عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

ثورة الامام الحسین(ع) و موقعها في مسار الامة الاسلامیة

تعتبر ثورة الامام الحسین بن علی(ع) من أهم الاحداث التاریخیة التي ساهمت في صیاغة الثورات التاریخیة التي تفجرت علی الساحة، بعد حادثة کربلاء ، و في تکوین الخط السیاسي العام لدرسة اهل البیت(ع).

و من هنا لا یمکن لباحث في التاریخ أن یتوفّر علی دراسة تاریخ الحقبة الامویة، و ما عجّت به من ثورات و تناقضات و احداث عظیمة ، ما لم یتناول آثار ثورة الامام الحسین (ع) في المجتمع الاسلامي بشکل عام، و في مجتمع الاسلامي بشکل عام ، و في مجتمع مدرسة اهل البیت (ع) الذي ترکز وجوده في الکوفة و البصرة ، و بعض المدن العراقیة الاخری،و بعض مدن فارس.

هذه العلاقة الاساسیة ، بین ثورة الحسین (ع) و انعکاساتها في المجتمع الاسلامي، و یمکن دراسة تلک الآثار ضمن المحاور التالیة:

تأثیرات ثورة الامام الحسین(ع) في البعد الوجداني

لکل ثورة ناجحة ، أو فاشلة ، نصیب في الفعل و التأثیر في حیاة الأمة ، و حجم هذا التأثیر و أبعاده و میادینه ینبع من هویة الثورة و أهدافها، و مدی ارتباطها بالامة و قیمها، و نوعیة القیادة التي اشرفت علیها. و حیث إنّ ثورة الحسین(ع) استهدفت الاطاحة بالحکم الاموي الذي یمثل بؤرة ظلام و ظلم و طغیان في حیاة الأمة، و حیث إن الامام الحسین (ع) من أهل بیت النبوة، و معدن الرسالة، و مهبط الملائکة، و حیث إن شهادته زخرت بالمآسي و المحن ... أثرت تأثیراً مباشراً و حیویاً، و ممتداً في واقع الأمة، و في تشکیل خطها السیاسي.

من هنا فإن آثار ثورة الامام الحسین (ع) هزّت ضمیر الانسان المسلم، و المجتمع الاسلامي، و ساهمت في بناء المستقبل ، و شارکت في صیاغة الأحداث المصیریة للأمة، و من هذه المیادین ، البناء العاطفي للانسان المسلم، من خلال معالجة الجوانب المرضیة في اشواقه و عواطفه.

و الذي یهمنا من هذا الجانب ، هو دور شهادة الامام الحسین (ع) في معالجة الواقع العاطفي لأهل الکوفة ، و إنقاذهم من مرض الازدواجیة ، و کیف استطاعت تلک الشهادة إعادة التوازن للمجتمع الشیعي ، و توحید الجانب العاطفي مع خیاراته السیاسیة، و الذي تجسد بکل وضوح و جلاء في اندفاع « التوابین» و ثورتهم ضد الحکم الاموي، و صحیح أنّ الامام کان ضحیة لهذا التناقض في المجتمع الکوفي ، إلا أن شهادته (ع) المآساویة دفعت مجتمع الکوفة الی مراجعة الذات ، و الندم، و التوبة، و الاصرار علی الخروج من هذه الحالة التي ادت الی نتائج مروعة ، فثمة تناقض عاشه اکثر الکوفیین، بین قناعاتهم الفکریة و السیاسیة التي آمنوا بها ، و بین مواقفهم السیاسیة العملیة، ففي کثیری من المواقف مارس هؤلاء موقفاً عملیاً متضاداً مع قناعاتهم و في احیان أخری اتخذت هذه الحالة أسلوب التقاعس و الضعف عن التطابق العملي مع تلک القناعات ، دون ان تبلغ درجة التضاد.

و یبدوأن هذه الحالة کانت ملحوظة في الکوفة في عصر الامام علي(ع) و ما بعده، فمثلاً نلحظ کلمات للامام علي(ع) و هي تشیر الی هذه الحالة فقد قال (ع) : « أنهم أناس مجتمعة ابدانهم، مختلفة اهواؤهم ، و ان من فاز بهم فاز بالسهم الأخیب و انه اصبح لا یطمع في نصرتهم و لا یصدق قولهم ».

