

والـمـقـصـود ان رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استمر يدعو الى اللّه تعالى ليلاونهارا وسرا وجهارا , لا يصرفه عن ذلك صارف , ولا يرده عن ذلك راد , ولا يصده عنه ذلك صاد , يتبع الناس في انديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم ومواقف الحج انتهى وذكره بلفظه تقريبا في السيرة : 1 / 460.

ويلاحظ انه خلط في كلامه كثيرا , وتعصب اكثر.

فـقـد بـتر حديث ( انذر عشيرتك الاقربين ) وحذف منه اختيار النبي (ص ) خليفته من عشيرته الاقربين بامر ربه تعالى , واورد بدله حديثا محرفا , وفسر الحديث المحرف بان النبي (ص ) كان يخاف ان يقتله القرشيون , فطلب من بني هاشم شخصا يكون خليفته في اهله ويقضي دينه , فقبل ذلك علي (ع ) , ثم انتفت الحاجة الى ذلك بنزول الاية لـقـد تجاهل ابن كثير ان النبي (ص ) كان مامورا في تلك المرحلة بدعوة عشيرته الاقربين فقط , ولـم يـكـن مـامورا بعد بدعوة قريش وبقية الناس والاذى ثم ان ابن كثير تفرد بربط آية العصمة بية الاقربين , ولم اجد احدا سبقه اليه , ولا.

ذكر من اين اخذه ؟ وكـان الـمـهم عنده ان يحرف كلام النبي (ص ) في حديث الدار ونصه على ان عليااخوه ووزيره وخليفته من بعده وهذا قليل من كثير من عمل ابن كثير , واليك الحديث الذي بتره :.

ـ قال الاميني في الغدير : 1 / 207:.

وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي :.

قال في تاريخه : 2 / 217 من الطبعة الاولى :.

انـي قـد جئتكم بخير الدنيا والاخرة , وقد امرني اللّه تعالى ان ادعوكم اليه , فايكم يوازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟.

قال : فاحجم القوم عنها جميعا , وقلت ـ واني لاحدثهم سنا وارمصهم عيناواعظمهم بطنا واحمشهم ساقا ـ : انا يا نبي اللّه اكون وزيرك عليه .

فـاخـذ بـرقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم , فاسمعوا له واطيعواقال : فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع .

ـ وقال الاميني : 2 / 279:.

وبـهـذا اللفظ اخرجه ابو جعفرالاسكافي المتكلم المعتزلي البغدادي المتوفى 240في كتابه نقض العثمانية , وقال : انه روي في الخبر الصحيح .

ورواه الفقيه برهان الدين في انبا نجبا الابنا / 46 ـ 48.

وابن الاثير في الكامل 2 / 24.

وابو الفدا عماد الدين الدمشقي في تاريخه 1 / 116.

وشـهـاب الـديـن الـخـفاجي في شرح الشفا للقاضي عياض 3 / 37 ( وبتر آخره ) وقال : ذكر في دلايل البيهقي وغيره بسند صحيح .

والخازن علا الدين البغدادي في تفسيره / 390.

والحافظ السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 / 392 نقلا عن الطبري .

وفي / 397 , عن الحفاظ الستة : ابن اسحاق , وابن جرير , وابن ابي حاتم , وابن مردويه ,وابي نعيم , والبيهقي .

وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 3 / 254 انتهى .

ثم شكا صاحب الغدير من تحريف الذين حرفوا الحديث لارضا قريش , ومنهم .

الطبري , الذي رواه في تفسيره بنفس سنده المتقدم في تاريخه , لكنه ابهم كلام .

النبي (ص ) في حق علي (ع ) , فقال : ثم قال : ان هذا اخي وكذا وكذا وتبعه على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية : 3 / 40 , وفي تفسيره : 3 / 351 انتهى .

القول الثاني .

انـها نزلت في مكة قبل الهجرة بدون تحديد , فاستغنى بها النبي (ص ) عن حراسة عمه ابي طالب , او عمه العباس وهـذا الـقـول هـو الـمـشهور في مصادر السنيين , ورواياته نوعان : نوع نص على تاريخ نزولها تصريحا او تلويحا , وانه في مكة .