و نجد کذلک بعض الکلمات لبعض الهاشمیین و غیرهم في وصف تلک الحالة ، فابن عباس یقول للامام الحسین(ع) حین عزم علی الذهاب الی الکوفة: « ان اهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم».

و قال فرزدق و هو یصف اهل الکوفة للامام الحسین (ع)حین لاقاه في الطریق : « قلوب الناس معک و سیوفهم مع بني امیة».

و حین شاهد الامام زین العابدین بکاء اهل الکوفة علی الحسین قال متعجباً: « ان هؤلاء یبکون و ینوحون من اجلنا فمن قتلنا؟!»!!

و هذه الکلمات و المواقف العملیة تکشف عن تناقض علیه اهل الکوفة بین قناعاتهم ، و مواقفهم العملیة، حیث یتغایر موقفهم العملي من موقفهم العقیدي في بعض الاحیان.

و بالطبع ، فهذه الحالة الشاذة التي میّزت الکوفة ، لم تلغ عنها طابعها التاریخي الثابت ، بوصفها قاعدة اهل البیت(ع) ، و مرکز الموالین لهم ، فقد قال الامام امیر المؤمنین علي(ع) و هو یمدح اهل الکوفة : « یا اهل الکوفة انتم اخواني و انصاري و اعواني علی الحق بکم اضرب المُدبِر ، و ارجوا اتمام طاعة المُقبِل».

فأجابوا: « سر بنا یا امیر المؤمنین حیث احببت فنحن حزبک و انصارک نعادي من عاداک و نشایع من اثاب الیک و الی طاعتک، فسر بنا الی عدوک کائناً من کان، فانک لن تؤتی من قلة و لا ضعف فان قلوب شیعتک کقلب رجل واحد في الاجتماع علی نصرتک و الجد في جهاد عدوک ، فابشر یا امیر المؤمنین بالنصر، و اشخص الی أي الفریقین احببت( ای فریق معاویة و الخوارج)، فانا شیعتک التي ترجو في طاعتک و جهاد من خالفک صالح الثواب من الله ، و تخاف من الله في خذلانک و المتخلف عنک شدید الوبال».

و بهذا یزول ما یبدو من تناقض في النصوص. کما یصفهم الامام الحسین بن علي(ع) في جوابه لسلیمان بن صرد: « اما بعد فانکم شیعتنا و اهل مودتنا و من نعرفه بالنصیحة و الاستقامة لنا».

بل لعلًَّ اصرار الامام الحسین (ع) علی التوجه الی الکوفة ، رغم نصح الناصحین، یکشف عن أنَّ الامام کان یعلم ان هوی الکوفة معه، إضافة الی أنًّ مسیره الیها کان بناءً علی طلب اهلها الملحّ للقدوم.

ان حالات التخاذل المریرة ، التي ابداها اهل الکوفة لأهل البیت في المواقف الحرجة نابعة من حالات الضعف، و لا تعبّر عن موقف تاریخي ثابت لاهل الکوفة، بل ان طابع الکوفة التاریخي الممیز أنها مرکزٌ لشیعة اهل البیت(ع)، و من الضروري ، تحلیل هذه الظاهرة و معرفة منشئها و منابعها ، و بالتالي موقع شهادة الامام الحسین (ع) في علاج هذه الظاهرة الخطیرة ، و یمکن تشخیص منابعها بما یلي:

1ـ تبرز حالة عدم التطابق هذه في الظروف و المواقف التي تتطلب موقفاً مبدئیاً مصحوباً بثبات ذلک الموقف مع تحمل الشدائد و الصعوبات التي تنشأ من ذلک الالتزام.

2ـ و تبرز هذه الحالة في ظروف القسر و الاکراه و الاجبار علی اتخاذ موقف مغایر لموقفهم الفکري ، و اعتقادهم الوجداني.

و لعل موقف اهل الکوفة من مسلم بن عقیل یمثل نموذجاً لهذه الحالة، حیث اکرههم عبیدالله بن زیاد ـ بحد السیف ـ علی التخلي عن مسلم ، ففي مثل تلک الظروف ، تظهر حالة عدم التطابق بین الخط الوجداني و الفکري ، و بین المواقف العملي.

3ـ کما و قد تبرز في ظل العروض المغریة، التي تستهوي بعض الناس ظواهر الاندفاع نحو السلوک العملي المضاد لقناعاتهم و خیاراتهم السیاسیة.