ونوع لم يصرح بذلك ولم يربط نزولها بحراسة ابي طالب او العباس , ولكنه ربطه بالغا النبي (ص ) لـحـراسته فحملناه عليه , لان اصله رواية الترمذي عن عائشة , وقدفهم منها البيهقي وغيره انها تقصد مكة , كما ستعرف .

فالنوع الاول : كالذي رواه السيوطي في الدر المنثور : 2 / 298 ـ 299 , قال :.

اخرج ابن مردويه والضيا في المختارة , عن ابن عباس قال : سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اي آية انزلت من السما اشد عليك ؟.

فـقال : كنت بمنى ايام الموسم , واجتمع مشركوا العرب وافنا الناس في الموسم فنزل علي جبريل فقال : يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك , وان لم تفعل فمابلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس قال فقمت عند العقبة فناديت : يا ايها الناس من ينصرني على ان ابلغ رسالة ربي ولكم الجنة ؟.

ايها الناس قولوا لا اله الا اللّه , وانا رسول اللّه اليكم , وتنجوا , ولكم الجنة .

قـال فـما بقي رجل ولا امراة ولا صبي الا يرمون علي بالتراب والحجارة ,ويبصقون في وجهى , ويقولون كذاب صابئ , فعرض علي عارض فقال : يامحمد.

ان كنت رسول اللّه فقد آن لك ان تدعو عليهم , كما دعا نوح على قومه بالهلاك , فقال .

النبي صلى اللّه عليه وسلم : اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون , وانصرني عليهم ان .

يجيبوني الى طاعتك , فجا العباس عمه فانقذه منهم وطردهم عنه .

قال الاعمش : فبذلك تفتخر بنو العباس .

واخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذا خرج بعث معه ابو طالب من يكلؤه , حتى نزلت واللّه يعصمك من الناس ,.

فذهب ليبعث معه , فقال : يا عم ان اللّه قد عصمني لا حاجة لي الى من تبعث واخرج الطبراني وابو الشيخ وابو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس , قال : كـان الـنـبي صلى اللّه عليه وسلم يحرس , وكان يرسل معه عمه ابوطالب كل يوم رجالا من بني هـاشـم يـحـرسونه , فقال : ياعم ان اللّه عصمني لا حاجة الى من تبعث الطبراني الكبير : 11 / 205.

ـ وفي مجمع الزوائد : 7 / 17:.

قـولـه تعالى : واللّه يعصمك من الناس , عن ابي سعيد الخدري قال : كان عباس عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيمن يحرسه , فلما نزلت : واللّه يعصمك من الناس ,.

تـرك رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحرس رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عطية العوفي وهو ضعيف .

وعن ابن عباس قال : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يحرس , وكان يرسل معه عمه ابوطالب كل يوم رجـالا من بني هاشم , حتى نزلت هذه الاية : ياايها الرسول بلغ ‌ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس , فارادعمه ان يرسل معه من يحرسه , فقال : يا عم ان اللّه قد عصمني من الجن والانس رواه الطبرانى وفيه النضربن عبد الرحمن وهو ضعيف .

والنوع الثاني : اصله ما رواه الترمذي في سننه : 4 / 317 : عن عائشة قالت : كان النبي صلى اللّه عـليه وسلم يحرس , حتى نزلت هذه الاية : واللّه يعصمك من الناس ,فاخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم راسه من القبة , فقال لهم : يا ايها الناس انصرفوا , فقد عصمني اللّه هذا حديث غريب .

وروى بـعـضـهم هذا الحديث عن الجريري , عن عبد اللّه بن شقيق قال : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يحرس , ولم يذكروا فيه عن عائشة انتهى .

ـ ورواه الحاكم في المستدرك : 2 / 313 عن عائشة ايضا وقال عنه : هذا حديث صحيح الاسناد , ولم يخرجاه انتهى .

والظاهر ان حديث عائشة يقصد ان الاية نزلت في مكة ايضا ومعنى ( فاخرج راسه من القبة ) اي من الخيمة التي كان فيها , وقال لحراسه انصرفوا.

ويؤيد ذلك ان البيهقي رواه في سننه : 9 / 8 وعقب عليه بقول الشافعي المتقدم فقال :قال الشافعي : يعصمك من قتلهم ان يقتلوك حتى تبلغهم ما انزل اليك فبلغ ما امر به فاستهزا به قوم فنزل : فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين انتهى .

ويؤيده ايضا ان المراغي نقل في تفسيره : 2 جز 4 / 160 رواية السيوطي الاولى عن ابن مردويه عـن ابـن عـبـاس , ورواية الطبراني ايضا ثم قال : روى الترمذي وابو الشيخ ‌ان النبي (ص ) كان يحرس في مكة قبل نزول هذه الاية .

وكذلك ذكر غيره , مع انه لا يوجد في رواية عائشة في الترمذي ما يدل على انهاتقصد مكة , فلعل كلمة في مكة حذفت من نسخة الترمذي الفعلية ـ وقال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 291 عن حديث عائشة :.

واخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ والحاكم وابو نـعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل , وابن مردويه , عن عائشة وروى السيوطي عدة روايات بنفس مضمونه عن غير عائشة , وبعضها قديفهم منه ان نزول الاية في المدينة , فجعلناه في القول الثالث .

قـال في الدر المنثور : 2 / 298 ـ 299 : واخرج الطبراني وابن مردويه عن ابي سعيدالخدري قال : كان العباس عم النبي صلى اللّه عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت :واللّه يعصمك من الناس , ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحرس .

واخرج ابو نعيم في الدلائل عن ابي ذر قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

لا ينام الا ونحن حوله من مخافة الغوائل , حتى نزلت آية العصمة : واللّه يعصمك من .

الناس انتهى .

وقد اخذ بهذا القول كثير من المفسرين والمؤلفين في السيرة فقد ذكره الزمخشري في الكشاف : 1 / 659 , وكانه قبله , وكذلك فعل الرازي في تفسيره : 6 جز 12 / 50 انـهـما قالا كما رايت بنزول الاية في مكة حملا قول الحسن البصري وامثاله ـ وقد اخذ بهذا القول ايضا السهيلي في الروض الانف : 2 / 290 , والقسطلاني في ارشادالساري : 5 / 86 , وابـن الـعربي في شرح الترمذي : 6 جز 11 /174 , والعيني في عمدة القاري 7 جز 14 / 95 , وابن جزي في التسهيل : 1 /244 , والنويري في نهاية الارب : 8 جز16 / 196 , و 19 جز 18 / 342 , والنيسابوري في الوسيط : 2 / 209 , والدميري في حياة الحيوان : 1 / 79 وغيرهم , وغيرهم .

ـ ومـمـن اخـذ بـهـذا القول صاحب السيرة الحلبية : 3 / 327 وقد اغتنم فرصة الاية وارتباطها بحراسة النبي (ص ) لاثبات فضيلة لابي بكر بن ابي قحافة فقال : حراسه (ص ) قبل ان ينزل عليه قوله تعالى : واللّه يعصمك من الناس سعد بن معاذ حرسه ليلة يوم بدر , وفي ذلك اليوم لم يحرسه الا ابو بكر شاهرا سيفه حين نام بالعريش انتهى .

وبذلك ناقض صاحب الحلبية نفسه وجا بدليل على ضد مراده , لان الغاالحراسة اذا كان قبل الهجرة , فلم تبق حاجة لحراسة ابي بكر وغيره في بدر على ان الظاهر انه لم يكن للمسلمين عريش في بدر مسلم , تذكر ان ثلث المسلمين حرسوا النبي (ص ) في بدر ,وهو امر معقول , لان المسلمين نزلوا بـالـعدوة القصوى وهي منطقة مكشوفة قال الحاكم : 2 / 326 : عن عبادة ابن الصامت (رض ) قال سـالـتـه عن الانفال , قال : فينا يوم بدر نزلت , كان الناس على ثلاث منازل , ثلث يقاتل العدو , وثلث يجمع المتاع وياخذ الاسارى وثلث عند الخيمة يحرس رسول اللّه (ص ) , فلما جمع المتاع اختلفوا فيه فجعله الى رسول اللّه (ص ) فقسمه على السوا انتهى .