هذه في تقدیرنا أهم منابع ظاهرة عدم التطابق بین الموقف الوجداني و الموقف العملي.

و الذي یلاحظ سیاسة عبیدالله بن زیاد في مواجهة الاوضاع المستجدة التي تمخضت عن مجيء مسلم بن عقیل الی الکوفة ، یجد أنها مارست الخطوط الثلاثة مجتمعة ، الأمر الذي ادی الی ظهور حالة التناقض و الشذوذ في هذا المجتمع ، و بالتالي أدت الی حدوث مأساة کربلاء.

و في ضوء معرفة حقیقة اتجاه أهل الکوفة و هویتهم و تمیزهم بتلک الظاهرة یتجلی موقع شهادة الامام الحسین و أهل بیته ، في معالجة هذه الحالة المرضیة.

و لا نرید ان نقول هنا إن الامام استشهد من اجل معالجة هذه الظاهرة ، انما فرضت شهادته الدمویة علی اهل الکوفة خطا نفسیا و عملیا، یؤدي سلوکه الی الخروج من حالة الانفصال و الازدواجیة.

و بعبارة اوضح ، انها فرضت علیهم الیقظة و الالتفات الی حجم المآساة التي أدی الیها انسیاقهم مع حالة الازدواجیة هذه ، حیث ادّت الی قتل سبط رسول الله(ص) ، و الی تسلط عبید الله بن زیاد علی أهل الکوفة ، و بالتالي حثهم علی اتخاذ موقف عملي یردم الهوة بین الفکر و الوجدان و بین الواقع و متطلباته، فجاءت حرکة التوابین تعبیراً واضحاً عن هذا الشعورـ أيّ ارادة استعادة الهویة العملیة المتطابقة مع الهویة الفکریة و العاطفةـ و کنتیجة اساسیة لشهادة الحسین(ع) ، التي صارت مرکز اشعاع، لشیعة اهل الکوفة لتوحید مسارهم ، مواقفهم العملیة ، تبعاً لهویتهم الفکریة الموالیة لاهل البیت(ع).

و علی امتداد حرکة التوابین انفجرت حرکة المختار الثقفي ، و حرکة زید بن علي ، بل و حرکة اهل الکوفة في طرد عمرو بن حریث عامل بني أمیة من الکوفة ، و غیرها من الحرکات و الممارسات الثوریة التي نبعت من درس کربلاء الألیم.

تأثیرات ثورة الحسین في البناء السیاسي للمجتمع الاسلامي

و في الوقت الذي ساهمت ثورة الامام الحسین (ع) في تشیید البناء العاطفي في وجدان الانسان المسلم ، و في تنبیه الضمائر ، ساهمت کذلک في بعث الفکر الثوري ، و السیاسي السلیم في الامة ، و دفعه للمشارکة الحاسمة في صناعة مصیرها السیاسي، و یمکن الاشارة الی فکرتین اساسیتین اثارتهما حادثة الطف ، أو أجلَت الغبار عنها و هما:

1ـ المعارضة الثوریة للنظام الاموي: لقد مارس معاویة بن ابي سفیان سیاسة القمع و الارهاب و التنکیل بالرأي المعارض، و الصوت الرافض لمنهجه و سیاسته المخالفة لاحکام الاسلام، سنة رسول الله  (ص) ، استطاع بفعل سیاسة القتل و التدمیر إسکات أصوات المعارضة، و بعد تولّي یزید بن معاویة الحکم ، تعمقت هذه السیاسة ، و اقترنت بالفساد و اللهو و المجون ، و في هذه الاجواء المشحونة بالخوف و الفساد ، کانت الامة بحاجة الی من یوقظ حسها الاسلامي و یعارض هذه الاوضاع الشاذة، و یأمر بالمعروف و ینهی عن المنکر ، مهما کان الثمن.

فانبری الامام الحسین (ع) و اعطی للأمة درساً تاریخیاً في الامر بالمعروف و النهي عن المنکر حتی لو کان ثمن ذلک حیاة الانسان، فلنستمع الیه و هو یخطب في اصحاب الحر بن یزید الریاحي:« ایها الناس ان رسول الله (ص) قال من رأی سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناکیاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله (ص) یعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم یغیّر علیه بفعل و لا قول کان حقاً علی الله ان یدخله مدخله ، الا و ان هؤلاء قد لزموا طاعة الشیطان و ترکوا طاعة الرحمن و أظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استأثروا بالفيء و احلوا حرام الله و حرّموا خلاله و انا احق من یغیّر...».