ويدل على بطلان هذا القول : اولا , ما تقدم في القول الاول .

ثانيا : نفس روايات القول الثالث وغيره , التي تنص على ان الغا الحراسة المزعوم حصل في المدينة , وليس في مكة .

ثالثا , ان عمدة رواياته رواية القبة عن عائشة , ورواية حراسة العباس اماالروايات الاخرى فكلها غـيـر مـسـندة , وغرض بعضها تقليل دور ابي طالب في نصرة النبي (ص ) كما هو واضح , وانه (ص ) كان مستغنيا في مكة عن حراسة ابي طالب .

كـما يلاحظ في الرواية الاولى انها تريد اثبات فضيلة للعباس بانه كان حارس النبي (ص ) في مكة بدل ابي طالب , وانه هو الذي عصم اللّه به رسوله من الناس وقـد كـان دور الـعـباس قبل الهجرة دورا عاديا مثل بقية بني هاشم الذين تضامنوامع النبي (ص ) وتـحملوا معه حصار الشعب , ولم يعرف عنهم انهم اسلموا , ولم يهاجروا معه الى المدينة مثل علي وحمزة .

ومن المعروف ان العباس قد اسر في بدر واسلم عند فكاك الاسرى .

هذا مضافا الى تضعيف الهيثمي وغيره لهذه الرواية , وما تشاهده من ضعف متنها وركته .

ثالثا : ما سياتي في اثبات استمرار حراسته (ص ) ونفي كل مايدل على الغائهاومن ذلك رواية القبة , وسياتي قول الالباني بعدم صحة نسبتها الى عائشة .

القول الثالث .

انـهـا نزلت في المدينة بدون تاريخ (ص ) للحراسة , وليس فيها ان ذلك كان في مكة او في المدينة ,ولكن يفهم من نص بعضها او رواة بعضها , ان نزولها كان في المدينة .

ـ قال في الدر المنثور : 2 / 298 ـ 299:.

واخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال : كنا نحرس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالليل , حتى نزلت : واللّه يعصمك من الناس فترك الحرس .

واخـرج ابن جرير وابو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت : يا ايها الرسول الى قوله : واللّه يعصمك من الناس , قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لاتحرسوني , ان ربي قد عصمني .

واخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبد اللّه بن شقيق ان رسول اللّه صلى اللّه عليه .

وسلم كان يعتقبه ناس من اصحابه , فلما نزلت : واللّه يعصمك من الناس ,فخرج .

فقال : يا ايها الناس الحقوا بملاحقكم , فان اللّه قد عصمني من الناس .

واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي ان .

رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما زال يحارسه اصحابه , حتى انزل اللّه :واللّه .

يعصمك من الناس , فترك الحرس حين اخبره انه سيعصمه من الناس .

واخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن الربيع بن انس قال : كان النبي صلى اللّه .

عليه وسلم يحرسه اصحابه , حتى نزلت هذه الاية : يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك .

الاية انتهى .

ـ ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة : 1 / 301 , عن عبد اللّه بن شقيق وعن محمد بن كعب القرظي ورواه الـطبري في تفسيره : 6 / 199 , عن عبد اللّه بن شقيق وابن سعد في الطبقات : 1جز 1 / 113 والبيهقي في دلائل النبوة : 2 / 180.

ويدل على بطلان هذا القول وغيره من الاقوال التي ربطت نزول الاية بالحراسة :.

ان مـن الـمجمع عليه في احاديث سيرته (ص ) انه كان يطلب من قبائل العرب ان تحميه وتمنعه مما يـراد بـه مـن القتل , لكي يبلغ رسالة اللّه عز وجل , وقد بايعه الانصار بيعة العقبة على ان يحموه ويـحموا اهل بيته مما يحمون منه انفسهم واهليهم فلو ان آية العصمة نزلت في مكة , لما احتاج الى شي من ذلك وسنذكر في آخر البحث احاديث طلب النبي (ص ) من الانصار ان يحموه ويحرسوه , وبيعتهم على ذلك ثـم ان مـصـادر الحديث والتفسير والتاريخ مليئة بالروايات التي ذكرت حراسة النبي (ص ) وانها كانت في مكة والمدينة , خاصة في الحروب , الى آخر حياته (ص ) ولذا يجب رفض كل الروايات التي زعمت انه الغى الحراسة قبل هذا التاريخ ,لانها تدعي الغاها في السلم والحرب والسفر والحضر وقد تقدمت في رواية الحاكم ان ثلث المسلمين كانوا يحرسونه (ص ) في بدر وقد روى احمد : 2 / 222 ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراه رجال من اصحابه يحرسونه , حتى اذا صلى وانصرف اليهم فقال لهم الخ .

ورواه فـي كـنز العمال : 12 / 430 , عن مسند عبد اللّه بن عمرو بن العاص وقال عنه في مجمع الزوائد : 10 / 367 : رواه احمد ورجاله ثقات انتهى .

وغزوة تبوك كانت في آخر سنة من حياته (ص ).

وفـي الـفـصـول الـتـي عـقدها المحدثون , وكتاب السيرة لحراسته (ص ) وقصصها ,وحراسه واسمائهم وقصصهم ما يكفي لرد هذه المقولة والعجيب انك ترى بعضهم يذكر كل ذلك عن الحراسة , ثم يقول انه (ص ) الغى الحراسة بعد نزول الايـة في مكة قبل الهجرة , او بعد الهجرة الغدير ـ قال صاحب عيون الاثر في : 2 / 402.

حـرسـه يوم بدر حين نام في العريش : سعد بن معاذ , ويوم احد : محمد بن مسلمة , ويوم الخندق : الـزبير بن العوام وحرسه ليلة بنى بصفية : ابو ايوب الانصاري بخيبر , او ببعض طريقها , فذكر ان رسـول اللّه صـلـى اللّه عليه وسلم قال :اللهم احفظ ابا ايوب كما بات يحفظني وحرسه بوادي الـقرى : بلال , وسعد بن ابي وقاص , وذكوان بن عبد قيس وكان على حرسه عباد بن بشر , فلما نزلت : واللّه يعصمك من الناس , ترك الحرس وقد حاول ان يجيب على حراستهم للنبي (ص ) في تبوك , ففسر نص الحراسة بانه يعني انتظارهم انتها صلاته قـال فـي : 1 / 119 : وفـي حديث عمرو بن شعيب : فاجتمع رجال من اصحابه يحرسونه حتى اذا صـلـى والـمراد واللّه اعلم : ينتظرون فراغه من الصلاة وسـلـم مـن المشركين , فقد كان انقطع منذ نزلت : واللّه يعصمك من الناس , وذلك قبل تبوك واللّه اعلم انتهى .

ولكنه تفسير مخالف لنص الرواية في الحراسة وعلى كل حال , فان هذا القول بنزول الاية في المدينة يرد القول الاول الذي جعل تاريخ نزول الاية في مكة والنتيجة ان دعوى الغائه (ص ) للحراسة لا دليل عليها من سيرته (ص ) , بل الدليل على خلافها , وان بـنـي هـاشم كانوا يحرسونه في مكة حتى هجرته , ثم كانواهم وبقية اصحابه يحرسونه في المدينة , الى آخر عمره الشريف .

وفي اعتقادي ان نفس محاولة تفسير الاية بالغا الحراسة دليل على صحة تفسيراهل البيت (ع ) بان الايـة تقصد العصمة من الارتداد , فترى مخالفيهم يصرون على تفسيرها بالعصمة الحسية ويقعون في التناقض مع الواقع القول الرابع .