و بذلک قطع الامام بموقفه الرسالي حبل الصمت الطویل ، و انطلقت صرخات ، و سیوف المعارضة ، وهي تلاحق الحکم الاموي و تنغص علیه لذاته بعد شهادة الامام الحسین(ع) حتی استطاعت اخیراً اسقاط هذا الحکم الجائر.

و هکذا رسم الامام الحسین (ع) بشهادته شرعیة معارضة الطاغوت و الظلم و الاستبداد علی صفحة التاریخ الاسلامي، في وقت کادت ان تطفیء السیاسة الامویة الرهیبة، روح المقاومة و الاعتراض علی الظالمین.

2ـ أحقیة اهل البیت بالإمامة : مما لا شک فیه ان اهل البیت (ع) أصحاب الحق الشرعي في قیادة الامة، و هذا الحق لیس ناشئا ـ فقط ـ من کونهم أهل بیت النبوة ، و معدن الرسالة ، و اعرف الناس بتفاصیل الرسالة، و أغناهم فکراً، و اکملهم روحاً ، وأبعدهم عن معصیة الله، و أقربهم الی طاعته ، انّما لأن الرسول (ص) ، نص علیهم ، و أوجب علی الامة طاعتهم و الانقیاد الیهم.

الّا ان هذه الحقیقة الواضحة ، و التي أبرزها عمار بن یاسر و هو یقول لعبد الرحمن بن عوف و للناس ، داعماً جانب الامام علي (ع) في مسألة الخلافة : « أیها الناس ان الله عزوجل أکرمنا بنبیه و اعزّنا بدینه فانی تصرفون هذا الامر عن اهل بیت نبیّکم».

هذه الحقیقة الواضحة، اصبحت بعد وفاة الرسول (ص) و بعد شهادة الامام علي بن ابي طالب (ع) غامضة في ذهن بعض قطاعات من الأمة، بفعل السیاسة التي اتبعها معاویة، و التي استهدفت التقلیل من موقع الامام علي و بنیة في الاسلام و في قیادة الامة. الی ان تمخضت تلک السیاسة الجائرة عن تولّي مثل یزید بن معاویة أمر الامة، و هو شارب الخمر، ضارب الطنبور ، المغرم باللهو و الفساد، کما یجمع المؤرخون علی ذلک. و لم تعترض الامة علی خلافة یزید ، باستثناء اشخاص معدودین ، بل و یصل الحال ، الی ان یأخذ مسلم بن مسرف البیعة لیزید من اهل المدینة علی أنّهم عبید لیزید ، یفعل بهم ما یشاء!!

و في هذه الاجواء الملبدة بالتزویر و الخوف و الجهل بحق اهل البیت بالامامة و قیادة الامة ، تصدّی من الامام الحسین (ع) ، و عالج هذه الحالة ، من خلال تصدّیه الواعي للامامة و قیادة الامة ، والاتصال بقواعده و الموالین له في الکوفة ، و من خلال رفضه البیعة لیزید بن معاویة. و بدأ الامام الحسین (ع) في ذلک بکلمته الرائعة ، للولید بن عتبة والي المدینة، حینما طلب منه البیعة لیزید: « ایها الامیر إنّا اهل بیت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائکة ، بنا فتح الله و بنا ختم و یزید فاسق، فاجر ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق و الفجور و مثلي لا یبایع مثله».

ثم تحرک الامام الحسین(ع) باتجاه الکوفة،بعد ان بایعة اهلها ، من خلال کتبهم و رسائلهم التي ملأت خرجین، و شرع (ع) في رفع الحجب التي خلقها الامویون حول أحقیة اهل البیت بالامامة ، بکلمات صریحة و واضحة ، نقتطع فیما یلي جانباً منها ، فقد قال علیه السلام، و هو یخاطب الحر بن یزید الریاحي و جنوده : « الا و أنّ هؤلاء لزموا طاعة الشیطان و ترکوا طاعة الرحمن و اظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استأثروا بالفيء و أحلّوا حرام الله و حرموا حلاله و أنّا احق من غیّر و قد أتتني کتبکم و قدمت عليّ رسلکم ببیعتکم انکم لاتسلمونني و لا تخذلونني فان أتممتم علي بیعتکم تصیبوا رشدکم » .