انها نزلت في المدينة في السنة الثانية للهجرة بعد حرب احد.

ـ قال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 291 : واخرج ابن ابي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قـال : جا عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه ان لي موالي من يهود كثير عددهم , واني ابرا الى اللّه ورسوله من ولاية يهود , واتولى اللّه ورسوله .

فقال عبد اللّه بن ابي : اني رجل اخاف الدوائر , لا ابرا من ولاية موالي .

فـقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعبد اللّه بن ابي : ابا حباب ارايت الذي نفست به من ولا يهود على عبادة , فهو لك دونه قال : اذن اقبل , فانزل اللّه : يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اوليابعضهم اوليا بعض , الى ان بلغ الى قوله : واللّه يعصمك من الناس انتهى .

ويكفي في الدلالة على بطلان هذا القول ما تقدم في الحراسة , ويضاف اليه ان روايته من كلام عطية بن سعد ولم يسندها الى النبي (ص ) , والايات المذكور ة فيهاهي الايات 1 الى 67 من سورة المائدة , ولم يقل احد ان هذا الايات نزلت .

في قصة ولا ابن سلول لليهود , الذي توفي قبل نزول سورة المائدة القول الخامس .

انها نزلت على اثر محاولة شخص اغتيال النبي (ص ) , وقد تناقضت رواياتهم في ذلك , فذكر بعضها ان الحادثة كانت في غزوة بني انمار المعروفة بذات الرقاع , وان شخصا جا الى النبي (ص ) بقصد اغـتـياله وطلب منه ان يعطيه سيفه ليراه , فاعطاه النبي (ص ) اياه بكل سهولة عنه , او دلى رجليه في البئر الخ .

ـ قال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 298 ـ 99 2.

واخرج ابن ابي حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال : لما غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بني انمار نزل ذات الرقاع باعلى نخل , فبينا هو جالس على راس بئر قد دلى رجليه : لاقتلن محمدا , فقال له اصحابه : كيف تقتله ؟ قال اقول له اعطنى سيفك , فاذا اعطانيه قتلته به فـاتاه فقال : يامحمد اعطني سيفك اشمه , فاعطاه اياه فرعدت يده , فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : حال اللّه بينك وبين ما تريد , فانزل اللّه : يا ايها الرسول بلغ ‌ما انزل اليك من ربك , الاية .

واخـرج ابـن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذا نزل مـنزلا اختار له اصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها , فاتاه اعرابي فاخترطسيفه ثم قال : من يمنعك مـنـي ؟ قـال : اللّه , فـرعدت يد الاعرابي وسقط السيف منه ,قال : وضرب براسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فانزل اللّه : واللّه يعصمك من الناس واخرج ابن حبان وابن مردويه عن ابي هريرة قال : كنا اذا صحبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر تركنا له اعظم دوحة واظلها فينزل تحتها , فنزل ذات يوم تحت شجرة , وعلق سيفه فيها فجا رجل فاخذه فقال : يامحمد من يمنعك مني ؟فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اللّه يمنعني منك , ضع عنك السيف فوضعه ,فنزلت : واللّه يعصمك من الناس انتهى .

وقال بعضهم : ان شخصا اراد اغتيال النبي (ص ) فقبضوا عليه : ففي الدر المنثور : 2/ 299 : اتي الـنـبي صلى اللّه عليه وسلم برجل فقيل هذا اراد ان يقتلك ترع , ولو اردت ذلك لم يسلطك اللّه علي انتهى .

ومما يدل على بطلان هذاالقول وان الاية لم تنزل في قصة غورث اوشبهها:.

اولا , ان غزوة ذات الرقاع او بني انمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة ( سيرة ابن هشام : 3 / 225 ) وهـو تـاريخ قبل نزول سورة المائدة بسنوات , كما ان بعض رواياتها بلا تاريخ , وبعضها غير معقول ثـانـيـا , ان الـمصادر الاساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع , لم تذكرنزول آية الـعصمة فيها , بل ذكر اكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي (ص ) حتى في الصلاة , وهو كاف لرد رواية نزول الاية فيها اما ابن هشام فقد ذكر ان الاية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى : يا ايهاالذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم ( سيرة ابن هشام : 3 / 227 , تحقيق السقا ) ولكن ذلك لا يصح , لان تلك الاية من سورة المائدة ايضا واما البخاري وغيره فقد رووا فيها تشريع صلاة الخوف وتشديد الحراسة ـ قال في صحيحه : 5 / 53:.

عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما اخبره انه غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل نجد , فـلما قفل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قفل معه , فادركتهم القائلة في واد كثير العضاه , فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر , ونزل رسول اللّه صلى اللّه عـلـيـه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه ,قال جابر فنمنا نومة فاذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلـم يـدعونا , فجئناه فاذا عنده اعرابي جالس , فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ان هذا اخترط سيفي وانا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا ذاجالس , ثم لم يعاقبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

عـن ابى سلمة عن جابر قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم بذات الرقاع فاذااتينا على شجرة ظـلـيـلة تركناها للنبي صلى اللّه عليه وسلم , فجا رجل من المشركين وسيف النبي صلى اللّه عليه وسـلـم معلق بالشجرة , فاخترطه فقال له : تخافني ؟ فقال لا قال فمن يمنعك مني ؟ قال اللّه فتهدده اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ,.

واقيمت الصلاة , فصلى بطائفة ركعتين ثم تاخروا وصلى بالطائفة الاخرى ركعتين وقال مسدد عن ابي عوانة عن ابي بشر : اسم الرجل غورث بن الحرث انتهى .

ـ وروى الـحاكم نحوه : 3 / 29 , وذكر فيه ايضا ان النبي (ص ) صلى بعد الحادثة صلاة الخوف بالحراسة المشددة روى احمد قصة غورث في : 3 / 364 , و390 , وذكر فيها صلاة الخوف ولم يذكر نزول الاية وليس فيها ذكر نزول الاية ـ وروى الكليني صيغة معقولة لقصة غورث , قال في الكافي : 8 / 127:.

ابان عن ابي بصير , عن ابي عبد اللّه (ع ) قال : نزل رسول اللّه (ص ) في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد , فاقبل سيل فحال بينه وبين اصحابه , فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل ,فقال رجل من المشركين لقومه : انا اقتل محمدا , فـجـا وشـد عـلى رسول اللّه (ص )بالسيف ثم قال : من ينجيك مني يامحمد ؟ فقال : ربي وربك , فـنـسـفه جبرئيل عن فرسه فسقط على ظهره , فقام رسول اللّه (ص ) واخذ السيف , وجلس على صـدره وقال : من ينجيك مني يا غورث ؟ فقال : جودك وكرمك يا محمد واللّه لانت خير مني واكرم انتهى .

وهكذا لا تجد اثرا في هذه المصادر لنزول الاية في ذات الرقاع , او في قصة غورث , بل تلاحظ ان النبي (ص ) صلى بعد الحادثة بالحراسة المشددة فهل صار الغا الحراسة عند اصحاب هذا القول , ان النبي (ص ) لم يطمئن قلبه فامربتشديد الحراسة ؟ ومـن تخبطهم في قصة غورث وآية التبليغ , ما تراه من الرد والبدل بين ابن حجروالقرطبي , فقد قال القرطبي ان كون النبي وحده في القصة يدل على عدم حراسته حينذاك , وان الاية نزلت قبلها فاجابه ابن حجر : لا , فالاية نزلت يومذاك فالغى الحرس , اما قبلها فكان احيانايضغف ايمانه فيتخذ الحرس , واحيانا يقوى فيلغيه , وفي قصة غورث كان بلاحراسة لقوة ايمانه يومذاك ـ قال في فتح الباري : 8 / 2752.

قوله باب تفرق الناس عن الامام عند القائلة والاستظلال بالشجر.