و هکذا راح الامام الحسین (ع) یرفع عنهم حجب الجهل ، و یبین لهم حقیقة الامر حتی بانت لبعضهم ، و التحق بالامام الحسین الحر بن یزید الریاحي. و بکلماته الصریحة و خطبه الحاسمة، و اخیراً شهادته ، تمزّقت الحجب التي نسجها الامویون حول (حق اهل البیت بالامامة ) و الثمرة الاولی لهذه الافکار التي کشفتها ثورة الامام الحسین (ع) ... کانت ثورة التوابین.

انعکاسات شهادة الامام الحسین (ع) في تصویر العمل العسکري المعارض للأمة

صورة الامام الحسین(ع) ضد الحکم الاموي، مزقت الاغطیة الشرعیة التي تلفع بها النظام. و کان یحرض علیها لخداع الناس، و فرض طاعة معاویة و یزید و أمثالها علی الامة. إذ ان الامام الحسین کان یحظی باحترام و تقدیر الامة، فهو ابن الرسالة و ابن الرسول و ابن فاطمة الزهراء ، فموقفه ضد الحکم الاموي ، علامة فارقة للذین لم یعرفوا حقیقة یزید بن معاویة، و انه رجل غاصب لحق اهل البیت، فاسق فاجر قاتل للنفس المحترمة، فکیف تجوز طاعة من یجب اقامة حدود الله علیه نفسه؟!

کما ان شهادة الامام (ع) و أصحابه و أهله ، بتلک الصورة المفجعة الوحشیة کشفت هي الاخری، عن همجیة الخط الاموي و وحشیته ، و استعداده للقیام بابشع الاعمال، من اجل الحفاظ علی سلطانه ، بذلک تحولت شهادة  الامام (ع) ـ بحد نفسهاـ الی هدف و قضیة یسعی الصالحون و الاخیار من ابناء الامة للثأر لها و الانتقام من مرتکبیها.

و تأتي ثورة التوابین في مقدمة الثوارت التي اتصلت بشهادة الامام الحسین (ع) ، و استمدت منها دوافع انطلاقها و حرکتها ، فقد کتب سلیمان بن صرد الخراعي ، و هو یوضح هذه العلاقة الوثیقة بین حرکته و شهادة الامام الحسین ، الی سعد بن حذیفة الیمان و شیعة المدائن ، و هو یطلب منهم المشارکة في التعبئة العسکریة العامة لاعداد الجیش و القوة اللازمة لمحاربة الجیش الاموي:« إن اولیاء الله من اخوانکم و شیعة آل نبیکم نظروا لانفسهم فیما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبیهم الذي دُعي فأجاب و دعا فلم یجب ... فلما نظر اخوانکم و تدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا ان قد أخطأوا بخذلان الزکي الطیب و اسلامه و ترک مواساته و النصر له خطأً کبیراً لیس لهم فیه مخرج و لا توبة دون قتل قاتلیه او قتلهم حتی تفنی علی ذلک ارواحهم فقد جدّ اخوانکم فجدّوا و اعداوا و استعدوا».

کما انطلقت الحرکات العسکریة في ارجاء العالم الاسلامي ضد الحکم الاموي، ففي مدینة الرسول، خلع اهلها یزید بن معاویة، و طردوا و الیها الاموي، کما طردوا جمیع الامویین من تلک المدینة ، و في مکة اعلن ابن الزبیر التمرد علی حکم یزید ، مستغلاً بذلک الظروف الجدیدة التي نشأت بعد شهادة الامام الحسین(ع).

ثم لم تتوقف حرکة الثورة ابداً، فقد ظلت الساحة ملتهبة في وجه الحکم الاموي، حتی استطاعت اسقاطه.


source : http://www.abna.ir/data.asp?lang=2&Id=174312
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أهل البيت^ الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق
السیده رقیه بنت الحسین علیها السلام
شروط الإمام
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
سلمان الفارسی
محاولة طمس الحقيقة لولا... :
الإمام الصادق(عليه السلام) بين التأسيس الصوفي ...
واقعة‌ الطف‌ محك‌ّ لمعدني‌ «الولاء» و ...
الشيعة الإمامية هم أتباع أهل البيت (ع)
المعرفة النورانية لها عليها السلام

 
user comment