ذكر فيه حديث جابر الماضي قبل بابين من وجهين , وهو ظاهر فيما ترجم له ,وقد تقدمت الاشارة الى مكان شرحه .

قال القرطبي : هذا يدل على انه صلى اللّه عليه وسلم كان في هذا الوقت لايحرسه احد من الناس , بخلاف ما كان عليه في اول الامر , فانه كان يحرس حتى نزل قوله تعالى : واللّه يعصمك من الناس .

قـلت : قد تقدم ذلك قبل ابواب , لكن قد قيل ان هذه القصة سبب نزول قوله تعالى : واللّه يعصمك من الناس , وذلك فيما اخرجه بن ابي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال : كنا اذا نزلنا طلبنا للنبي صلى اللّه عليه وسلم اعظم شجرة واظلها فنزل تحت شجرة , فجا رجل فـاخذ سيفه فقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ قال : اللّه , فانزل اللّه : واللّه يعصمك من الناس , وهذا اسناد حسن فيحتمل ان كان محفوظا ان يقال : كان مخيرا في اتخاذ الحرس , فتركه مرة لقوة يقينه .

فلما وقعت هذه القصة ونزلت هذه الاية , ترك ذلك انتهى .

فـاعـجب لابن حجر الذي لم يلتفت الى ان الاية من سورة المائدة التي نزلت سنة عشر , وان غزوة ذات الـرقـاع سـنة اربع , وان مجئ ابي هريرة الى المدينة سنة سبع ,وغفل عن تشديد الحراسة وصلاة الخوف في ذات الرقاع , وهو مع ذلك يشرح رواية البخاري في صلاة الخوف وما ذلك الا لان ذهنه مملؤ بما زرقوه فيه من ربط آية العصمة بالحراسة ,.

لابعادها عن الغدير واخيرا , فقد تقدمت روايات حراسة النبي (ص ) في تبوك , وهي بعد غزوة ذات الرقاع بنحو ست سنوات , ونضيف اليها هنا حراسته في فتح مكة الذي كان بعدهذه الحادثة , بنحو اربع سنوات , فقد روى الـبـخاري ان المسلمين كانوا يحرسون النبي (ص ) حينئذ هـشام عن ابيه قال : لما سار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا , خرج ابو سـفـيـان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقا يلتمسون الخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلم , فاقبلوا يسيرون حتى اتوا مر الظهران , فاذا هم بنيران كانها نيران عرفة , فقال ابوسفيان ما هذه , لكانها نيران عرفة ؟ ذلـك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انتهى .

ونـضـيـف الى ذلك اسطوانة الحراسة التي مازالت في المسجد النبوي الشريف ,والتي عرفت بهذا الاسم في عام الوفود , وهو السنة التاسعة كما في سيرة ابن هشام : 4/ 214 , تحقيق السقا.

القول السادس .

لم يعين اصحابه تاريخ نزول الاية , ولا ربطوها بالحراسة , ولكنهم قالوا انها عامة تؤكد على النبي (ص ) وجوب تبليغ الرسالة , والا فانه لم يبلغها ـ فـفـي الـدر المنثور : 2 / 299 : واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن قتادة في الاية قال : اخبر اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم انه سيكفيه الناس ويعصمه مـنهم , وامره بالبلاغ , وذكر لنا ان نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قيل له : لو احتجبت فقال : واللّه لا يدع اللّه عقبي للناس ما صاحبتهم انتهى .

وهـذا الـقول يشبه القول الاول , ويرد عليه ما تقدم , وان رواياته غير مسندة , وانه لا ينطبق على معنى الاية , ولا يكفي لتصحيح القضية الشرطية فيها , كما ستعرف .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

البداء والإرادة المُناظرة الخامسة -3
الحثّ على الجهاد
الکفارات في الاسلام
التقية في الاسلام
رسـالة الحـقوق
اثر التقوى في الحياة الزوجية
آل البيت عند الشيعة
رزية يوم الخميس ق (1)
ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر ...
من هو النبي المرسل؟ ومن هم الأنبياء؟ وما هي ...

 
user comment